جريدة الرؤية العمانية:
2025-05-14@21:11:25 GMT

أرض التباشير

تاريخ النشر: 14th, May 2025 GMT

أرض التباشير

 

 

فاطمة الحارثية

ازدانت ظفار في حفلٍ بهيجٍ بهويتها الجديدة، أرست الهوية تباشير القيادة المؤسسية، لتحقيق الرؤية والتفرد العُماني على خارطة العالمية. استخلصت أبعاد الهوية، البنية الأساسية، والتوجه الموافق لرؤية عُمان 2040، في انسجامٍ يؤكد اللحمة العُمانية من جنوبها لشمالها. تابعت باهتمام الرأي العام وأثلج النفس، الاعتزاز الذي رأيته من حولي، والثقة التي جسدها الجميع، لمستقبل محافظة ظفار الواعد.

النهج الذي أُتّبع في هيكلة الهوية الجديدة، حقق التوازن بين الحلم والممكن، والوعي بأهمية الشورى في صناعة القرار، والتقدم الحكيم في التنفيذ؛ وقد شملت الهوية الجديدة المبادئ والأسس التي ستأتي بمخرجات طال انتظارها، من خطط ومناهج وآليات وممكنات، واحتوت أيضًا على عناصر الأداء والمعايير المحلية والإقليمية والدولية، في التزام واضح بالجودة، والنمو المتوازن والاستدامة.

السعي والجهد واضح في مخرجات برامج الهوية، والرحلة ما زالت في بدايتها، الملفت التنوع الثقافي مقابل التنوع الفكري في حيثيات الخطط والمناهج، وهذا يُبيّن جليًا تحديات التنفيذ، والمدى الزمني لذلك، والجزئية الوحيدة التي أثارت الجدل وتباين الآراء حولها، هي الرمز أو شعار الهوية، وهذا أمرٌ طبيعي فلولا اختلاف الأذواق لبارت السلع، وانعدم الإبداع؛ وما لا نقبله هو تمادي البعض في آرائهم اللاموضوعية، والتعميم دون برهانٍ مجحف لبقية عناصر الهوية المختلفة، رأيهم لعنصر واحد "الشعار" لا يعني بأي شكل من الأشكال عموم الهوية، وهذا يضيف على كاهل المعنيين أهمية الجانب التوعوي لدعم النهضة، والتغيير، وتسهيل المضي قدمًا بتضافر الجموع، تحت مفهوم الربح المشترك، والمصلحة العامة.

نيل قبول واستحسان الجميع يمكن تأويله سلبيًا، لأنه عمليًا أمرٌ مستحيل، وغير مستحب، وكما نعلم الإبداع والتطور يكمن في ذات الاختلاف الفكري، وكذلك الابتكار، والجهد لا ينتهي عند وضع الخطط والاستراتيجيات والبيانات، بل يزداد تعقيدًا وحاجة إلى التنفيذ المبتكر أثناء عمليات التطبيق، وتحويل الورق إلى واقع، وأهمية المرونة من أجل مواكبة المتغيرات المحلية والإقليمية والدولية المستمرة، سواء الاقتصادية أو الاجتماعية أو العلمية.

الغالبية قد تتفق على أهمية التركيز على الحاضر، والجمع بين الاستمتاع والاجتهاد لحاضر آمن وغدٍ يعتز به أبناؤنا في رخاء وسلام. أحببت الفكرة ذاتها، والمبادرة التي قُدّمت لظفار، فهي خطوة إيجابية تعزز من الاستقرار البيئي والمجتمعي والاقتصادي للمحافظة، وتُعطي فرص تنوع مصادر الدخل، بالتالي التركيز العلمي والتأهيل المناسب لتوافق مع حاجة السوق والرؤية الاقتصادية، مما يسهم بشكل تدريجي في ردم العجز، والفجوة في المعمار والتقدم، تحديات كثيرة مثل استقطاب التحديث، والعالمية، والتطور الفكري والحضاري، وتعزيز ملف المستثمرين، وملف الباحثين عن عمل، وإنجاح تجربة الإحلال، وخلق مجالات أعمال تجارية ووظائف جديدة، وغيرها من الملفات؛ الوضع الراهن للمحافظة هو فرصة ذهبية للتعلم من تجارب الغير، للحفاظ على الموارد وتجنب الهفوات، البلوغ إلى العنان لم يكن يومًا طريقًا ممهّدًا سلسًا، لكنه بالإيمان والعزيمة يُصبح الصعب ممكنًا.

