(CNN)-- أعلن مسؤول كبير في إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الأحد، اختتام الجولة الرابعة من المحادثات النووية المهمة بين مسؤولين أمريكيين وإيرانيين في سلطنة عُمان، واصفا مناقشات بأنها مشجعة.

وأضاف المسؤول أن الجولة الرابعة من المحادثات، التي ترأسها من الجانب الأمريكي المبعوث الخاص إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، وأدارها مسؤولون عُمانيون مرة أخرى، "اتسمت بالطابع المباشر وغير المباشر، واستمرت لأكثر من 3 ساعات".

وفي إشارة إيجابية قبيل أول زيارة لترامب في ولايته الثانية إلى الشرق الأوسط، يعتزم الجانبان "المضي قدما" بشأن المزيد من المواضيع التقنية، بحسب ما ذكر المسؤول.

وقال المسؤول: "تم الاتفاق على المضي قدما في المحادثات لمواصلة العمل فيما يتعلق بالجوانب التقنية".

ورغم عدم الإعلان عن موعد الاجتماع التالي حتى الآن، إلا أن المسؤول أشار إلى أنه سيعقد في وقت قريب.

وقال المسؤول: "نشعر بالتفاؤل إزاء نتيجة اليوم ونتطلع إلى اجتماعنا القادم، الذي سيعقد قريبا".

ولا يزال من غير الواضح طبيعة الاتفاق الذي قد يتوصل إليه الجانبان، وما إذا كانت الولايات المتحدة ستسمح لإيران بتخصيب اليورانيوم، وما هي الكمية التي ستسمح بها، وكيف سيختلف الاتفاق المحتمل عن الاتفاق الذي توصلت إليه إدارة باراك أوباما.

وقال ترامب، الأربعاء، إنه لم يتم اتخاذ قرار بعد بشأن إمكانية امتلاك إيران لبرنامج تخصيب نووي.

وقال للصحفيين في المكتب البيضاوي: "لم نتخذ هذا القرار بعد. سنتخذه، لكننا لم نتخذه بعد".

ومن جانبها، وصفت وزارة الخارجية الإيرانية الجولة الرابعة بأنها "صعبة"، بعد أن تشبث الطرفان بـ"الخطوط الحمراء" المتعلقة بتخصيب إيران لليورانيوم.

وأكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي على "إكس" أن المحادثات انتهت، قائلا إنها كانت "صعبة ولكنها مفيدة لفهم مواقف بعضنا البعض بشكل أفضل وإيجاد طرق معقولة وواقعية لمعالجة الخلافات".

وأكد بقائي أن الجولة القادمة من المحادثات ستنسقها وتعلن عنها عُمان، كما حدث في الجولات السابقة.

وترأس الوفد الإيراني وزير الخارجية عباس عراقجي، الذي قال قبل بدء المحادثات إن الجانب الأمريكي "يتبنى مواقف متناقضة، وهي إحدى نقاط الخلاف في مفاوضاتنا". 

وأضاف عراقجي، وفقًا لوكالة أنباء "فارس": "لقد كنا واضحين بشأن حدودنا".

وحذّر رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، الشهر الماضي من أن إيران "ليست بعيدة" عن امتلاك قنبلة نووية.

وقال غروسي لصحيفة لوموند الفرنسية: "لديهم القطع، وقد يتمكنون يوما ما من تجميعها معا في نهاية المطاف".

المصدر: CNN Arabic

كلمات دلالية: الإدارة الأمريكية الاتفاق النووي الإيراني البرنامج النووي الحكومة الإيرانية تخصيب اليورانيوم دونالد ترامب مسقط الجولة الرابعة

إقرأ أيضاً:

المنقذ الذي لا يأتي.. هل ما زلنا ننتظر المبعوث الأمريكي في صورة المهدي المنتظر؟

من غزة حتى صنعاء… متى نكفّ عن انتظار الحلول القادمة من وراء البحار؟

في كل أزمة تهز منطقتنا، يطلّ علينا طيف بعيد من وراء المحيط، نُخيّل أنه يحمل المفتاح، بينما يحمل في يده الأخرى دفتر شروطه.

ومع ذلك، ما زال بيننا من يراه خلاصًا لا مفر منه، حتى بعد أن خبرنا ثمن تلك الأبواب التي تُفتح بمفاتيح الغرباء. حين قال الرئيس السادات ذات يوم إن «أوراق اللعبة في الشرق الأوسط 99% منها في يد الأمريكان»، كان العالم يعيش بين قطبين عظيمين في ذروة الحرب الباردة، وكانت واشنطن وموسكو تتقاسمان النفوذ وتتنازعان الخرائط. أما اليوم، وقد انفرد القطب الأمريكي بالقرار لعقود، نجد أنفسنا نتساءل: هل تحولت هذه المقولة إلى عقيدة سياسية في عقول قادتنا ونخبنا؟ وهل أصبحنا، عن وعي أو عن وهم، ننتظر المبعوث الأمريكي في صورة المهدي المنتظر، ليحمل الحل السحري لكل قضايا أوطاننا؟

في خرائط هذا الشرق الممزق، هناك دائمًا قارب بعيد يلوّح من خلف الضباب، يقال إنه يحمل الخلاص. قارب لا يصل أبدًا، لكنه يظل حيًا في خيال المنتظرين، كما لو أن البحر صُمّم لابتلاع الأمل قبل أن يلمس الشاطئ. في غزة، السماء ملبدة بالدخان، والبحر محاصر، والناس يلتفتون إلى الأفق، يراقبون الأشرعة التي لن ترسو، والواقع أن أي ضغط أمريكي في هذه اللحظة، كما في لحظات سابقة، لم يخرج عن حسابات ضمان أمن إسرائيل، لا عن حماية المدنيين.

