لا وقت للنقاش!
بقلم: د. #ذوقان_عبيدات
في ملتقًى تربويٍّ مهيب، وبرعاية مهيبة، وبمكان مهيب، تم عقد #مؤتمر_تربوي ذي طابع اقتصادي، وبجدول أعمال ممتد، وبأسماء رفيعة المستوى. تشير منشورات الملتقى بأن الداعم الأساس هو الجامعة الأم، وعدد من الجامعات الرسمية، والجامعات الأهلية، وشركات كبرى! ومن المهم الاعتراف بهيبة المكان، وهيبة الرعايات، وهيبة جمهور أكاديمي واسع، وتقديم إعلامي أنيق! وبتغطية تلفزيونية كثيفة.
(01)
مقالات ذات صلة ألمانيا تُبايع ميرتس والانتصار بطعم الهزيمة 2025/05/10مقتطفات مُهمّة!
قدّم راعي الملتقى أفكارًا مفيدة، يجدر تلخيصها:
نحتاج #مناهج حديثة وحداثية، تنظر للحاضر، والمستقبل. يحتاج طلبتنا مهارات التحليل، والشك، والبحث عن المجهول. سؤالنا ليس: هل نطبّق الذكاء الاصطناعي، بل كيف نطبقه؟وما أخلاقياته. نحتاج تصدير الذكاء، وتصدير المشروعات، والأفكار الذكية. انتهى عهد التعليم المغلق؛ المدرسة المغلقة، الكتاب المغلق، المعلم المغلق.هذا ما قدمه راعي الحفل، وما كسبتُه أنا من المؤتمر حتى الساعة الثانية عشرة.
(02)
لدينا تعليم جيد!!
هذا ما قاله مسؤول تربوي كبير سابق،وبكل اليقين المعرفي، ومن دون التفات لما قاله راعي المؤتمر،” أكّد” المسؤول ما يأتي:
▪ نحن لا نشهد تراجعًا في التعليم، لكننا نتقدم بسرعة تقل عن سرعة ما حولنا، ومن حولنا، وهذا سبّب فجوة تعليمية واسعة بيننا، وبين غيرنا!
▪ التعليم في الأردن جيد، ولا أحد ينكر ذلك!!!-طبعًا لو الفرصة متاحة لقلت له: أنا أنكر ذلك.!!
وهنا تبدأ مشكلتي:
الواقع يقول: التعليم غير جيد، وأكبر مسؤول طالبَ بإصلاح التعليم، فطلبتنا ليسوا في وضع تحصيلي جيد. وهذا ما تبرزه نتائجنا في امتحانات دولية متواصلة. والجامعات تشكو من ضعف أداء خرّيجي التعليم المدرسي. والتعليم المدرسي يشكو من ضعف أداء خرّيجي الجامعات من معلمين، وغيرهم! فلِمَصلحة مَن نقول: التعليم جيد؟ إن مثل هذا الادّعاء يغلق الباب أمام تطوير التعليم وإصلاحه. فالتعليم الجيد لا يحتاج إصلاحًا!!
(03)
المناهج أوّلًا! لم يخلُ حديث أحدٍ من المناهج! وزير الدولة أشاد بحركة تطوير المناهج الحالية، حيث نجحنا في تطوير المناهج عبر المركز الوطني للمناهج! وطالب راعي المؤتمر بإحداث تغييرات أساسية، وشاملة في بنية المناهج، والتعليم، والكتاب المدرسي. هناك متحدثة “عارفة” على ما يبدو في المناهج، فقالت:
تم إنشاء المركز الوطني المستقل للمناهج؛ لكي يتحرر من ثقافة وزارة التربية “ثقافة الماضي”، وما هي إلا شهور حتى صار كل مَن في المركز من الفنيّين، وإدارته مستورَدين من وزارة التربية، فعادت ثقافة الماضي بكاملها إلى الكتب، ومناهجها، بل إن إقرار الكتب يتم من وزارة التربية “مجلس التربية” ولذلك: مكانَك سِرْ!!!
(04)
لا فترة للنقاش!
في الأردن ممنوعات وخطوط حُمر كثيرة، مثل: السياسة؛ حقوق المرأة؛ الثقافة المجتمعية؛ الثقافة الدينية؛ العشائرية.. إلخ! لكن هذه أول مرة يتحدث في المؤتمر ثمانيةَ عشرَ متحدثا، من دون وجود كلمة نقاش في جدول أعمال الملتقى ! حصلت مداخلات فاترة جدًا أدنى من مستوى رفع العتب!مع أن الجمهور كان صفوة الأكاديميا
في الأردن!