حلم راودني طويلًا أن تنال محافظة مسقط جائزة المدينة الذكية خلال العشرة أعوام القادمة، واليوم أرى أن لظفار حق جائزة أجمل محافظة في العالم خلال الخمسة عشر عامًا القادمة، الحلم ليس مستحيلًا، بل هدف حقيقي، معه تتجلى الاستراتيجيات وتتدرج البرامج، وتتبلور آليات التنفيذ من البنية الأساسية إلى التعمير والازدهار، ويتحوّل الحلم إلى واقع ملموس يكرّس له أجيالنا، خلفاء على أرض يعتز بها الوطن والمواطن. هناك الكثير من الأسس والمعايير والنظريات لصياغة النهج المتبع، ولنتفق أنها وإن كانت علمية، تبقى من صنع الإنسان، أي ناقصة، والمتابع يرى جليًا، سرعة التغيير من حولنا وصعوبة تحديد الأسباب واستشرافها، التركيز على المستثمر فيه نقص، بينما التركيز على ذواتنا وأرضنا وسلامنا، يُصبح المستثمر أمرًا بديهيًا.

نعتز وسعداء بهذه الخطوة الرائعة، والقادم أجمل لنا ولأبنائنا والأجيال من بعدهم، وبوحدة الإيمان وسمو الفكر والأخذ بالأسباب، سوف نتمتع بالبركة والتوفيق من الخالق عز وجل، لتحقيق الحلم وترجمته إلى واقعٍ ينعم بالسلام.

وإن طال...

للمحافظات صوت، يمثل الوطن العظيم في إرساء حضارتنا، وبناء الإنسان، بتلاحمه وتكامله نواصل مسيرة الارتقاء نحو مصاف دول العالم.

 

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة مع الإمارات تدخل حيز التنفيذ غدا

صراحة نيوز ـ تدخل اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة بين دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة الأردنية الهاشمية حيز التنفيذ رسمياً غداً لتدشن حقبة جديدة من الشراكة الاستراتيجية تجارياً واستثمارياً بين البلدين الشقيقين.

تعدّ هذه الاتفاقية الأولى التي توقعها دولة الإمارات مع دولة عربية ضمن برنامج اتفاقيات الشراكة الاقتصادية الشاملة، وهي الأولى أيضاً التي تدخل حيز التنفيذ ، وتهدف إلى الارتقاء بالروابط التجارية والاستثمارية، وتحفيز النمو في القطاعات ذات الاهتمام المشترك، ودعم ريادة الأعمال، وتحفيز نمو الشركات الصغيرة والمتوسطة.

ومع دخول اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة بين الإمارات والأردن حيز التنفيذ، تستهدف الدولتان زيادة قيمة التجارة الثنائية غير النفطية إلى أكثر من 8 مليارات دولار بحلول عام 2032.

يأتي ذلك في أعقاب نمو سنوي قياسي بين عامي 2023 و2024 بلغ 34.1%، حيث وصلت قيمة التجارة غير النفطية بين البلدبن إلى حوالي 5.62 مليار دولار عام 2024.

وبموجب الاتفاقية سيتم إلغاء أو تخفيض الرسوم الجمركية وإزالة الحواجز التجارية، ما يحسّن الوصول إلى الأسواق ويوطّد سلاسل التوريد الإقليمية والعالمية.

وقال الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي وزير دولة للتجارة الخارجية إن اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الإمارات والأردن تدشن حقبة جديدة من التعاون البناء مع المملكة الأردنية، وترتقي بروابطنا التجارية والاستثمارية وتبني إطاراً للنمو والازدهار المشترك،ولطالما كان الأردن شريكاً استراتيجياً مهماً لدولة الإمارات، ومن خلال هذه الاتفاقية، سنوفر المزيد من الفرص لبناء الشراكات طويلة الأجل بين مجتمعي الأعمال بما يسهم في تحفيز النمو الاقتصادي المشترك، ويحقق مصالح الدولتين والشعبين الشقيقين.

