تقرير: توسّع إمبراطورية ترامب في الخليج يقابله تطلّعات إلى النفوذ والأسلحة والتكنولوجيا
تاريخ النشر: 11th, May 2025 GMT
دبي"أ ف ب": قبل الزيارة المرتقبة للرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى الخليج الأسبوع المقبل، توجّه نجله إريك إلى دبي ليروج لشركته المتخصصة في العملات المشفرة، فيما سيقصد نجله الآخر دونالد جونيور الدوحة للحديث عن "الاستثمار في أميركا ترامب".وأبرمت مؤسسة ترامب الشهر الماضي أول صفقة للتطوير العقاري الفاخر لها في قطر، فيما كشفت عن تفاصيل جديدة بخصوص ناطحة سحاب بمليار دولار في قلب دبي، يمكن شراء شققها بالعملات المشفرة.
وتطول قائمة المشاريع المرتبطة بترامب في منطقة تعجّ بأموال النفط، لكن يعتقد محللون أن المقرّبين من الرئيس ليسوا المستفيدين الوحيدين.
ويرجّح روبرت موغيلنيكي وهو باحث من معهد دول الخليج العربية في واشنطن أن "الحكومات الخليجية ترى في وجود علامة ترامب التجارية في بلدانها وسيلة لبناء الثقة مع الإدارة الجديدة".
وفي ظل كثرة المشاريع التابعة له في المنطقة، قد يحلو لترامب التنقل بين مشاريع مؤسسته المختلفة عندما يزور السعودية وقطر والإمارات الأسبوع المقبل، في أول جولة خارجية له خلال ولايته الثانية.
ولا تخفى الروابط التجارية التي تربط الرئيس الحالي بدول الخليج، إذ تتوالى وتتوزع مشاريع مؤسسة ترامب من ملعب ترامب الدولي للغولف في دبي، إلى برج شاهق في جدة، ومشروع للغولف والعقارات بقيمة 4 مليارات دولار في سلطنة عمان.
وأعلن إريك ترامب نجل الرئيس الأميركي وزاك ويتكوف نجل مبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، خلال مؤتمر "توكن 2049" للعملات المشفرة في دبي في أبريل، أن صندوق الاستثمار "إم جي إكس MGX" ومقرّه الإمارات سيستخدم "USD1"، وهي عملة مشفرة مستقرة طوّرتها شركة مدعومة من ترامب وعائلته، لاستثمار ملياري دولار في منصة "بينانس" لتداول العملات الرقمية.
- "التأثير السياسي" -
سيشارك دونالد ترامب جونيور في جلسة حوارية خلال منتدى قطر الاقتصادي هذا الشهر تمّ تغيير عنوانها إلى "الاستثمار في أمريكا"، ليكون أكثر حيادية. فيما احتوى العنوان السابق على عبارة "الاستثمار في أمريكا ترامب" وأشار وصف الندوة إلى مناقشة تحوّل تيار "ماغا" السياسي إلى "أساس لاقتصاد جديد". و"ماغا" هي اختصار شعار ترامب باللغة الإنكليزية "لنجعل أميركا عظيمة من جديد".
وتضم تلك الاستثمارات تمويل شركة خاصة لصهر ترامب جاريد كوشنر أفادت تقارير بأنها تلقّت ملياري دولار من صندوق سيادي سعودي. كما ضخّ جهاز قطر للاستثمار المملوك للدولة وشركة لونيت لإدارة الصناديق ومقرها أبو ظبي، 1.5 مليار دولار في شركة كوشنر، بحسب بلومبرغ.
ويدير نجلا الرئيس، دونالد جونيور وإريك، مؤسسة ترامب منذ فوز والدهما في الانتخابات الرئاسية الأميركية للعام 2016. ورغم أن دونالد ترامب لم يعد جزءا من الإدارة التنفيذية للمؤسسة، فقد احتفظ بحصته في شركة العائلة عبر صندوق ائتماني.
وتُعدّ المشاريع العقارية الفاخرة التي تحمل علامة ترامب التجارية خيارا مثاليا لدول الخليج، التي تسعى جاهدة إلى تنويع اقتصاداتها المعتمدة أساسا على النفط من خلال تطوير السياحة والاستثمار.
لكن هذه ليست الميزة الوحيدة، إذ يُشير محللون إلى أن الدول الخليجية باتت ترى في تلك الاستثمارات طريقا معبّدا للتقرب من دولة بقوة وثقل الولايات المتحدة والتأثير فيها.
