إيمان شنودة تستعرض تاريخ مبنى مكتبة مصر بالمؤتمر العلمي الثانيذاكرة حية متجددة
تاريخ النشر: 13th, May 2025 GMT
شاركت إيمان حلمي شنودة، مدير المكتب الفني بمكتبة مصر العامة الرئيسية بالجيزة، في فعاليات اليوم الثاني من المؤتمر العلمي الثاني لمكتبة مصر العامة، والذي أقيم تحت عنوان "الدور المجتمعي لمكتبات مصر العامة"، وذلك بعرض بحث مميز بعنوان:"مبنى مكتبة مصر العامة.. ذاكرة حية متجددة: تحولات المكان عبر الزمان".
تناول البحث بشكل توثيقي وتحليلي مراحل تطور مبنى مكتبة مصر العامة بالدقي، والذي يُعد من المباني التاريخية البارزة التي شهدت تحولات جذرية عبر الزمن، بداية من كونه قصرًا تاريخيًا فخمًا يعود إلى بدايات القرن العشرين، وصولًا إلى تحوله في منتصف التسعينيات إلى واحدة من أبرز المنارات الثقافية في مصر والمنطقة العربية.
وقد سلطت الأستاذة إيمان الضوء على القيمة الرمزية والمعمارية للمبنى، مستعرضة كيف تم إعادة توظيف القصر التاريخي ليصبح مكتبة عامة تخدم المجتمع، مع الحفاظ على الطابع المعماري الأصيل للمكان. وبيّنت أن هذا التحول لم يكن مجرد تغيير في الاستخدام، بل نقلة نوعية في وظيفة المكان من رمز للسلطة والنخبة إلى فضاء مفتوح للتعلم والثقافة والحوار المجتمعي.
وأكدت خلال عرضها أن هذا التطور يجسد فلسفة مكتبات مصر العامة التي تقوم على دمج البعد الثقافي مع البعد المجتمعي، وتحويل المكتبات إلى كيانات حية تتفاعل مع الناس وتلبي احتياجاتهم المتنوعة، سواء في مجال التعليم غير الرسمي، أو التنمية المجتمعية، أو الترفيه الثقافي.
وقد حاز البحث على اهتمام وتقدير الحضور، نظرًا لأهميته في توثيق جانب مهم من التاريخ الثقافي والمعماري لمصر، إلى جانب تقديمه نموذجًا يُحتذى في إعادة إحياء المباني التراثية لتخدم أهدافًا تنموية معاصرة.
يُذكر أن إيمان حلمي شنودة تُعد من الكفاءات المتميزة داخل مكتبة مصر العامة، ولها إسهامات متعددة في مجال تطوير المحتوى الثقافي، والتوثيق المعماري، وإدارة الفعاليات الفنية والتقافية بالمكتبة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: مكتبة مصر العامة الدور المجتمعي مکتبة مصر العامة
إقرأ أيضاً:
السرد العُماني الشبابي .. إبداعات متجددة
«لا وجود لروائيين مبكرين، فجميع الروائيين الكبار والرائعين كانوا فـي أول أمرهم (مخربشين) متمرنين، وراحت موهبتهم تتشكل استنادًا إلى المثابرة والاقتناع».
ماريو برغاس يوسا
سُعدتُ بإدارة جلسة حوارية فـي إحدى فعاليات معرض مسقط للكتاب التي حملت عنوان «السرد العُماني الشبابي»، إذ تحدثت مع أربعة مبدعين من الجنسين، برزت أعمالهم الأدبية والإبداعية خلال السنوات الماضية. كانت الجلسة فرصة لي للاستماع إلى أفكار الشباب وبداياتهم فـي نسج الحكايات الأولى وصياغتها ونشرها.
