موقع النيلين:
2025-06-29@19:51:32 GMT

بين تفاوضين واستسلامين!

تاريخ النشر: 14th, May 2025 GMT

بين تفاوضين واستسلامين!
□ ( تحويل الجرائم إلى “أزمات إدارية” تحتاج لحلول تقنية ــ مثل التفاوض ــ هو طريقة لتفريغها من مضمونها الأخلاقي ) ــ نعوم تشومسكي
□ ‏( الدول التي تمول الميليشيات تتدخل لاحقًا لفرض “حلول سياسية” تخدم مصالحها، لا مصالح الضحايا ) ــ باربارا والتر
□ ‏( ليس هناك شيء غير واقعي أكثر من الواقعية المطلقة ) ــ ثيودور أدورنو
□ جرب المواطنون “التفاوض” مع الميليشيا عندما أتتهم في قراهم وبيوتهم لتحتلها وتنهب أموالهم.

لكنها كانت تطلب الانصياع التام لمنطق البندقية وشرعية الغلبة، وتسليم أموالهم، وأحياناً أعراضهم، من سكات. فما هو شكل “التفاوض” الذي فضلته “تقدم” ؟ لقد فضلت ما فضلته الميليشيا: التعايش، عدم المقاومة، بل الاستسلام التام، والخضوع الكامل، والحجة هي أن الميليشيا تملك الغلبة، وقوة الأمر الواقع، وأن عدم الخضوع التام ( = المقاومة ) يجعل المواطنين “منخرطين” في الحرب، وبالتالي مستحقين لإدانة “تقدم”!
□ ما الذي سيجده من “تقدم” المواطن الذي يخضع ويستسلم ويسلم بيته وأمواله، وكل ما يؤخذ منه، من سكات؟ لا شيء، فتقدم مشغولة عن هذه التفاصيل “الصغيرة” بقضيتها الكبرى: التأثير “الإيجابي” لهذا “التوسع الميداني” على ميزان القوى، وعلى رهانها بعدم إمكانية هزيمة الميليشيا، وبالتالي على العائدات السياسية المرجوة!
□ هذا المنطق لا يتوقف عند حدود الموقف من الأفراد، بل يتمدد ليحكم الموقف من الدولة ذاتها. فالحكومة، في أعين هؤلاء، لا تواجه ميليشيا انقلابية، هي في الحقيقة ذراع لعدوان أجنبي، بل تواجه “طرفاً قوياً” لا يمكن هزيمته، بما يأتيه من مدد بالسلاح والمرتزقة، ومقاومته بواسطة الدولة تستحق ذات الإدانة التي استحقتها مقاومة المواطنين حين اعتدت عليهم، وبالتالي لا بد من التفاوض معه بشروطه!
□ ماذا يعني التفاوض بهذا التصور؟ إنه ليس محاولة لإحلال السلام بالشروط الموضوعية التي تخاطب جوهر القضية، بل عملية إعادة صياغة للواقع وفق ميزان القوة لا وفق ميزان العدالة. تصبح الميليشيا شريكاً، لا لأنها تستحق، بل لأنها تفرض ذلك بقوة السلاح، وبقوة الداعم الأجنبي المالية والدبلوماسية وقدرته على التخريب. ويصبح التفاوض آلية لترسيخ نفوذها المستمد من نفوذ داعمها!
‏□ و‏هكذا يصبح التفاوض لا وسيلة لإنهاء الحرب كما تقتضي حقائقها ووقائعها وشروط منع تجددها، وهذا تفاوض لا يرفضه أحد. بل يصبح غطاءً لإعادة تعريفها: من تمرد وعدوان أجنبي إلى نزاع بين طرفين شبه متكافئين، وفارق التكافؤ يُفسَّر لصالح الميليشيا وداعمها الإقليمي، وداعميها المحليين. ومن مقاومة رسمية وشعبية لعدوان أجنبي وتمرد تخريبي، إلى عقبة أمام تسوية “واقعية” لا تحتمل أخلاقاً ولا ذاكرةً ولا كرامةً ولا سيادة.
‏□ ما يُطرح تحت مسمى “التفاوض” ليس سوى إعادة إنتاج للهزيمة كقَدَر، وتقديم الخضوع على أنه “عقلانية”. وفي هذا المشهد، يُمنَع على المواطن أن يدافع، ويُجبر على الاستسلام الذليل. ويُطلَب من الدولة أن تتنازل عن سيادتها بالقدر الذي تفرضه قوة الدولة المعتدية. أما الميليشيا، فلا تطالب بشيء سوى شرعنة ما اغتصبته. ‏وفي هذا كله، تغيب العدالة كقيمة مؤسسة للسلام، وتُستبدل بواقعية مصطنعة لا ترى في المقاومة إلا “عبثاً”، بل “عدواناً”، ولا في الميليشيا إلا وصياً ــ لا مفر منه ــ على العملية السياسية: يرفع من يرفع، ويخفض من يخفض، ويقصي من يقصي, وفق إرادة ومصالح مشغله الأجنبي!
□ إن العبث هو ما ينادي به هؤلاء الذين تدرج منطقهم التعسفي من ( لا بديل للإطاري إلا الحرب )، إلى ( لا بديل لاستسلام المواطنين للعدوان إلا القتل كمحاربين والإدانة ), إلى ( لا بديل للحرب إلا التفاوض بشروط الميليشيا وراعيها الإقليمي )، إلى ( لا بديل للتفاوض بشروط الميليشيا وراعيها إلا القتل والتدمير والتقسيم )!
إبراهيم عثمان.

