نهر السند من أطول الأنهار في العالم، واشتُق اسمه من عبارة "سيِندهو"، ومعناها في اللغتين السنسكريتية والتبتية "نهر" أو "مجرى مائي كبير"، كما ورد ذكره في "الريغفيدا"، أقدم نص ديني هندوسي، نحو عام 1500 قبل الميلاد.

يجري نهر السند جنوب آسيا مخترقا جبال الهيمالايا، ويبلغ تدفقه السنوي حوالي 243 مليار متر مكعب، أي ما يعادل تقريبا ضعف تدفق نهر النيل، و3 أضعاف مجموع تدفق نهري دجلة والفرات.

موقع نهر السند

يقع نهر السند جنوب آسيا، وهو من أطول أنهار العالم، إذ يمتد على حوالي 3200 كيلومتر، وتبلغ مساحة حوض تصريفه نحو مليون و165 ألف كيلومتر مربع، منها 453 ألف كيلومتر مربع تقع في سلاسل جبال الهيمالايا وهندو كوش وكاراكورام، بينما يمتد الباقي عبر سهول باكستان شبه الجافة.

ينبع النهر من إقليم التبت جنوب غربي الصين بالقرب من بحيرة مابام، على ارتفاع يناهز 5500 متر، ويتجه باتجاه الشمال الغربي مسافة 320 كيلومترا وصولا إلى إقليم كشمير.

روافد نهر السند في الجانب الهندي نهر زاسكار

ينبع من جبال الهيمالايا في منطقة لاداخ الهندية، ويجري في واد ضيق ثم يصب في نهر السند قرب مدينة "ليه"، ويعتبر من الروافد الجليدية المهمة.

نهر سورو

ينبع من منطقة التبت في الصين ويمر عبر منطقة كارجيل في لاداخ، وهو رافد جليدي يغذي نهر السند.

نهر تشيناب

ينبع من الهند ويصب في باكستان ويتكوّن من التقاء نهري شاندرا وبهاجا في ولاية هيماتشال براديش الهندية، ويمر عبر إقليم جامو وكشمير الهندي، وصولا إلى نهر السند مرورا بباكستان.

إعلان

روافد نهر السند من الجانب الباكستاني نهر شيوك

ينبع من نهر ريمو الجليدي في سلسلة جبال كاراكورام داخل لاداخ، ويمر عبر مناطق وعرة ثم يصب في نهر السند على الجانب الباكستاني.

نهر جلت

ينبع من منطقة غلغت بلتستان الجبلية في شمال باكستان، وهو من أهم روافد نهر السند الغربية.

نهر هونزا

ينبع من الأنهار الجليدية في وادي هونزا، الواقع شمال باكستان، ويتحد مع نهر جلت ثم يصل نهر السند.

نهر كورام

ينبع من أفغانستان، ويمر عبر إقليم خيبر بختونخوا في باكستان، ويغذي نهر السند.

نهر جومال

ينبع من جبال أفغانستان ويمر عبر إقليم وزيرستان الباكستاني، ثم يصب في نهر السند من الجنوب.

نهر كابُل

ينبع بالقرب من العاصمة الأفغانية كابل، ويمر عبر مدينة بيشاور الباكستانية قبل أن يلتقي بنهر السند قرب مدينة أتّوك، وهو من أهم روافد الضفة اليمنى.

سدود على نهر السند

نهر السند شريان مائي أساسي، لذلك بنيت عليه عدد من السدود من أجل التحكم في تدفق المياه وتوليد الطاقة وتخزين مياه الزراعة. ومن أهم تلك السدود:

سد ترابيلا

سد ترابي وصخري يقع في إقليم خیبر بختونخوا، تم افتتاحه رسميا في عام 1976، وهو الأكبر في باكستان، وله دور رئيسي في منع حدوث الفيضانات.

تبلغ المساحة الإجمالية لحوضه نحو 11 مليون فدان، وهو ما يجعل طاقته الاستيعابية تعادل حوالي 14 مليار متر مكعب.

ويصل ارتفاع السد إلى 143 مترا، وطوله إلى 2700 متر، وتبلغ قدرته على توليد الكهرباء نحو 4888 ميغاواط.

