تهديد البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية..لماذا سيصعب التغلب عليها؟
تاريخ النشر: 8th, May 2025 GMT
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- ينتشر تهديد جديد لـ"بَكتيريا خارقة" مقاومة للمضادات الحيوية، حول العالم، لكن مسبّبها هذه المرة ليس بكتيريا، بل جراثيم فطرية مجهريّة تعيش داخل جسم الإنسان، على جلده، وفي التربة، والهواء.
يعتقد تورينس إيرفين أن الفطر القاتل المعروف باسم Coccidioides (حمى الوادي) دخل إلى رئتيه في يونيو/ حزيران 2018، فيما كان يستمتع بيوم صيفي في فناء منزله الخلفي بمدينة باترسون، بولاية كاليفورنيا الأمريكية.
خسر إيرفين الكثير من الوزن حتى أصبح أشبه بهيكل عظمي، واستسلم الأطباء لمعالجة حالته.
ولا تختلف قصة روب بيردي كثيرًا، إذ يعتقد أنه استنشق جراثيم فطر Coccidioides أثناء قيامه بالزراعة في حديقة منزله بيكرسفيلد، في ولاية كاليفورنيا الأمريكية، خلال عام 2012.
لكن، لم تتوقف العدوى عند رئتيه، بل انتقلت إلى دماغه، مسببة نوعًا خطيرًا من التهاب السحايا الفطري المهدد للحياة، والذي يُصيب الأغشية الواقية المحيطة بالدماغ والحبل الشوكي.
قال بيردي،وهو عضو مؤسس في منظمة MYCare غير الربحية التي تعمل على تثقيف وتعزيز البحث في مجال الأمراض الفطرية إنه "لدى حوالي 3% من الأشخاص المصابين، تنتقل الفطريات إلى مكان آخر في الجسم، خارج الرئتين، أي إلى الجلد، والعظام، والمفاصل، والأعضاء الأخرى، أو أماكن غريبة مثل مقلة العين، والأسنان، وإصبع الخنصر".
تنتشر الفطريّات التي تُشوّه وتقتل البشر بسرعة في العالم. وأشارت التقديرات العالمية الحديثة إلى وجود نحو 6.5 مليون إصابة فطرية غازية سنويًا، تتسبّب في قرابة 3.8 مليون حالة وفاة، وبعض هذه الإصابات بات من الصعب علاجها.
بسبب تنامي مقاومة هذه الفطريات للأدوية الفطرية الموجودة حاليًا، أدرجت منظمة الصحة العالمية في أبريل/ نيسان الماضي 19 نوعًا من الفطريات ضمن قائمتها ذات الأولوية القصوى، أو العالية، أو المتوسطة لتطوير أدوية جديدة.
بين هذه الأنواع، تأتي فطريات Coccidioides، التي أصابت إيرفين وبيردي، ضمن قائمة الأولويات التي نشرتها منظمة الصحة العالمية.
رغم أنّ عدد الوفيات الناتجة عن البكتيريا الخارقة يفوق تلك المرتبطة بالفطريات (4.7 مليون مقابل 3.8 مليون وفاة سنويًا)، إلا أن هناك المئات من المضادات الحيوية المتاحة لعلاج العدوى البكتيرية.
في المقابل، لا يوجد سوى نحو 17 دواءً مضادًا للفطريات قيد الاستخدام، وفقًا للمراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها (CDC).
يُعزى ذلك جزئيًا إلى صعوبة تطوير أدوية تقتل الفطريات من دون أن تضر بجسم الإنسان، نظرًا للتشابه الجيني الكبير بين الفطريات وخلايا الإنسان.
وأوضح الدكتور نيل كلانسي، اختصاصي الأمراض المعدية، وأستاذ مساعد بكلية الطب، ومدير برنامج علم الفطريات في جامعة بيتسبرغ: "من الناحية الجينية، الفطريات أقرب إلى البشر منها إلى البكتيريا".
