الدعاء عبادة عظيمة يتقرب بها العبد إلى ربه، ويُظهر فيها حاجته وضعفه إلى الله، وهو صلة روحية مباشرة بين الإنسان وخالقه، وقد حثّ الإسلام على الدعاء، حيث قال الله تعالى: "ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ"، ولكن ما هي شروط استجابة الدعاء؟

وفي هذا الإطار، قال الدكتور سيد عرفة، عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، خلال تصريحات تلفزيونية له، إن من أبرز شروط الدعاء هي الإقبال على الله بقلب خاشع، مشيرا إلى أن الدعاء عبارة عن طلب من الله، ويجب تقديم الطلب بصيغة وطريقة لائقة.

أدعية بترتيب المصحف مستجابة ومكتوبة.. رددها وأرح قلبكدعاء الحر الشديد وماذا كان يقول النبي؟ كلمات نبوية مجربةماذا تقول في الحر الشديد؟ دعاء نبوي من 5 كلمات للوقاية من نار جهنمدعاء قبل الامتحانات.. ردده لعدم النسيان وسرعة الحفظ والفهم

وناشد عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، كل من يرغب في استجابة دعائه بترديد الأدعية المأثورة عن النبي، ويجب في كل دعاء أن يحضر القلب ويكون خاشعا، كما يجب ذكر الله بأسمائه الحسنى في الدعاء لأنها من شروط الدعاء.

وأوضح عرفة، أن من شروط الدعاء أن يكون مقرونًا بذكر النبي صلى الله عليه وسلم، كما أن البكاء والخشوع في الدعاء من ضمن الشروط التي يجب استحضارها عند القبول على الدعاء.

وعن الأوقات المستحب فيها الدعاء، حدد منها: "الدعاء عند فطر الصائم، والدعاء بين الأذان والإقامة، والدعاء يوم الجمعة ففيها ساعة إجابة، والدعاء في الثلث الأخير من الليل".

فضل الدعاء في القرآن والسنة

قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن من صفات عباد الرحمن في هذه السورة الفضيلة –الفرقان- أنهم يتوجهون إلى الله بالدعاء، ويخصون من دعاءهم صلاح الذرية والزوجة، وأن يجعلهم ربهم أئمة في التقوى، وأن يكونوا للمتقين إمامًا، قال تعالى : (وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا).

وأضاف جمعة، في منشور له عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، إن عباد الرحمن يقصدون ربهم ويدعونه لقضاء حوائجهم، فهم يعرفون فضل الدعاء وأثره، فالدعاء هو العبادة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : « إن الدعاء هو العبادة، ثم قرأ ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي » [رواه أحمد والترمذي]، قال الخطابي: حقيقة الدعاء استدعاء العبد من ربه العناية واستمداده إياه المعونة, وحقيقته إظهار الافتقار إليه, والبراءة من الحول والقوة التي له, وهو سمة العبودية وإظهار الذلة البشرية, وفيه معنى الثناء على الله, وإضافة الجود والكرم إليه. 

وأشار إلى أنه قد أخبر ربنا بقرب إجابته وعونه ممن دعاه، وحثه على أن يستجيب له حتى يرشد، ويقترب من خالقه، قال تعالى : ﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِى عَنِّى فَإِنِّى قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِى وَلْيُؤْمِنُوا بِى لَعَلَّهُم يَرْشُدُونَ﴾ ، وأمر الله بالدعاء على أية حال، في السر والعلن، قال تعالى : ﴿ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ المُعْتَدِينَ﴾. وحثنا ربنا أن نسأله بأسمائه الحسنى، وخص من أسمائه الله والرحمن،  فقال تعالى : ﴿قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًا مَّا تَدْعُوا فَلَهُ الأَسْمَاءُ الحُسْنَى وَلاَ تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَلاَ تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا﴾ .

وقد بشر المصطفى ﷺ من يدعو الله بأن الله لن يرد خائبا بدعائه، فقال ﷺ : «إن الله حيي كريم، يستحيي إذا رفع الرجل إليه يديه أن يردهما صفرا خائبتين» [رواه أبو داود، وابن حبان]. 

