الأزهر.. وصناعة المصلحين| وزير الأوقاف يشارك في مؤتمر العلوم الإسلامية للوافدين
تاريخ النشر: 12th, May 2025 GMT
شهد الدكتور أسامة الأزهري وزير الأوقاف ، فعاليات المؤتمر الدولي الأول لكلية العلوم الإسلامية للوافدين بعنوان: “الأزهر وصناعة المصلحين”، بمركز الأزهر الدولي للمؤتمرات، وذلك برعاية فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، وبرئاسة الدكتورة نهلة الصعيد مستشار شيخ الأزهر، رئيس مركز تطوير الطلاب الوافدين، وبحضور كلٍّ من: الدكتور نظير عياد مفتي الجمهورية، والدكتور سلامة داود رئيس جامعة الأزهر الشريف، و الدكتور محمود صديق نائب رئيس الجامعة للدراسات العليا والبحوث، والدكتور محمد عبد الدايم الجندي أمين عام مجمع البحوث الإسلامية، والدكتور أحمد معبد عضو هيئة كبار العلماء، والشيخ عبد العزيز الشهاوى شيخ الشافعية، وعدد من السفراء وقيادات جامعة الأزهر والعلماء والمفكرين.
وفي كلمته رحب وزير الأوقاف بالحضور، مشيدًا بحسن اختيار شخصية المؤتمر وهو الإمام الشيخ حسن العطار شيخ الأزهر الأسبق، الذي شهد دخول الحملة الفرنسية لمصر، ورأى ما سببته من أهوال في القاهرة واقتحام الفرنسيين للجامع الأزهر، ورأى صدام الحضارات في أعنف صوره، ورغم ذلك كان عبقريا وقدم رؤية "تعارف الحضارات"، فرغم ما أحدثته الحملة الفرنسية كان الشيخ يتردد على معامل الفرنسيين ورأى الأجهزة والمختبرات، واستطاع أن يحدد الفارق بيننا وبين الغرب، وكان أنموذجًا مدهشًا لروابط الجسور والتفاهم والسلام بين الشرق والغرب لكل الجامعات والثقافات.
وأوضح أنه بعد خروج الحملة الفرنسية خرج في سياحة إلى العالم، فنزل إلى القدس الشريف وارتبط بكبار العائلات المقدسية، ثم الأردن، ثم دمشق، ثم الأناضول، وألبانيا، وألف كتبًا وحاور العلماء وأمضى في سياحته حول العالم عشر سنوات جعلته يرى الحضارات والشعوب وأنماط المعيشة، ولما رجع لمصر عين شيخا للأزهر عام (١٨٣١م).
وأضاف أنه لما تقلَّد منصب المشيخة بدأ يقدم للعالم رؤيته بين الشرق والغرب، وأرسل تلميذه رفاعة الطهطاوي إلى فرنسا الذي وقف يسجل كل ما يراه ويشاهده بوصية من شيخه العطار، فألّف كتابه المشهور: "تخليص الإبريز في تلخيص باريز"، وفتح نافذة على العالم وبنى الجسور بين الحضارات.
وأشار وزير الأوقاف إلى أن الإمام العطار - رحمه الله - لم يكتف بصناعة رفاعة الطهطاوي لكن قدَّم نموذجًا آخر وهو تلميذه الشيخ محمد عياد طنطاوي فأحضره وطلب منه تعلم الروسية، فأتقنها الشيخ الطنطاوي ثم خرج مسافرًا إلى روسيا في رحلة امتدت سبعين يومًا حتى وصل إلى سان بطرسبرج وأقام فيها أستاذًا ومدرسًا للعلوم، وتتلمذ له كبار المستشرقين الروس.
كما ألًف الشيخ محمد عياد طنطاوي كتابًا يصف فيه المجتمع الروسي والثقافة الروسية وأسماه "تحفة الأذكيا بأخبار بلاد روسيا"، وعاش عشرين عامًا حتى توفي ودفن هناك، وفي كل عامٍ يقوم السفير الروسي بالتوجه إلى قرية الشيخ عياد طنطاوي لإحياء ذكراه وأنشأ له تمثالًا هناك.
وأضاف وزير الأوقاف أن الشيخ حسن العطار كشخصية مصرية جدير بعشرات الدراسات التي تعيد اكتشافه ودراسته في نواحي مختلفة، فقد عمل على استحداث العلوم في الديار المصرية ونظر لها على أنها تجارب ومعارف قابلة للفهم والقياس، وليست مستغلقة كما كان يراها الجبرتي، ولم ينهزم حضاريًا.
ولفت إلى أن الشيخ العطار أدرك أن علوم المسلمين تمكنه من الفهم حيث قال - رحمه الله -: «لقد حدث ودخلت معامل الفرنسيين ورأيت ما استحدثوا من حيل حربية، وآلات نارية مما لا يزيد على أن يكون إخراجًا لبعض مبادئ علوم المعقول من حيز القوة إلى حيز الفعل»، فرضي الله عن الشيخ حسن العطار شيخ المصلحين وإمام المجددين، وحفظ الله الأزهر الشريف عزيزًا قويًا.
وشهد ختام المؤتمر تكريم وزير الأوقاف ورئيس جامعة الأزهر عددًا من العلماء وإهدائهم درع المؤتمر.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: وزير الأوقاف مؤتمر كلية العلوم الإسلامية شيخ الأزهر وزیر الأوقاف شیخ الأزهر
إقرأ أيضاً:
شيخ الأزهر يهنئ الرئيس السيسي والأمتين الإسلامية والعربية بالعام الهجري الجديد
توجَّه فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، بخالص التهنئة إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيسِ جمهورية مصر العربية، وإلى الأمتين العربية والإسلامية، وجموع المسلمين حول العالم، بمناسبة حلول العام الهجري الجديد 1447هـ.
وفي هذه المناسبة العطرة؛ يدعو شيخُ الأزهرإلى استلهام معاني التضحية والعزيمة والإصرار على الحق، والتمسك بقيمةَ الأوطان في الإسلام، مؤكدًا أن “الهجرةَ النبوية” مناسبةٌ عظيمةٌ وحدثا فارقا في التاريخ الإسلامي وسيرة رسولنا، ورسخت في المسلمين حسن التأسي به في قوة ثقته بربه، وحسن توكله عليه، وتحمله المشاق في سبيل دعوته، وضربه أروع الأمثلة في التعايش السلمي مع غير المؤمنين به.
كما يدعو شيخُ الأزهر الأمةَ الإسلاميةَ جمعاءَ إلى التمسك بمنهجِ الوسطية والاعتدال، ونبذِ أسبابِ الفرقةِ والخلاف، والعملِ على تعزيزِ الوحدة الإسلامية والجسدِ الواحد، وتعزيزِ التعاون المشترك بين كل دول أمتينا، وبما يُحقق السلام والازدهار والتقدُّم لبلادنا وأمتنا.
ويتوجَّه شيخُ الأزهر إلى المولى عز وجل بالدعاء أن يجعل العامَ الهجريَّ الجديد عامَ خيرٍ وبركةٍ، وأمنٍ وأمانٍ، وأن يرفع الغُمَّة عن إخوتنا في غزة، وأن يُوحِّد صفوفَ المسلمين ويجمع كلمتَهم، وأن يحفظَ مصرَنا العزيزة وأمتينا العربية والإسلامية من كل مكروه وسوء، وأن يُديم على الإنسانية جمعاء نعمَ الأمنِ والاستقرارِ والسلامِ والرَّخاء، وأن يهدي قادة العالم إلى التمسك بقيم الحق والعدالة والمساواة بين الشعوب.