قفزة في تحويلات المصريين بالخارج.. خبير يكشف تأثيرها الإيجابي على الاقتصاد
تاريخ النشر: 13th, May 2025 GMT
سجلت تحويلات المصريين العاملين بالخارج خلال عامٍ واحد فقط قفزة تاريخية، وفق بيانات حديثة أصدرها البنك المركزي المصري، ما يشير إلى تحول لافت في السلوك الاقتصادي للجاليات المصرية بالخارج بعد الإجراءات الإصلاحية الجذرية التي اتُّخذت في مارس 2024.
فمن مارس 2024 وحتى نهاية فبراير 2025، ارتفعت التحويلات بنسبة 72.
من اللافت في بيانات البنك المركزي، أن شهر فبراير 2025 والذي يُعد تقليديًا من أضعف الشهور في تدفق التحويلات قد شهد تدفقات مالية تجاوزت كل التوقعات. حيث ارتفعت التحويلات إلى نحو 3 مليارات دولار، مقارنة بـ1.3 مليار فقط في فبراير 2024، أي أكثر من الضعف. ويُعد هذا الرقم الأعلى تاريخيًا لشهر فبراير، ما يكرس فكرة التحول العميق في اتجاهات المصريين المغتربين.
مؤشرات تصاعدية في شهور متتاليةتحليل الأداء الشهري لتحويلات العاملين بالخارج خلال العام يكشف نمطًا تصاعديًا لافتًا. ففي ديسمبر 2024، وصلت التحويلات إلى 3.2 مليار دولار، مقارنة بـ1.6 مليار دولار في ديسمبر 2023، أي تضاعفت خلال عام واحد.
وشهد شهر يناير 2025 بدوره قفزة مماثلة، حيث ارتفعت التحويلات بنسبة 83.2% لتسجل نحو 2.9 مليار دولار، مقارنة بـ1.6 مليار دولار في يناير من العام السابق. وبهذا تكون التحويلات في يناير قد سجلت أعلى مستوى لها تاريخيًا.
أما خلال الشهور السبعة الأولى من السنة المالية 2024-2025 (من يوليو 2024 إلى يناير 2025)، فقد بلغت تحويلات المصريين بالخارج نحو 20 مليار دولار، مقابل 11 مليار دولار خلال نفس الفترة من العام المالي السابق، أي بزيادة قدرها 81%.
تحرير سعر الصرف.. بداية التحول
قال الدكتور هاني الشامي، عميد كلية إدارة الأعمال بجامعة المستقبل، إن القفزة الملحوظة في التحويلات لم تكن وليدة الصدفة، بل نتيجة مباشرة لقرار البنك المركزي المصري بتحرير سعر الصرف. هذا القرار أنهى السوق الموازي للعملة، ووحد سعر الدولار، مما أدى إلى استقرار سعر الصرف، وهو ما عزز ثقة المصريين بالخارج في النظام المصرفي الرسمي. لم تعد هناك حاجة لتحويل الأموال عبر قنوات غير رسمية أو السوق السوداء، بل بات التحويل من خلال البنوك أكثر أمانًا وجدوى.
عوائد استثمارية مشجعة.. وشهادات ادخار مغرية
وأشار الشامي، إلى أن ارتفاع أسعار الفائدة على الودائع والشهادات البنكية كان دافعًا إضافيًا للمصريين بالخارج لتحويل أموالهم إلى مصر، فقد أصبح الاستثمار في السوق المصرفية المصرية خيارًا مغريًا، لا سيما في ظل ارتفاع العوائد وضمانات الاستقرار. كما أطلقت الحكومة مبادرات نوعية، مثل إتاحة أراضٍ وعقارات للمصريين بالخارج بالدولار، مما أضاف فرصًا استثمارية جذابة لهم، وشجع على ضخ المزيد من العملة الصعبة في السوق المحلي.
استقرار اقتصادي وثقة دولية
وبحسب الشامي، فإن الاستمرار في تحقيق معدلات تحويلات مرتفعة طيلة 12 شهرًا متتاليًا يعكس قدرًا كبيرًا من الاستقرار في الاقتصاد المصري، وهو عامل جوهري في جذب الاستثمارات الأجنبية، موضحا أن هذا الأداء القوي للتحويلات يُمكّن البنك المركزي من الوفاء بالتزاماته الخارجية، ويوفر العملة الصعبة اللازمة لتأمين الواردات، ما ينعكس بدوره على استقرار الأسواق والأسعار.
وتابع: اللافت أن شهر فبراير والذي يُعد تقليديًا من الأشهر منخفضة التحويلات سجل أرقامًا مرتفعة، ما يدل على تحول فعلي في سلوك المغتربين وثقتهم المتزايدة في جدوى السياسات الاقتصادية.
