تواجه مطاعم دمشق القديمة حملة مداهمات مكثفة من عناصر الأمن العام ووزارة الدفاع، مع حظر للغناء والمشروبات الكحولية، ما أدى إلى حالة من الذعر بين الزبائن وانخفاض كبير لنسبة الإقبال، في ظل اتهامات بوجود مؤامرة ممنهجة لتصفية أصحاب المطاعم الأصليين وبيعها لمتنفذين. اعلان

في مشهد يعكس تراجعا وانتهاكاً صارخاً للحريات العامة والخاصة، تستمر عمليات التدخل التعسفي من قبل عناصر تابعة للأمن العام الجديد ووزارة الدفاع السورية، فيالحياة اليومية للمواطنين، حيث استهدفوا خلال الأيام الماضية مطاعم في دمشق القديمة، خصوصاً في منطقتي "باب توما" و"باب شرقي"، ضمن حملة تصاعدت حدتها بشكل مقلق.

بحسب ما أفاد به عدد من أصحاب المطاعم ليورونيوز في دمشق، فإن هذه الانتهاكات بدأت منذ أسبوعين تقريباً، وتركز على مضايقة الزبائن والعاملين في المطاعم، وإيقاف العروض الفنية التي تقدم عادة مساء أيام الخميس، إلى جانب التشديد على عدم تقديم المشروبات الكحولية، سواء كانت من المطعم أو يجلبها الزبون.

مشاهد مخيفة.. وتهديد مباشر

وقال أحد أصحاب المطاعم إن يوم الخميس الماضي (8 يونيو 2025) شهد دخولاً مكثفاً وعنيفاً لدورية أمنية مؤلفة من 38 عنصراً مسلحاً ومدججاً بالأسلحة إلى مطاعم منطقة القيمرية وباب توما. فور دخولهم، بدأ العناصر بإيقاف الحفل الموسيقي الذي كان يقدم في أحد المطاعم، وصوروا الزبائن الذين كانوا يتناولون المشروبات الكحولية، رغم عدم وجود أي شكوى رسمية ضدهم.

وأضاف أن بعض العناصر وجهوا رسائل تحذيرية مباشرة لأصحاب المطاعم، بقولهم: "بعد فترة سنمنع بشكل كامل المشروب والحفلات نهائياً، وسيكون المكان مجرد مطعم للأكل وبدون موسيقى"، مع التلويح بعقوبات صارمة في حال تم مخالفة القرار غير الرسمي.

انحدار في السلوك الأمني

وأكد صاحب مطعم آخر أن الأمر لم يكن كذلك سابقاً، حين كانت "شرطة السياحة" هي الجهة المسؤولة عن تنظيم زيارات التفتيش. وكانت تلك الشرطة تدخل بلباس مدني، بدون سلاح، وتتصرف بأسلوب محترم ولبق عند وجود شكوى.

أما الآن، يقول: "اليوم تدخل عناصر مسلحة ومدججة بالأسلحة، يشتمون ويهددون ويرهبون بشكل مستفز جداً. هذا ليس تطبيقاً للقانون، بل هوفرض لرؤية شرعية خاصة".

أحد شوارع حي باب توما في دمشق القديمة خال من المواطنين وزوار المنطقة بعد تعدي الامن العام على المنطقة 9 أيار مايو 2025يورونيوزغياب الرقابة الرسمية

من جانبه، ذكر صاحب مطعم ثالث أن هناك جهة رقابية سابقة اسمها "مكتب عنبر"، كانت ترسل مهندسين برفقة شرطة السياحة عند وجود شكوى. وكانت الإجراءات السابقة تقتصر على الإنذار أو الغرامة المالية، أو إغلاق المطعم لمدة قصيرة، وفي كل الأحوال كانت تتم بطريقة لبقة.

لكن المسؤول الجديد، وهو مهندس من إدلب، يتهمه أصحاب المطاعم بأنه يعمل "جاسوساً للمحافظة" ولا يقوم بواجبه، بل يستغل موقعه لتحقيق أجندات أخرى.