وبين ﷺ أن أفضل الأعمال التي يقدمها الإنسان لربه الدعاء، فقال ﷺ : « ليس شيء  أكرم على الله عز وجل من الدعاء» [رواه أحمد]، وبشر جميع المسلمين باستجابة جميع الدعوات إلا الدعاء بالإثم وقطيعة الرحم، فقال ﷺ : « ما على الأرض مسلم يدعو الله بدعوة إلا آتاه الله إياها أو صرف عنه من السوء مثلها ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم » [أخرجه الحاكم في المستدرك، والطبراني في الأوسط]، وقال ﷺ : « سلوا الله تعالى من فضله, فإنه تعالى يحب أن يسأل, وأفضل العبادة انتظار الفرج » [رواه الترمذي، والطبراني في الكبير].

وللدعاء أثر عظيم وفائدة بالغة, فكم من محنة رفعت بالدعاء, وكم من مصيبة أو كارثة كشفها الله بالدعاء, والدعاء سبب أكيد لغفران المعاصي, ولرفع الدرجات, ولجلب الخير ودفع الشر. ومن ترك الدعاء فقد سد على نفسه أبوابًا كثيرة من الخير، وقال الغزالي : فإن قلت : فما فائدة الدعاء والقضاء لا مرد له ؟ فاعلم أن من القضاء رد البلاء بالدعاء, فالدعاء سبب لرد البلاء واستجلاب الرحمة, كما أن الترس سبب لرد السهام, والماء سبب لخروج النبات من الأرض , فكما أن الترس يدفع السهم فيتدافعان , فكذلك الدعاء والبلاء يتعالجان.

وللدعاء آداب أرشد إليها الشرع، كتحري أكل الحلال، ورفع اليدين إلى السماء، وتحري الأوقات الفاضلة كثلث الليل الأخير، وساعة صعود الإمام المنبر من الجمعة، ونزول المطر، وسماع صوت الديك، وغير ذلك مما ورد فيه الآثار.

طباعة شارك شروط استجابة الدعاء الدعاء استجابة الدعاء ما هي شروط استجابة الدعاء فضل الدعاء في القرآن والسنة فضل الدعاء

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: شروط استجابة الدعاء الدعاء استجابة الدعاء فضل الدعاء شروط استجابة الدعاء فضل الدعاء قال تعالى

إقرأ أيضاً:

