تحليل-طموح الهند الدبلوماسي يواجه اختبارا مع سعي ترامب لاتفاق بشأن كشمير
تاريخ النشر: 12th, May 2025 GMT
نيودلهي/إسلام اباد (رويترز) – قال محللون إن الهند وباكستان ابتعدتا عن شفير حرب شاملة بفضل تدخل أمريكي، لكن تطلعات نيودلهي بوصفها قوة دبلوماسية عالمية تواجه الآن اختبارا رئيسيا بعد أن عرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التوسط في النزاع حول كشمير.
وأدى الصعود السريع للهند لتصبح خامس أكبر اقتصاد في العالم إلى تعزيز ثقتها ونفوذها على الساحة العالمية، إذ أدت دورا مهما في معالجة أزمات إقليمية مثل الانهيار الاقتصادي في سريلانكا وزلزال ميانمار.
لكن الصراع مع باكستان حول كشمير يلامس وترا حساسا في السياسة الهندية. وتصاعد الصراع في الأيام القليلة الماضية بعد أن تبادل البلدان إطلاق صواريخ وطائرات مسيّرة وشن غارات جوية، مما أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 66 شخصا.
وستكون الطريقة التي ستتبعها الهند دبلوماسيا لكسب ود ترامب في قضايا مثل التجارة مع عدم المساس بمصالحها الخاصة في الصراع في كشمير مرهونة إلى حد بعيد بالسياسة الداخلية وقد تحدد آفاق الصراع في كشمير في المستقبل.
وقال مايكل كوجلمان، وهو محلل لشؤون جنوب آسيا يقيم في واشنطن “الهند… ليست متحمسة على الأرجح لإجراء محادثات أوسع (تدعو إليها الهدنة). الالتزام بهذا (النهج) سيشكل تحديا”.
وفي إشارة إلى مدى هشاشة الهدنة، تبادلت الحكومتان الاتهامات بارتكاب انتهاكات خطيرة في وقت متأخر من مساء يوم السبت.
وأشار كوجلمان إلى أن وقف إطلاق النار “تم التوصل إليه على عجل” عندما كان التوتر في ذروته.
وقال ترامب يوم الأحد “سأعمل على زيادة التجارة بصورة كبيرة مع هاتين الدولتين العظيمتين”.
من جانبه، لم يعلق رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي علنا على الصراع منذ بدايته.
وتعتبر الهند كشمير جزءا لا يتجزأ من أراضيها وغير قابلة للتفاوض، ولا سيما عبر وسيط خارجي. وتسيطر كل من الهند وباكستان على أجزاء من إقليم كشمير الواقع في جبال الهيمالايا وتطالب كلتاهما بالسيادة الكاملة عليه، وخاضتا حربين ونزاعات أخرى عديدة بسبب ما تصفه الهند بتمرد مدعوم من باكستان هناك. وتنفي باكستان دعمها للتمرد.
وقال المحلل الدفاعي الهندي برهما تشيلاني “بموافقتها على وقف العمليات العسكرية بعد ثلاثة أيام فقط من بدئها تحت ضغط أمريكي، تلفت الهند انتباه المجتمع الدولي إلى النزاع في كشمير، بدلا من التركيز على الإرهاب العابر للحدود الذي تدعمه باكستان وتسبب في هذه الأزمة”.
وبعد انفصال البلدين عام 1947، ظل الغرب ينظر إلى الهند وباكستان من منظور واحد لعقود في ظل نزاعهما المستمر على كشمير. لكن ذلك تغيّر في السنوات القليلة الماضية لعدة أسباب منها صعود الهند الاقتصادي بينما بقي الاقتصاد الباكستاني يعاني ولم يتجاوز حجمه عُشر حجم اقتصاد الهند.
لكن كثيرين في الهند شعروا بالاستياء بعدما اقترح ترامب السعي لإيجاد حل لمشكلة كشمير إلى جانب تصريح وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو بأن الهند وباكستان ستبدآن محادثات حول قضايا أوسع في موقع محايد.