Relatedمن طالبة في معهد تعليمي إلى البرقع الأفغاني.. قصة ميرا الغامضة تثير قلق السوريينسوريا: سكان جرمانا يرفضون تسليم الأسلحة الخفيفة وسط مخاوف من تكرار مجازر الساحلسوريا: فصل الجنسين في الجامع الأموي بدمشق يثير جدلا واسعاتداعيات اقتصادية واجتماعية خطيرة

وأكد جميع أصحاب المطاعم الذين تحدث إليهم يورونيوز أن هذه الحملة أثرت بشكل كبير على نسبة الإقبال والمداخيل، نتيجة خوف الزبائن من التواجد في هذه الأماكن العامة، خصوصاً بعد مشاهد التصوير والتفتيش الاستفزازي والسؤال عن هوية المرافقين.

وأشار أحدهم إلى أنه في يوم الجمعة، وهو عادة الأكثر ازدحاماً في المطاعم، استقبل أكبر مطعم في المنطقة 5 زبائن كحد أقصى، في انخفاض حاد وغير مسبوق.

مطعم في دمشق القديمة "باب توما" بدون زبائن بعد تعدي الأمن العام على مطاعم المنطقة 9 أيار مايو 2025يورونيوزاتهامات بمؤامرة ممنهجة

ووصف أصحاب المطاعم هذه الحملة بأنها "عمل ممنهج" يهدف إلى دفعهم لبيع مطاعمهم لمتنفذين ينحدرون من إدلب المعقل السابق للجماعات المسلحة، والسعي لتغيير ديموغرافي مقصود في دمشق القديمة، التي تعتبر متنفساً لكل السوريين وليس فقط لأهل العاصمة.

وأكدوا أنه إذا لم يتدخل وزير السياحة لإيقاف هذه الانتهاكات، فإنهم لن يقفوا مكتوفي الأيدي، متوعّدين بأنهم قد يلجؤون إلى خطوات تصعيدية مثل الإضراب، خصوصاً وأن هذه الإجراءات تهدد القطاع السياحي بأكمله، وخاصةً في دمشق القديمة، التي تعد من أهم الوجهات السياحية للزوّار الأجانب.

انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة

المصدر: euronews

كلمات دلالية: فلاديمير بوتين روسيا باكستان دونالد ترامب الهند الحرب العالمية الثانية فلاديمير بوتين روسيا باكستان دونالد ترامب الهند الحرب العالمية الثانية مشروبات سوريا سياحة أبو محمد الجولاني دمشق فلاديمير بوتين روسيا باكستان دونالد ترامب الهند الحرب العالمية الثانية الحرب في أوكرانيا غزة إسرائيل حروب فرنسا يوم النصر في أوروبا فی دمشق القدیمة أصحاب المطاعم

إقرأ أيضاً:

