الثورة نت:
2025-08-12@11:58:44 GMT

الاتفاق الأمريكي اليمني صار واضحاً

تاريخ النشر: 12th, May 2025 GMT

 

رافقت إعلان التوصل إلى اتفاق بين واشنطن وصنعاء على وقف إطلاق النار بوساطة عمانية، تسريبات أمريكية على لسان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والناطقة بلسان وزارة الخارجية الأمريكية، تنصّ حرفياً على ما وصفته باستسلام اليمن وأنصار الله، ولم يكن الإعلان العمانيّ عن الطابع الثنائيّ للاتفاق الذي يتوقف بموجبه كل طرف عن مهاجمة الآخر لتبيان أن أمريكا تنسحب من خيار اتخذته قبل سنة وخمسة شهور في 30-12-2023 بتشكيل تحالف الازدهار لحماية السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر من قرار الحظر اليمني، بينما لم يتراجع اليمن عن قرار 13-11-2023 بمساندة غزة عبر فرض الحظر على السفن الإسرائيلية ومواصلة استهداف العمق الإسرائيلي.

قيمة الكلام الصادر عن اليمن أنّه حرّك الإعلام ليسأل الأمريكيين عما سوف يفعلونه إذا واصل اليمن حظر السفن الإسرائيلية من عبور البحر الأحمر وواصل استهداف عمق كيان الاحتلال. وهذا ما حدث فقد طرح السؤال على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فقال لا أعرف، ثم أضاف الأكيد أنهم لن يهاجموا السفن الأمريكية، لكن السفير الأمريكي لدى الكيان مايكل هاكابي كان أشدّ وضوحاً فردّ على السؤال ذاته بالقول، إن واشنطن لا تحتاج إلى إذن تل أبيب لتعقد اتفاقاً يجنّب سفنها الهجمات، وربط أي موقف أمريكي من الاستهدافات اليمنية عمق الكيان بأن يطال مواطنين أمريكيين.

وضحت الصورة في شقّ نظريّ، وواشنطن تعترف أنّها تخلّت عن قرارها بشنّ الحرب على اليمن، رداً على إجراءاته الموجّهة ضد «إسرائيل» إسناداً لغزة، واليمن يثبت تدخله ضد «إسرائيل» إسناداً لغزة، لكن الصاروخين اليمنيين اللذين استهدفا عمق الكيان مؤخراً، وغياب أي تعليق أمريكي سوى ما قاله السفير الأمريكي لدى الكيان، يؤكد أن ما قاله اليمنيّون هو الصحيح وأن الكلام الأمريكي عن استسلام يمنيّ ليس إلا عملاً دعائياً لتبرير التراجع، بعدما بدأت تنكشف التقارير التي كانت محجوبة إعلامياً عن حجم المخاطر المحيطة بالأسطول الأمريكي مع فشل الدفاعات الجوية المرافقة للأسطول في حمايته وبدء دخول المواجهة مرحلة خطيرة تمثلت بسقوط طائرتين حربيتين أمريكيتين من طراز إف 18 عن سطح الحاملة هاري ترومان واحتمال إصابتها إصابة بالغة وربما تعرّضها للغرق، بينما الكلفة الفنية من إنفاق للذخائر الدقيقة يصعب تعويضها بسهولة، والكلفة المالية تجاوزت المليار دولار وهي إلى ارتفاع، وقد باتت الأمور بين خياري الانسحاب أو الاستعداد لحملة حربية كاملة تمتدّ لسنوات على طريق حرب فيتنام.

عندما تقرّر واشنطن الانسحاب من حرب اليمن التي صمّمتها لحماية «إسرائيل» وردع قوى المقاومة، وتأكيد رفضها لوحدة الساحات، فهي تدرك أن النتيجة ضعف «إسرائيل» من جهة، وصعود في مكانة الردع اليمني الذي تسبّب بإخراج أمريكا من الحرب من جهة ثانية، وتسليم بأن وحدة الساحات تحكم معادلة حرب غزة، حيث اليمن يضغط بقوة عبر الرأي العام الإسرائيلي الغاضب من ذعر الهروب اليوميّ إلى الملاجئ تحت وطأة مواصلة الصواريخ اليمنية بالتساقط فوق رؤوس المستوطنين، والرأي العام الإسرائيلي الضاغط له وجهة واحدة هي إلزام حكومة بنيامين نتنياهو بوقف الحرب.

إذا كان الانسحاب الأمريكي تعبيراً عن غضب أمريكي من «إسرائيل» والضغط على حكومتها لقبول وقف الحرب على غزة، بعدما فشلت محاولات ردع اليمن وظهور الكلفة العالية للحرب والمخاطر الهائلة في احتمالات توسيعها، أو كان الموقف الأمريكي تعبيراً عن الفشل نفسه وخشية المخاطر بذاتها، فإن ما يترتّب على ذلك هو فتح المسار أمام الضغط اليمنيّ على «إسرائيل» باتجاه وقف الحرب على غزة، فإن النتيجة المترتبة على ذلك في الحالتين هي تسريع وتيرة الضغط لصالح وقف الحرب على غزة، وهذا كان أول مطلب لليمن من خوض غمار جبهة الإسناد لغزة.

