نواب فرنسيون يحيون في الجزائر ذكرى مجازر مايو 1945
تاريخ النشر: 11th, May 2025 GMT
أحيا أكثر من 10 نواب من اليسار الفرنسي أمس السبت في مدينة سطيف الجزائرية ذكرى القمع الفرنسي الدموي للاحتجاجات المطالبة باستقلال الجزائر في 8 مايو/أيار 1945.
وقالت النائبة صابرينا صبايحي عضوة مجلس النواب الفرنسي عن حزب الخضر "نحن مجموعة منتخبين نعمل كثيرا على ملف الذاكرة والاعتراف بمجازر 8 مايو/أيار، لقد طلبنا من الرئيس إيمانويل ماكرون الاعتراف بأنها جريمة دولة".
ووضعت صبايحي مع أعضاء آخرين في البرلمان الفرنسي الزهور عند النصب التذكاري لبوزيد سعال أول ناشط مناهض للاستعمار قُتل في هذه المظاهرات السلمية على يد الشرطة الاستعمارية الفرنسية فيما كان يرفع علم الجزائر.
وقالت النائبة اليسارية الفرنسية دانيال سيمونيه "من المؤثر جدا" الوجود في سطيف، لافتة إلى أنه "حان الوقت لأن تعترف فرنسا بأن هذه المجازر جريمة دولة".
وفي 8 مايو/أيار 1945 وبينما كانت فرنسا تحتفل بالانتصار على النازية اندلعت مظاهرات مؤيدة للاستقلال في سطيف وقالمة وخراطة، وهي 3 مدن في شرقي الجزائر، وقمعت القوات الاستعمارية المظاهرات بوحشية، مما تسبب بمقتل الآلاف.
ويؤكد الجزائريون أن عدد القتلى بلغ 45 ألفا، في حين يقدر الفرنسيون أنه يتراوح بين 1500 و20 ألفا.
إعلانويقول النائب الجزائري توفيق خديم "يجب على فرنسا الرسمية أن تقر بالجرائم التي ارتكبتها وبمسؤوليتها عن هذه المجازر".
وحضر كثر من سكان سطيف لرؤية المشرعين الفرنسيين في الشارع الذي سقط فيه بوزيد سعال، ورُفعت الأعلام الجزائرية وصدحت الأغاني الوطنية التي بثت عبر مكبرات الصوت.
وقال سليم عيادي البالغ 26 عاما في تصريح لوكالة الصحافة الفرنسية "من الجميل أن نرى فرنسيين يطالبون حكومتهم بعد مرور 80 عاما على هذه المجزرة بالاعتراف بالجرائم التي ارتكبها أجدادهم ضد أسلافنا العزل والأبرياء".
وتابع "لقد جاؤوا للاحتفال بنهاية الحرب العالمية الثانية والمطالبة باستقلال بلدهم، لكن النظام الاستعماري رفض هذا الحق وقرر قتلهم".
والخميس الماضي، شارك آلاف الجزائريين بمسيرة في سطيف لمطالبة القوة الاستعمارية السابقة بأن تعترف بجرائمها في الجزائر.
وتقول صبايحي "بالحوار فقط يمكننا إحراز تقدم في كل هذه القضايا".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات
إقرأ أيضاً:
لماذا يصمت العرب على مجازر غزة؟
سيف النوفلي
لم يكن الصمت العربي على الدم الفلسطيني في غزة حدثًا عابرًا، بل هو نتيجة تراكمات طويلة ومعقدة، صنعت جيلًا مشوش الهوية، بعيدًا عن قضايا الأمة الكبرى، وفي مقدمتها قضية فلسطين.
إن الجيل الجدي- للأسف- لم يتربَّ كما تربت الأجيال السابقة على قيم الإسلام الحقيقية، ولا على معاني الجهاد في سبيل الله، ولا على بطولات الصحابة ولا ملاحم التحرير، بل تربى على يد “السوشيال ميديا”، حيث تغيب القيم وتُستبدل بالمؤثرين والتفاهة و”الترند”.
وحين يُذكر الجهاد، تُربط الكلمة فورًا بالإرهاب، لأن مناهج التعليم في العالم العربي تم تفريغها عمدًا من آيات الجهاد ودروس السيرة النبوية التي تغرس روح العزة والكرامة.
وبينما كان الطالب المسلم في السابق يقرأ في كتبه عن بدر وأحد واليرموك وحطين، ويعرف معنى أن يكون المسلم مسؤولًا عن قضايا أمته، أصبح اليوم غريبًا عن تاريخه، وعاجزًا عن فهم معنى أن تسقط غزة تحت الحصار والدمار.
أما الجيل الذي سبقهم، فهو بين أمرين: إما أنه مقيد بسلاسل الديون والقروض التي تجعل همه اليومي لقمة العيش وتسديد الأقساط، أو أنه ينعم برغد عيش لا يريد التفريط فيه، فهو يخاف أن يخسر عمله أو نمط حياته إذا نطق بكلمة حق.
ثم تأتي الأنظمة والحكومات العربية لتغلق الباب الأخير، فتجعل من التضامن العلني مع فلسطين أو الدعوة للجهاد جريمة تُقابل بالاعتقال والسجن والملاحقة. لقد أصبح رفع علم فلسطين في بعض العواصم العربية أخطر من التطبيع العلني مع الاحتلال الإسرائيلي!
والنتيجة؟
شعب محاصر في غزة يُذبح أمام مرأى ومسمع العالم، بلا ماء ولا دواء، بلا كهرباء ولا مأوى، والدماء تسيل في الشوارع، بينما العالم العربي مشغول بتحديث “الستوري” ومتابعة مباريات كرة القدم، وكأن الأمر لا يعنيه.
ولكن الحق لا يموت، ومهما سكتت الألسنة، فإن الضمائر الحية لن تموت. وإن جيلًا يُربى الآن في بيوت المقاومة في غزة، وتحت القصف في جنين، وتحت الركام في خان يونس، سيكبر، ويعيد الأمة إلى طريقها الحقيقي، يوم لا ينفع فيه الصمت ولا الخنوع.
قال تعالى:
“وما لكم لا تقاتلون في سبيل الله والمستضعفين من الرجال والنساء والولدان” [النساء: 75]
* كاتب عماني