إطلاق مشروع الترصد القائم على الحدث وتخريج كفاءات وطنية في الصحة العامة
تاريخ النشر: 12th, May 2025 GMT
أطلقت وزارة الصحة مشروع "نظام الترصد القائم على الحدث"، والاحتفال بتخريج الدفعتين الثالثة والرابعة من الكفاءات الوطنية ضمن برنامج التمكين في الصحة العامة في مجال الوبائيات التطبيقية الأساسية والبالغ عددهم 55 خريجا، جاء المشروع بدعم وشراكة إستراتيجية مع مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها والشبكة الشرق أوسطية للصحة المجتمعية.
أقيم الحفل بفندق الشيراتون، تحت رعاية سعادة الدكتور سعيد بن حارب اللمكي -وكيل وزارة الصحة للشؤون الصحية- وبحضور عدد من أصحاب السعادة والمسؤولين بالوزارة والمختصين.
وخلال كلمتها أكدت الدكتورة أمل بنت سيف المعنية -المديرة العامة لمركز مراقبة الأمراض والوقاية منها بوزارة الصحة- أن المشروع يأتي في إطار التوجه الوطني الرامي إلى تعزيز منظومة الإنذار المبكر والاستجابة السريعة للأحداث الصحية، بما يتماشى مع "رؤية عمان 2040"، التي تضع صحة الإنسان وسلامته في صميم أولوياتها.
وقالت: الترصد القائم على الحدث لا يُعد مجرد نظام، بل يمثل نقلة نوعية نحو التحول الذكي والمبكر في اكتشاف الإشارات الصحية غير التقليدية بالتكامل بين القطاعات الصحية والبيئية والحيوانية، وتفعيل مبدأ الصحة الواحدة.
وأضافت: "نفخر بتخريج كوكبة متميزة من القدرات العُمانية التي أتمت بنجاح برنامج التمكين، واكتسبت مهارات علمية وميدانية تعزز من قدرتنا على التصدي للمخاطر الصحية، وبناء نظام صحي مرن ومتكامل".
الاستخبارات الوبائية
من جانبها عبرت الدكتورة هيذر بيرك -المديرة الإقليمية لمنظمة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ومراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها بالولايات المتحدة الأمريكية- عن فخرها بتُطبيق النظام في جميع محافظات سلطنة عُمان، لدعم نظام الترصد القائم على المؤشرات الراسخ أساسا. مشيدة بدوره في تعزيز مكانة سلطنة عُمان كونها نموذجا في نظام الإنذار المبكر والاستجابة، مما يعزز الاستخبارات الوبائية في البلاد".
وأضافت: أن تخريج الدفعتين الثالثة والرابعة من برنامج الوبائيات التطبيقية، جاء في وقت حاسم لدعم النظام الجديد للترصد القائم على الحدث. مؤكدة أن تصميم نظام الترصد القائم على الحدث، وبرنامج التمكين في الصحة العامة قد جاءا لخدمة نهج (الصحة الواحدة) الذي تتبناه سلطنة عُمان.
شراكة استراتيجية
وقال الدكتور يوسف صالح خضر -مدير مركز التميز لعلم الوبائيات التطبيقي (امغنت): إن برنامج الوبائيات التطبيقية في سلطنة عُمان أتى بشراكة استراتيجية لبناء القدرات الوطنية في الصحة العامة، حيث يُعد برنامج الوبائيات التطبيقية أحد النماذج الرائدة في تطوير القدرات الوطنية في مجال الصحة العامة، ويجسّد مثالًا ناجحًا على الشراكة المثمرة بين وزارة الصحة في سلطنة عُمان ومراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها بالولايات المتحدة، بدعم فني من الشبكة الشرق أوسطية للصحة المجتمعية.
وأضاف: انطلق البرنامج بهدف إعداد كوادر وطنية متمكنة في علم الأوبئة والصحة العامة الميدانية، من خلال تدريب عملي ونظري عالي المستوى، يركز على تعزيز منظومة الترصد، الاستجابة السريعة للفاشيات، وتحليل البيانات الوبائية لدعم اتخاذ القرار. وساهم البرنامج في تخريج عشرات من الكفاءات الوطنية التي باتت تتولى أدوارًا محورية في مراكز الترصد، وإدارة الفاشيات، وتحليل البيانات الصحية في مختلف المحافظات. كما يتكامل البرنامج مع مشاريع وطنية كبرى، أبرزها مشروع الترصد القائم على الحدث، ويعزز النهج التكاملي للصحة المبني على مفهوم الصحة الواحدة.
