المسلة:
2025-06-27@03:58:14 GMT

إسرائيل خارج المعادلة في اتفاق صنعاء وواشنطن

تاريخ النشر: 11th, May 2025 GMT

إسرائيل خارج المعادلة في اتفاق صنعاء وواشنطن

11 مايو، 2025

بغداد/المسلة: ناجي الغزي

في تطور مفاجئ ومثير في مشهد الصراع الإقليمي، أُعلن عن تفاهم غير مباشر بين الولايات المتحدة الأمريكية وأنصار الله في اليمن، يفضي إلى تهدئة ميدانية في البحر الأحمر، وسط مؤشرات على تحوّل نوعي في طبيعة الصراع بين (الحوثيين) وواشنطن، وتراجع أمريكي واضح عن سياسة الهجوم المباشر التي استمرت لأكثر من شهرين، دون تحقيق نتائج استراتيجية ملموسة.


المعلومات التي كشف عنها الإعلام الأمريكي، إلى جانب تصريحات الحوثيين، تشير إلى أن واشنطن – وعبر قنوات غير تقليدية – طلبت من صنعاء وقف استهداف السفن المرتبطة بالمصالح الأمريكية، مقابل تعهد أمريكي بالتوقف عن قصف الأراضي اليمنية. اللافت في الأمر أن هذه الرسائل لم تمر فقط عبر القناة التقليدية، وهي سلطنة عُمان، بل شارك فيها أيضاً سفير الولايات المتحدة في الكويت، أمير غالب، وهو من أصول يمنية، ونُقلت الرسائل شفهياً وليس كتابياً، في دلالة على حساسية الموقف، ورغبة الأطراف في عدم تحويله إلى اتفاق مُلزم سياسياً يُحرج الحلفاء الإقليميين، خصوصاً إسرائيل.

الضغط السعودي: كوابح الجغرافيا والمصالح

مصادر متعددة أشارت إلى أن السعودية، التي تسعى جاهدة إلى ضمان استقرار إقليمي نسبي قبل زيارة ترامب المرتقبة إلى الرياض وأبو ظبي والدوحة، كانت لها اليد الطولى في دفع إدارة ترامب إلى مراجعة موقفها. التحذير السعودي كان واضح؛ استمرار التصعيد في البحر الأحمر قد ينسف زيارته، ويعرض أمنه الشخصي وحجم التعاون المتوقع مع دول الخليج للخطر.
من هنا، يمكن قراءة اصطفاف دول مجلس التعاون الخليجي، إلى جانب مصر والأردن، خلف التفاهم، ليس كدعم لمحور المقاومة أو انتصار لصنعاء، وإنما كتحرك استراتيجي لحماية مصالحهم الاقتصادية والأمنية، ومنع تدحرج كرة النار نحو الخليج.

صنعاء تفاوض من موقع القوة

الأهم في هذه المعادلة أن صنعاء لم تطلب التهدئة، بل قدمت رداً مبدئياً على طلب أمريكي، مؤكدة أنها لم تكن تستهدف السفن الأمريكية إلا بعد أن تورطت واشنطن في حماية الملاحة الإسرائيلية. كانت الرسالة الحوثية بسيطة؛ توقفوا عن دعم العدوان الإسرائيلي، وسنتوقف عن الرد على عدوانكم.
هذا الخطاب يضع صنعاء – وفق المنظور الاستراتيجي – في موقع المتفوق ميدانياً، الذي فرض معادلة ردع جديدة دفعت أمريكا إلى التراجع، لا إلى التفاوض من موقع الندية فقط، بل إلى تقديم تنازلات غير معلنة.

*الصدمة الإسرائيلية *

من وجهة نظر إسرائيل، الاتفاق الأمريكي – الحوثي لا يُقرأ إلا كتخلٍ واضح عنها. صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” وصفت الحدث بأنه “طعنة في الظهر” من حليفها الأكبر، فيما نقلت “يسرائيل هيوم” أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يشعر بـ”خيبة أمل” من بنيامين نتنياهو، وسيتحرك في الشرق الأوسط من دون التنسيق الكامل معه.
في البعد الاستراتيجي، هذا يعني أن إسرائيل الآن في مواجهة مباشرة مع محور صنعاء – وربما لاحقًا حزب الله – دون غطاء أمريكي ميداني صريح، ما يفتح الباب أمام تصعيدات غير متوقعة من محور المقاومة، ويعيد خلط أوراق الحرب في المنطقة.

انعكاسات الاتفاق على المشهد الإقليمي

هذا الاتفاق لا يشبه ترتيبات خفض التصعيد التي حدثت سابقًا في لبنان أو غزة. فهنا، صنعاء انتزعت اعترافاً غير مباشر بدورها البحري، وفرضت توازناً بحرياً جديداً في مضيق باب المندب والبحر الأحمر، وهو ما يشكل نقطة تحول استراتيجية ستعيد رسم خرائط النفوذ في المنطقة.
كما أنه يكرّس حقيقة واضحة، أن الردع البحري الصاروخي أصبح جزءاً من أدوات التفاوض السياسي، ويمنح اليمن لأول مرة منذ عقود، وزناً إقليمياً يتجاوز نطاقه الجغرافي.

