يترقب العالم باهتمام بالغ تفاصيل الزيارة المرتقبة للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب إلى منطقة الشرق الأوسط، في ظل تصاعد التوترات الإقليمية وتزايد الحاجة إلى جهود دبلوماسية فعّالة لإعادة التوازن في ملفات شديدة الحساسية مثل اليمن وغزة.

ترامب يستعد لجولة خليجية مرتقبة: ملفات غزة واليمن على الطاولة قراءة في التوقيت والدلالات حول استقالة رئيس الحكومة اليمنية "أحمد بن مبارك"

 وتحمل هذه الزيارة المرتقبة أبعادًا متعددة تتنوع بين الأهداف السياسية والاقتصادية، ما يجعلها محط أنظار القوى الفاعلة في المنطقة والعالم.

ما أهداف زيارة دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط؟

 

تتمثل الأهداف المعلنة وغير المعلنة لهذه الزيارة في تعزيز الحضور الأمريكي على الساحة الإقليمية، وإعادة ترميم التحالفات الاستراتيجية التي تراجعت خلال الفترات السابقة. وتسعى زيارة ترامب إلى إرسال رسالة واضحة مفادها أن واشنطن لا تزال تحتفظ بدورها القيادي في المنطقة، سواء عبر التعاون الأمني أو التنسيق السياسي مع حلفائها التقليديين.

وفي سياق متصل، تهدف الزيارة إلى التأكيد على "أولوية المصالح الأمريكية" في الشرق الأوسط، لا سيما في ظل المتغيرات الجيوسياسية التي فرضتها تطورات الأوضاع في أوكرانيا وشرق آسيا، والتي قد تُلقي بظلالها على السياسات الأمريكية في المنطقة العربية.

ما مصير الملفات الحساسة مثل غزة واليمن؟

 

من أبرز التساؤلات المطروحة بشأن هذه الزيارة هو مصير الملفات الإنسانية والسياسية الشائكة، وفي مقدمتها الملفان اليمني والفلسطيني. وفي هذا الإطار، تشير توقعات المراقبين إلى أن ترامب سيحاول استخدام هذه الملفات كورقة ضغط سياسية لتعزيز موقفه داخليًا وخارجيًا، مع تقديم رؤى توصف بـ "البراغماتية" لحلحلة بعض أوجه الصراع.

ففي اليمن، قد تُطرح مبادرات لاحتواء التصعيد العسكري وإعادة إحياء المفاوضات السياسية، في ظل الحاجة الماسة لحل إنساني طويل الأمد. أما فيما يخص قطاع غزة، فإن الأنظار تتجه إلى مدى استعداد ترامب للضغط على الأطراف المعنية من أجل وقف الأعمال العسكرية وتخفيف الحصار المفروض على السكان، مع التشجيع على استئناف مسار السلام المتعثر.

هل تشمل الزيارة ملفات اقتصادية واستثمارية؟

 

بجانب الشق السياسي، تحمل زيارة ترامب بعدًا اقتصاديًا لا يمكن إغفاله. حيث من المتوقع أن تتضمن أجندة الزيارة مباحثات موسعة حول تعزيز العلاقات الاقتصادية والاستثمارية بين الولايات المتحدة ودول المنطقة، خصوصًا في قطاعات الطاقة والتكنولوجيا.

وقد يُعلن خلال الزيارة عن اتفاقيات أو تفاهمات جديدة في مجال الاستثمارات المباشرة، وتطوير مشاريع البنية التحتية والطاقة النظيفة، بما يتماشى مع التحولات التي يشهدها الاقتصاد العالمي نحو الاستدامة والرقمنة.

 

ما موقف ترامب من الأوضاع في اليمن وغزة خلال زيارته؟

 

حسب مصادر سياسية مطلعة، يسعى ترامب من خلال هذه الزيارة إلى تبني موقف يظهر فيه كـ "وسيط سلام قوي"، قادر على التأثير في مسارات النزاع في كل من اليمن وغزة، ومع ذلك، يبقى الموقف الأمريكي مرهونًا بحسابات المصالح، ومدى تجاوب القوى الإقليمية والدولية مع الطروحات المقترحة.

 

من المتوقع أن يتبنى ترامب خطابًا يؤكد ضرورة مكافحة الإرهاب، مع دعوات إلى إيجاد حلول سياسية دائمة وشاملة، تراعي الحقوق الإنسانية وتدعم التنمية والاستقرار في الدول المتأثرة بالنزاعات.

زيارة تحمل أبعادًا تتجاوز السياسة

 

في المحصلة، يمكن القول إن زيارة ترامب المقبلة إلى الشرق الأوسط ستكون اختبارًا حقيقيًا لمدى قدرته على استعادة الدور الأمريكي التقليدي في المنطقة، خاصة في ظل تنامي أدوار قوى دولية أخرى مثل الصين وروسيا. كما أن نجاح الزيارة أو فشلها سيكون له تأثير مباشر على مستقبل الملفات الإقليمية الأكثر تعقيدًا، وعلى مسار العلاقات الأمريكية العربية في المرحلة المقبلة.

