أظهرت دراسة واسعة النطاق شملت حوالي 260 ألف امرأة أن تناول حبوب منع الحمل المحتوية على البروجسترون فقط قد يزيد من نوبات الربو لدى بعض النساء. 


ويُظهر البحث، المنشور في مجلة ERJ Open Research ، زيادة في نوبات الربو لدى النساء المصابات بالربو اللاتي يتناولن حبوب منع الحمل المحتوية على البروجسترون فقط، وهنّ إما دون سن 35 عامًا، أو يستخدمن علاجات ربو أقل، أو مصابات بنوع من الربو يُسمى الربو اليوزيني.

لم تُلاحظ زيادة في نوبات الربو لدى النساء اللواتي يتناولن حبوب منع الحمل المركبة التي تحتوي على هرموني الإستروجين والبروجسترون، ويقول الباحثون إن نتائجهم قد تُمثل خطوة مهمة نحو فهم سبب زيادة احتمالية إصابة النساء بالربو الحاد مقارنةً بالرجال.

ماذا أفادت الدراسة 

وقد قادت الدراسة الدكتورة كلوي بلوم، وهي محاضرة سريرية أولى في علم الأوبئة التنفسية في المعهد الوطني للقلب والرئة، التابع لكلية إمبريال كوليدج لندن، المملكة المتحدة، وبتمويل من جمعية الربو والرئة في المملكة المتحدة. وقالت: "الربو شائع لدى النساء، وللأسف، فإن النساء أكثر عرضة للوفاة بسبب الربو بمرتين من الرجال، وللمساعدة في منع هذه الوفيات، نحتاج إلى فهم أفضل لأسباب تعرض النساء لخطر أكبر.


وتقول إحدى النظريات إن الهرمونات الجنسية تلعب دورًا رئيسيًا، لكن دراسة آثارها قد تكون معقدة. فعلى سبيل المثال، غالبًا ما يكون من الصعب معرفة متى وصل الشخص إلى سن البلوغ أو انقطاع الطمث بالضبط. بدلاً من ذلك، يمكننا دراسة النساء اللواتي يتناولن أدوية هرمونية جنسية مثل حبوب منع الحمل، لأننا نعرف بالضبط متى بدأن ومتى توقفن عن استخدامها.

استخدم الباحثون رابط بيانات أبحاث الممارسة السريرية في المملكة المتحدة لدراسة مجموعة من 261,827 امرأة تتراوح أعمارهن بين 18 و50 عامًا تم تشخيص إصابتهن بالربو، قارنوا النساء اللواتي لم يستخدمن حبوب منع الحمل مطلقًا بالنساء اللواتي بدأن في تناول حبوب منع الحمل المركبة أو حبوب منع الحمل التي تحتوي على البروجسترون فقط. جمعوا بيانات حول ما إذا كانت النساء قد تعرضن لأي نوبات ربو - أي أنه تم وصف الستيرويدات الفموية لهن لعلاج الربو، أو زرن قسم الطوارئ في المستشفى لعلاج الربو أو توفين بسبب الربو - بين عامي 2004 و2020.

"وجدنا أن حبوب منع الحمل المركبة لم تؤثر على ما إذا كانت النساء يعانين من نوبات الربو، لكن بعض النساء اللواتي تناولن حبوب منع الحمل التي تحتوي على البروجسترون فقط تعرضن لنوبات ربو أكثر، وشمل ذلك النساء دون سن 35 عامًا، واللاتي استخدمن أدوية أقل للربو، مثل الستيرويدات المستنشقة أو الفموية، واللاتي لديهن مستويات أعلى من الالتهاب المرتبط بالربو في الدم،" أوضح الدكتور بلوم.

كان خطر الإصابة بنوبات الربو لدى النساء دون سن 35 عامًا أعلى بنحو 39% لدى اللاتي تناولن حبوب منع الحمل المحتوية على البروجسترون فقط؛ ولدى النساء اللاتي تناولن علاجات أقل للربو، كان الخطر أعلى بنحو 20%؛ ولدى النساء المصابات بالربو اليوزيني (حيث يكون لدى المصابات مستويات عالية من خلايا الدم تسمى الحمضات التي تسبب الالتهاب) كان الخطر أعلى بنحو 24%.