ما دور الرعيّة في المؤتمر؟ تخيلوا، صفّقنا ثماني عشرة مرة للمتحدثين !! وهكذا عرفنا ما معنى حشد حوالي مائةِ أكاديميّ؛ ليستمعوا، ويعوا فقط!!
فهمت عليّ جنابك؟ّ؟!!
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: ذوقان عبيدات مناهج
إقرأ أيضاً:
خبير تربوي يوضح أسباب شكاوي طلاب الثانوية العامة من امتحان الفيزياء
أكد الخبير التربوي الدكتور تامر شوقي، أن شكاوى طلاب الثانوية العامة من امتحان مادة الفيزياء ترجع إلى عدة أسباب متشابكة، بعضها يتعلق بطبيعة المادة نفسها، والبعض الآخر يرتبط بأساليب الاستذكار الخاطئة، إلى جانب تأثيرات نفسية واجتماعية تحيط بالطلاب خلال فترة الامتحانات.
وأوضح الدكتور شوقي أن أسئلة امتحان الفيزياء عادة ما تقيس مستويات عليا من التفكير، إذ تستهدف أهدافًا تعليمية معقدة مثل التطبيق والتحليل والتركيب، وهو ما يفرض على الطلاب إعمال العقل والتفكير العميق عند التعامل مع الورقة الامتحانية.
وأضاف أن مادة الفيزياء تحديدًا تتطلب من الطالب إتقان مهارات خاصة، ليس فقط في الفيزياء ذاتها، وإنما أيضًا في الرياضيات التي تُعد ركيزة أساسية لفهم وحل المسائل الفيزيائية.
وأشار الخبير التربوي إلى أن من أبرز أسباب الشكوى أيضًا هو اتباع كثير من الطلاب أساليب استذكار تقليدية لا تتناسب مع طبيعة المادة، حيث يذاكرون الفيزياء كما يذاكرون مواد أدبية كالعربي، بينما الفيزياء تحتاج إلى أسلوب مختلف يعتمد على الفهم العميق والتدريب المتكرر على حل المسائل.
كما لفت إلى أن الضغوط النفسية الكبيرة التي يشعر بها الطلاب تجاه امتحان الفيزياء لها دور بارز في شعورهم بالصعوبة، خاصة نتيجة ما سمعوه عن صعوبات امتحانات الأعوام الماضية، أو بسبب الصورة الذهنية الراسخة لديهم بأن الفيزياء من المواد المعقدة.
وأكد الدكتور شوقي أن من بين المسببات أيضًا أن بعض الطلاب اعتادوا على حل نوعيات معينة من الأسئلة والمسائل، وعندما يواجهون في الامتحان أسئلة ذات أفكار جديدة – حتى وإن كانت قابلة للحل – يشعرون بالارتباك والصدمة، مما قد يؤثر على قدرتهم الفعلية في الإجابة.
وأضاف أن هناك ظواهر نفسية أخرى يجب أخذها في الاعتبار، مثل العدوى النفسية، حيث يبدأ الطالب في الشكوى من صعوبة الامتحان إذا لاحظ أن زملاءه يشتكون، حتى وإن لم يواجه هو نفسه صعوبة حقيقية.
كما أن بعض الطلاب يميلون إلى تضخيم الصعوبات التي واجهوها لمجرد ارتكاب خطأ في سؤال أو اثنين، أو لتبرير توقعهم بالحصول على درجات منخفضة، فيدّعون أن الامتحان كان صعبًا بدلًا من الاعتراف بالتقصير أو ضعف التحصيل.
وفي سياق متصل، أشار الدكتور شوقي إلى أن هناك فئة من الطلاب التحقوا بالشعبة العلمية دون أن تكون مؤهلاتهم وقدراتهم الحقيقية مناسبة لها، ولكنهم اختاروها نظرًا لتزايد فرص القبول بالكليات العلمية مقارنة بالأدبية، مما يجعلهم غير قادرين على مجاراة متطلبات المواد العلمية بالشكل الأمثل.
كما أوضح أن نسبة ليست بالقليلة من الطلاب الحاصلين على درجات متدنية في المرحلة الإعدادية – لا سيما من حصلوا على 140 درجة فقط – التحقوا بالثانوي العام دون أن تتوافر لديهم المقومات التي تؤهلهم لذلك، وهو ما يزيد من صعوبة خوض امتحانات تتطلب استعدادًا علميًا ومهاريًا مرتفعًا.