منظومة متكاملة
كما أوضح الدكتور عادل بن سعيد الوهيبي -مدير دائرة الترصد الوبائي بمركز مراقبة الأمراض والوقاية منها بوزارة الصحة- أن الحاجة أظهرت أهمية وجود نظام أكثر ديناميكية، وعليه تم تطوير نظام "الترصد القائم على الحدث" في إطار بناء منظومة متكاملة للإنذار المبكر والاستجابة السريعة للأوبئة وتعزيز جاهزية النظام الصحي.
وأشار الدكتور إلى أن مشروع برنامج الترصد القائم الحدث أتى لإكمال منظومة الترصد الوبائي في سلطنة عُمان التي لا تعتمد على الترصد التقليدي، وإنما تعتمد على جمع الإشارات من مصادر متعددة كالمجتمع والمؤسسات الصحية، حيث يعمل هذا البرنامج كنظام إنذار مبكر في البلد، بحيث يرصد الأوبئة قبل أن تنتشر في المجتمع.
وأكد الدكتور على جهود سلطنة عُمان لتطوير هذا النظام، بتأسيس منصة إلكترونية وطنية، وإعداد الأدلة التشغيلية والنماذج الموحدة، وتنفيذ دراسة تجريبية في محافظتي شمال الشرقية والداخلية، وتدريب الكوادر بالتعاون مع مراكز السيطرة على الأمراض وبنهج الصحة الواحدة لضمان التكامل بين الصحة العامة والبيئية والحيوانية.
موضحا أن نجاح النظام يتطلب تعزيز الدعم الإداري والتشغيلي على مستوى المحافظات، مع التأكيد على الالتزام الفوري بالإبلاغ، ومتابعة الأداء بمؤشرات واضحة تُسهم في التقييم المستمر والتحسين المستدام.
وكشف الدكتور أن المشروع أسهم في الكشف السريع عن عدة فاشيات منها فيروس بارفوB في ولاية نزوى، وكذلك تسمم غذائي حصل في ولاية سمائل، ومرض نوروفيروس في ولاية بهلا، وتفشي انفلونزاA في ولاية سناو، وتدهور مفاجئ في أسرة واحدة نتيجة التهاب رئوي في ولاية جعلان بني بوعلي، بالإضافة إلى زيادة طلبات فحص أعراض شبيهة بالأنفلونزاB في ولاية خصب.
وأضاف: إن تخريج أربع دفعات من برنامج التمكين في الصحة العامة الذي بدأ قبل ثلاث سنوات ساهم في تخريج 103 خريجين ضمن برنامج التمكين في الصحة العامة لتطوير الموارد البشرية بالنسبة للصحة العامة وخلق كفاءات مختلفة في الصحة العامة، حيث إن هذا البرنامج مهم ليغطي النقص في كوادر الصحة العامة في معظم محافظات السلطنة مع التركيز على تغطية المحافظات التي فيها نقص مثل محافظة ظفار ومحافظة مسندم وغيرها من المحافظات وأيضا ركزنا في دفعات مختلفة بإشراك الصحة الواحدة بالتعاون مع جهات مختصة أخرى كالبلديات ووزارة الثروة الزراعة والسمكية وموارد المياه وأيضا مركز سلامة الغذاء والمياه.
جاهزية الكوادر
وفي السياق ذاته أكد الدكتور عبدالله بن بشير المنجي -اختصاصي وبائيات بمركز مراقبة الأمراض والوقاية منها- أن البرنامج يعد منصة تعليمية تطبيقية تجمع بين الجانبين النظري والميداني، وقد أثمر هذا البرنامج عن تخريج أربع دفعات من الكفاءات الوطنية حتى الآن، تمثل نموذجا ناجحا في رفع الجاهزية الوطنية لمجابهة التحديات الصحية.
أما النظرة المستقبلية للبرنامج؛ فأوضح بأنها تشير إلى آفاق واعدة، من حيث توسيع نطاقه وتعزيز شراكاته، مع الأخذ بعين الاعتبار التحديات المحتملة مثل الاستدامة، وتنوع المهارات المطلوبة، والتكامل بين القطاعات؛ التي تمثل أيضا فرصا لتطوير البرنامج باستمرار بما يخدم "رؤية عمان 2040 " في بناء نظام صحي مرن ومستدام.
وشددت رقية الشحية -رئيسة قسم الترصد المتكامل للأمراض والإصابات بدائرة الترصد الوبائي- على أن مشروع "الترصد القائم على الحدث" يمثل نقلة نوعية في نظام الترصد الوبائي في سلطنة عُمان. ويهدف هذا المشروع إلى تعزيز الاكتشاف المبكر للمخاطر الصحية، مما يدعم "رؤية عمان 2040" في مجال الأمن الصحي. وتضيف الشحية أن التكامل بين القطاعات المختلفة، والتوعية المجتمعية، والتقنيات الحديثة، هي الركائز الأساسية لحماية صحة المواطنين العمانيين.