من مكةَ إلى المدينةِ: رحلةُ بناء أمة

حنين البطوش
استشارية نفسية أسرية وتربوية

تُطلّ علينا الهجرةُ النبويةُ الشريفةُ كلّ عامٍ حاملةً معها عبقَ التاريخِ وجلالَ الإيمانِ، حاملةً معها بشائرَ الفجرِ ونورَ الأملِ، من تاريخٍ عريقٍ يزخرُ بالعزةِ والجلالِ لتُذكّرَنا بدروسٍ وعظاتٍ وإضاءةٍ للأجيالِ ، كشمسٍ هُدًى تُنيرُ دروبَنا، وتُرشدُنا إلى طريقِ الخير والصلاح ،لتُعلّمُنا معنى الإيمانِ والصبرِ والتضحيةِ في سبيلِ الله تعالى.
إنّ قراءةَ قصةِ الهجرة ليست مجرّد سطورٍ تَسردُ أحداثًا تاريخيّةً مضى عليها الزّمنُ، بل هي قراءةٌ عميقةٌ لدروسٍ عظيمة وإضاءةٌ للأجيالِ المتعطشة للمعرفةِ والثقافةِ الصافيةِ ،ففي رحلةِ الهجرةِ المباركةِ جسّدَ النّبيّ وصاحبُهُ أبو بكرٍ الصديقُ رضي الله عنه منهجًا ربّانيًا جمعَ بينَ معرفةِ الحقّ وسلوكِ طريقهِ.
تُمثّلُ الهجرةُ النبويةُ المباركةَ منارةً تُضيءُ دروبَنا، وتُقدّمُ لنا عبرًا ودروسًا مدى الحياة، فقد واجهَ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم وأصحابهُ الكرامُ في رحلةِ الهجرةِ أشدّ المحنِ، إلّا أنّ إيمانَهم الراسخَ وصبرَهم الجميلَ كانا سلاحَهم في وجهِ كلّ الصعاب وتُمثّل الهجرة الشريفة حدثًا فارقًا ومحورياً في تاريخ الإسلام، حيث شكّلت رحلة بداية الفتح سطرها التاريخ من مكة إلى المدينة نقطة تحولٍ هامة وحاسمة في مسيرة الدعوة الإسلامية، ونقلتها من مرحلة السرية إلى مرحلة العلانية، ومهّدت الطريق لبناء دولةٍ إسلاميةٍ قويةٍ قائمةٍ على أسسٍ من العدل والمساواة والإخوة ،وبدايةً لتأسيس الدولة الإسلامية، ونشر رسالة التوحيد والعدل في الأرض.
من المهم أن نؤكد على أن هجرة النّبيّ الكريم لم تكن بدافعٍ الهروب أو الخوف من المشركين أو الرغبة في الشهرة أو الجاه أو السّلطة ، بل كانت استجابةً لأمرٍ الله ،سعى فيها بكلّ ما أوتي من قوّةٍ لنشرِ دعوةِ اللهِ تعالى، وإبلاغِ رسالتهِ السمحةِ ،حيث واجهَ في سبيلِ ذلك العداءَ والمقاومةَ من قريشٍ، إلّا أنّهُ لم ييأسْ ولم يتراجعْ، بل واصلَ مسيرتَهُ بِعزيمةٍ وإصرارٍ ،لتعلن نهاية عهد الاستبداد وبداية فجر مشرق وعهد مجيد من هناك ،من يثرب انبثق نور الدعوة المحمدية قويا وضاء فبدد الظلمات وجاز ما اعترضه من عقبات ،فقد واجهَ النّبيّ وأصحابهُ الكرامَ في بدايةِ دعوتهم الإسلاميّةِ في مكةَ أشدّ أنواعِ الأذى والاضطهادِ من قبلِ قريشٍ، ممّا دفعَ اللهَ تعالى إلى الأمرِ بالهجرةِ إلى المدينةِ المنورةِ.
ومن هنا شكّلتْ هذهِ الهجرةُ بدايةَ عهدٍ جديدٍ يُعرفُ بالعهدِ المدنيّ، بعدَ عهدٍ مكّيٍّ حافلٍ بالتحدياتِ والصبرِ ،تميّزَ بِتركيزِ النّبيّ على نشرِ دعوةِ الإسلامِ سرًّا، وذلك في ظلّ مضايقاتٍ شديدةٍ من قريشٍ ومشركي العربِ ، فقد تعرّضوا إلى التّنكيلِ والمضايقاتِ، والضّربِ والإهاناتِ، والحصارِ الاقتصاديّ، بل ومحاولاتِ القتلِ ،ولكنْ ورغمَ كلّ ما واجههُ النّبيّ وأصحابهُ من شدائدَ ومحنٍ، إلّا أنّهم ثبتوا على إيمانِهم بدينِ اللهِ، ولم يضعفْ عزيمتُهم، ولم ينحنِوا أمامَ الضّغوطِ ،رافضون أن يرجعوا إلى عبادة الأصنام التي لا تنفع ولا تضر شيئا ،تاركين وراءهم كلّ ما يملكونَ، إيمانًا منهم بِاللهِ تعالى وتصميمًا على نشرِ رسالتهِ.
حيث بدأتْ مرحلةٌ جديدةٌ تُعرفُ بالعهدِ المدنيّ ،تميّزَ هذاَ العهدُ بتأسيسِ الدولةِ الإسلاميةِ ونشرِ الإسلامِ بشكلٍ علنيٍّ ، وقد سعى المشركون بكل عزمهم وأموالهم أن يصدوا الناس عن دين الحق، وأن يوقفوا مسيرة الإيمان والتوحيد، ولكن جهودهم ذهبت أدراج الرياح وانتصر الحق وارتفع نداء التكبير.
‏‎يُجسّدُ موقفُ الرسولِ صلّى الله عليه وسلّم بعدَ عودتهِ من الطائفِ أروعَ مَثالٍ على ثقتِهِ المطلقةِ باللهِ عزّ وجلّ وتوكّلهِ عليهِ سبحانه وتعالى ، فبعدَ تعرّضِهِ لأقسى أنواعِ الرّدّ من الأقوام في الطائفِ لم ييأسْ ولم ينكسرْ، بل ظلّ مُؤمناً برسالتِهِ وواثقاً بنصرِ اللهِ تعالى ، وعندما عرضَ عليهِ جبريلُ عليه السلامُ خيارَ العقابِ لقومهِ، رفضَ صلّى الله عليه وسلّم ذلك، وأظهرَ بصيرتَهُ النبويةَ الثاقبةَ حينَ طلبَ من اللهِ تعالى أن يُخرِجَ من أصلابِ قومهِ من يُعبدُهُ وحدهُ لا يُشركُ به شيئاً.
لم يكنْ نبيّنا الكريمُ مُعلّمًا فحسبُ، بل كانَ بانيَ أمةٍ متماسكةٍ قويةٍ قائمةٍ على أسسٍ من الإيمانِ والحكمةِ ،فقد استطاعَ بحكمتهِ الواسعةِ وإرشاداتهِ البليغةِ العظيمةِ أن يُوحّدَ القلوبَ ويُجمّعَ الطاقاتِ ، ويوجّهَها نحوَ الخيرِ ونشرِ المعرفةِ النقيّةِ والمبادئِ الساميةِ والمفاهيمِ الراقيةِ ،كانَ صلّى الله عليه وسلّم يُوصي أصحابهَ الكرامَ بالتوادّ والتّعاطفِ والتّراحُمِ، وأنْ يشدّ بعضُهم أزرَ بعضٍ ، فكانَ يُعلّمُهم أنّ المؤمنينَ كالجسدِ الواحدِ ،إذا اشتكى منهُ عضوٌ تداعى لهُ سائرُ الجسدِ بالألمِ ،وكان يُحذّرُ أصحابهَ من الغلوّ في الدّينِ، ويُبيّنُ لهم أنّ الغلوّ هلاكٌ وخسرانٌ ،فقد كانَ يقولُ:”إيّاكم والغلوّ في الدّينِ فإنّما هلك من كان قبلكم بالغلوّ في الدّينِ” ،إنّ المبادئَ والقيمَ التي غرسَها النّبيّ في أصحابهِ هي مبادئُ لا تزالُ صالحةً لكلّ زمانٍ ومكانٍ ،فهي تُشكّلُ الأساسَ المتينَ لبناءِ مجتمعٍ مُسلمٍ متماسكٍ قويٍّ، ينعمُ بالخيرِ والسّلامِ والازدهارِ.
نرى للأسف الشديد إنّ أصحابَ التّطرفِ والغلو ، يُسيئونَ إلى الإسلامِ ويُشوّهونَ صورتهِ أمامَ الجميع، فبدلًا من أنْ يُقدّموا الإسلامَ كدينِ رحمةٍ ومحبّةٍ ،يُقدّمونهُ كدينِ عنفٍ وكراهيةٍ ، فالحلّ يكمنُ في العودةِ إلى سيرةِ النّبيّ والاقتداءِ بهِ في كلّ شيءٍ ،فبِالاقتداءِ بهِ نستطيعُ أنْ نُنشرَ الإسلامَ الحقيقيّ، الإسلامَ الذي يقومُ على الرحمةِ والمحبّةِ والتّسامحِ ، ولا مكانَ فيهِ للظلم .