التحويلات.. شريان اقتصادي حيوي
واختتم الشامي، حديثه بالتأكيد على أن تحويلات المصريين بالخارج تُعد أحد أهم مصادر العملة الأجنبية لمصر، حيث تلعب دورًا محوريًا في دعم الاحتياطي النقدي واستقرار الاقتصاد الكلي. واعتبر أن هذه الطفرة في التحويلات ثمرة مباشرة لسياسة نقدية ناجحة عززت الثقة بالاقتصاد، وفتحت الباب أمام استدامة مالية حقيقية.
طريق طويل بدأ بخطوة جريئة
في ظل هذه المؤشرات الإيجابية، يبدو أن مصر بدأت تجني أولى ثمار إصلاحاتها الاقتصادية الجريئة. فارتفاع التحويلات ليس مجرد رقم، بل هو شهادة ثقة من ملايين المصريين بالخارج في مستقبل بلادهم. وإذا استمرت هذه السياسات بثبات وشفافية، فإن الاقتصاد المصري قد يشهد بالفعل مرحلة جديدة من النمو والاستقرار.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: تحويلات المصريين البنك المركزي مليار دولار مصر الجهاز المصرفي تحویلات المصریین المصریین بالخارج البنک المرکزی ملیار دولار شهر فبرایر
إقرأ أيضاً:
قيادي بمستقبل وطن: القفزة في تحويلات المصريين بالخارج تؤكد نجاح الإصلاحات الاقتصادية
أشاد المهندس تامر عبد الحميد، أمين مساعد أمانة الصناعة المركزية بحزب مستقبل وطن، بالأداء المتميز للاقتصاد المصري والنتائج الإيجابية الملموسة التي تحققت بعد عام من تطبيق حزمة الإجراءات الإصلاحية في مارس 2024.
واعتبر عبد الحميد أن القفزة التاريخية المسجلة في تحويلات المصريين العاملين بالخارج، والتي بلغت 32.6 مليار دولار بزيادة قدرها 72.4% خلال الفترة من مارس 2024 حتى نهاية فبراير 2025، تمثل شهادة نجاح حقيقية لهذه الإصلاحات ودليلاً قاطعاً على استعادة الثقة في المنظومة المصرفية المصرية.
وأوضح عبد الحميد، أن هذه الزيادة غير المسبوقة، والتي تضمنت ارتفاع التحويلات خلال شهر فبراير 2025 وحده لتصل إلى نحو 3 مليارات دولار، لم تكن لتتحقق لولا القرارات الاقتصادية الجريئة، وعلى رأسها تحرير سعر الصرف، الذي قضى بشكل كبير على السوق الموازية للعملة وشجع المصريين بالخارج على تحويل مدخراتهم عبر القنوات الرسمية.
التدفق الدولاريوأضاف أن هذا التدفق الدولاري يعزز من صلابة الجنيه المصري ويدعم احتياطيات النقد الأجنبي التي تجاوزت 48.1 مليار دولار، مما يمنح البنك المركزي مرونة أكبر في إدارة السياسة النقدية.
وأشار أمين مساعد أمانة الصناعة المركزية بحزب مستقبل وطن إلى أن البيانات التي تظهر ارتفاع إجمالي تحويلات المصريين خلال عام 2024 بنسبة 51.3% لتصل إلى 29.6 مليار دولار، وكذلك الارتفاع بنسبة 81% خلال الشهور السبعة الأولى من السنة المالية 2024-2025، تؤكد استدامة هذا التحسن.
واعتبر أن هذه الأرقام القياسية، مثل تسجيل 3.2 مليار دولار في ديسمبر 2024 و2.9 مليار دولار في يناير 2025، تعكس وعي المصريين بأهمية دعم اقتصاد بلادهم في هذه المرحلة الفارقة.
ولفت الخبير الاقتصادي إلى أن هذه النجاحات تأتي بالتوازي مع جهود الحكومة المستمرة في تنفيذ برنامج الطروحات الحكومية والتعاون المثمر مع صندوق النقد الدولي، وهي خطوات حاسمة لتعزيز المالية العامة للدولة وجذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة.
تحويلات المصريين بالخارجوأكد عبد الحميد أن تحويلات المصريين بالخارج، إلى جانب عائدات قناة السويس والسياحة والصادرات، تشكل ركائز أساسية للاقتصاد الوطني ومصدرا مهما للعملة الصعبة.
واختتم تامر عبد الحميد تصريحاته بالتأكيد على أن هذه المؤشرات الإيجابية تبعث على التفاؤل بمستقبل الاقتصاد المصري، وتعكس قدرته على تجاوز التحديات والانطلاق نحو آفاق أرحب من النمو والازدهار.
وشدد على أهمية مواصلة مسيرة الإصلاح الاقتصادي بنفس العزيمة للحفاظ على هذه المكتسبات وتعظيمها، بما يعود بالنفع على كافة المواطنين ويسهم في تحقيق التنمية المستدامة.