وتوجهت باكستان بالشكر مرارا إلى ترامب على عرضه بشأن كشمير بينما لم تعترف الهند بأي دور لطرف ثالث في التوصل إلى الهدنة مؤكدة أنها جاءت باتفاق بين الطرفين فقط.
وبدأ محللون وأحزاب من المعارضة في الهند بالتشكيك فيما إذا كانت نيودلهي حققت أهدافها الاستراتيجية بإطلاقها صواريخ على باكستان يوم الأربعاء الماضي، والتي قالت إنه رد على هجوم استهدف سائحين في كشمير الشهر الماضي وأودى بحياة 26 شخصا. وحمّلت الهند باكستان مسؤولية الهجوم، وهو ما نفته إسلام اباد.
وأظهر إطلاق الصواريخ في عمق باكستان أن مودي يميل أكثر للمخاطرة مقارنة بأسلافه. لكن وقف إطلاق النار المفاجئ عرّضه لانتقادات نادرة في بلاده.
وقال سوابان داسجوبتا، وهو برلماني سابق عن حزب بهاراتيا جاناتا القومي الهندوسي بزعامة مودي، إن وقف إطلاق النار لم يلق استحسانا في الهند لعدة أسباب منها أن “ترامب ظهر فجأة من العدم وأعلن حكمه”.
وانضم حزب المؤتمر، وهو حزب المعارضة الرئيسي في الهند، إلى وجهة النظر هذه وطالب الحكومة بتفسير سبب “إعلان واشنطن وقف إطلاق النار”.
وتساءل جايرام راميش المتحدث باسم حزب المؤتمر “هل فتحنا الأبواب أمام وساطة طرف ثالث؟”.
ورغم توقف القتال، لا يزال هناك عدد من النقاط الساخنة في العلاقة التي ستختبر صلابة الموقف الهندي وقد تدفعها لتبني نهج أكثر تشددا.
وقال دبلوماسيون ومسؤولون حكوميون باكستانيون إن القضية الأهم لبلدهم ستتمثل في معاهدة مياه نهر السند، التي علّقتها الهند الشهر الماضي والتي تشكل مصدرا حيويا للمياه لعدد كبير من المزارعين ومحطات الطاقة الكهرومائية في باكستان.
وقال بيلاوال بوتو زرداري، وزير الخارجية السابق ورئيس حزب الشعب الباكستاني الداعم للحكومة الحالية “لم تكن باكستان لتوافق (على الهدنة) دون ضمانات أمريكية بشأن حوار أوسع”.
وقال معيد يوسف، مستشار الأمن القومي الباكستاني السابق، إن اتفاقا شاملا سيكون ضروريا لكسر حلقة المخاطر المتعلقة بكشمير.
وأضاف “لأن جذور الأزمة لا تزال قائمة، وكل ستة أشهر أو سنة أو سنتين أو ثلاث، يحدث شيء مماثل، ثم نعود إلى شفا الحرب في بيئة نووية”.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق *
الاسم *
البريد الإلكتروني *
الموقع الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
Δ
شاهد أيضاً إغلاق اخترنا لكمIt is so. It cannot be otherwise....
سلام عليكم ورحمة الله وبركاتة...
رسالة المعلم أهم شيئ بنسبة لهم ، أما الجانب المادي يزعمون بإ...
يلعن اب#وكم يا ولاد ال&كلب يا مناف&قين...
نقدرعملكم الاعلامي في توخي الصدق والامانه في نقل الكلمه الصا...
المصدر: يمن مونيتور
كلمات دلالية: وقف إطلاق النار الهند وباکستان بشأن کشمیر فی الیمن فی کشمیر فی الهند
إقرأ أيضاً:
الهند تتهم باكستان بدعم جماعات مسلحة في كشمير.. ماذا تعرف عنها؟
تشهد العلاقات بين الهند وباكستان توتراً غير مسبوق منذ سنوات وتجدد في الأيام الماضية، في ظل تبادل الاتهامات بين الجانبين بشأن هجمات بطائرات مسيّرة استهدفت أراضي كل منهما خلال الأيام القليلة الماضية.