محمد سعد عبد اللطيف كاتب وباحث في الجيوسياسية

في سوريا، صارت المدن أنقاضًا، وأزقتها قصائد مكسورة تبحث عمّن يعيد إليها نبضها، لكن من وراء البحار لا يسمعون إلا صدى مصالحهم، فتوزعت الأرض بين قواعد عسكرية ونفوذ إقليمي، وغابت الحلول السورية الخالصة. لبنان يقف كطائر على سلك كهربائي، بين سقوطين، وكل يد ممدودة من الخارج تحمل في كفها الأخرى خيطًا يشدّ البلد نحو حيث تشاء، والتدخلات الدولية في شؤونه لا تأتي إلا ضمن توازنات إقليمية، غالبًا لصالح قوى أخرى لا لصالح اللبنانيين.

ليبيا صارت صحراء واسعة تتقاطع فيها قوافل الغرباء، كلّ منهم يرسم خطًا جديدًا على رمالها المتحركة، والأمريكي، كغيره، حضر في لحظة إسقاط النظام، ثم ترك الفوضى تتناسل في فراغ السلطة. في السودان، الحرب مثل نهر جارف يلتهم القرى، وصوت البعض يعلو طالبًا من البعيد أن يقيم السدّ، غير مدرك أن الذي يشيّد السدّ يملك مفاتيح مياهه إلى الأبد، فالتدخل الخارجي هنا يعني إعادة رسم الخرائط، لا وقف النزيف.

أما العراق، فقد عرف القارب الأمريكي من قبل، جاء بأعلام الحرية، ثم ترك الميناء مثقلًا بالخراب، وبنية الدولة مفككة، والمجتمع مشرذم بين ولاءات متناحرة. واليمن، آخر خرائط الصراع، ظلّت موانئه تحت أعين الغريب، لا تُفتح أبوابها إلا بميزان مصالح لا يعرف الجياع ولا العطشى، وتحولت الحرب فيه إلى ملف إقليمي ودولي أكثر منها قضية وطنية.

كل هذه الأرض، من المتوسط حتى باب المندب، تعرف الحقيقة البسيطة: أن الخلاص لا يأتي محمولًا على متن سفن غريبة، وأن المنقذ الذي يأتي من وراء البحار، إن جاء، يزرع على الشاطئ قيوده قبل أن يزرع أشجار السلام. الجغرافيا تقول بوضوح: الخلاص يصنعه أهل الأرض، ومن يسلم مفاتيح مستقبله للغريب، يمنحه حق إعادة كتابة تاريخه على هواه. والحقيقة المُرة أن من ينتظر خلاصه من الآخر، سيجد نفسه رهينةً لشروطه، وأن من يسلّم قراره طوعًا، لا يملك أن يشكو من ثمن الفاتورة. فالأوطان لا تُبنى بالانتظار، ولا تتحرر بالرهان على يدٍ غريبة، بل بوعي شعوبها وإرادتها في الفعل لا في الترقب.

«المنقذ لا يطرق الأبواب… وحدهم أصحاب الأرض يصنعون الفجر»

اقرأ أيضاًالمبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف يصل موسكو لإجراء مباحثات مع المسؤولين الروس

«المبعوث الأمريكي»: إسرائيل وافقت على اقتراحي بشأن صفقة تبادل أسرى ووقف إطلاق نار في غزة

المبعوث الأمريكي للسودان يطالب العالم بزيادة المساعدات الإنسانية للخرطوم

مقالات مشابهة

  • غياب الثقة في واشنطن مستمر.. إيران ترحب بتقليص أنشطتها النووية مقابل رفع العقوبات
  • المنقذ الذي لا يأتي.. هل ما زلنا ننتظر المبعوث الأمريكي في صورة المهدي المنتظر؟
  • السوداني:العراق وإيران جبهة واحدة ضد أمريكا وإسرائيل والاتحاد الأوروبي
  • بشأن أوكرانيا.. ماذا تريد أوروبا من الاتفاق المنتظر بين أمريكا وروسيا؟
  • ماذا قالت حرم رئيس الوزراء في أول ظهور إعلامي لها؟
  • ممر زانجيزور.. تركيا تؤيد وإيران تعارض المشروع الأمريكي
  • مش بيسأل علينا.. ماذا قالت والدة سوزي الأردنية عن مونلي قبل القبض عليه؟
  • منشور لأورتاغوس عن شهداء الجيش.. ماذا قالت عنهم؟
  • «كنت بقلد أم سجدة عشان اتشهر».. ماذا قالت البلوجر «بوبا اللدغة» خلال التحقيقات؟
  • ترامب يشق طريقه في القوقاز وإيران تهدد بقطعه بقوة السلاح.. نخبرك ما نعرفه عن ممر زنغزور