ويعد الأردن شريكاً استراتيجياً أساسياً لدولة الإمارات منذ عقود عديدة، حيث شهدت التجارة الثنائية غير النفطية نمواً هائلاً خلال العقد الماضي، بزيادة بلغت 138%.

وتعدّ دولة الإمارات أيضا خامس أكبر شريك تجاري للأردن حول العالم، بينما تظل دولة الإمارات أكبر مستثمر أجنبي في الأردن حيث تقدّر قيمة الاستثمارات المتبادلة حوالي 22.5 مليار دولار.

وتشير التوقعات إلى أن الاتفاقية ستولّد فرصاً ضخمة عبر مختلف القطاعات، بما يشمل الطاقة المتجددة والأدوية والخدمات اللوجستية والسياحة.

وتكمل القوى العاملة الأردنية عالية المهارة والقاعدة الصناعية المتينة في المملكة، خصوصاً في مجال إنتاج الفوسفات والمنسوجات والأدوية، خبرات دولة الإمارات ضمن مجالات الطاقة والبنية التحتية والتمويل، ما يرعى نمو بيئة تعاونية تحسّن الوصول العالمي للدولتين.

وتم إبرام الاتفاقية بعد 3 جولات من المفاوضات فقط، ما يؤكد الالتزام المشترك للبلدين بتحقيق فوائد الاتفاقية الجديدة بسرعة.

وستدعم الاتفاقية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة عبر تقليص القيود التجارية وتوفير منصات للتعاون ستمكّن الجيل المقبل من رواد الأعمال والمبتكرين وتضمن مشاركة واسعة للفوائد الاقتصادية.

ويعدّ برنامج اتفاقيات الشراكة الاقتصادية الشاملة عنصراً رئيسياً ضمن استراتيجية النمو الاقتصادي التي تعتمدها دولة الإمارات، ما يبرز التزامها بعقد شراكات تجارية عالمية قوية.

وتهدف دولة الإمارات إلى مضاعفة قيمة اقتصادها ليصل إلى 800 مليار دولار بحلول عام 2030 وتحقيق أكثر من 1.1 تريليون دولار من إجمالي قيمة التجارة غير النفطية بحلول عام 2031.

وقدّم البرنامج مساهمة مهمة في تحقيق دولة الإمارات رقماً قياسياً من حيث قيمة التجارة غير النفطية بلغ 816 مليار دولار عام 2024، ما يشكّل زيادة بنسبة 14.6% عن عام 2023.

وبعد إبرام 27 اتفاقية، يوسع برنامج اتفاقيات الشراكة الاقتصادية الشاملة نطاق وصول الشركات الإماراتية إلى أكثر من ربع سكان العالم

مقالات مشابهة

  • اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة مع الإمارات تدخل حيز التنفيذ غدا
  • قائد منتخب الشباب : تعاهدنا أمام الله على عبور المغرب والقتال من أجل الحلم الكبير
  • عراقنا… الهوية التي لا تتجزأ !!
  • دراسة:شرب كمية كافية من الماء يمكن أن يساهم في تعزيز التركيز الذهني وتقليل الشعور بالتعب
  • وزير التعليم العالي يبحث مع وفد من جامعة الأندلس الخاصة واقع التعليم العالي الخاص والمعوقات التي تعترضه
  • وزيرة التنمية المحلية تبحث إعادة المظهر الجمالي والحضاري لشوارع بمصر الجديدة
  • استشاري العلاج النفسي: الهاتف المحمول يهدد استقرار التركيز الذهني لدى الطلاب
  • هل يتبخر الحلم؟.. ثلاثية بيراميدز في خطر بهبوط مفاجئ بالأمتار الأخيرة
  • انتشال جثمان شاب مجهول الهوية من ترعة في المنوفية