سوريا تلوّح بالتقارب مع واشنطن.. تنسيق أمني وصفقات نفطية واتصالات مع تل أبيب
تاريخ النشر: 8th, May 2025 GMT
كشفت صحيفة “وول ستريت جورنال” أن الرئيس السوري أحمد الشرع يعمل على كسب دعم إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، عبر مجموعة من الإجراءات الأمنية، بالإضافة إلى فتح قنوات تواصل غير مباشرة مع إسرائيل، وتقديم عروض استثمارية لشركات الطاقة الأمريكية.
وأشارت الصحيفة إلى أن الشرع يسعى لإقناع واشنطن بجدية توجهاته الجديدة بهدف رفع العقوبات الاقتصادية المفروضة على سوريا، التي تشكل عقبة رئيسية أمام جهود إعادة الإعمار في البلاد.
وفي إطار هذه الجهود، أفادت الصحيفة بأن السلطات السورية قد اعتقلت مسلحين فلسطينيين استجابة لمطالب أمريكية، كما بعثت رسائل عبر وسطاء إلى إسرائيل تعبر فيها عن رغبتها في تجنب التصعيد العسكري، ويأتي ذلك في وقت حساس، حيث تصاعدت الغارات الجوية الإسرائيلية على سوريا، بما في ذلك قصف جوي قرب القصر الرئاسي في دمشق الأسبوع الماضي.
وأكدت الصحيفة نقلاً عن مسؤولين سوريين أن الرئيس الشرع يخطط لترتيب لقاء مباشر مع الرئيس الأمريكي ترامب، لعرض خطة شاملة لإعادة الإعمار تُمنح بموجبها الأولوية للشركات الأمريكية والغربية على حساب المنافسين الصينيين والروس.
وفي حديثه عن استراتيجيات سوريا المستقبلية، قالت دارين خليفة، كبيرة المستشارين في “مجموعة الأزمات الدولية”، إن النظام السوري يدرك تمامًا أن غياب الدعم الأمريكي الملموس سيبقي الأبواب مغلقة أمام الاستثمار الدولي، مما يهدد بإعاقة إعادة البناء الاقتصادي في سوريا.
وفي تطور لافت، أفادت الصحيفة بأن رجل الأعمال الجمهوري المؤيد لترامب، جوناثان باس، زار دمشق الأسبوع الماضي، حيث عرض خطة لتطوير قطاع الطاقة بالتعاون مع شركات أمريكية وشركة نفط سورية جديدة مسجلة في الولايات المتحدة، وقد أبدى الرئيس السوري تجاوباً مشروطاً بتخفيف العقوبات المفروضة على بلاده، وفقًا لباس ومعاذ مصطفى، رئيس “مجموعة سوريا لحالات الطوارئ”.
وأعرب الشرع عن اهتمامه بتعاون اقتصادي واسع مع الشركات الأمريكية في مجالات مثل الاتصالات والطيران، مشيراً إلى استعداده لشراء طائرات من شركة بوينغ الأمريكية بدلاً من الشركات الصينية مثل “هواوي”.
في هذا السياق، دعا باس الإدارة الأمريكية إلى تطبيع العلاقات مع الحكومة السورية، مؤكداً أن الشرع مستعد لإخراج الروس والإيرانيين والصينيين من سوريا.
ورغم هذه المؤشرات، لا يزال الموقف الأمريكي الرسمي حذراً، حيث صرح جيمس هيويت، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي، بأن “الخطوات التي تتخذها السلطات السورية هي التي ستحدد مستقبل العلاقة مع الولايات المتحدة”.
مفاوضات غير مباشرة مع إسرائيل
على صعيد آخر، أشار الرئيس السوري أحمد الشرع إلى أن هناك مفاوضات غير مباشرة بين سوريا وإسرائيل عبر وسطاء بهدف تهدئة الأوضاع، وذلك في ظل استمرار الغارات الإسرائيلية على سوريا، وجاء ذلك خلال مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في قصر الإليزيه، في أول زيارة للشرع إلى دولة غربية منذ توليه السلطة بعد الإطاحة بحكم بشار الأسد في ديسمبر الماضي.