ويرى حسن الحسن، الباحث المتخصص في سياسة الشرق الأوسط بالمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، أن إبرام صفقات مع ترامب يُعدّ وسيلة أسهل لكسب ودّ واشنطن، بدلا من النهج المُعتاد لشراء الأسلحة الأمريكية.
ويقول الحسن إنه "طيلة عقود، ملأت مشتريات دول الخليج الضخمة من الأسلحة جيوب شركات الدفاع الأميركية التي تُعدّ لجان العمل السياسي الخاصة بها من أكبر المانحين للحملات الانتخابية الأميركية".
وربما يُنظر إلى تلبية المصالح التجارية لعائلة ترامب على أنها "طريق أقصر وأكثر فعالية لتحقيق نفس الهدف وهو النفوذ السياسي"، وفق الحسن.وردا على سؤال عمّا إذا كان ترامب سيقوم بزيارات أو اجتماعات مرتبطة بمصالحه التجارية الخاصة أو مصالح عائلته، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت إنه "من السخيف حتى الإيحاء بأن الرئيس ترامب يفعل أي شيء لمصلحته الخاصة" وأنه "خسر أموالا لكونه رئيسا".
- "أكبر من مجرد صفقات" -
ويشير الحسن إلى أنه "في المقابل، تريد دول الخليج أسلحة وضمانات وتكنولوجيا أميركية متقدمة"، لا سيما في مجال الذكاء الاصطناعي.ومن أبرز اهتمامات الإمارات، التي تسعى لأن تكون رائدة في الذكاء الاصطناعي، الوصول إلى تقنيات أميركية متطورة، بما فيها رقائق الذكاء الاصطناعي، في ظل قيود التصدير.
وجاءت صفقة العملة المشفرة المستقرة التي أجراها صندوق "إم جي إكس" الإماراتي للذكاء الاصطناعي، الذي يرأسه الشيخ طحنون بن زايد شقيق الرئيس الإماراتي ومستشار الأمن الوطني في الدولة، بعد زيارته لواشنطن في مارس، وضغطه لتأمين تلك الرقائق، وفق تقارير.
لكن يبدو أن تعاملات الخليج مع مؤسسة ترامب تبقى ضئيلة مقارنة بالتعهدات الحكومية، بما في ذلك وعد السعودية مثلا بتقديم 600 مليار دولار لتوسيع الاستثمارات والعلاقات التجارية مع الولايات المتحدة.
وأعلن البيت الأبيض أن الإمارات التزمت بإطار استثماري مدته عشر سنوات بقيمة 1.4 تريليون دولار، وهو رقم لم تؤكده أو تنفه أبوظبي.وكانت الرياض أول محطة لترامب خلال ولايته الرئاسية الأولى. وقبيل هذه الزيارة الجديدة، وافقت الولايات المتحدة على صفقة بيع صواريخ بقيمة 3.5 مليار دولار للسعودية.
ويقول أندرياس كريغ المحلل المتخصص في شؤون الشرق الأوسط "بالنسبة للجانب الخليجي، هذه الاستثمارات تتجاوز بكثير كونها مجرد صفقات تجارية، بل هي أوراق ضغط في المعاملات الاستراتيجية".
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: مؤسسة ترامب دولار فی
إقرأ أيضاً:
كم كلفت الضربة الأمريكية التي أنهت الحرب بين إيران والاحتلال؟ (أرقام)
كشف رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية الجنرال دان كين أن سبع قاذفات من طرازB-2 حلقت لمدة 18 ساعة من الولايات المتحدة إلى إيران لإسقاط 14 قنبلة خارقة للتحصينات في عملية اتسمت بالخداع التام.
وقال كين إن الولايات المتحدة أطلقت إجمالا 75 قذيفة موجهة بدقة، بما في ذلك أكثر من عشرين صاروخ توماهوك، إلى جانب مشاركة 125 طائرة عسكرية على الأقل في العملية التي استهدفت ثلاثة مواقع نووية.
تفاصيل العملية
أطلق على العملية اسم "مطرقة منتصف الليل" بمشاركة 125 طائرة عسكرية من طرازات مختلفة، بين مقاتلات، وطائرات تزويد بالوقود، وطائرات استخبارات، واستهدفت ثلاث منشآت نووية: فوردو ونطنز وأصفهان.
