فقدان أمتعة المسافرين.. من المسؤول عنها؟!
تاريخ النشر: 8th, May 2025 GMT
يُخبرك الموظف المعنيّ بتسليم الأمتعة في المطار، وبكل هدوء، أنه لا توجد حقائب أخرى تخصّ الرحلة التي وصلت بها للتو. عندها، تتسارع خطاك نحو مكتب شركة الطيران التي سافرت على متن إحدى طائراتها، وإن لم يكن لها مكتب مخصص في المطار، تتجه فورًا إلى مكتب المفقودات لتقديم بلاغ رسمي بفقدان أمتعتك.
وبينما تنتظر دورك خلف أحد المسافرين، يفرغ الموظف المختص من استقباله، ويلتفت إليك طالبًا معرفة مشكلتك.
في تلك اللحظة المتأخرة من الليل، ومع الإرهاق والقلق، تتملكك الحيرة وتتساءل: كيف سأتدبر أمري الآن؟ فكل ما أحتاجه من متعلقات شخصية في تلك الحقائب التي لم تصل. يحاول الموظف تهدئتك ويؤكد لك أن الشركة ستتواصل معك فور وصول أمتعتك، داعيًا إياك إلى ترتيب أمورك مؤقتًا ريثما يتم إيجاد الحل.
يخالطك شعور بالضيق يلامس كل تفاصيلك، إلا أنك، رغم كل التشويش وغياب الرؤية الواضحة، تتمسك بخيط من الأمل في أن يتم العثور على أمتعتك خلال الساعات أو الأيام القادمة. فلا خيار أمامك سوى التوجه إلى الفندق الذي حجزت فيه، ومتابعة الاتصال بالمطار بشكل دوري لمعرفة المستجدات.
تخيّل الآن أن أمتعتك قد تم شحنها بالفعل في نقطة المغادرة، وتأكدت من تسليمها عند منضدة إنهاء إجراءات السفر ضمن الوزن المسموح به، ووصلت فعليًا إلى وجهتك برفقة زملائك، إلا أن حقائبك اختفت فجأة دون أي تفسير. ثم صدفة، تكتشف أن مسافرًا آخر التقطها وغادر بها صالة الوصول! وقد يحدث ذلك لعدم انتباهه أو لتشابه الحقائب، حيث يخمن البعض أن الحقيبة تعود له دون التحقق من تفاصيلها.
ومع أن هذا التصرف غير مقصود في كثير من الأحيان، إلا أنه يؤدي إلى إرباك كبير، وقد يعمد بعض المسافرين، بعد اكتشاف الخطأ، إلى التخلص من الحقيبة التي لا تخصهم بعيدًا عن الأنظار، بدلًا من إعادتها إلى إدارة المطار، ثم يعودون لالتقاط حقائبهم الحقيقية وكأن شيئًا لم يحدث.
وفي محاولة للحد من هذه الظاهرة، شرعت بعض سلطات الطيران المدني في عدد من دول العالم إلى تطبيق إجراءات رقابية صارمة، تقضي بعدم السماح لأي مسافر بمغادرة صالة الوصول إلا بعد التأكد من مطابقة رقم الحقيبة مع البطاقة المخصصة للراكب، الأمر الذي ساعد بشكل كبير في الحد من حالات فقدان أو سرقة الأمتعة.
إن فقدان الأمتعة يُعد من أكثر المواقف إحراجًا وإرباكًا لأي مسافر، خاصة عند الوصول إلى وجهة طال انتظارها. وفي أحيان كثيرة، تصل الحقائب وهي تحمل آثار تلف مثل انكسار العجلات أو تلف في جسم الحقيبة، وإذا ما أراد المسافر المطالبة بالتعويض، يجد نفسه في متاهة من الإجراءات المعقدة والمماطلات من قبل بعض شركات الطيران، التي قد تعرض عليه إصلاح الضرر بعد فترة طويلة، دون أن تنصفه بالقدر الكافي.
قضية الأمتعة لا تزال من أكثر القضايا إثارة للقلق والحيرة، خصوصًا خلال موسم السفر والسياحة، حيث لا يمتلك جميع المسافرين القدرة على التعامل بمرونة مع إجراءات الشركات، ويقع البعض ضحية لإهمال الآخرين أو لتصرفات غير مسؤولة من بعض الركاب الذين يعبثون بحقائب لا تخصهم.