انطلاق القمة الشرطية العالمية في دبي الثلاثاء المقبل

دبي-وام
أعلنت القيادة العامة لشرطة دبي، استكمال الاستعدادات اللازمة لتنظيم فعاليات القمة الشرطية العالمية لعام 2025، التي تقام تحت رعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، في مركز دبي التجاري العالمي، وتنطلق فعالياتها يوم الثلاثاء المُقبل على مدار 3 أيام، وسط حضور دولي رفيع المستوى ومشاركة واسعة من أجهزة إنفاذ القانون والمنظمات الدولية والخبراء العالميين.
جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي نظمته القيادة العامة لشرطة دبي للإعلان عن تفاصيل الحدث العالمي، بمشاركة العميد الدكتور صالح راشد الحمراني، نائب مدير الإدارة العامة للتميّز والريادة في شرطة دبي، والمُقدم الدكتور راشد حمدان الغافري، نائب مدير الإدارة العامة للأدلة الجنائية وعلم الجريمة لشؤون الإدارة في شرطة دبي، رئيس الأمانة العامة للقمّة الشرطيّة العالميّة، وسامي عقيل عبدالله، نائب رئيس أول خدمات المطار للمحطات الخارجية ودعم الأعمال في طيران الإمارات، والرائد الدكتور محمد جمال التميمي، عضو مجلس أمانة القمة الشرطية العالمية، والنقيب مروان عبدالله الملا، رئيس فريق الجوائز في القمة، والملازم خليفة الفقاعي، مدير المكتب التنفيذي للقمة، وأفروز برو مدير المشروع، وعدد من الضباط والشركاء والرعاة والإعلاميين.
وأكد العميد الدكتور صالح راشد الحمراني، أن القمة الشرطية العالمية باتت من أبرز المنصّات الدولية المتخصصة في مناقشة مستقبل العمل الشرطي، مشيراً إلى أن شرطة دبي تتبنى نهجاً استباقياً في تعزيز الأمن والسلامة، وتسعى من خلال هذه القمة إلى فتح آفاق جديدة للتعاون بين الجهات المعنية بإنفاذ القانون على مستوى العالم.
وقال إن القمة التي تأتي هذا العام تحت شعار «تصميم المستقبل القادم من العمل الشرطي»، تشهد مشاركة أكثر من 300 متحدث وخبير دولي، ونخبة من صناع القرار في القطاع الأمني، لمناقشة التحديات الأمنية الناشئة والحلول المبتكرة، الأمر الذي يُسهم في دعم ركائز الأمن العالمي وتحقيق الاستقرار.
وأوضح أن القمة شهدت منذ انطلاقها نمواً قوياً، حيث استقبلت على مدار النسخ الثلاث الماضية أكثر من 17,000 زائر، ويتوقع هذا العام تسجيل أرقام قياسية في الحضور بفضل الاهتمام المتزايد من الشركاء العالميين، مع نمو في المشاركة بنسبة 25% على أساس سنوي، سواء من قبل القادة العالميين أو العارضين والمندوبين والزوار.
وأشار إلى التوسع الملحوظ في محاور قمة هذا العام، حيث ارتفع عدد المسارات النقاشية من 7 إلى 12 مساراً تغطي أبرز القضايا الأمنية المعاصرة، وعلى رأسها الذكاء الاصطناعي، والابتكار التكنولوجي، والتهديدات السيبرانية، في حين يشهد برنامج جوائز القمة توسعاً لافتاً، حيث ارتفع عدد الترشيحات بنسبة 200%، مما يعكس أهمية هذه الجوائز في تكريم الأفراد والمؤسسات الساعية إلى ترسيخ قيم السلامة والنزاهة في مجالاتهم.
وكشف عن أن دورة هذا العام ستشهد إضافة ثلاث مناطق جديدة هي المنطقة الأكاديمية التي تستقطب أبرز الجامعات والمعاهد الشرطية، ومنطقة الشركات الناشئة التي تسلط الضوء على دور الابتكار في دعم الأمن المجتمعي، ومنطقة العروض التفاعلية الحيّة التي توفر بيئة واقعية لاختبار القدرات التقنية والتشغيلية في سيناريوهات تحاكي الواقع.