سد ديمر باشا

سد كبير قيد الإنشاء يقع بين منطقتي غلغت ودمير بين إقليم خيبر بختونخوا ومنطقة غلغت-بلتستان.

سد مانغلا

يقع على نهر جيلوم، أحد روافد نهر السند الشرقية. ويستخدم من أجل توليد الطاقة الكهرومائية وتخزين مياه ري الأراضي الزراعية.

يمتد على مساحة حوالي 7.4 ملايين فدان، وتصل قدرة توليد الكهرباء فيه إلى نحو 1150 ميغاواط.

أخطار طبيعية

ساهم بناء السدود على نهر السند في تغيير مجراه الطبيعي، وهو ما قلل من تدفق المياه إلى المناطق السفلى، وأدى إلى جفاف بعض الأراضي الزراعية وتدهور التنوع البيولوجي ونزوح السكان من مناطق عدة.

إعلان

ومن أبرز المخاطر الطبيعية التي تواجه النهر تغير المناخ وذوبان الأنهار الجليدية، إذ تعتمد كمية كبيرة من مياه النهر على الجليد الذائب من جبال كشمير، الذي أصبح يذوب بوتيرة متسارعة، مما يؤدي إلى فيضانات مفاجئة على المدى القصير.

إضافة إلى ذلك تعاني مناطق داخل حوض النهر من مناخ قاس وندرة في الأمطار، مما يهدد الغطاء النباتي وينذر بهجرة السكان.

تواجه مياه النهر خطر التلوث الصناعي والصرف الصحي، مما يضر بالنظام البيئي بشكل كبير، ويهدد كثيرا من الكائنات الحية بالانقراض مثل دلفين نهر السند.

خلاف سياسي

نشأ خلاف حول مياه نهر السند بين باكستان والهند، وتعود بدايات هذا الخلاف إلى فترة حُكم بريطانيا شبه القارة الهندية، إذ أُنشئت قنوات مائية واسعة، وأعيد إحياء وتنظيم القنوات القديمة.

وبعد الانسحاب البريطاني من شبه القارة عام 1947، وقيام دولتي الهند وباكستان الغربية (سميت لاحقا باكستان)، حدث انقسام بشأن نظام المياه، إذ كانت منشآت التحكم الرئيسية تقع في نيودلهي، بينما كانت القنوات المائية تمر عبر باكستان.

وقد بدأت الهند مطلع أبريل/نيسان 1948 بمنع المياه عن القنوات في باكستان، حتى وُقعت اتفاقية مشتركة في مايو/أيار من العام نفسه، نصت على تزويد الهند الأجزاء الباكستانية من الحوض بالمياه مقابل دفعات سنوية.

وتهدف معاهدة مياه نهر السند إلى إدارة واستغلال موارده بشكل سلمي بين الدولتين، وقد قسّمت مياهه ومياه روافده بين الدولتين، واشترطت إنشاء "لجنة السند الدائمة"، التي تضم مفوضا عن كل بلد، وتجتمع سنويا، بهدف ضمان استمرار قنوات الاتصال والعمل على حل أي قضايا تتعلق بتنفيذ الاتفاقية، وحددت آلية تسوية النزاعات.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات فی باکستان ینبع من

إقرأ أيضاً:

هجوم سيبراني يستهدف شريان الاتصالات الخاضع لسيطرة الحوثي في صنعاء

أعلنت مجموعة قراصنة تطلق على نفسها "S4uD1Pwnz" عن تنفيذ هجوم واسع النطاق يستهدف "يمن نت"، المزود الرئيسي لخدمات الإنترنت في اليمن والخاضع لسيطرة الحوثيين، في مشهد يعكس تصاعد حدة الصراع داخل الفضاء السيبراني اليمني، وتحول شبكة الاتصالات والإنترنت إلى ساحة مواجهة غير تقليدية بين جماعة الحوثيين وخصومها.