هل نجحت إيران؟

في خلفية المشهد، يظهر الدور الإيراني على نحو باهت أو ربما متعمَّد الغياب. فحتى الآن، لم تظهر طهران دعماً مباشراً أو تدخلاً واضحاً في التصعيد الأخير. وقد يكون هذا جزءاً من تفاهمات إيرانية – أمريكية غير معلنة، ربما سابقة على مفاوضات الملف النووي، شملت تهدئة الجبهات الإقليمية مقابل مساحة تفاوض مرنة.

صنعاء ومعادلة الردع الإقليمي

إن الاتفاق الأمريكي-الحوثي، جاء بوساطة عُمانية ودفع خليجي، وهو ما يعكس تحولاً استراتيجياً في معادلات الردع والصراع. فهو ليس مجرد تفاهم ميداني مؤقت، بل بداية لمرحلة جديدة من التموضع الإقليمي، تدخل فيها صنعاء كرقم صعب، لا فقط في الحرب، بل في معادلات التفاوض أيضاً.
ويبقى السؤال الأهم: هل يكون هذا الاتفاق بداية مسار جديد من التفاهمات الإقليمية؟ أم مجرد هدنة ظرفية تنفجر لاحقاً على جبهات أوسع؟

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author moh moh

See author's posts

المصدر: المسلة

إقرأ أيضاً:

في زمن الحرب والنووي.. ويتكوف يتحدث عن السلام كأن الدم لم يُهرق

25 يونيو، 2025

بغداد/المسلة: قال ستيف ويتكوف مبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للشرق الأوسط إن المحادثات بين الولايات المتحدة وإيران “واعدة” وإن واشنطن تأمل في التوصل إلى اتفاق سلام طويل الأمد.

وقال ويتكوف في مقابلة مع فوكس نيوز “إننا نتحدث بالفعل مع بعضنا البعض، ليس فقط بشكل مباشر ولكن أيضا عبر وسطاء. أعتقد أن المحادثات واعدة. ونأمل أن نتمكن من التوصل إلى اتفاق سلام طويل الأمد ينهض بإيران”.

وأضاف “يتعين علينا الآن الجلوس مع الإيرانيين والتوصل إلى اتفاق سلام شامل، وأنا واثق للغاية في أننا سنحقق ذلك”.

وتجري إيران والولايات المتحدة منذ أبريل نيسان محادثات غير مباشرة بهدف إيجاد حل دبلوماسي جديد بشأن برنامج إيران النووي. وتقول طهران إن برنامجها مخصص للأغراض السلمية، بينما تقول واشنطن إنها تريد أن تضمن ألا تتمكن إيران من صنع سلاح نووي.

وأعلن ترامب وقفا لإطلاق النار بين حليفة الولايات المتحدة إسرائيل وخصمها الإقليمي إيران بهدف إنهاء حرب جوية اندلعت في 13 يونيو حزيران بقصف إسرائيل لإيران.

وأثار النزاع قلقا في منطقة هي بالفعل على المحك منذ بدء حرب إسرائيل في غزة في أكتوبر تشرين الأول 2023.

وإسرائيل هي الدولة الوحيدة في الشرق الأوسط التي يُعتقد على نطاق واسع أنها تمتلك أسلحة نووية، وتقول إن حربها ضد إيران تهدف إلى منعها من تطوير أسلحتها النووية الخاصة.

وإيران طرف في معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية بينما إسرائيل ليست كذلك.

وقصفت الولايات المتحدة مواقع نووية إيرانية مطلع الأسبوع، وردت إيران باستهداف قاعدة أمريكية في قطر، قبل أن يعلن ترامب وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران.

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author Admin

See author's posts

مقالات مشابهة

  • الاتفاق يبيع رسميا عقد محزري للتعاون
  • 60 ألف متطوع خارج الخدمة.. المسندون طائفياً يتولون مهمة التدريس في مناطق الحوثي
  • انقسام في إسرائيل بين شكر ترامب وصفقة إنهاء محاكمة نتنياهو.. وواشنطن تطالب بمحاسبة مسرّب تقرير اليورانيوم الإيراني
  • ‏إسرائيل هيوم عن مصدر إسرائيلي: ننتظر تراجع حماس عن "موقفها المتشدد" بشأن مفاوضات تبادل الرهائن
  • ترامب يعتقد بأن اتفاق وقف الحرب على غزة بات وشيكًا
  • اتفاق لإعادة الإعمار لدعم الصادرات والمشروعات الصغيرة والمتوسطة
  • وزير الخارجية الأمريكي: نقدر مساهمات سلوفينيا المتواصلة في السلام العالمي والاستقرار الإقليمي
  • في زمن الحرب والنووي.. ويتكوف يتحدث عن السلام كأن الدم لم يُهرق
  • دخول اتفاق وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل حيز التنفيذ
  • بدء سريان وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل