عقد الجامع الأزهر اليوم الأحد، ملتقى التفسير ووجوه الإعجاز القرآني الأسبوعي تحت عنوان “مظاهر الإعجاز في حديث القرآن الكريم عن اللبن وفوائده، بحضور الدكتور مجدي عبد الغفار، رئيس قسم الدعوة والثقافة الإسلامية السابق بكلية أصول الدين، والدكتور أحمد محمد حسانين، أستاذ مساعد علوم وتكنولوجيا الألبان بكلية الزراعة جامعة الأزهر، وأدار الحوار الإعلامي، أبو بكر عبد المعطي.

ملتقى المراة بالجامع الأزهر يضع روشتة لعلاج اضطرابات الصوت لذوي الهممما معنى قوله تعالى واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى؟.. رئيس جامعة الأزهر يجيب

في افتتاح الملتقى، أكد الدكتور مجدي عبد الغفار على ضرورة التعامل مع القرآن الكريم بتدبر عقلي، وتأثر قلبي، وتغيير سلوكي، مستشهدًا بقول الفضيل بن عياض بأن "القرآن الكريم نزل للعمل به"، داعيًا إلى جعل قراءته ممارسة عملية لتطبيق حلاله وحرامه، والامتثال لأوامره، والتأمل في عجائبه.

وأشار إلى سبق القرآن للحقائق العلمية في إثبات الظواهر والإشارة إليها، مما يستوجب إعمال العقل في فهمه وتدبر معانيه، والاستعانة بالمتخصصين في علوم القرآن، الذين يمتلكون الأدوات المنهجية في فهم دلالاته وإشاراته، وحول الإعجاز القرآني في حديث القرآن الكريم عن اللبن بين أن قول الحق تعالى "وإنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعَامِ لَعِبْرَةً ۖ نُّسْقِيكُم مِّمَّا فِي بُطُونِهِ مِن بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَّبَنًا خَالِصًا سَائِغًا لِّلشَّارِبِينَ" هو توجيه رباني للبشر بالاعتبار بنعم الله سبحانه وتعالى.

وأوضح الدكتور مجدي عبد الغفار، أن قوله تعالى " نُّسْقِيكُم مِّمَّا فِي بُطُونِهِ" أي أن الله تعالى يسقينا مما في بطون الأنعام، وهذا لا يعني أن جميع أنواع الأنعام ينتج لبنًا صالحًا للاستهلاك البشري، وهنا يسبق القرآن الكريم العلم الحديث في إشارته إلى وجود أنواع محددة من الألبان التي تلائم طبيعة الإنسان وتغذيته، كما أن قوله تعالى " لَّبَنًا خَالِصًا"  إشارة إلى نقاء وصفاء هذا الغذاء الطبيعي، وأنه خال من أي شوائب أو مواد دخيلة، ويمكن فهم هذه الصفة "خالصًا" على نطاق أوسع ليشمل ضرورة الحفاظ على سلامة ونقاء غذاء الإنسان بشكل عام، وتجنب غشه أو إدخال أي مواد ضارة عليه كالمواد المهرمنة والمسرطنة، فمثل هذا التلاعب والغش في الأغذية يتنافى مع تعاليم الدين الإسلامي التي تحث على الأمانة والصدق والحرص على صحة الإنسان، وبالمثل، فإن الغش في المعلومات ونشر الأباطيل وإفساد العقول هو نوع آخر من الخداع والتضليل الذي يتعارض مع قيم النزاهة والحق التي يدعو إليها الدين الإسلامي الحنيف.

من جانبه قال الدكتور أحمد محمد حسانين، أستاذ مساعد علوم وتكنولوجيا الألبان بكلية الزراعة جامعة الأزهر، إن اللبن أول غذاء الكائنات الحية عند خروجها للحياة، ولا يحتاج معه إلى غذاء أخر لإكمال نموه، ويؤكد علماء التغذية أن اللبن هو غذاء متكامل لا يحتاج معه المولود إلى أي مصدر تغذية آخر لنموه، وقد أثبتت التجارب المعملية تأثيرات مختلفة على مذاق اللبن وأنواعه، وقد سبق ذلك إشارة القرآن الكريم إلى صفة عدم تغير طعمه في قوله تعالى " وَأَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ" إلى أن هناك أشياء تدخل على اللبن فتغير طعمه.

وأضاف أستاذ علوم وتكنولوجيا الألبان، أن لبن الأم يعد غذاءً فريدًا للطفل في أول عامين من عمره، كما أنه مفيد لصحة الطفل، من خلال ما خص الله به سبحانه وتعالى لبن الأم دون غيره من أنواع الألبان، وهو ما سبقت الإشارة إليه في القرآن بقوله تعالى " وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ ۖ لِمَنْ أَرَادَ أَن يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ"، لذلك ففي حال منع الطفل من الرضاعة الطبيعية لأسباب مختلفة، يلجأ الأطباء إلى وصف ألبان صناعية مدعمة بمكملات غذائية لتعويض العناصر التي لم يحصل عليها الطفل بسبب عدم حصوله على لبن الأم.

وذكر أستاذ علوم وتكنولوجيا الألبان أن اللبن يعد مصدرًا هامًا للعديد من العناصر الغذائية، ليس فقط الكالسيوم الضروري للعظام، بل إنه أيضا يعد مصدرا للطاقة، كما يحتوي على عناصر مثل البروتينات والفيتامينات والمعادن الأخرى التي تدعم صحة الجسم، بالإضافة إلى ذلك، يتم تحويل اللبن إلى مجموعة واسعة من المنتجات الغذائية والمغذية مثل الأجبان المختلفة، والزبادي بأنواعه، والقشدة، والزبدة الطبيعية، كما يدخل في صناعات أخرى متنوعة، لهذا نجد أن الاتجاهات الحديثة تضع الألبان في صدارة قائمة المصادر التي تعتمد عليها الصناعات الغذائية الحديثة بشكل كبير.

يذكر أن ملتقى "التفسير ووجوه الإعجاز القرآني "يُعقد الأحد من كل أسبوع في رحاب الجامع الأزهر الشريف، تحت رعاية فضيلة الإمام الأكبر وبتوجيهات من فضيلة الدكتور محمد الضويني وكيل الأزهر الشريف، ويهدف الملتقى إلى إبراز المعاني والأسرار العلمية الموجودة في القرآن الكريم، ويستضيف نخبة من العلماء والمتخصصين.

طباعة شارك الجامع الأزهر ملتقى التفسير الإعجاز القرآني مظاهر الإعجاز القرآن الكريم اللبن

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الجامع الأزهر ملتقى التفسير الإعجاز القرآني القرآن الكريم اللبن الإعجاز القرآنی الإعجاز القرآن القرآن الکریم قوله تعالى

إقرأ أيضاً:

شيخ الأزهر يحكي قصة حفظه القرآن وهو صغير.. ماذا قال؟

استذكر فضيلة الإمام الأكبر أحمد الطيب شيخ الأزهر، تجربته مع أبناء جيله في حفظ القرآن الكريم في "كُتَّاب القرية".

بعد الفجر ودون إفطار..شيخ الأزهر يستذكر تجربته مع حفظ القرآن في الكُتَّابتفسير قوله تعالى غير المغضوب عليهم ولا الضالين للدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر السابق

وقال شيخ الأزهر، خلال استقباله الطلاب الوافدين الدارسين بمدرسة (الإمام الطيب لحفظ القرآن الكريم وتجويده): كنا نذهب يوميًّا من بعد صلاة الفجر إلى الكُتاب لنحفظ ونراجع الأجزاء الحديثة علينا في المصحف الشريف، وذلك دون أن نتناول وجبة الإفطار، حيث كان من المتعارف وقتها أنه إذا تناول الطالب الطعام كان سينتابه الخمول والكسل عن الحفظ".

وتابع شيخ الأزهر: "كان المحفظ يسمى بـ"الخطيب"، حيث كان يمارس الخطابة بجانب تحفيظ القرآن، وكان يتمتع بمهارات خاصة في تقويم وتصحيح قراءة أكثر من طالب في آن واحد، وكان يجلس على "حصير من ليف"، بينما كنا نجلس على التراب ومعنا ألواح من حديد وأقلام من البوص، وكان هناك مظاهر خاصة لا تنسى لتكريم المتميزين في الحفظ ومن رزقوا ختم كتاب الله بأن يحملوهم ويطوفون بهم في شوارع القرية تعريفا بهم وتشجيعا لهم، وكانت لي ذكريات كثيرة مازلت أسترجعها حتى الآن".

ورحب شيخ الأزهر بأبنائه الطلاب، معربًا عن سعادته باستقبال حفظة كتاب الله، مؤكدًا حرص الأزهر الشريف على تعليم القرآن الكريم ونشر علومه، وإتاحة فرصة الدراسة الحرة لحفظ القرآن الكريم والتفقه في علومه وضبط التلاوة للطلاب الوافدين، ومساعدتهم في تعلم النطق الصحيح لآيات كتاب الله، وتعليم التجويد وأحكام التلاوة، بجانب نشر المنهج الأزهري الوسطي المعتدل.

وحرص شيخ الأزهر للاستماع إلى تلاوات عدد من الطلاب لآيات من القرآن الكريم، التي تلاها الطالب صفي الله تيمور، من دولة أفغانستان، والطالب ثاني الأول، من دولة نيجيريا، والطالبة مريم محمد حسين، من دولة تشاد، حيث أثنى فضيلته على أصواتهم الحسنة وتمكنهم من القراءة الصحيحة بأحكام التجويد وحفظهم للمتون، موجهًا بحسن رعاية طلاب المدرسة، وتذليل كافة العقبات أمامهم، ومتابعة كافة أمورهم؛ لضمان تفرغهم لتحصيل العلوم والالتزام بالمنهج الأزهر الوسطي، وتدريبهم حتى يكونوا دعاة قادرين على تفنيد الأفكار المغلوطة، وحتى يكونوا خير سفراء للأزهر في بلادهم.

طباعة شارك شيخ الأزهر الإمام الأكبر حفظ القرآن كُتَّاب القرية القرآن الكريم

مقالات مشابهة

  • تدشين فعاليات ذكرى المولد النبوي في أكاديمية القرآن الكريم للطالبات بالأمانة
  • العمل الصالح طريق السعادة.. ندوة توعوية لخريجي الأزهر بكفر العرب بكفر الزيات
  • ملتقى التفسير بالجامع الأزهر: سيظل ما نعلمه عن خلق الإنسان أقل بكثير مما هو موجود في القرآن
  • نقابة مهندسي كفر الشيخ تُكرِّم حفظة القرآن الكريم .. صور
  • جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم تختتم مرحلة التحكيم الأولى
  • صناعة الألبان التقليدية في الحدود الشمالية.. موروث أصيل تتناقله الأجيال
  • حكم تشغيل القرآن الكريم وعدم الاستماع إليه.. الإفتاء تجيب
  • في اليوم الأول.. الاستماع لتلاوات 14 متسابقًا بمسابقة الملك عبدالعزيز لحفظ القرآن الكريم
  • رئيس جامعة الأزهر يوضح إعجاز قرآني في ليبلونكم الله بشيء من الصيد
  • شيخ الأزهر يحكي قصة حفظه القرآن وهو صغير.. ماذا قال؟