مقالات:
بقلم/عبدالمؤمن محمد جحاف
يشهد اليمن اليوم لحظة فارقة في تاريخه الحديث، حيث بات على أعتاب نصر غير مسبوق يعيد رسم ملامح الصراع الإقليمي والدولي في المنطقة، هذا النصر لا يقتصر على كونه انتصاراً عسكرياً أو سياسياً فقط، بل يمثل انتصاراً للقيم والمبادئ التي تمثلها المقاومة والصمود في وجه العدوان، ويكشف هشاشة المواقف الغربية، وبالأخص الأمريكية، التي طالما كانت تدعم الكيان الصهيوني في صراعاته.
إعلان وقف العدوان الأمريكي على اليمن، يشكل نقطة تحول جوهرية في الصراع، فقد وضعت هذه الخطوة الولايات المتحدة في مواجهة واقع جديد، حيث لم تعد تستطيع فرض إرادتها بالقوة العسكرية أو الضغط السياسي كما في السابق.
اليمن، استطاع أن يحافظ على ثباته، رغم كل المحاولات الرامية إلى كسر إرادته، مستنداً إلى حقه المشروع في الدفاع عن نفسه ودعم القضية الفلسطينية التي تمثل محوراً أساسياً في الصراع الإقليمي.
هذا التطور يكشف عن فشل الاستراتيجية الأمريكية التي طالما اعتمدت على دعم الكيان الصهيوني لتحقيق أهدافها في المنطقة، تبدو واشنطن اليوم في موقف دفاعي، تحاول التفاوض والبحث عن مخرج يخفف من خسائرها السياسية والعسكرية.
النقطة الأبرز في هذا المشهد هي أن اليمنيين، رغم افتقارهم إلى التكنولوجيا العسكرية المتقدمة مثل الطائرات الحربية وحاملات الطائرات، تمكنوا من فرض إرادتهم على خصومهم، وهذه الحقيقة تؤكد أن القوة الحقيقية لا تكمن فقط في الترسانة العسكرية، بل في الإيمان بالحق والتمسك بالمبادئ الدينية والأخلاقية والإنسانية والوطنية والقومية.
إن صمود اليمنيين يعكس قدرة الشعوب على مواجهة التحديات الكبرى عندما تكون على حق، ويعيد إلى الأذهان أن التاريخ لا يصنعه السلاح وحده، بل الإرادة الشعبية والتضحيات المستمرة.
الاتفاق الأخير لوقف العدوان، الذي جاء بوساطة عمانية، لا يمثل فقط نهاية لمرحلة من التصعيد، بل بداية لمرحلة جديدة من إعادة ترتيب موازين القوى في المنطقة، هذا الاتفاق يضع حداً لتدخلات خارجية كانت تهدف إلى زعزعة الاستقرار، ويعزز فرص السلام والتنمية في منطقة لطالما عانت من الحروب والصراعات.
اليوم، اليمن يقف شامخاً على أعتاب نصر تاريخي، ليس فقط لأنه انتصر على العدوان، بل لأنه أعاد تعريف معنى الصمود والكرامة في وجه التحديات الكبرى، هذا النصر هو رسالة واضحة بأن الحق والإيمان قادران على تغيير موازين القوى، وأن إرادة الشعوب الحرة لا يمكن كسرها مهما بلغت قوة الخصوم، وفي ظل هذه المعطيات، يبدو أن المنطقة مقبلة على تحولات جذرية قد تعيد رسم خريطة النفوذ والتأثير في الشرق الأوسط.
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
التمسك باستحالة الانتصار: واقعية أم مصلحة خاصة؟
* *المتمرد يوسف عزت: (لو البندقية بتاعة الدعم السريع انهزمت في أي مكان إنت لا بتسمع يوسف عزت عندو قيمة، ولا بتسمع “السياسيين البجعجعوا ديل” عندهم قيمة، ولا بتسمع أي “زول مدني داعم الدعم السريع” عندو قيمة)*
تطرح أقوال المتمسكين باستحالة انتصار الجيش عدداً من الأسئلة المشروعة:
١. هل التمسك باستحالة انتصار الجيش هو استجابة لواقع عسكري أم هو رغبة ومشروع سياسي يسعى إلى إبقاء الميليشيا كطرف فاعل، وكمانح وحيد للقيمة للقوى الحليفة؟
٢. هل ينفصل الدفاع عن سردية الميليشيا، وعن موقفها التفاوضي، وعن داعمها الأقليمي، والهجوم على الجيش وعلى كل أشكال دعمه، هل ينفصل هذا عن “الرغبة/المصلحة” في بقاء الميليشيا وعدم انتصار الجيش عليها؟
٣. ما هي دلالة التعويل التام على “توازن الضعف العسكري” للوصول إلى السلطة بدلاً من التوافق بين القوى السياسية والانتخابات؟
٤. هل رفض هزيمة الميليشيا مرتبط بإيمانها بالحكم المدني أم بدعمها في الحرب واعتبار هزيمتها هزيمةً لداعميها؟
٥. هل تختلف دوافع قادة تقدم/صمود، المتمسكين باستحالة انتصار الجيش، عن دوافع الداعم الإقليمي للميليشيا الذي يتحدث أيضاً عن هذه الاستحالة، و”يعمل” لمنع انتصار الجيش؟
٦. ألا يمكن القول إن أقوال قادة تقدم/ صمود هي صياغة معدلة/محتشمة لقول يوسف عزت وتحمل ذات المعنى؟
* *خالد عمر يوسف: (لو انتو متخيلين إنو في ضابط جيش حيخوض ليكم حرب ضد الدعم السريع ويسحقوا يكسِّروا مرة واحدة، ويجي يقول ليكم هاكم ليها يا مدنيين سلطة مدنية وفوق ليها كيكة، تكونوا ما بتعرفوا الجـ .. تكونوا عايشين في عالم الخيال يعني جد جد، مافي كلام زي دا، مافي)*
* *خالد عمر يوسف: ( فرضية استمرار الحرب حتى “فرض ميزان قوى عسكري جديد” فرضية ستؤدي لفرض الطرف المنتصر شروطه وهو طرف يستمد قوته من البندقية. عليه ومع استمرار الحرب سيضعف الدور المدني تلقائياً ويتحول دوره لدور هامشي ).*
* *خالد عمر يوسف: (أنا بقولها بوضوح إذا الناس بفتكروا إنو في قوة مسلحة حتنحاز للشارع، وحتمشي تحارب الدعم السريع، والحركات، وتهزمهم، وتحلهم بالقوة، وتجي تسلم السلطة للثوار وتقول ليهم هاكم ليها أعملوا ديمقراطية، يغشوا على بعض حقيقة، والله لو في عسكري عمل كده ما يسلمها للمسيح الدجال ذاتو. انتو ما بتعرفوا تفكير المؤسسة العسكرية؟ ما بتعرفوا تفكير المؤسسة العسكرية؟)*
* *بكري الجاك: ( سيكون، أعتقد، بمنطق الأشياء دور للجيش والدعم السريع في تصميم العملية السياسية).*
* *ماهر أبو الجوخ: ( لازم برضو يا بلابسة يا مجانين لازم نفهمكم حاجة، نحن الناس الضد الحرب ما عندنا مصلحة في انتصار أي من الطرفين، نحن “مصلحتنا الحقيقية” في إنهاء الحرب “بتوازن الضعف”، انتصار أي من الطرفين دا موضوع بدخلنا في تعقيدات )*
إبراهيم عثمان
إنضم لقناة النيلين على واتساب