كريمة أبو العينين تكتب: سرقة السعادة
تاريخ النشر: 11th, May 2025 GMT
يقولون أن عند بدء الخليقة وزعت الأرزاق والأعمار وحوصرت السعادة ووقف أمامها كل من على يقين انها لا تجعلهم يقومون بعملهم على أكمل وجه.
وقف فى وجه السعادة الحزن ، وخيبة الأمل ، والتعاسة ، وقلق البال وغيرهم ممن تزيل السعادة أثرهم ووجودهم ؛ وقفوا كلهم يحاوطونها من كل جانب وحدب وصوب كى تظل مكانها ولا تبرح خطوة .
السعادة وقفت مكتوفة الأيدي تدافع عن نفسها وتستحلفهم ان يتركوها تمضى ففى انتظارها الكثيرين ممن يبحثون عنها ويتمنونها معهم الى آخر العمر . توسلات السعادة زادت الاخرين عنادا واحكموا حصارهم وأبدوا بغضهم وكراهيتهم لها وقال لها الحزن انتِ عدوتى البغيضة فكلما طوقت الشخص اليائس الرافض لقضاء الله من كل جانبه وجعلته اقرب ما يكون إلى القنوط وربما الكفر جئتِ انتِ ومنحتيه نفحة أمل وهونتِ عليه مصابه وذكرتيه بنعم أخرى حوله وأعدتيه الى مرحلة الرضا والايمان ، فكيف أتركك تفسدين عملى الذى يباركه شياطين الانس والجن .
زاحمت خيبة الأمل الحزن وقالت بصوت يائس متألم لقد حاولت طوال عمرى ان انزع من الأشخاص الواقعين فى متاهات الحياة انزع منهم أي بريق من الامل يجعلهم يواصلون الحياة بعزم وايمان ، وكل مرة انجح فيها وانزع منهم التفاؤل وأضعهم فى نقطة اللاعودة تأنى أنتِ أيتها الملعونة وتفسدين عملى وتنجحى بكل براعة بإزالة مجهود طويل بذلته أنا لكى أجعلهم من الداخل أعجاز نخل خاوية .
التعاسة هى الأخرى جرت مسرعة نحو السعادة وحاولت ان تشتبك معها وربما ارادت ان تقتلها وتتخلص منها الى الابد وقالت بعد محاولة الملتفين حول السعادة تخليص الاشتباك قالت لها لم اكره فى حياتى شخصا ولا معنى ولا محتوى بقدر كراهيتى لكِ ، كم من أناس نجحت أنا بمجهودى الجبار بأن أجعلهم تعساء ، رافضين الحياة ، بل انى حولت بعضهم الى أناس مؤذيين يبثون سمومهم فى كل مكان ويفرقون الملتفين ويفعلون كل ما من شأنه زيادة أعداد التعساء ، ولكن كنت أنتِ تلك الشخصية وذلك الوهم الذى يفسد عملهم ويضئ لهم طريق الحب ويكسر حوائط الانهزامية التى جعلتهم انا يبنوها ويشيدوها بأنفسهم .
أما راحة البال فقد ربت على كتف السعادة وقالت لها ان معكِ أينما تكونين نقيضى هو الذى يكرهك ويحاربك قلق البال والريبة والشك يرونك معرقل لعملهم وادائهم وهم وكلونى نيابة عنهم بأن أمثل نقطة ارتكاز عندك واجعلهم يمرون من خلالي لأداء واجبهم فى تغيير نمط الخبر فى الحياة واعلاء الشر وجعل البشر فى ألم وحزن.
السعادة وقفت لاتدرى ماذا تفعل وكيف تهرب من كل هؤلاء وبعد تفكير وقلق استطاعت السعادة ان تفرغ محتواها وتتسرب فى بصيص وشعاع ينتشر بين البشر ويفر ممن يحاوطونها ، أصبحت السعادة منذ ذلك الحين بصيصا وجزءا وأصبح مفهومها نسبى عند البشر ، وتجزأت مفاهيم السعادة ومقاديرها وأصبح كل شخص يشعر بها ويفهمها بطريقته وعلى هواه كما يقال ، فبعضنا يرى سعادته فى المال وأخرين فى الذرية الصالحة وأُخر يرونه فى المناصب والسلطة والترقى والعلو والاعتلاء
بعضنا يشعر ان سعادته اكتملت بعلمه ومنزلته العلمية ، ومن هذه التفسيرات لمفهوم السعادة كان لزاما علينا ان نقتنص لحظات السعادة ، وإن عز ذلك فلنسرقها فسرقة السعادة هى السرقة الوحيدة المشرعة دينا ودنيا ، اسرق سعادتك لا تتوقف عن البحث عما يسعدك مهما كان البحث مضنيًا فان وميض السعادة كفيل بأن يهون عليك تعب البحث ويجعلك تهنأ بما حصلت عليه فى نهاية مطافك ومجهودك للبحث عن السعادة .