قال الدكتور بلوم: "دراستنا هي الأولى التي تتناول مجموعة كبيرة من النساء على مر الزمن بمثل هذه البيانات التفصيلية حول كل من استخدام حبوب منع الحمل وتاريخهن الطبي، كما استخدمنا نوعًا خاصًا من تصميم الدراسة يحاكي أساليب التجارب السريرية، ولكنه مطبق على بيانات صحية واقعية، ساعدنا هذا النهج في تحديد فئات النساء الأكثر عرضة لخطر الإصابة بنوبات الربو أثناء استخدام حبوب منع الحمل.

الربو شائع لدى النساء في سن الإنجاب، وكثيرات منهن يتناولن حبوب منع الحمل، تساعد هذه الدراسة النساء ومقدمي الرعاية الصحية على اتخاذ قرارات أكثر وعيًا بشأن حبوب منع الحمل الأنسب لهن، كما تُضيف النتائج حلاً آخر لمشكلة زيادة احتمالية إصابة النساء بالربو الحاد مقارنةً بالرجال.

ويواصل الباحثون دراسة آثار الهرمونات الجنسية على الربو من خلال دراسة الآثار المحتملة للعلاج بالهرمونات البديلة وتأثير الحمل.

قال البروفيسور أبوستولوس بوسيوس هو رئيس مجموعة أمراض مجرى الهواء والربو ومرض الانسداد الرئوي المزمن والسعال المزمن التابعة للجمعية الأوروبية للجهاز التنفسي، ومقرها مستشفى جامعة كارولينسكا في ستوكهولم، السويد، ولم يشارك في البحث. : "نعلم أن النساء أكثر عرضة للإصابة بالربو ولحالات أكثر شدة. نحتاج إلى المزيد من الأبحاث لفهم سبب كون الربو أسوأ لدى النساء منه لدى الرجال حتى نتمكن من البدء في تقليل المخاطر. هذه الدراسة المهمة خطوة مهمة نحو هذا الهدف. يجب على النساء المصابات بالربو،

واللاتي يتناولن حبوب منع الحمل المركبة، أو يفكرن في ذلك، التحدث إلى طبيبهن حول خيارات منع الحمل المتاحة لهن وأعراض الربو لديهن، بغض النظر عن وسيلة منع الحمل التي يستخدمنها، من الضروري أن تستخدم النساء المصابات بالربو أجهزة الاستنشاق الوقائية وأي علاجات أخرى موصوفة بانتظام".
المصدر: news-medical.
 

طباعة شارك حبوب منع الحمل الربو انقطاع الطمث

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: حبوب منع الحمل الربو انقطاع الطمث النساء اللواتی لدى النساء

إقرأ أيضاً:

النوم ليس واحدًا للجميع.. دراسة تكشف خمسة أنماط تؤثر على صحتك

كشف باحثون من جامعة كونكورديا الكندية أن البشر ينامون وفق خمسة أنماط مميزة، لكل منها تأثير مختلف على الصحة الجسدية والنفسية. اعلان

توصل فريق من الباحثين في جامعة كونكورديا الكندية بقيادة فاليريا كيبِتس إلى نتيجة لافتة مفادها أن الناس لا ينامون جميعًا بالطريقة نفسها، بل يمكن تصنيفهم ضمن خمسة أنماط مميزة من النوم، لكلٍّ منها أثر مختلف على الصحة الجسدية والنفسية.

الدراسة التي شملت 770 شخصًا في الولايات المتحدة، تراوحت أعمارهم بين 22 و36 عامًا، اعتمدت على اختبارات معرفية واستبيانات عن النوم وصور للدماغ، بهدف فهم العلاقة المعقدة بين عادات النوم والعوامل الذهنية والنفسية والجسدية بشكل أعمق من الدراسات السابقة التي كانت تركز عادة على جانب واحد فقط مثل مدة النوم أو جودته.

خمسة أنماط للنوم

النتائج أظهرت خمسة أنماط رئيسية. أولها شمل أشخاصًا يعانون من نوم سيئ، أي صعوبة في الاستغراق في النوم واضطرابات متكررة خلال الليل، إلى جانب انخفاض الرضا العام عن نومهم. هؤلاء أيضًا كانوا أكثر عرضة للقلق والاكتئاب والغضب والتوتر.

