خالد الجندي: هذه التصرفات في واقعنا المعاصر من أخلاق الجاهلية
تاريخ النشر: 13th, May 2025 GMT
قال الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، إن المؤمن الحقيقي لا يتأثر بشر من حوله، بل يجب أن يكون هو المؤثر لا المتأثر، مؤكداً أن الطيبة والأخلاق لا ينبغي أن تتغير بسبب ردود أفعال الآخرين السلبية.
وأوضح عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، خلال حلقة برنامج "لعلهم يفقهون"، المذاع على قناة "dmc"، اليوم الثلاثاء: "إذا كان الذين من حولك لا يتأثرون بطيبتك وأخلاقك، فإياك أن تتأثر بشرّهم، لا تدع أحدًا يغيرك للأسوأ، ثق أن الذين لا تعجبهم تصرفاتك النبيلة، يحترمونك رغمًا عنهم، وحتى لو أبدوا لك عكس ذلك".
وأضاف: "أما الحِدة اللي بتطلع منهم لما أنت تكلّمهم وتتحامل، فهي لأنك بطيبتك وأخلاقك تذكّرهم دومًا بمدى سوئهم، ومدى انحطاطهم، ومدى سوء أخلاقهم، واللي تفعل معاهم الشر – لا قدر الله – عشان تجاريهم، يقول لك: (أنا ماشي أعمى على العِيمه!)، يعني اللي تفعل الشر معهم هم دول اللي يرافقوك، لكن صدقني لا يحترمونك".
وتابع الجندي: "ده درس مهم جدًا: المؤمن يؤثر ولا يتأثر، يغير ولا يتغير، الإمام الشافعي رضي الله عنه قال:
وكن كالنخيل عن الأحقاد مرتفعًا
تُرمى بحجر فتلقي أطيب الثمرِ
وقال رضي الله عنه أيضًا:
يخاطبني السفيه بكل قبحٍ
فأكره أن أكون له مجيبًا
يزيد سفاهةً فأزيد حلمًا
كعودٍ زاده الإحراق طيبًا".
حكم الحج عن المريض الذي لا يثبت على وسائل الانتقال.. الإفتاء تجيب
حكم تسوية الصف في الصلاة للجالس على الكرسي.. دار الإفتاء توضح
وأشار إلى أن صفة عدم التأثر بالسفهاء من علامات عباد الرحمن، فقال: "المولى بيقول كده: (وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلامًا).. يعني ما ينزلوش لمستواهم، ما يردوش بنفس الرد، لا.. بيقولوا سلامًا".
وأكمل الجندي: "أيام الجاهلية، الشاعر كان يقول:
ألا يجهلن أحدٌ علينا
فنجهلَ فوق جهلِ الجاهلينا
ليه؟ لأنه كان زمن الجهل الحقيقي، بس مش الجهل اللي هو عدم المعرفة والقراءة، لا.. الجاهلية معناها زمن الغباء، والاعتداء، والغشومية، وعدم التروي، وعدم الحِلم، والحدة، والعصبية".
وواصل: "أنا عاوز أقول لكم معلومة يمكن بعض الناس ما يعرفوهاش: أبو جهل، اسمه مش معناه إنه ما كانش بيعرف يقرأ ويكتب، لا... اتسمى كده لأنه كان غشيم، عصبي، عنده حِدة، ودي صفات بيحبها بعض الناس النهارده ويقول لك: (أنا عيبي إني عصبي!) يا ابني دي مش ميزة، ده من أخلاق الجاهلية".
وتابع: "سيدنا أبو ذر، لما حصل منه تطاول على سيدنا بلال، النبي صلى الله عليه وسلم قال له كلمة خطيرة جدًا: (إنك امرؤ فيك جاهلية)، يعني الحِدة دي، الغلظة دي، ده مش سلوك مؤمن، دي بقايا جاهلية".
وأشار إلى ما نعيشه في الواقع المعاصر، فقال: "تعالوا نبص حوالينا دلوقتي، لأجل خلاف فكري أو سياسي، الناس بتكفر بعض، وبتستحل دم بعض.. ده عشان أنت مختلف معايا في الرأي، أنا عاوز أحبسك! أو أدخلك السجن! وصلنا لمستوى مخزي".
وأكد أن الجاهلية في هذا العصر لا تتعلق بالعلم بل بالأخلاق والسلوك، قائلاً: "الجاهلية دي بتيجي من إيه؟ من عدم تحمّل الرأي الآخر، من رفض ثقافة الاختلاف.. حتى في تيشيرت كورة، مجرد لون فريق مختلف، يخلي الناس تتعصب، وتبقى عاوزة تزول الفريق التاني من على وش الأرض.. مش تهزمه في مباراة! لا، ده كارثة حقيقية".
وتابع: "احذر من أن تكون فيك جاهلية، وتعامل مع الآخرين بحلم ورحمة، فالدين ليس فقط شعائر، بل سلوك وأدب وأخلاق".
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الشيخ خالد الجندي خالد الجندي التصرفات أخلاق الجاهلية خالد الجندی
إقرأ أيضاً:
ما كدى صحة حديث يأتي زمان على الناس يحبون خمسًا وينسون خمسًا؟
تركنا رسول الله– صلى الله عليه وسلم- على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك، وأرشدنا إلى كل ما فيه خير وفلاح لنا في الدنيا والآخرة، ونهانا عن كل ما يعرضنا لغضب الله سبحانه وتعالى.
وقال الدكتور مختار مرزوق عبد الرحيم، عميد أصول الدين السابق بجامعة الأزهر فرع أسيوط، إن هناك حديثا انتشر، ويتداوله البعض عبر مواقع التواصل الاجتماعي وعلى ألسنة الكثير، وهو ليس له أساس من الصحة، وهذا الحديث هو (يأتي زمان على الناس يحبون خمسًا وينسون خمسًا)
ونص الحديث الذي لا أصل له من كلام سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم ((يأتي على الناس زمان يحبون خمسا وينسون خمسا: يحبون الدنيا وينسون الآخرة، يحبون المال وينسون الحساب، يحبون الخلق وينسون الخالق، يحبون الذنوب وينسون التوبة، يحبون القصور وينسون القبور، فإن كان الأمر كذاك ابتلاهم الله بالغلاء والوباء وموت الفجأة وجور الحكام)).
وأشار مرزوق، الى حرمة نسبة هذا الحديث للنبي صلى الله عليه وسلم وحرمه هذا الحديث، قائلاً: "إنه ثبت فى الصحيح أنه صلى الله عليه وسلم قال ( من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار).
معنى اللهم انزع حب الدنيا من قلوبنا وازرع حب الحياة
قال الدكتور على جمعة، مفتى الجمهورية السابق، إنه عندما جاء الإسلام دعانا الى سعادة الدارين وهما "حب الحياة الدنيا والحياة الأخرة" وليست حب الحياة الدنيا فقط لأن حب الدنيا يعتبر نقصا وزائلا.
وأضاف «جمعة» خلال لقائه بأحد الدروس الدينية، إنه يجب على العبد ألا يحب الدنيا فقط، وينسى الآخرة لأن الدنيا هى دار الابتلاء والاختبار والآخرة هي حصاد كل ما نفعله فى الدنيا فإذا أساء العبد فيها وأفسد فيكون بذلك خسر الدنيا والآخرة فيجب على العبد أن يحسن عمله فى الدنيا حتى يجد ما ينفعه فى آخرته.