>> اختراق وتعطيل هو الأكبر.. هاكرز يطيحون بمنظومة الاتصالات الحوثية

هذه العملية، التي وصفتها مصادر تقنية بأنها "قد تكون الأوسع من نوعها"، تهدد بإحداث اضطرابات في الخدمة على مستوى عدة محافظات، في وقت يعتمد فيه ملايين اليمنيين على الشبكة في أعمالهم وحياتهم اليومية.

وبحسب إعلان المجموعة، فإن العملية "تجري في هذه الأثناء" وسط توقعات بانقطاع أو تذبذب خدمة الإنترنت في مناطق واسعة. ووفقًا لخبير الأمن السيبراني فهمي الباحث، لم تكشف المجموعة بعد عن حجم الضرر أو تفاصيل طبيعة الاختراق، مكتفية بالإشارة إلى أن الهجوم ما يزال قيد التنفيذ، وهو ما يعزز فرضية سعيها لإطالة أمد التأثير واستخدام عامل المفاجأة في ضرب أهدافها.

هذه التطورات تأتي بعد سلسلة من الهجمات السابقة التي نفذتها المجموعة نفسها، كان أبرزها اختراق وعزل 75 موقعًا إلكترونيًا حكوميًا وجامعيًا في مناطق سيطرة الحوثيين، بينها منصات إعلامية وجامعات ووزارات، في واحدة من أوسع العمليات السيبرانية التي استهدفت البنية التحتية الرقمية في البلاد.

ولم يصدر حتى الآن أي تعليق رسمي من "يمن نت" أو الجهات الحوثية المعنية بشأن هذا الهجوم الجديد، ما يفتح الباب أمام التكهنات حول حجم الضرر الفعلي ومدى قدرة الشبكة على الصمود أمام اختراقات متكررة.

اللافت أن الهجوم الحالي يأتي بعد أقل من شهرين على إعلان نفس المجموعة تنفيذ عملية سيبرانية منظمة استهدفت خوادم الاتصالات والمواقع الحساسة في صنعاء، حيث أكدت حينها تمكنها من اختراق أنظمة تتبع البنك المركزي وشركات تحويل أموال مرتبطة بالجماعة، والحصول على بيانات دقيقة حول تعاملات مالية وأسماء واجهات تجارية تُستخدم لتمويل أنشطة الحوثيين. وأشارت حينها إلى أن بعض هذه الكيانات تشمل شركات صرافة ومراكز تحويل تلعب دورًا محوريًا في تمرير الأموال بين الداخل والخارج.

ويرى محللون أن استهداف "يمن نت" لا يقتصر على كونه هجومًا تقنيًا، بل يمثل ضربة لأحد أهم مفاصل السيطرة الحوثية، إذ تشكل الاتصالات والإنترنت أداة رقابية وأمنية ومالية بيد الجماعة، فضلاً عن كونها موردًا اقتصاديًا ضخمًا. ومع تزايد هذه العمليات، يتوقع خبراء الأمن الرقمي أن يشتد الصراع في البنية التحتية السيبرانية لليمن، ما قد ينعكس على أمن المعلومات، وحرية الوصول إلى الشبكة، وحتى على الوضع الاقتصادي للبلاد.

مقالات مشابهة

  • الجيش الباكستاني يعلن مقتل 50 مسلحا على الحدود مع أفغانستان
  • قائد الجيش الباكستاني يهدد بشن حرب نووية تدمر نصف العالم
  • شركة ياسرف تبدأ استقبال طلبات برنامج تمهير لخريجي ينبع
  • الهند تتهم باكستان بالتلويح بالحرب وبعدم المسؤولية
  • هجوم سيبراني يستهدف شريان الاتصالات الخاضع لسيطرة الحوثي في صنعاء
  • باكستان: إصابة 4 أشخاص جراء انفجار أدى إلى خروج قطار عن مساره في إقليم بلوشستان
  • أمطار صيفية خفيفة على أرض التجلي في سانت سانت كاترين
  • تشمل 10 آلاف شخص.. إقليم كوردستان يعتزم منح المتقاعدين مكافأة نهاية خدمة
  • 3 تنبيهات جوية تشمل أمطارا رعدية ورياحا هابطة
  • بسبب خلافات بينهما.. زوج يُنهي حياة زوجته خنقـ ـاً في البحيرة