ويتصدر النزاع حول إقليم كشمير المتنازع عليه بين البلدين قائمة الأسباب وراء هذا التصعيد، حيث تتهم الهند إسلام آباد بدعم جماعات مسلّحة انفصالية تنشط في الإقليم.
وكانت جماعة تُطلق على نفسها اسم "جبهة المقاومة" (TRF) قد تبنّت هجوماً وقع الشهر الماضي في منطقة باهالغام الواقعة في كشمير الخاضعة للإدارة الهندية، وأدى إلى مقتل 26 شخصاً.
وتؤكد نيودلهي أن الجماعة ما هي إلا امتداد لتنظيم "لشكر طيبة" المسلح، الذي يتخذ من باكستان مقراً له، وتحمّل إسلام آباد مسؤولية تقديم الدعم لهذه المجموعات، الأمر الذي تنفيه الأخيرة بشدة، مؤكدة إدانتها للهجوم وداعية إلى فتح تحقيق مستقل.
وتاليا نستعرض جماعات مسلحة تتهم الهند باكستان بدعمها:
جبهة المقاومة (TRF)
ظهرت "جبهة المقاومة" في أعقاب قرار الحكومة الهندية عام 2019 بإلغاء المادة 370 من الدستور، التي كانت تمنح كشمير حكماً ذاتياً موسعاً.
#Pakistan / #India ????????????????: "The Resistance Front" (#TRF) reportedly carried out a grenade attack on Indian Troops in #Pulwama, #Kashmir pic.twitter.com/AU1Nlv1qlV — Uncensored News (@Uncensorednewsw) May 10, 2025
لكن الجماعة لم تكتسب شهرة واسعة إلا بعد هجوم باهالغام، الذي أعلنت مسؤوليتها عنه عبر تطبيق "تلغرام"، مؤكدة معارضتها منح تصاريح الإقامة للوافدين من خارج الإقليم.
وقد أثار إلغاء المادة 370 مخاوف من مساعٍ حكومية لتغيير التركيبة السكانية للإقليم ذي الغالبية المسلمة. ويميز "جبهة المقاومة" عن غيرها من الجماعات المسلحة في كشمير غياب الطابع الديني عن تسميتها.
وترى الحكومة الهندية أن "جبهة المقاومة" تمثل واجهة جديدة لتنظيم "لشكر طيبة"، الذي يعرف باسم "جيش الطاهرين".
ومنذ عام 2020، بدأت الجبهة تتبنى هجمات محدودة، منها عمليات اغتيال، وتضم عناصر من جماعات متمردة سابقة. وتشير التقارير الرسمية الهندية إلى أن غالبية المسلحين الذين قُتلوا في اشتباكات عام 2022 كانوا ينتمون إلى هذه الجبهة.
لشكر طيبة (LeT)
تأسس تنظيم "لشكر طيبة" مطلع التسعينيات بقيادة حافظ محمد سعيد، الذي نادي بـ"تحرير" كشمير من السيطرة الهندية. وقد وُجهت إليه اتهامات بتنفيذ عدة هجمات كبرى، أبرزها هجمات مومباي عام 2008 التي خلفت 166 قتيلاً. وعلى الرغم من نفي سعيد علاقته بالهجوم، إلا أن منفذ الهجوم الوحيد الذي تم القبض عليه، اعترف بانتمائه للتنظيم.
قيادات الجيش الباكستاني ترسل رسالة قوية للهند حيث يشاركون صلاة الجنازة على الضحايا مع قيادات جماعة "لشكر طيبة" التي اتهمتها الهند بالإرهاب واتخذتها ذريعة للهجوم على باكستان و جموع المصلين على الجنائز يدعون للجهاد ضد الهند التي خسرت 5 طائرات في مواجهات أمس pic.twitter.com/iM1aHWuNfO — A Mansour أحمد منصور (@amansouraja) May 7, 2025
وتربط الأمم المتحدة التنظيم بهجومين آخرين وقعا في الهند: أحدهما على البرلمان عام 2001، وآخر استهدف قطارات الركاب في مومباي عام 2006، وأسفر عن مقتل 189 شخصاً.