ربما لم ينل الاتفاق حيزاً يناسب حجمه مقارنة بوقف إطلاق النار على جبهة لبنان أو وقف إطلاق النار في غزة، لكنه في الحقيقة أهم منهما معاً، لأنه يردّ الاعتبار لفكرة وحدة الساحات ومشروع محور المقاومة، بالاعتراف الأمريكي العلني بالعجز عن ردع اليمن الذي يمثل محور المقاومة اليوم ويترجم وحدة الساحات عملياً، من جهة، وبالمسار المترتب على الاعتراف الأمريكي وما نتج عنه من تراجع، وهو مسار الضغط العملي لصالح وقف الحرب على غزة، وهذا جوهر مهام محور المقاومة ووحدة الساحات.

 

* رئيس تحرير صحيفة البناء اللبنانية

 

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

يديعوت أحرونوت: الإمارات متمسكة بالتطبيع مع إسرائيل رغم الحرب على غزة

قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية إن الأسبوع المقبل يصادف مرور خمس سنوات على إعلان إقامة العلاقات بين الإمارات العربية المتحدة والاحتلال الإسرائيلي، في إطار اتفاقيات أبراهام، لتصبح منذ ذلك الحين أقرب حليف لإسرائيل في العالم العربي.

ورغم تصاعد الضغوط عليها بسبب الحرب الدائرة في غزة، أكدت الصحيفة أن الإمارات واصلت التمسك بالتزاماتها بموجب الاتفاقيات، بل عملت على رعايتها وتعزيزها، حيث بقي السفير الإسرائيلي في أبوظبي في حين عاد نظرائه من دول عربية أخرى إلى بلادهم، كما استمرت اللقاءات العلنية بين وزراء خارجية البلدين، وازدهرت حركة التجارة، وتوطدت الشراكة الأمنية، خاصة في مجال صفقات السلاح.

وأضافت الصحيفة أن أبوظبي لا تزال منخرطة بعمق في الملف الإنساني لقطاع غزة، حتى أكثر من مصر المجاورة، مشيرة إلى أن الإمارات قدمت نفسها كداعم رئيسي للشعب الفلسطيني من خلال مساعدات إنسانية، مع الحفاظ على علاقات "سلام دافئ" مع تل أبيب، وهو ما لم تقدمه دول عربية أخرى مثل الأردن ومصر.

صورة الإمارات والانتقادات
وبحسب التقرير، تواجه الإمارات انتقادات عربية ودولية متزايدة بسبب استمرار علاقاتها مع الاحتلال الإسرائيلي خلال الحرب، إذ أصبحت سفاراتها حول العالم هدفًا للاحتجاجات، كما يتعرض مواطنوها أحيانًا لمضايقات في الدول العربية. 

وأشارت الصحيفة إلى أن استطلاعات الرأي أظهرت تراجع صورة الإمارات في الشارع العربي نتيجة هذه السياسة، بل إن بعض الانتقادات تصدر من داخل الدولة نفسها.

ورغم ذلك، يرد المسؤولون الإماراتيون على هذه الانتقادات بالتأكيد أن علاقاتهم مع الاحتلال الإسرائيلي تمكنهم من تحقيق إنجازات للفلسطينيين لم تكن ممكنة لولا هذا الانفتاح، موضحين أن التعاون مع تل أبيب يمنحهم القدرة على التأثير في ملفات مثل إعادة إعمار غزة، مع السعي لتعزيز نفوذهم في القطاع بعد الحرب، على حساب أطراف إقليمية منافسة مثل قطر.

وترى الصحيفة أن الإمارات تعتبر "حصريتها" في العلاقة مع الاحتلال الإسرائيلي ورقة استراتيجية، خاصة بعد المساعدة العسكرية التي تلقتها من تل أبيب في أعقاب الهجوم الصاروخي الحوثي على أبوظبي عام 2022، حين أرسلت إسرائيل بطاريات دفاع صاروخي للمساهمة في حمايتها.


مؤشرات التغيير واحتمالات التراجع
لكن يديعوت أحرونوت لفتت إلى أن موقف الإمارات من الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي شهد تعديلاً ملحوظًا خلال العام والنصف الماضيين، إذ تبنت أبوظبي خطابا أكثر انتقادا لإسرائيل في اتصالاتها الدبلوماسية، ورفعت من دعمها السياسي للفلسطينيين، خاصة عبر التأكيد على مطلب إقامة دولة فلسطينية كشرط لمشاركتها في إعادة إعمار غزة.