وصور الدماغ لدى هذا النوع أظهرت ضعف التواصل بين مناطق التفكير الداخلي ومناطق الانتباه إلى العالم الخارجي، ما قد يعني أنهم يميلون إلى الغرق في أفكارهم بدلًا من التركيز على ما يجري حولهم.

Related من الذاكرة إلى الصحة النفسية والمناعة.. كيف ينعكس انتظام النوم على جسدنا؟كيف تؤثر مشاكل النوم على صحتك على المدى الطويل؟دراسة تكشف: قلة النوم تسرّع شيخوخة الدماغ وتؤثر على وظائفه الإدراكية

أما النمط الثاني فكان مثيرًا للاهتمام، إذ ضم أشخاصًا يعانون من مشكلات في الصحة النفسية مثل ضعف التركيز، لكن نومهم كان جيدًا في المجمل. الباحثون وصفوا هذه الحالة بـ"مرونة النوم"، أي أن حالتهم النفسية لم تؤثر سلبًا على نومهم.

النمط الثالث ربط بين استخدام المهدئات أو الأعشاب المنوّمة وبين ضعف الذاكرة وصعوبة تمييز العواطف من تعابير الوجه أو نبرة الصوت. أدمغة هؤلاء أظهرت ضعفًا في مناطق مسؤولة عن الذاكرة والمشاعر والرؤية، وهو ما يفسر ربما هذا الارتباط.

النمط الرابع شمل أشخاصًا ينامون أقل من سبع ساعات في الليلة، وهو ما انعكس على أدائهم في الاختبارات الذهنية، إذ سجّلوا ردودًا أبطأ وأخطاء أكثر في المهام التي تتطلب تركيزًا لغويًا أو اجتماعيًا. كما ظهرت لديهم نزعة أكبر للسلوك العدواني، وهي نتيجة شبيهة بما رصدته دراسات سابقة عن الحرمان من النوم.

أما النمط الخامس فكان لدى من يعانون من نوم متقطع واستيقاظات متكررة خلال الليل. هذا النوع من اضطراب النوم ترافق مع ضعف في الذاكرة العاملة وفهم اللغة، بالإضافة إلى مؤشرات على القلق وربما تعاطي مواد منبهة أو منومة.

النوم… أكثر من مجرد راحة ليلية

تقول كيبِتس إن هذه النتائج تسلط الضوء على مدى ارتباط النوم العميق والمستقر بجوانب مختلفة من صحتنا. "النوم ليس مجرد راحة جسدية، بل هو عامل أساسي في توازننا النفسي والعقلي والاجتماعي"، توضح الباحثة.

لكنها تشير أيضًا إلى أن ليس كل الناس يندرجون بدقة تحت أحد هذه الأنماط، وأن الدراسة لم تثبت علاقة سببية مباشرة، بل روابط عامة. كما أن معظم المشاركين كانوا من خلفية عرقية واحدة، ما يعني أن هناك أنماط نوم أخرى قد تظهر بدراسة مجموعات أكثر تنوعًا.

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة

مقالات مشابهة

  • استشاري: أغلب أورام الثدي لدى النساء ليست وراثية
  • النوم ليس واحدًا للجميع.. دراسة تكشف خمسة أنماط تؤثر على صحتك
  • علامات خفية في أظافر القدمين قد تكشف إصابتك بسرطان الرئة مبكرًا.. انتبه لهذه التغيرات
  • دراسة تكشف مخاطر صحية في مياه الشرب المعبأة بالبلاستيك
  • تعرف إلى أبرز الفيتامينات التي يحتاجها الإنسان لا سيما النساء بعد الأربعين
  • دراسة: المشروبات القليلة السكر والمُحليات الصناعية تزيد خطر الكبد الدهني
  • دراسة: بدائل السكر ليست آمنة على الكبد
  • «تقلل الإصابة بالربو».. دراسة تفجر مفاجأة بشأن اقتناء الكلاب في المنزل
  • دراسة تكشف علاقة المشروبات قليلة السكر وخطر الإصابة بالكبد الدهني
  • منح درجة الماجستير في دراسة مخاطر استغلال التنظيمات الإرهابية للفضاء الإلكتروني