كنت أحاورهم وذاكرتي تدور حول بعض المشاركات اليتيمة التي سنحت لي فـي بداية مشواري الأدبي، أولها كان فـي النادي الثقافـي فـي صيف 2001، كانت الورشة الأولى فـي الكتابة الإبداعية التي أحضرها، بتنظيم من قسم الأنشطة الطلابية بالمديرية العامة لكليات المعلمين، القسم الذي يرأسه حينها الكاتب والقاص يحيى بن سلام المنذري. أشرف الدكتور خليل الشيخ على تنفـيذ الورشة لمدة يومين. كسبتُ منها مهارات الكتابة الأدبية الإبداعية، والتعرف على أبرز الكتاب العُمانيين من الشباب، وزمالة بعض الأقلام الشابة التي أسهمت ولا تزال فـي المشهد الثقافـي العُماني بالكتابة والنشر. أما المشاركة الثانية، فكانت فـي الملتقى الأدبي المقام فـي صلالة يوليو 2002. كل تلك اللقاءات تركت أثرها فـي الذات، فاستمرارية اللقاءات الثقافـية الخاصة بالفئة الشابة، تمهد الطريق لصناعة كاتب مبدع شريطة أن يكون الكاتب الشاب مستعدا لذلك، ولم تحرضه شهوة الاستعجال على النشر.
حضّرت للشباب عدة محاور مخافة أن يسحبنا الحديث ونستهلك الوقت فـي موضوعات مكررة لا طائل منها. تضم المحاور عدة عناوين منها ما هو ذاتي كالشعور بزهو الكتابة فـي حياة الشاب، والتحديات التي تعترض سُبل الشباب فـي الكتابة والنشر. إضافة إلى تأثير وسائل التواصل فـي الترويج لنصوص الكاتب، وهذا المحور قادنا إلى النقاش حول ظاهرة الكاتب الشاب الذي تخطفه أيادي القراء للتوقيع على إصداراته، وأيضا عن جمهور الكاتب الشاب، وعن الموضوعات التي غفل عن السرد العُماني فـي التوظيف والعلاج. وختمنا جلستنا بالحديث عن الذكاء الاصطناعي والسرد، دارت الكثير من الأفكار وسرد تجارب الضيوف المؤمنين، وحصاد بعضهم لبعض الجوائز المحلية والإقليمية.
لابد من الإقرار بأن بدايات الشباب الذين حاورتهم كانت أفضل من بداياتنا على كافة الأصعدة، حينها استحضرت ما كتبه الروائي البيروفـي ماريو برغاس يوسا (1936-2025) فـي كتابه «رسائل إلى روائي شاب» ترجمة صالح علماني (1949-2019). حين اعترف يوسا لروائي شاب «بأنه لم يعرف الشلل الذي يتعرض له الشاب الكاتب فـي بداياته الأدبية، أو من يعينه على أن يصبح كاتبا، بدليل أن الشاب كتب إلى يوسا، وهو ما أعتبره بداية جيدة للمغامرة التي يرغب الشاب فـي خوضها».
بعد ختام الجلسة وجدتُ أنه من المناسب طرح بعض الأفكار التي نرى أنها تخدم فئة الكتاب الشباب، كنشر الأعمال الأولى للكتاب الفائزين بالمراكز الأولى فـي مسابقات الملتقى الأدبي والفني، وإشراك الشباب فـي المناسبات الثقافـية خارج سلطنة عُمان بهدف اكتساب التجارب والخبرات وصقل المواهب، وإن كانت هذه الحوافز موجودة فلا بد من توسيع دائرة المشاركة لأجل المشروع السردي العُماني المتحقق على الساحة العربية والدولية «أعمال جوخة الحارثي نموذجا». هذا المشروع الذي يُعد أحد عناصر القوة الناعمة التي تمتلكها سلطنة عمان، هذه الطاقة التي يتوجب استثمارها والترويج لها ضمن المقومات الثقافـية والسياحية فـي عُمان، إضافة إلى الاعتناء والاهتمام بالكاتب الشاب فـي مناسبة يوم الشباب العُماني وتسليط الأضواء على أعمالهم الإبداعية.
نسيت أخبر الشباب فـي آخر حوار معهم، بما نصح به يوسا الكاتب الشاب فـي آخر رسائله
«صديقي العزيز:
إنني أحاول أن أقول لك أن تنسى كل ما قرأته فـي رسائلي، حول الشكل الروائي، وأن تبدأ، دفعة واحدة، بكتابة الروايات. حظًا سعيدًا».