في الذكرى الـ77 للنكبة.. التطهير العرقي يتجدد في غزة والضفة والشتات
تاريخ النشر: 15th, May 2025 GMT
تحل ذكرى النكبة الفلسطينية الـ77 وسط تفاقم الأوضاع للفلسطينيين في مختلف أماكن تواجدهم، سواء في قطاع غزة مع تواصل حرب الإبادة، والضفة الغربية جراء تصاعد الاستيطان وعمليات الضم، أو حتى داخل الأراضي المحتلة عام 1948 ومحاولات الطمس، وفي دول الشتات حول العالم مع تصاعد عمليات قمع التضامن والحراك العالمي.
وتوافق أحداث النكبة الـ15 من أيار/ مايو سنويًا، وهي الحدث المؤسِّس للكارثة الوطنية الفلسطينية التي حلّت بالشعب الفلسطيني عام 1948، حين أُجبر أكثر من 750 ألف فلسطيني على مغادرة مدنهم وقراهم قسرًا، تحت وطأة المجازر والقتل والتهجير المنهجي الذي مارسته العصابات الصهيونية، تمهيدًا لإقامة دولة "إسرائيل" على أنقاض أكثر من 500 بلدة وقرية فلسطينية.
ولم تكن مجرد نتيجة لحرب، بل خطة ممنهجة تقوم على التطهير العرقي، هدفت إلى تفريغ الأرض من أصحابها الأصليين، وتغيير طابعها الديموغرافي والجغرافي، حيث نفذت العصابات الصهيونية، مثل "الهاجاناه" و"شتيرن" و"إرجون"، عشرات المجازر بحق المدنيين، أبرزها مجزرة دير ياسين، التي راح ضحيتها أكثر من 250 شهيدًا، بينهم نساء وأطفال، وهدفت لبث الرعب في نفوس القرى المجاورة ودفع السكان إلى الفرار.
ومع إعلان قيام دولة الاحتلال في 14 أيار 1948، بدأ الفصل الأكثر قسوة من النكبة، حين مُنع اللاجئون الفلسطينيون من العودة إلى ديارهم رغم القرارات الدولية، وفي مقدمتها القرار 194 الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة، الذي نص صراحة على حق العودة والتعويض، بحسب ما ذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية.
وتتواصل الجرائم الإسرائيلية حاليًا في صور أخرى تتمثل بحرب الإبادة والتهجير المتواصل وسرقة الأراضي وهدم المنازل ومشاريع الاستيطان التوسعية، إضافة إلى محاولات ممنهجة لطمس الهوية الوطنية الفلسطينية، خاصة في القدس المحتلة.
وتبقى النكبة رمزًا للظلم التاريخي الذي وقع على شعب أعزل، وتُعدّ محطة تأسيسية في النضال من أجل الحرية والاستقلال، بينما لا يزال الشعب الفلسطيني متمسكًا بحقوقه الوطنية، وعلى رأسها حق العودة، باعتباره حقًا فرديًا وجماعيًا غير قابل للتصرف، لا يسقط بالتقادم، وهو ما تؤكده كافة مكونات الحركة الوطنية الفلسطينية الرسمية والشعبية.
قطاع غزة
يعاني قطاع غزة، الذي يضم في معظمه سكانًا يبلغ عددهم نحو 1.5 مليون لاجئ فلسطيني من عموم فلسطين، من حرب إبادة إسرائيلية واسعة منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، تمثلت بالقتل والتدمير والتجويع والتهجير القسري، خلافًا لكافة النداءات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت حرب الإبادة التي تدعمها الولايات المتحدة أكثر من 172 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين حتى الآن، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.
وبحسب إحصائيات 2023، بلغ عدد اللاجئين الفلسطينيين في قطاع غزة نحو 1.58 مليون شخص، يمثلون حوالي 80 بالمئة من إجمالي سكان القطاع البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة، وفقًا لبيانات وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا".
