موقع النيلين:
2025-12-13@10:00:23 GMT

أوهام الخطاب السياسي عن الحروب والتفاوض

تاريخ النشر: 13th, May 2025 GMT

طبعا الساسة والكتاب بتاعين السودان غوغاء بيكتبو ساي وبيقدمو إدعاءات جايبنها من راسهم وما بيفكرو في اختبارها في معمل الواقع أو التاريخ. خذ مثلا إسطورة أنو “ما افي حرب ببتنتهي الا بالتفاوض” . ده كلام ما ممكن يقولو زول بيعرف أي حاجة عن تاريخ الحروب لانو فعلا ألاف الحروب إنتهت بإنتصار طرف إنتصارا حاسما. وحتي في حالات ما يبدو وكانه تفاوض بتكون الحرب قد تم حسمها عسكريا وما ياتي بعد ذلك من إجتماعات ونقاشات يكون فقط لصياغة ما حدث في ميدان المعركة في شكل وثيقة سياسية بعد أن تم حسم الحرب عسكريا.

وبعدين الكلام المهبب ده بيجهل أنو تاريخ السودان ده من سنة 56 حتي الآن هو تاريخ إتفاقيات السلام الني المبني علي اقتسام غنيمة السلطة والثروة بين الحكومة المركزية ومتمردين مدعومين من الخارج. ولكن كل هذه الإتفاقيات فشلت في إحداث سلام مستدام لانها خلقت نموذج يغري أي شرذمة أو عصابة أن تعلن التمرد وتستعين بخارج إستعماري جاهز عشان تعيش علي هباتو حتي تحصل علي نصيب من السلطة والمال من حكومة مركزية أرهقها الإستعمار بتمرد بعد آخر.

الكلام الفوق ده لا يعني بالضرورة قبول أو رفض مبدأ التفاوض لإنهاء الحرب السودانية ولكنه دعوة لقادة الراي والسياسة أن يفحصو التاريخ الحقيقي قبل أن يألفو مزاعم لا تجوز من تلميذ في رابعة إبتدائي فيضيفون تزوير التاريخ بعد أن دنسو السياسة.

ولا أدري هل إنتهي حصار الخرطوم بمفاوضات بين المهدي وغردون أم إنتهت معركة كرري بتفاوض بين الخليفة التعايشي ولورد كيتشنر أم أن المهدي فاوض هيكس باشا أم أن الحلفاء فاوضوا هتلر.

من أراد أن يدعو للتفاوض لهو ذلك وهو رأي له حق الوجود في الساحة ويتبناه صادقون وحكماء وساذجون ومستهبلين كلمة حق أريد بها باطل. ولكن تزوير التاريخ بكل هذه الثقة قضية أخري. فليدعو من يشاء للتفاوض والحل السلمي باقتسام البلد مع الجنجويد أو بأي صيغة محترمة أو مبتذلة ولكن لا داعي للانتحال وتزوير التاريخ ونشر الجهل والمعلومات المغلوطة وتدمير وعي الشباب بالسطحية المريعة.
معتصم اقرع معتصم اقرع

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

علي فوزي يكتب.. السودان بين الصراع والبحث عن قائدٍ وطني

يشهد السودان حالة من عدم الاستقرار العميق، ليس فقط نتيجة الحرب التي اندلعت منذ أبريل 2019، بل أيضًا بسبب الانقسامات الداخلية داخل المجتمع السوداني نفسه. 

لقد أصبح المجتمع يعاني من خلافات واسعة، وتبادل الاتهامات بين الشخصيات السودانية، سواء السياسية أو الاجتماعية، في سياق أزمات متعددة، مما زاد من معاناة المواطن الذي يواجه كارثة إنسانية حقيقية نتيجة النزاع المستمر.

لقد أدت هذه الحرب إلى تدمير النسيج الاجتماعي الذي حاول السودانيون الحفاظ عليه على مر السنوات، وكان معروفًا بقيمه الإنسانية من قلبٍ ولسانٍ جميل، وبثقافته ومعرفته الواسعة التي شكلت هويته. اليوم، يبدو المجتمع السوداني في حاجة ماسة لمن يقود الدولة نحو الاستقرار والسلام، ويعيد لمواطنيها الأمل في وطنهم.

ويُطرح السؤال الأبرز: هل ستظهر شخصية وطنية تجمع السودانيين حولها، وتملك الحب والخير والتسامح في قلبها؟ هذه الشخصية التي ما دام كتب عنها الكثيرون، وآخرهم الدكتورة أماني الطويل في "مانديلا السودان"، ويشير إليها العديد من الكتاب والمحللين على أنها "السوداني الأصيل".

إن السوداني الأصيل، المحب لوطنه والمخلص لشعبه، هو القادر على الجمع بين الصفات التي تجعل منه قائدًا ناجحًا ومنقذًا للدولة. شخصية قوية، واثقة من نفسها، قادرة على إنهاء الحرب، وتحقيق المصالحة الوطنية، واستثمار الموارد الكبيرة التي تمتلكها البلاد لصالح الشعب السوداني.

في الختام، يحتاج السودان إلى قائد قادر على توحيد الصفوف، ووقف النزاع الدموي، والعمل على بناء مستقبل أفضل للأجيال القادمة. وعلى السودانيين، وكل أبناء الوطن في الداخل والخارج، أن يتكاتفوا لدعم هذه الشخصية الوطنية، ليعود السلام والاستقرار إلى وطنهم الغالي.

مقالات مشابهة

  • محنة التعريفات الجزئية الملتبسة..
  • ر بو عاصي: لا توازن قوى مع إسرائيل والتفاوض ضرورة لحماية لبنان
  • أوهام الازدهار العالمي.. تفكيك أسباب الفقر في عالمٍ يزداد غنى .. كتاب جديد
  • السودان على مفترق طرق: حرب استنزاف أم مفاوضات جادة؟
  • غوتيريش: الأمم المتحدة ستلتقي طرفيّ حرب السودان
  • حوار مع صديقي المصري عاشق السودان
  • رأي إردام أوزان يكتب: الاقتصاد السياسي.. معركة قائمة بلا رايات ولكن بعواقب وخيمة
  • الإمارات: الحرب في السودان بلا منتصر والإغاثة يجب أن تتدفق دون عوائق
  • علي فوزي يكتب.. السودان بين الصراع والبحث عن قائدٍ وطني
  • تناسل الحروب