في ختام الحفل كرّم سعادة الدكتور سعيد بن حارب اللمكي -وكيل وزارة الصحة للشؤون الصحية- راعي المناسبة، الفريق الفني المشترك لمشروعي الترصد القائم على الحدث وبرنامج التمكين في الصحة العامة، والفريق الفني لمشروع الترصد القائم على الحدث، والفريق الفني لبرنامج التمكين في الصحة العامة، كما كرم سعادته الشركاء الداعمين الرئيسيين للمشروعين والقائمين عليهما.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الأمراض والوقایة منها السیطرة على الأمراض الترصد الوبائی الصحة الواحدة وزارة الصحة نظام الترصد من برنامج فی ولایة
إقرأ أيضاً:
وزير الصحة: تسريع الاستجابة لاحتياجات المرضى ومتابعة نظام التقييم الدوري للعاملين
عقد الدكتور خالد عبدالغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة والسكان، اليوم الأحد، اجتماعه الدوري مع قيادات الوزارة ورؤساء القطاعات والهيئات، بحضور مديري المديريات الصحية بجميع المحافظات، بديوان الوزارة بالعاصمة الإدارية، لمناقشة خطة العمل المقبلة.
أفاد الدكتور حسام عبدالغفار، المتحدث الرسمي للوزارة، أن الاجتماع بدأ بترحيب الوزير بالتشكيل القيادي الجديد، مع تمنياته بالتوفيق، وتأكيد تقديم الدعم الكامل لتطوير القطاع الصحي عبر المحافظات، مشدداً على التنسيق الدائم مع المحافظين، وموجهاً الشكر للمديرين السابقين على جهودهم.
التقييم الدوري للعاملين من قبل مديري المديرياتشدد الوزير على تسريع الاستجابة لاحتياجات المرضى، ومتابعة منظومة التقييم الدوري للعاملين من قبل مديري المديريات، مع محاسبة المقصرين، لضمان خدمات طبية عالية الجودة وفق استراتيجية الوزارة. كما أكد أهمية وضع نظام حوكمة لدخول وخروج المرضى من المنشآت الصحية، وضمان توافر المخزون الاستراتيجي للأدوية والمستلزمات، مع توزيع عادل بين المنشآت.
شمل الاجتماع استعراض جهود الإدارة المركزية للرعاية الصحية المتكاملة وخطة 2025/2026، التي تتضمن مراحل تنفيذ مبادرة تطوير الرعاية الأولية، ومؤشرات تقييم المديريات، ومعدلات العمل في نظام الحوكمة والميكنة. وأبرز حصول 65 منشأة على اعتماد الهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية، وتفعيل “بطاقة الأداء المتوازن” في 252 منشأة لمتابعة الأداء.
تضمن الاجتماع استعراض الخدمات الجديدة ضمن جهود الإدارة، بما فيها عيادات السمنة في 50 منشأة بـ7 محافظات، لتقديم توعية تغذوية ومتابعة دورية؛ وخدمات صرف العلاج على نفقة الدولة في 20 منشأة كمرحلة أولى بمحافظات القاهرة والقليوبية والشرقية والمنوفية، مع إصدار قرارات صرف بنسبة 92%، وخطة توسع في 35 منشأة إضافية عام 2025؛ وعيادات الدعم النفسي في 61 منشأة بـ10 محافظات كمرحلة أولى، مع التوسع الجاري.
كما تطرق الاجتماع لإنجازات حوكمة صرف الألبان الصناعية والعلاجية، والحد من الأمراض الوراثية والإعاقة، ومواجهة التغيرات المناخية وفق الإطار الاستراتيجي للتكيف الصحي 2024/2030، فضلاً عن استعراض معدلات إنجاز قطاع المشروعات القومية، إلى جانب خطة بناء الثقة في مراكز الرعاية الأولية وتنمية الأسرة، لتحسين بيئة العمل ورضا المواطنين.
اختتم الاجتماع بتقرير أداء حملة “100 يوم صحة” لعام 2025، التي قدمت 60 مليوناً و147 ألفاً و119 خدمة حتى الآن، تشمل مبادرات الصحة العامة، الزيارات المنزلية للرائدات الريفيات، عيادات الصحة الإنجابية، تطعيمات الأطفال، العلاج على نفقة الدولة، القوافل الطبية، الصحة النفسية، وقوائم الانتظار.