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: لا بدیل

إقرأ أيضاً:

ترامب: نتنياهو بصدد التفاوض على صفقة مع حماس لإعادة الرهائن

قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الأحد، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بصدد التفاوض على صفقة مع "حماس" لإعادة الرهائن المحتجزين في قطاع غزة.

وأفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية نقلا عن مصدر سياسي بأن الرئيس ترامب، يريد إنهاء الحرب في قطاع غزة بأقرب وقت ممكن.

وأضاف المصدر السياسي أنه تم طرح فكرة تقليص الإطار الزمني لخطة مبعوث ترامب ستيف ويتكوف بشأن غزة.

وفي سياق متصل، نقلت القناة 13 الإسرائيلية، عن مسؤولين عسكريين قولهم، إنهم سيبلغون المستوى السياسي، اليوم الأحد، بأن العملية البرية في غزة أوشكت على النهاية، وأنه لا يمكن مواصلتها دون تعريض حياة الأسرى إلى الخطر.

وتظاهر آلاف الإسرائيليين السبت للمطالبة بأن تعمل الحكومة على إطلاق سراح 49 رهينة ما زالوا محتجزين في غزة، وفق ما أفاد مراسلو وكالة فرانس برس.

وكان ترامب قد قال الجمعة، إنه يعتقد أن من الممكن التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة خلال أسبوع.

وصرّح ترامب للصحفيين خلال فعالية في البيت الأبيض احتفالا باتفاق الكونغو الديمقراطية ورواندا على السلام، بأنه يعتقد أن وقف إطلاق النار في غزة وشيك.

وأكد أنه كان يتحدث للتو مع بعض المعنيين بمحاولة التوصل إلى وقف لإطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس.

وكانت تقارير صحفية إسرائيلية قد أشارت إلى أن الرئيس ترامب أجرى ووزير خارجيته ماركو روبيو، مباحثات هاتفية مع نتنياهو ووزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر، تم خلالها التوصل إلى تفاهمات لإنهاء الحرب في قطاع غزة "خلال أسبوعين".

وذكرت صحيفة "إسرائيل هيوم" أن الاتفاق يتضمن الإفراج عن الرهائن المحتجزين لدى حماس، ونقل من تبقى من قيادات الحركة إلى دول أخرى، في إطار تسوية أكبر تهدف إلى تهدئة التصعيد في المنطقة.

كما ينص الاتفاق، بحسب الصحيفة، على استعداد إسرائيل للنظر في حل مستقبلي للصراع الفلسطيني الإسرائيلي على أساس حل الدولتين، وذلك شريطة إجراء إصلاحات داخل السلطة الفلسطينية.

مقالات مشابهة

  • الكرملين: العقوبات الأوروبية على روسيا غير قانونية
  • حميدتي لأهل شمال السودان :سنغزوكم.. لكن لا تقلقوا
  • عاجل| ترامب يهدد الاحتلال الإسرائيلي بوقف الدعم
  • الشباب يدخل على خط التفاوض لضم بروزوفيتش من النصر
  • ترامب: محاكمة نتنياهو تعيق قدرته على التفاوض مع إيران وحماس
  • ترامب: نتنياهو بصدد التفاوض على صفقة مع حماس لإعادة الرهائن
  • بديل الذهب.. سعر الفضة اليوم السبت 28 يونيو 2025
  • النصر يستقر على بديل دياز تحسبًا لتعثر المفاوضات
  • سلاح الفصائل نحو التفاوض.. ارتياح حذر في العراق وقلق من الغد
  • 200 ألف طالب في امتحانات الشهادة السودانية.. امتحان بديل للطلاب اللاجئين في تشاد