السعادة وان كانت نسبية الا أنها ضرورية فلنجعلها من اساسيات حياتنا وليست من الكماليات .
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: السعادة الريبة الشك
إقرأ أيضاً:
هجائن بشرية حيوانية!!
وافقت اليابان على إجراء تجارب على الهجائن البشرية- الحيوانية «human-animal hybrids»، بحيث يمكن أن تكتمل ولادتها.
وحسب التوضيح؛ أن ذلك لإحداث ثورة في الطب التجديدي باستخدام تقنية الخلايا الجذعية المتقدمة لتنمية أعضاء بشرية لعمليات الزرع؛ وذلك لقلة التبرع بالأعضاء البشرية، وكثرة الطلب عليها.
وقد قامت اليابان في مارس 2019 بتعديل اللوائح المتعلقة لتسمح بهذه التجارب بحقن الخلايا الجذعية البشرية في أجنة حيوانية معدلة وراثيًّا.
وتسمح القواعد المعدّلة بإنشاء (كيميرا) بخلايا دماغية بشرية، ثم نقل الكائن الناتج إلى رحم؛ حيث يمكنه النمو حتى اكتمال نموه بشكل تام.
المعلوم إلى الآن من بعض التجارب لدى العلماء أن إدخال خلايا جذعية عصبية بشرية أثناء نمو أجنة الحيوانات يغيّر دماغ الحيوانات كما لوحظ على الفئران؛ فقد أصبحت أكثر ذكاء، وفي تجربة على أحد عشر قرد ريسوس أظهرت النتائج أن أدمغة هذه القرود الهجينة أظهرت بعض السمات المشابهة لأدمغة البشر في نموها -على سبيل المثال- ذاكرة قصيرة المدى أفضل، ووقت أطول للنمو، تمامًا كما هو الحال في البشر.
اليابان من جانبها تقول: إنها حددت المدة، وهذه المدة غير كافية لنشوء التفكير والوعي الذاتي لدى الجنين كالوعي البشري!! ويرد المعارضون بأنه كيف عرفت متى يبدأ الوعي الذاتي بالظهور؛ فما تزال هناك أمور غامضة وغير معلومة بخصوص الوعي البشري ونموه وتشكله، فالخطر الرئيسي هو تخليق حيوانات ذات وظائف دماغية بشرية، والعواقب الافتراضية التي قد تحدثها هذه الميزة على سلوك الحيوان.
ويكمل المعارضون أن اللائحة اليابانية تُتيح ولادة كائن ذي مهارات معرفية مُحسّنة أقرب إلى البشر في نهاية المطاف، ويجب أن نكون مُستعدين لسيناريو يُسمح فيه بولادة كائن هجين، بدماغ بشري جزئي، وفي نهاية المطاف ببعض السمات الفسيولوجية التي لا تختلف كثيرًا عن البشر، كما سيحدث إذا كان مُستقبل الخلايا البشرية قردا أو شمبانزيا أو خنزيرا.
يقود أحد العلماء اليابانيين المتحمسين الأمر، ويرى أن أفضل حيوان لزراعة الخلايا الجذعية البشرية هو الخنزير؛ لوجود شبه في حجم الأعضاء بين الإنسان والخنزير.
يبدو أن الأساطير اليونانية والرومانية القديمة تكاد تتحقق بوجود كائن ذي رأس بشري وجسد حيوان؛ فقد كان أغلب هذه الكائنات آلهة معروفة.
ترى إذا أصبحنا يوما ما على ولادة آلاف الخنازير الهجينة المخلقة تملك تفكيرا قريبا من تفكير البشر، وتتمتع بوعي بشري متدنٍّ، وتمتلك بعض الشبه الفسيولوجي بالبشر؛ فماذا ستكون النتيجة؟ قضية أخلاقية كبرى لا شك! كنت أقرأ في طفولتي كثيرا عن الخيال العلمي، ومن ضمن ما أتذكره من قراءاتي تخليق كائنات ذات وعي وتفكير بشري متدنٍّ تبرمج، وتوجه، وتستخدم في الحروب البشرية بشكل فعال.