الجوع يفتك بسكان قطاع غزة رغم وفرة الإمدادات على حدوده
تاريخ النشر: 11th, May 2025 GMT
غزة – أكدت الأمم المتحدة أن المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة لا تزال متوقفة منذ أكثر من شهرين، وأن إسرائيل لم تسمح بإدخال المعونات رغم توافر إمدادات برنامج الأغذية العالمي على الحدود.
وشدد الأمم المتحدة في بيانها على أن منع المساعدات من قبل إسرائيل يأتي في وقت يعجز فيه السكان عن تحمل كلفة الغذاء نتيجة تدهور الأوضاع الاقتصادية والمعيشية.
من جانبه حذر المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان من تصاعد وتيرة ما وصفه بـ”الموت الصامت” الذي يهدد حياة كبار السن والأطفال في قطاع غزة، نتيجة الظروف المعيشية القاتلة التي تفرضها سلطات الاحتلال الإسرائيلي، وعلى رأسها سياسة التجويع المتعمد وحرمان السكان من الرعاية الصحية في سياق حملة إبادة جماعية مستمرة منذ أكثر من 19 شهرا.
وأوضح المرصد، في بيان صحفي، أن الحصار المشدد المفروض على غزة منذ أكثر من شهرين يخلف آثارا مدمرة طويلة الأمد، تمس بشكل خاص الفئات الأكثر هشاشة، في ظل سياسة إسرائيلية ممنهجة تسعى لتدمير مقومات الحياة ومنع أي بدائل للبقاء.
ووثق المرصد وفاة 14 مسنا فلسطينيا خلال الأسبوع الماضي فقط، جراء مضاعفات الجوع وسوء التغذية ونقص الرعاية الطبية، مشيرا إلى أن هذه الأوضاع تفاقمت بشكل حاد منذ الإغلاق التام للمعابر ومنع دخول المساعدات الإنسانية والبضائع منذ مارس الماضي.
ودعا المرصد جميع دول العالم إلى تحمّل مسؤولياتها القانونية والأخلاقية، والتحرك العاجل لوقف جريمة الإبادة الجماعية ورفع الحصار عن غزة، مؤكدا ضرورة اتخاذ تدابير فعلية لحماية المدنيين، لا سيما من كبار السن والأطفال.
وشدد المرصد على أن رفع الحصار هو السبيل الوحيد لوقف التدهور الإنساني المتسارع، وضمان تدفق المساعدات الإنسانية، محذرا من أن أي تأخير في هذا الصدد سيؤدي إلى تفاقم الكارثة الإنسانية ويُبقي أكثر من مليوني إنسان في غزة رهائن للجوع والمرض والعطش.
المصدر: RT + وكالات
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
كلمات دلالية: أکثر من
إقرأ أيضاً:
خطة تخالف المبادئ الإنسانية
فى إعلان صادم خرج مؤخرا وزير المالية الإسرائيلى "بتسلئيل سمو تريش" ليقول: "إن قطاع غزة سيدمر بالكامل بعد انتهاء الحرب الجارية بين إسرائيل وحركة حماس منذ أكثر من عام ونصف. وبعد الحرب سيبدأ سكان غزة في المغادرة بأعداد كبيرة نحو دولة ثالثة بعد نقلهم إلى جنوب القطاع". وكان المجلس الأمني المصغر فى إسرائيل قد وافق مؤخرا على خطة لتوسيع العمليات العسكرية تشمل احتلال القطاع. وقال الموقع الأمريكي الإخبارى"أكسيوس":"إن اسرائيل تخطط لاحتلال القطاع وتسويته بالكامل إذا لم تتوصل إلى اتفاق بحلول موعد زيارة " ترامب" إلى المنطقة".
الجدير بالذكر أن خطط العملية تدعو إلى هدم أى مبانٍ لا تزال قائمة، وتشريد جميع السكان المقيمين بها والبالغ عددهم مليون نسمة وترحيلهم إلى منطقة إنسانية واحدة. وفي معرض التعقيب على ذلك قالت حركة حماس: "إن الخطة تمثل قرارا صريحا بالتضحية بـ (الأسرى الإسرائيليين فى قطاع غزة ).وكان مسؤول عسكري إسرائيلي كبير قد قال:"إن هناك فرصة سانحة أمام التوصل إلى اتفاق بشأن الرهائن المحتجزين فى غزة خلال زيارة " ترامب" للمنطقة". وأوضح بأن إسرائيل ستبدأ عملية جديدة فى قطاع غزة إذا لم يحدث اتفاق.
أما عضو المكتب السياسى فى حماس "باسم نعيم"، فقد طالب المجتمع الدولي بالضغط على الحكومة الإسرائيلية لوقف (جريمة التجويع). وقال:"لا معنى لأى مفاوضات غير مباشرة مع الاحتلال، ولا للتعامل مع أى مقترحات جديدة لوقف إطلاق النار فى ظل حرب التجويع والإبادة التى تنفذها إسرائيل ضد الشعب الفلسطينى فى غزة". وأضاف: "إن المجتمع الدولى وفى مقدمته المؤسسات الأممية اعتبرت سياسة التجويع التى تنتهجها إسرائيل فى القطاع جريمة حرب".
لقد حثت ثلاث وكالات تابعة للأمم المتحدة إسرائيل مؤخرا على ضرورة إنهاء حظر المساعدات الإنسانية والذى يعرّض سكان قطاع غزة للمجاعة. وأدان المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) منع إسرائيل إدخال المساعدات الإنسانية منذ مارس الماضى قائلا: "إن ذلك يسبب مجاعة من صنع الإنسان ذات دوافع سياسية". وكانت إسرائيل قد أوقفت إدخال المساعدات الإنسانية متهمة حركة حماس استغلالها لصالحها، وهو ما تنفيه الحركة التى تتهم إسرائيل باستخدام التجويع كسلاح حرب. ورفضت "حماس" تصريحات الرئيس الأمريكى " ترامب" التى اتهمها فيها بالسيطرة على المساعدات الإنسانية في قطاع غزة. وقالت إنها تتناقض مع تقارير الأمم المتحدة، وشهادات المنظمات الإنسانية العاملة فى القطاع. وانبرت تطالب الولايات المتحدة الأمريكية بالضغط على إسرائيل لفتح المعابر المغلقة أمام دخول جميع المواد الأساسية المنقذة للحياة.
فى الوقت نفسه رفضت وكالة "الأونروا" ووكالات أخرى الخطة الإسرائيلية المتعلقة بتوزيع المساعدات الإنسانية. وقال مكتب الأمم المتحدة: إن الخطة تخالف المبادئ الإنسانية الأساسية، ويبدو أنها صُممت بهدف ترسيخ السيطرة على المواد التي تحافظ على الحياة كما لو كانت تكتيكا لممارسة الضغط، وباعتبارها جزءا من استراتيجية عسكرية ضد إسرائيل. لقد باتت الصورة واضحة اليوم، فإسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية تتحكمان فى توزيع الإمدادات. بيد أن ما وضح تحديدا هنا فى هذا الإطار هو أن الخطة تجسد التمويه الإسرائيلى الأمريكى حيث إنها تهدف إلى إطالة أمد الحصار المفروض على قطاع غزة، وهذا ما تأكد على أرض الواقع، ألا وهو أن إسرائيل لا تريد السماح بدخول المساعدات إلى قطاع غزة، وتعمل على إطالة أمد الحصار حتى تصل غزة إلى مرحلة متفاقمة من المجاعة.