تحوّلَ “غارُ ثورٍ” إلى مدرسةٍ تُعلّمُ الصّبرَ وتُرشدُ إلى السعادةِ ،ففي ذلك الغارِ المباركِ ،واجهَ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم وصاحبُهُ أشدّ المحنِ ،إلّا أنّ إيمانَهما باللهِ تعالى وثقتَهما بنصرهِ صبّرتْ قلوبَهما وأضاءتْ دروبَهما ،كانتْ كلماتُ اللهِ تعالى شفاءً لِجروحِ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم في أشدّ لحظاتِهِ غمّةً، حينما قالَ لهُ أبو بكرٍ رضي الله عنه: “لا تحزنْ إنّ الله معنا” ،إنّ عقيدةَ “إنّ الله معنا” هي البوصلةُ التي تُرشدُ المؤمنَ في مسيرةِ حياتهِ، وتُؤكّدُ لهُ أنّ اللهَ تعالى هو حافظُهُ وناصرُهُ، وعليهِ يتّكلُ.
هجرتك يا رسول الله درس يسطره التاريخ شمساً منيرة ترشد وتهدي ،تُعلّمُنا أنّ الحقَّ لا يُمكنُ التّنازلُ عنهُ مهما كانتِ التّضحياتُ، وأنّ الصّبرَ والمثابرةَ هما طريقُ النّجاحِ ،وأنّ التّوكّلَ على اللهِ تعالى هو أساسُ القوّةِ والعزيمةِ ،هجرة بأمر الله لنشر الخير ، فسرت في ركب العزيمة، وحملت لواء الدين ،وتآخى الناس تحت راية الحب في الله مهاجرين وأنصارا ،وأن كانت الدنيا قد فرقتهم إلا أن الآخرة قد جمعتهم ،وكلهم رجاء أن يلقوك فيها، ويحشروا تحت لوائك، ويشربوا من حوضك، وتكون أنت إمامهم فيها كما كنت إمامهم في حياة خرجوا منها مؤمنين موحدين.
إنّنا في أمسّ الحاجةِ إلى توحيدِ صفوفِنا ونبذِ الفرقةِ والتّباعدِ بينَنا ،فالمرحلةُ التي نمرّ بها تتطلّبُ منّا تضافرَ الجهودِ وتعاونًا وثيقًا بينَ جميعِ فئاتِ الأمّةِ ،لمواجهةِ المخاطرِ والتحدياتِ التي تُحيطُ بنا ، لنشرِ الخيرِ والصّلاحِ في المجتمعِ ،فالمسلمُ مسؤولٌ عن أخيهِ المسلمِ، وعليهِ أنْ يبذلَ كلّ ما في وسعهِ لمساعدةِ المحتاجينَ ونصرةِ المظلومينَ ،ولا بدّ لنا من التّعاونِ في وجهِ منْ يريدُ الشرّ والفتنةَ بينَنا ،فالمؤمنُ لا يهجمُ على أخيهِ، ولا يحسدهُ على ما آتاهُ اللهُ، ولا يفرحُ لِمصيبتهِ ،سائلين المولى أنْ يسدّدَنا وأنْ يوفقّنا لما فيهِ خيرُ هذهِ الأمّةِ، وأنْ يوحدَ كلمتَنا تحتَ رايةِ الحقّ والعدلِ.

مقالات ذات صلة متقاعد الضمان حياك وبياك!! 2025/06/25

مقالات مشابهة

  • مركز الأزهر للفتوى يسلط الضوء على مكانة شهر المحرم وفضل صيامه
  • 6 عبادات مستحبة في شهر محرم .. الأزهر للفتوى يكشف عنها
  • من مكةَ إلى المدينةِ: رحلةُ بناء أمة
  • دعاء العام الهجري الجديد ..ابدأ السنة بالتقرب إلى الله بالدعاء والطاعة
  • دعاء آخر يوم في السنة الهجرية 1446 .. أستغفرك من عمل لا ترضاه
  • شروط قصر الصلاة للمسافر.. كم ركعة وكيفية استقبال القبلة؟
  • لا تنسوا الدعاء فهو عبادة يحبها الله
  • حقيقة الإلحاح في الدعاء يكون بترديده 3 مرات فقط
  • الأزهر: في البحر أو بين الأهل الكل محتاج إلى الله
  • هذا الفعل أفضل عمل عند الله بعد الصلاة المكتوبة .. الأزهر للفتوى يوضحه