الولايات المتحدة تفرض عقوبات جديدة على سفن شحن ومالكيها بسبب دعم الحوثيين خبير استراتيجي لـ "الفجر": ميليشيات الحوثي تسعى بتوجيهات ملالي إيران إلى تأليب المجتمع الإقليمي والدولي

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: زيارة دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط الازمة اليمنية غزة ترامب اليمن الشحات غريب الشرق الأوسط هذه الزیارة زیارة ترامب فی المنطقة ترامب إلى

إقرأ أيضاً:

محلل سياسي: مصر نادت بإقامة منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل في الشرق الأوسط

قال الدكتور محمد العزبي، خبير العلاقات الدولية، إن خطاب مندوب مصر في مجلس الأمن الدولي الأخير حمل رسالة واضحة وحاسمة ترفض ازدواجية المعايير التي يتعامل بها المجتمع الدولي مع قضايا المنطقة، وعلى رأسها ملف الانتشار النووي.


وأوضح العزبي في مداخلة هاتفية لبرنامج "خط أحمر" الذي يقدمه الإعلامي محمد موسى على قناة الحدث اليوم،  أن مصر عبرت من خلال هذا الخطاب عن موقفها الثابت من ضرورة تطبيق القانون الدولي على جميع الدول دون استثناء، مؤكداً أن السماح لدولة الاحتلال الإسرائيلي بامتلاك السلاح النووي، في مقابل التضييق على دول أخرى، وفي مقدمتها إيران، يكشف عن سياسة انتقائية تهدد أمن واستقرار المنطقة بأسرها.

وأشار إلى أن مصر طالما نادت، منذ تسعينيات القرن الماضي، بإقامة منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل في الشرق الأوسط، وهي المبادرة التي أعاد الرئيس عبد الفتاح السيسي تأكيد التمسك بها، لما تمثله من ضمان حقيقي لأمن الشعوب العربية، ولحماية الأجيال القادمة من أخطار نووية مدمرة.

وأضاف خبير العلاقات الدولية أن خطاب مصر في مجلس الأمن لم يكن مجرد تعبير عن موقف، بل يمثل تحركًا سياسيًا متقدمًا يطالب بإصلاح النظام الدولي، وتصحيح مسارات العدالة الدولية التي باتت تخضع لحسابات سياسية وانتقائية.

إيران تطالب مجلس الأمن بإدانة الهجمات الإسرائيلية الأمريكية ضد بلادهمندوب إسرائيل بمجلس الأمن يمنح جائزة «نوبل للخداع» إلى إيرانمندوب إسرائيل في مجلس الأمن: إيران حاولت صنع قنبلة نوويةأخبار العالم| استمرار القصف المتبادل بين إيران وإسرائيل.. إدانة دولية في مجلس الأمن للهجوم الأمريكي.. وترامب يطالب بتغيير النظام

وشدد العزبي على أن القاهرة تؤمن بأن استقرار الشرق الأوسط يبدأ بإزالة أسباب التوتر، وعلى رأسها التفرد بالسلاح النووي من طرف دون الآخر، مشيرًا إلى أن تجاهل هذا الخلل سيُبقي المنطقة في دائرة التهديد والانفجار.


 

https://www.facebook.com/watch/live/?ref=watch_permalink&v=631694622548876 طباعة شارك مصر الشرق الاوسط مجلس الأمن

مقالات مشابهة

  • حديث أمريكي عن انضمام دول جديدة لاتفاقيات التطبيع.. وموجة غضب عربي عقب لوحة استفزازية في تل أبيب
  • أستاذ علوم سياسية: الاضطراب بالشرق الأوسط موجود منذ عقود .. وقد يتجدد في أي لحظة
  • محلل سياسي: مصر نادت بإقامة منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل في الشرق الأوسط
  • قطاع السلع الفاخرة يعلق آمالا كبيرة على الشرق الأوسط رغم غيوم الصراعات
  • ضياء رشوان: الحرب الإيرانية الإسرائيلية أفشلت مخطط نتنياهو للشرق الأوسط
  • ضياء رشوان: الشرق الأوسط لا يُدار بالخوف.. وإيران ومصر دول كبرى لا يمكن تهميشها
  • أستاذ علوم سياسية: احتفال كل من إيران وإسرائيل بما وصفاه بـالنصر يثير تساؤلات كبيرة
  • ماذا يريد نتنياهو من «مشروع تغيير الشرق الأوسط» ؟
  • الحرب تصيب السياحة والنفط والاستثمار في المنطقة.. ولبنان يدفع أثمانًا باهظة
  • بعد إعلان ترامب نهاية الحرب.. كيف يمكن أن تُغير 14 قنبلة الشرق الأوسط؟