وخلال المؤتمر الصحفي، استعرض المقدم الدكتور راشد حمدان الغافري جدول أعمال القمة، مبيناً أن الحدث يغطي مختلف مجالات العمل الأمني، بما في ذلك التقنيات المتقدّمة، والابتكار الشرطي، والقيادة الشرطية الحديثة، وقال إن القمة تعد منصّة استثنائية لتبادل الخبرات والاطلاع على أفضل الممارسات في القطاع الشرطي والأمني، حيثُ يشارك فيها ممثلون عن منظّمات دوليّة مرموقة بما في ذلك الإنتربول، واليوروبول، ومكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة.
وأوضح أن من أبرز محاور النقاش ستكون التطبيقات العمليّة للذكاء الاصطناعي، وأمن المعلومات، وإدارة الكوارث والأزمات، إلى جانب جلسات خاصة حول الأمن في المدن الذكيّة، مشيراً إلى أن نسخة هذا العام ستشهد توسيع نطاق المعرض المصاحب للقمة ليصبح الأكبر من نوعه على مستوى المنطقة.
وقال إن المعرض الدولي للأمن وإنفاذ القانون سيضم أكثر من 250 جهة عارضة من الشركات والمؤسسات المتخصصّة في الحلول الأمنيّة والتقنيات الشرطيّة الحديثة، حيث يوفر منصّة تفاعلية لعرض أحدث الابتكارات في مجالات تحليل البيانات، والأنظمة الذكية، والطائرات بدون طيار، وأنظمة المراقبة المتقدّمة، وتقنيات الاستجابة السريعة.
وتأتي القمة الشرطيّة العالميّة 2025 في دورتها الرابعة لتُرسّخ مكانتها كحدث شرطيّ أمني رائد، يجمع في منصة واحدة، كبار قادة الأجهزة الشرطية والأمنية في العالم، والخبراء والمتخصصين في مجالات إنفاذ القانون، يتباحثون في جلسات ومؤتمرات متخصصة أبرز المستجدات العالمية وسبل تعزيز أمن المجتمعات، بالإضافة إلى معرض دولي يسلط الضوء على أبرز التقنيات والتكنولوجيا الحديثة ونظم الذكاء الاصطناعي الداعمة للعمل الشرطي، الأمر الذي يعكس التزام شرطة دبي بدعم التعاون الدولي حول مستقبل الأمن العالمي، وتكريس الابتكار والتكنولوجيا في خدمة المجتمعات.
وتشكّل القمّة منصّة فريدة لتقوية أواصر التعاون بين القطاعين الحكومي والخاص، وتعزيز قدرات أجهزة إنفاذ القانون في مواجهة التحديات المستجدة، ضمن بيئة مهنيّة تفاعليّة تعكس روح الشراكة العالميّة، كما تسعى إلى تمكين الجيل القادم من الكوادر الشرطيّة الشابة عبر برامج معرفيّة وتدريبيّة تفاعليّة، وتسليط الضوء على الدور الحيوي للمرأة في قطاع الأمن، تأكيداً لأهمّية التنوّع والمتوازن بين الجنسين، وإِشراك كافة الطاقات في رسم مستقبل العمل الشرطي محلياً وعالمياً.
وتضم قائمة الشركاء والرعاة، du كشريك التكنولوجيا والاتصالات، وسامسونج ومجلس أبحاث التكنولوجيا المتقدمة كرعاة بلاتينيين، وطيران الإمارات كناقل رسمي، والطاير موتورز – ديفندر بصفتها الشريك الرسمي للسيارات، إلى جانب INKAS Armored و AKSUM كقادة في مجال المركبات المدرعة، وPresight باعتبارها الشريك الصناعي الرائد، و Hills Advertising كشريك الإعلانات الخارجية الرسمي، كما نثمّن دعم الرعاة المميزين: MVP Tech، وDynatrace، وSAS، وHikvision، وDahua Technology، وEsri، لما قدموه من مساهمات قيّمة تعزز من حضور الحدث وتأثيره على المستويين الإقليمي والدولي.

مقالات مشابهة

  • إخماد حريق كبير في دمشق القديمة.. وسيطرة جزئية على آخر في اللاذقية
  • الأمن العام يواصل حملته للحفاظ على البيئة
  • يسرا تعيد غناء “روح للناس ياحب” في أحداث مسلسل برستيج
  • مداهمات في الشمال.. هؤلاء سقطوا في قبضة الجيش
  • فيديو يثير الجدل.. "هجرة" طلاب دروز للسكن الجامعي في دمشق
  • 14 طن دقيق مدعم.. حملات مكبرة على المخابز المخالفة
  • مطاعم وكافيهات ذات إطلالة في السلط للاحتفال بعيد الاستقلال الأردني الـ 79
  • أفضل المطاعم لتناول الغذاء في عيد الأضحى بالأردن
  • انطلاق القمة الشرطية العالمية في دبي الثلاثاء المقبل