في 7 أيار/مايو الماضي، شنت القوات الهندية ضربات صاروخية استهدفت عدداً من المدن في باكستان وكشمير الخاضعة لإدارتها، بينها مدينة موريدكي في إقليم البنجاب، التي تقول نيودلهي إنها تضم مقر جمعية "جماعة الدعوة"، التي تعتبرها واجهة لتنظيم "لشكر طيبة".
وزعمت القوات الهندية أنها استهدفت كذلك معسكر "مركز طيبة"، حيث تقول إن منفذ هجوم مومباي تلقى تدريبه هناك.
من جانبها، تؤكد باكستان حظر التنظيم، وأعادت فرض الحظر على "جماعة الدعوة" عقب هجوم بولواما عام 2019. وقد أُلقي القبض على حافظ سعيد في العام نفسه، وهو يقضي حالياً عقوبة بالسجن لمدة 31 عاماً بعد إدانته في قضايا تمويل الإرهاب.
جيش محمد (JeM)
تأسس تنظيم "جيش محمد" مطلع الألفية الجديدة على يد مسعود أظهر، الذي أُفرج عنه من سجون الهند عام 1999 مقابل الإفراج عن رهائن طائرة هندية مختطفة. وكان أظهر ينشط سابقاً ضمن جماعة "حركة المجاهدين"، التي تدعو لضم كشمير إلى باكستان.
وتربط الأمم المتحدة "جيش محمد" بتنظيم القاعدة وزعيمه السابق أسامة بن لادن، إلى جانب حركة طالبان.
وبالرغم من أن باكستان حظرت التنظيم عام 2002 بعد تورطه المفترض مع "لشكر طيبة" في هجوم البرلمان الهندي، إلا أن السلطات الهندية تؤكد أن التنظيم لا يزال ينشط في مدينة بهاولبور بإقليم البنجاب.
في 7 أيار/مايو الماضي أكدت نيودلهي أن هجماتها استهدفت أيضاً مقر التنظيم في بهاولبور. وكان "جيش محمد" قد تبنّى هجوم بولواما الانتحاري في 2019، الذي أسفر عن مقتل 40 عنصراً من القوات شبه العسكرية الهندية. ورغم اعتقاله مرتين، لم تُوجَّه إلى أظهر أي تهمة، وقد توارى عن الأنظار منذ فترة.
حزب المجاهدين (HuM)
تأسس "حزب المجاهدين" عام 1989 على يد القيادي الكشميري محمد إحسان دار، مستلهماً احتجاجات عام 1988 ضد الحكومة الهندية.
ويعد الحزب أكبر تنظيم مسلح محلي في كشمير الخاضعة للإدارة الهندية، ويدعو إلى انضمام الإقليم إلى باكستان بدلاً من المطالبة بالاستقلال.
وللحزب حضور واسع في مناطق شوبيان وكولغام وبولواما جنوبي كشمير. وقد أثار مقتل قائده الميداني برهان واني عام 2016 احتجاجات حاشدة أعقبتها حملة أمنية مشددة.
وفي عام 2017، صنّفت الولايات المتحدة الحزب كـ"منظمة إرهابية أجنبية". وفي مقابلة مع قناة الجزيرة عام 2018، صرّح القيادي رياز نايكو بأن "الاحتلال الهندي هو ما يدفعنا إلى استخدام المقاومة المسلحة"، مؤكداً أن "الحرية" تعني – من وجهة نظر الجماعة – إنهاء ما وصفه بـ"الاحتلال الهندي" لكشمير.
وأشار إلى أن باكستان تمثل "حليفاً عقائدياً وأخلاقياً"، لدعمها المستمر للقضية الكشميرية في المحافل الدولية.
وشهدت منطقة كشمير، ذات الأغلبية المسلمة، تحولات دراماتيكية في أعقاب الحرب الهندية الباكستانية الأخيرة التي اندلعت في نيسان/أبريل 2025، وذلك إثر تصعيد عسكري غير مسبوق بين الجارتين النوويتين. وقد انعكست آثار هذا التصعيد بشكل مباشر وعميق على حياة المسلمين في كشمير، حيث تفاقمت الأوضاع الإنسانية، وتزايدت الانتهاكات، وسط صمت دولي مقلق.