وأضاف: "عندما نحاول تصنيع دواء مضاد للفطريات، علينا أن نجد أهدافًا لا تؤذي الجينات والبروتينات التي يتمتع بها الإنسان. في الوقت الحالي، أفضل دواء لدينا لقتل الفطريات يتفاعل بشكل خاطئ مع خلايا الكلى لدى الإنسان، ما قد يؤدي إلى فشل كلوي".
أما الأدوية المضادة للفطريات الأخرى، فقد تُسبّب العقم، والتهاب البنكرياس، وتلف الكبد، وردود فعل تحسسية شديدة.
أشار الخبراء إلى أنّ العدوى الفطرية لدى الأشخاص الأصحاء في العادة تُعالج بنجاح باستخدام الأدوية المتوفرة حاليًا، خصوصًا إذا تم اكتشافها باكرًا.
لكن الأشخاص الأكثر عرضة للعدوى الفطرية الغازية هم من يعانون من ضعف في جهاز المناعة، سواء بسبب العلاج الكيميائي، أو غسل الكلى، أو فيروس نقص المناعة (الإيدز)، أو أدوية تثبيط المناعة، أو زراعة الأعضاء أو الخلايا الجذعية، وذلك وفقًا للمراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها (CDC).
المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: أدوية وعلاج أمراض بكتيريا دراسات
إقرأ أيضاً:
إيران تقلل من خطورة الضربات الأمريكية على منشآتها النووية وتؤكد عدم وجود تهديد للسكان
أكدت المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية، فاطمة مهاجراني، أنه لا توجد أي مخاطر تهدد سكان المناطق القريبة من المنشآت النووية المستهدفة، داعية أهالي نطنز وأصفهان وفوردو إلى مواصلة حياتهم بشكل طبيعي. جاء ذلك في تصريحات نقلتها وكالة "تسنيم" الإيرانية مساء الأحد، في أعقاب الضربات الجوية الأمريكية التي استهدفت منشآت نووية محورية داخل إيران.
وأشارت مهاجراني إلى تعزيز الإجراءات الأمنية في المدن من خلال زيادة عدد الدوريات، مشيدة بجهود قوات التعبئة الشعبية في هذا السياق. كما وجهت شكرها إلى القوات المسلحة الإيرانية والعاملين في هيئة الطاقة الذرية، مثمنة دورهم في مواجهة تداعيات الهجمات الأخيرة.
وفي سياق متصل، حمّلت المتحدثة الحكومة الإسرائيلية مسؤولية مقتل 55 امرأة وطفلاً، وإصابة 209 آخرين من النساء والأطفال، بالإضافة إلى استهداف ست قواعد إسعافية، ما أسفر عن مقتل أو إصابة 18 من أفراد الطواقم الطبية.
وكانت الولايات المتحدة قد شنت، يوم السبت، ضربات جوية استهدفت ثلاث منشآت نووية إيرانية رئيسية باستخدام قاذفات شبح وقنابل خارقة للتحصينات، في خطوة قالت إنها تهدف إلى دعم إسرائيل في حربها ضد إيران، التي اندلعت في 13 يونيو الجاري، وإعاقة قدرة طهران على تخصيب اليورانيوم.
بريطانيا: لم نشارك في الضربة على إيران وأُبلغنا مسبقًا بها
ماكرون يترأس اجتماعاً لمجلس الدفاع عقب الضربات الأميركية على إيران
وتمثلت المواقع المستهدفة في منشأتي "فوردو" و"نطنز"، بالإضافة إلى "مجمع أصفهان"، وهي منشآت تُعد من الركائز الأساسية في دورة الوقود النووي الإيراني، بدءاً من تحويل اليورانيوم الخام وحتى إنتاج الوقود النووي والمكونات التقنية اللازمة لمفاعلات الأبحاث.
من جانبه، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أن الضربات الجوية نجحت في "القضاء على قدرات إيران لتخصيب اليورانيوم"، محذراً طهران من أي ردود انتقامية. في المقابل، أكدت السلطات الإيرانية أن الأضرار التي لحقت بمنشآتها النووية كانت "محدودة"، ونفت وجود أي تسرب إشعاعي