وتزداد المشكلة تعقيدًا عندما تُسرق الأمتعة عمدًا من قبل أفراد غير أمناء، سواء من الركاب أو حتى من بعض الموظفين في المطارات، وقد وثّقت العديد من المقاطع المصورة هذه التصرفات المؤسفة في مطارات مختلفة حول العالم. لذلك، يُنصح دومًا بعدم وضع أي أموال أو مقتنيات ثمينة داخل الحقائب المشحونة، بل الاكتفاء بوضعها في حقيبة اليد المرافقة للمسافر.
ومع اقتراب موسم الإجازات الصيفية، وازدياد حركة السفر، من المهم أن يولي المسافرون اهتمامًا بالغًا بتفاصيل السفر ومتعلقاته؛ لتجنب الوقوع في مشاكل يمكن تفاديها بقليل من الحذر والانتباه. ويبقى السؤال قائمًا، دون إجابة قاطعة: هل فقدان أمتعة المسافرين هو مسؤولية شركات الطيران، أم تقصير من بعض الركاب أنفسهم؟.
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
طيران الاحتلال يدمر ثلاث طائرات للخطوط اليمنية ومبنى المسافرين في مطار صنعاء بالكامل
دمر طيران الاحتلال الإسرائيلي، مساء الثلاثاء، مبنى المسافرين في مطار صنعاء وطائرات تابعة للخطوط الجوية اليمنية.
وقالت مصادر مطلعة، إن طيران الاحتلال دمر مبنى المسافرين في مطار صنعاء الدولي بالكامل بما في ذلك صالات المغادرة والوصول.
وأضافت المصادر أن الغارات الإسرائيلية دمرت ثلاث طائرات تابعة للخطوط اليمنية كانت رابضة في مدرج المطار.
وفي وقت سابق، أعلن جيش الاحتلال تدمير مطار صنعاء وتعطيله بشكل كلي ردا على غارات استهدفت مطار بن غوريون يوم أمس الأول.
وخلال الساعات الماضية، شن الطيران الإسرائيلي، سلسلة غارات جوية على العاصمة اليمنية صنعاء ومحافظة عمران شمال اليمن.
وقالت وكالة سبأ التابعة للحوثيين، إن عدوانا أمريكيا إسرائيليا استهدف بعدة غارات العاصمة اليمنية صنعاء ومحافظة عمران.
وأشارت إلى أن "العدوان الأمريكي، الإسرائيلي، استهدف مطار صنعاء الدولي"، كما استهدف "محطة كهرباء ذهبان المركزية ومحولات الكهرباء في منطقة علمان وكولة جدر بمديرية بني الحارث".
وأوضحت أن الطيران الإسرائيلي "استهدف أيضا منطقة عطان، ومحطة توزيع كهرباء عصر بمديرية معين، ومحطة كهرباء حزيز المركزية بصنعاء".
ولفتت إلى أن الطيران الإسرائيلي استهدف بعدة غارات مصنع اسمنت عمران بمحافظة عمران شمال البلاد.
وذكرت القناة 12 الإسرائيلية، أن الهجوم يستهدف 10 مواقع في اليمن بينها مطار صنعاء الدولي ومنشآت نفطية ومراكز وقود.
ويأتي القصف بعد وقت قصير من إنذار الجيش الإسرائيلي للمواطنين بإخلاء منطقة مطار صنعاء.
وقالت وسائل إعلام إسرائيلية أن القصف الجوي للإحتلال استهدف مطار صنعاء بخمسة عشر غارة، وأن القصف استهدف مبنى الركاب وطائرات مدنية ومرافق خدمية في مطار صنعاء الدولي.
وذكر مواطنون أن ألسنة النيران وأعمدة الدخان شوهدت في مطار صنعاء عقب القصف الإسرائيلي.
وبحسب وكالة سبأ الحوثية، فإن القصف الإسرائيلي طال محطة كهرباء حزيز في بني الحارث بصنعاء، بالإضافة لمحطة كهرباء عصر.
ووفقا لصحيفة يسرائيل هيوم، فإن الهجوم الإسرائيلي في اليمن انتهى والطائرات في طريق العودة بعد أن قصفت مطار صنعاء وعطلته
وجاء الهجوم الجديد على مطار العاصمة صنعاء، ومواقع أخرى، بعد يوم واحد من شن إسرائيل غارات ميناء الحديدة ومصنع اسمنت باجل، وسقوط 44 قتيلا وجريحا بتلك الغارات كحصيلة أولية، وفقا لسلطات الحوثيين في الحديدة غرب اليمن.