وأكد الشرع أن المحادثات تركز على تهدئة الوضع الأمني في المنطقة، كما تطرقت إلى الوضع الحدودي مع لبنان، مشيراً إلى تعاون بلاده الجاد في مكافحة المخدرات وتعزيز الأمن الإقليمي.
وأضاف أن سوريا تعمل على استيعاب انتهاء حكم استبدادي استخدم الطائفية كسلاح، وأن البلاد بصدد فتح أبواب التعاون مع لجنة التحقيق الدولية بشأن الهجمات الطائفية.
ووسط هذه التحركات، تحذر تقارير دولية من أن غياب الدعم الأمريكي قد يدفع سوريا نحو انهيار اقتصادي شامل، ما قد يؤدي إلى فراغ سياسي يستغله المتطرفون، وتأمل دمشق في أن تسهم زيارة ترامب المرتقبة إلى السعودية وقطر والإمارات في إدراج سوريا ضمن خطة إقليمية لاستعادة الاستقرار، خصوصًا مع إعادة معظم الدول العربية علاقاتها مع دمشق، رغم تحفظات بعض القادة.
المصدر: عين ليبيا
كلمات دلالية: الرئيس السوري أحمد الشرع سوريا حرة سوريا وأمريكا سوريا وفرنسا
إقرأ أيضاً:
“زيارة عمل”.. وزير الخارجية التركي هاكان فيدان يتوجه إلى دمشق للقاء الرئيس الشرع وبحث ملفات هامة
صراحة نيوز – أعلنت وزارة الخارجية التركية أن وزير الخارجية هاكان فيدان سيقوم بـ”زيارة عمل” إلى سوريا اليوم، 7 أغسطس، حيث سيلتقي بالرئيس السوري أحمد الشرع، لبحث عدد من الملفات الهامة.
ومن المتوقع أن يتناول الاجتماع تقييم التقدم المحرز في العلاقات الثنائية خلال الأشهر الثمانية التي أعقبت الإطاحة بنظام الأسد، مع التركيز على تعزيز التعاون بين البلدين.
وسيشمل اللقاء أيضاً تنسيق الجهود المشتركة لإعادة إعمار سوريا وتعافيها، في ظل المرحلة الجديدة من العلاقات التركية السورية، بحسب ما أفادت به الوزارة.
كما من المنتظر أن يبحث الطرفان المخاوف الأمنية التركية في شمال شرق سوريا، إلى جانب التعاون في مكافحة التنظيمات الإرهابية، وعلى رأسها “داعش” و”حزب العمال الكردستاني”/”وحدات حماية الشعب”، في ظل التأكيد على أهمية الحفاظ على وحدة وسلامة الأراضي السورية أكثر من أي وقت مضى.
وسيتناول الاجتماع كذلك “تصرفات إسرائيل وتصريحاتها التي ترى فيها أنقرة تهديداً لاستقرار وأمن سوريا والمنطقة”، بحسب بيان الخارجية التركية.
وأكدت الوزارة أن تركيا تولي أهمية كبيرة لاستغلال فرص التعاون المتاحة حالياً، بما يخدم المصالح المشتركة للبلدين ويعزز استقرار سوريا، مشيرة إلى استمرار الزيارات المتبادلة رفيعة المستوى بين الجانبين دون انقطاع.
وكان فيدان قد زار سوريا في 22 ديسمبر 2024، في أول زيارة رسمية له، تلتها “زيارة عمل” في 13 مارس 2025 برفقة وزير الدفاع يشار غولر، ومدير الاستخبارات الوطنية إبراهيم كالن.
في المقابل، قام الرئيس السوري أحمد الشرع، ووزير الخارجية أسعد الشيباني، بزيارات متعددة إلى تركيا خلال الأشهر الثمانية الماضية، حيث ركزت اللقاءات على الوضع الأمني في سوريا، وبحثت سبل إرساء الاستقرار الشامل، إلى جانب مناقشة الملفات السياسية والاقتصادية والإنسانية.