وترى الصحيفة أن احتمال إقدام الإمارات على إلغاء اتفاقيات أبراهام يظل ضعيفًا، لكون هذه الخطوة ستضر بعلاقاتها مع الولايات المتحدة، وقد تُفسر على أنها اعتراف بفشل سياسة التطبيع. 

ومع ذلك، ترجح أن تلجأ أبوظبي إلى خطوات تدريجية لتقليص مستوى العلاقة، مثل تجميد مشاريع مشتركة وتقليص التنسيق الثنائي، وصولًا إلى ما يشبه "السلام البارد" الذي يميز علاقات مصر والأردن مع الاحتلال الإسرائيلي.

وتؤكد الصحيفة أن هذا السيناريو قد يتسارع إذا تراجعت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن دعمها القوي لإسرائيل، أو إذا مضت الحكومة الإسرائيلية في قرارات مثيرة للجدل، وهو ما قد يمنح الإمارات غطاءً سياسيًا للابتعاد عن تل أبيب.

وأشارت يديعوت أحرونوت إلى أن استمرار الحرب في غزة يهدد الرؤية الإقليمية التي تسعى الإمارات لترسيخها، باعتبارها مركزًا عالميًا للتجارة والنقل والطاقة والابتكار، وهي مكانة تتطلب بيئة إقليمية مستقرة.

وأضاف التقرير أن الضرر الذي لحق بعلاقات الاحتلال الإسرائيلي مع الإمارات ودول أخرى من اتفاقيات أبراهام قد يكون قابلاً للإصلاح بعد الحرب، بل وربما يشهد مسار التطبيع توسعًا يشمل السعودية، لكن ذلك مرتبط بتوقيت انتهاء الحرب وكيفيته، إلى جانب قدرة إسرائيل على إضعاف حركة حماس، وهو الهدف الذي تقول الصحيفة إن تل أبيب فشلت في تحقيقه حتى الآن.

وحذرت الصحيفة من أن بقاء حماس أو عودة نشاطها بعد الحرب قد يمنح دفعة قوية للحركات الإسلامية السياسية المعادية للأنظمة العربية، وهو ما يشكل مصدر قلق استراتيجي للإمارات التي تعتبر جماعة الإخوان المسلمين تهديدًا مباشرًا.

"معجزة" بقاء الاتفاقيات
ورغم كل التحديات، تصف يديعوت أحرونوت بقاء اتفاقيات أبراهام على حالها بأنه "أشبه بالمعجزة"، في ظل تصاعد الأحداث في غزة وتغير اتجاهات الرأي العام العربي. 

وترى أن المعادلة الإماراتية القائمة على الجمع بين الحفاظ على العلاقات مع الاحتلال الإسرائيلي ودعم الفلسطينيين تواجه اختبارًا صعبًا، إذ يضيق هامش المناورة أمام أبوظبي، وقد تجد نفسها مضطرة لاتخاذ موقف حاسم في المستقبل القريب، حتى وإن لم يكن ذلك من رغبتها.

واختتمت الصحيفة العبرية تقريرها بالتأكيد على أن القيادة الإماراتية، سواء في تصريحاتها العلنية أو في النقاشات المغلقة، ما زالت تؤيد خيار التطبيع مع إسرائيل رغم الضغوط، معتبرة أن مكاسب هذه العلاقة لا تزال تفوق خسائرها، مع إيمانها بقدرتها على التحكم في الخطاب الداخلي والخارجي واحتواء الانتقادات.

مقالات مشابهة

  • يديعوت أحرونوت: الإمارات متمسكة بالتطبيع مع إسرائيل رغم الحرب على غزة
  • ماكرون: خطة إسرائيل بشأن غزة كارثة محققة وعليها وقف الحرب الآن
  • مظاهرات تجتاح شوارع الكيان الصهيوني
  • التصعيد اليمني .. مواجهة مع خطوط الإمداد الإقليمية لـ “إسرائيل”
  • بنك الشرق اليمني للتمويل الأصغر الإسلامي: ريادة مصرفية تُعيد رسم الخريطة المالية في اليمن
  • حماس ترد على أكاذيب “نتنياهو”: محاولة يائسة لتبرئة الكيان وجيشه المجرم من جرائم الإبادة والتجويع
  • اليمن في عيون العالم .. كيف ينظر العرب والغرب إلى الموقف اليمني من غزة وفلسطين؟
  • قرار احتلال غزة بالكامل يثير نزاعا داخل الكونغرس الأمريكي.. ومشرعون يحذرون
  • من أمانة العاصمة إلى الحديدة وذمار وريمة.. المولد النبوي يوحّد الساحات اليمنية
  • بعد فشله عسكرياً .. العدو الأمريكي _ الصهيوني يحرك أدواته الداخلية لضرب الموقف اليمني المناصر لغزة