رحل الرئيس الأسبق للأوروغواي، خوسيه موخيكا، الذي كان يعرف بلقب "أفقر رئيس في العالم"، بعد صراع طويل مع مرض السرطان، الذي هزمه بعد أن انتصر في كل المعارك التي خاضها طوال حياته. عُرف موخيكا بتواضعه وابتعاده عن البهرجة والترف، إذ جعل الزهد في حياته العامة محورًا رئيسيًا، وكرّس نفسه رمزًا للنضال اليساري في أميركا اللاتينية.

في بداية هذا العام، علم موخيكا من الأطباء أن حالته الصحية تدهورت وأنه لم يستجب للعلاج الأخير، ليقول بمرارة: "أزف وقت الرحيل، واني أرمي سلاحي راضيًا". ورغم الظروف الصعبة التي مرّ بها طوال حياته، من إصابته بست رصاصات في سنوات شبابه، إلى سجنه لمدة عشر سنوات في قبضة النظام العسكري، إلا أن موخيكا ظل محافظًا على فلسفته في الحياة التي عكست البساطة الزائدة والاعتقاد العميق بأن التغيير لا يأتي عبر المال، بل عبر القيم الأخلاقية.

عاش موخيكا مع زوجته لوسيّا توبولانسكي في منزل متواضع خارج مونتيفيديو، حيث كان يربي الحيوانات ويزرع الخضراوات، ولم يغادر منزله إلا نادرًا. حتى خلال فترة رئاسته للأوروغواي من 2010 إلى 2015، فضّل البساطة، واستخدم سيارته الفولسفاكن القديمة ولم يلتزم بالأعراف الرئاسية التي تحيط بمناصب الدولة.

في مسيرته السياسية، بدأ موخيكا من العمل الثوري في حركة «توبامارو» في الستينات، ثم انتقل إلى العمل البرلماني ليشغل مقاعد في البرلمان، وفي عام 2010 أصبح رئيسًا للأوروغواي. برزت حكومته في تقديم مجموعة من المبادرات الطليعية التي جعلت الأوروغواي محط أنظار العالم. وبفضل فلسفته البسيطة وأفكاره الثورية، استطاع أن يترك بصمة فريدة في قلب السياسة العالمية.

على الرغم من انتقاد البعض له لعدم ملاحقته رموز النظام العسكري عندما تولى الرئاسة، كان موخيكا يُردد دائمًا أنه اختار أن يترك الجراح في الماضي وألا يعيش في الماضي. وفي آخر أيامه، تمنى أن يُدفن تحت الشجرة التي تظلل منزله، قرب المكان الذي دفن فيه كلبه «مانويلا»، ليظل رمزًا للبساطة التي سعى إليها طيلة حياته.

مع رحيله، يُطرح السؤال: لماذا كان يُحب هذا الرجل؟ الإجابة قد تكون بسيطة، لكنه كان أحد القادة القلائل الذين حاربوا الفساد والزيف، وعاشوا بما يعتقدونه حقًا.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: خوسيه موخيكا رئيس الأوروغواي أفقر رئيس في العالم الزهد البساطة مرض السرطان مونتيفيديو النظام العسكري السياسة العالمية القيم الأخلاقية الفساد الكرامة أمريكا اللاتينية السجن الكفاح التواضع الحنين الرحيل الاخلاق فلسفة الحياة

إقرأ أيضاً:

محمد بن راشد: فخور بوطني الذي استطاع أن يجمع العالم في جيتكس جلوبال

أكد صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، أثناء افتتاح معرض جيتكس جلوبال اليوم، أنه فخور بالإمارات التي استطاعت أن تجمع العالم وأن تكون جزءاً من تصميم مستقبل البشرية. 

وقال سموه عبر منصة "إكس": "أثناء افتتاح معرض جيتكس جلوبال اليوم.. حيث تجتمع 170 دولة يمثلها أكثر من 6000 مؤسسة وشركة وما يزيد على 1400 متحدث ضمن أهم حدث عالمي للتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي. فخور بمشاركة ومواكبة المؤسسات الحكومية.. فخور بمشاركة شركاتنا الوطنية.. وفخور بوطني الذي استطاع أن يجمع العالم.. وأن يكون جزءاً من تصميم مستقبل البشرية".

أخبار ذات صلة في "جيتكس جلوبال".. "كي 2 - K2" تستعرض مستقبل التقنيات الذاتية انطلاق فعاليات «جيتكس جلوبال 2025» في دبي

أثناء افتتاح معرض جايتكس جلوبال اليوم .. حيث تجتمع 170 دولة يمثلها أكثر من 6000 مؤسسة وشركة وما يزيد على 1400 متحدث ضمن أهم حدث عالمي للتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي.

فخور بمشاركة ومواكبة المؤسسات الحكومية .. فخور بمشاركة شركاتنا الوطنية ..
وفخور بوطني الذي استطاع أن يجمع العالم… pic.twitter.com/9SlIT3gq4M

— HH Sheikh Mohammed (@HHShkMohd) October 13, 2025

المصدر: الاتحاد - أبوظبي

مقالات مشابهة

  • الخارجية الأمريكية تتغنى بترامب: "رئيس السلام الذي أنهى 8 حروب خلال 8 أشهر"
  • في ذكرى رحيله.. رانيا فريد شوقي تروي لحظات لا تُنسى مع محمود ياسين
  • ما هو “سكري النوع الخامس” الذي يصيب 25 مليون شخص حول العالم؟
  • منتخب الرأس الأخضر.. البلد الصغير الذي حقق حلم الصعود للمونديال
  • فى ذكرى رحيله.. قصة حب محمود ياسين وشهيرة
  • تقرير عالمي يكشف ما الذي يسيطر على مشاعر الأردنيين
  • مجلس كنائس مصر يهنئ العالم باتفاق السلام الذي ينهى الحرب في غزة
  • الأهلي يكرم عماد النحاس تقديرا لجهوده قبل رحيله
  • نص اتفاق غزة الذي وقع عليه ترامب وقادة العالم في شرم الشيخ
  • محمد بن راشد: فخور بوطني الذي استطاع أن يجمع العالم في جيتكس جلوبال