أقلعت الطائرة من الولايات المتحدة وقامت برحلة استغرقت 18 ساعة إلى إيران ما يعني أنها عادت في 18 ساعة تقريبا أيضا مع تباين عدد ساعات الطيران بحسب مهمة الطائرة خلال العملية.
Embed from Getty Images
تم إرسال بعض الطائرات غربا إلى المحيط الهادئ للخداع ، بينما تقدم البعض الآخر على القاذفات الرئيسية لضمان خلو المجال الجوي.
حلقت سبع قاذفات شبح من طراز B-2 مكلفة بضرب المواقع النووية إلى إيران وتجنبت اكتشافها.
تم إطلاق 30 صاروخا كروز على موقع أصفهان من غواصة.
تم استخدام 75 "سلاحا موجها دقيقا" خلال العملية في المجموع.
تم إسقاط أربعة عشر مخترق ذخائر ضخمة من طراز GBU-57 على موقع فوردو، وهو منشأة تخصيب نووية مدفونة في أعماق جبل خارج طهران.
تكلفة الطيران الحربي
لتقدير تكلفة عمليات الطيران، تم الاعتماد على أوقات الطيران المقدرة لكل نوع من الطائرات والتكلفة الساعية لكل طائرة. بناءً على المعلومات المتاحة، تم تقدير الأعداد التالية:
◼ قاذفات B-2 بواقع سبع طائرات، مع رحلة ذهاب وعودة تستغرق 36 ساعة (18 ساعة ذهابًا و18 ساعة عودة)، بتكلفة ساعية 138,000 دولار.
◼ عشرات المقاتلات: حوالي 50 طائرة (مزيج من F-15، F-16، F-22، F-35)، مع متوسط تكلفة ساعية 26,000 دولار.
◼ عشرات طائرات التزود بالوقود مع تكلفة ساعية 23 ألف دولار، وفترة طيران أقصر من طائرات القتال.
◼ طائرات الاستخبارات مع تكلفة ساعية 66 ألف دولار.
◼ وعلى وجه التقريب كلفت ساعات تشغيل الطائرات الحربية خلال العملية قرابة 50 مليون دولار أمريكي.
تكلفة الذخيرة
◼ تم إسقاط 14 قنبلة ضخمة من طراز GBU-57 على موقع فوردو، وهو منشأة تخصيب نووية مدفونة في أعماق جبل خارج طهران ، وهو أمر حيوي لطموحات إيران النووية وتكلفة القنبلة الواحدة 5 مليون دولار.
◼ تم استخدام 61 صاروخ كروز توما هوك وطرازات أخرى بمتوسط 2 مليون للصاروخ الواحد.
◼ وعلى وجه التقريب كلفت القنابل التي أسقطتها الولايات المتحدة على المفاعلات الإيرانية إلى جانب الصواريخ 200 مليون دولار أمريكي.
تكلفة العملية
وعليه ربما كلفت العملية الولايات المتحدة الأمريكية على الأقل 240 مليون دولار أمريكي، لكنها تعتبر تكلفة زهيدة مقابل تصريح الرئيس الأمريكي أنه تم القضاء على المفاعلات النووية الإيرانية تماما.
وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قبل ساعات، أنّ إيران و"إسرائيل" وافقتا على "وقف تام لإطلاق النار" يبدأ قرابة الساعة الرابعة من فجر الثلاثاء بتوقيت غرينيتش ممّا سيضع "نهاية رسمية" لحرب استمرت 12 يوما بين البلدين.
وكتب ترامب على منصّته للتواصل الاجتماعي "تروث سوشل" إنّه "تمّ الاتفاق بشكل تامّ بين إسرائيل وإيران على وقف شامل وكامل لإطلاق النار".
ورغم الخروقات، فقد أعلن نتنياهو التزامه بوقف إطلاق النار، وقالت إيران إنها ملتزمة به ما التزم الاحتلال الإسرائيلي بعدم مهاجمتها.
ونقل موقع نور نيوز الإخباري الرسمي عن الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان قوله اليوم الثلاثاء إن طهران لن تنتهك اتفاق وقف إطلاق النار ما لم تنتهكه "إسرائيل".
وأضاف الرئيس الإيراني أن طهران مستعدة للحوار والدفاع عن حقوق الشعب الإيراني على طاولة المفاوضات.