ويعيش هؤلاء اللاجئون في ثمانية مخيمات رئيسية داخل القطاع، تتوزع على مناطق مختلفة، وتعد من بين أكثر المناطق كثافة سكانية في العالم، وهي مخيم جباليا والشاطئ والنصيرات ومخيم في مدينة خانيونس، إضافة إلى مخيم البريج والمغازي ودير البلح، ومخيمات مختلفة في رفح.
وتعرضت هذه المخيمات إلى تدمير واسع في قطاع غزة، بهدف إعادة تهجير اللاجئين من قطاع غزة وإجبارهم على "الهجرة الطوعية" بحسب تأكيدات رسمية من قبل حكومة الاحتلال الإسرائيلي.
الضفة الغربية
تشهد الضفة الغربية، بما فيها القدس، تصعيدًا خطيرًا في الهجمات الإسرائيلية منذ بداية عام 2023، وذلك من خلال هجمات عسكرية متكررة، واقتحامات للمخيمات والمدن، واعتقالات جماعية، وهدم منازل، وتهجير قسري للسكان.
ووصفت الحكومة الفلسطينية هذا التصعيد بأنه عدوان شامل يستهدف الشعب الفلسطيني وأرضه ومقدساته، محملةً سلطات الاحتلال والإدارة الأمريكية المسؤولية عن تداعياته الخطيرة، ما أسفر عن استشهاد أكثر من 962 فلسطينيًا، وإصابة نحو 7 آلاف آخرين، واعتقال أكثر من 17 ألفًا.
ترافق هذا التصعيد مع عمليات عسكرية واسعة النطاق، خاصة في شمال الضفة الغربية، حيث نفذت قوات الاحتلال اقتحامات لمخيمات جنين وطولكرم وطوباس، أسفرت عن مقتل وإصابة العشرات، وتدمير البنية التحتية، وتهجير آلاف السكان.
وأظهرت تقارير فلسطينية أن هذه العمليات تهدف إلى فرض وقائع جديدة على الأرض، وتوسيع الاستيطان، وتقويض أي فرصة لإقامة دولة فلسطينية مستقلة.
حتى منتصف عام 2023، بلغ عدد اللاجئين الفلسطينيين المسجلين لدى الأونروا في الضفة الغربية، بما في ذلك القدس، حوالي 912 ألف لاجئ، ويعيش ربع هؤلاء اللاجئين تقريبًا في 19 مخيمًا رسميًا معترفًا بها من قبل الوكالة، بينما يقيم الباقون في مدن وقرى الضفة الغربية.
توزعت هذه المخيمات على مناطق مختلفة من الضفة الغربية، ومن أبرزها: مخيم شعفاط، والأمعري، والجلزون، ودير عمار، وبلاطة، إضافة إلى مخيم عسكر القديم والجديد، ومخيم طولكرم، ونور شمس، ومخيم جنين، وقلنديا، والدهيشة، وعايدة، والفوار.
تعاني هذه المخيمات من اكتظاظ سكاني كبير، حيث يعيش اللاجئون في مساحات محدودة مع بنى تحتية وخدمات أساسية محدودة، كما تواجه تحديات أمنية واقتصادية نتيجة للاحتلال الإسرائيلي المستمر، بما في ذلك التوغلات العسكرية والقيود على الحركة.
وتصاعدت خلال العامين الماضيين الهجمة السياسية والإعلامية التي تقودها "إسرائيل" ضد الأونروا، وترافقت هذه الحملة مع إجراءات ميدانية ودبلوماسية تهدف إلى إقصاء الوكالة الدولية وتقويض دورها التاريخي في دعم اللاجئين الفلسطينيين، باعتبارها إحدى أبرز تجليات الاعتراف الدولي بحق العودة.
واتهمت الحكومة الإسرائيلية العشرات من موظفي الأونروا بـ"الضلوع في أنشطة إرهابية"، مدعية وجود ارتباط مباشر بين عدد منهم وبين حركة حماس، لا سيما في سياق أحداث 7 تشرين الأول/ أكتوبر.
وقدّمت تل أبيب تقارير استخباراتية إلى الأمم المتحدة والدول المانحة تزعم استخدام منشآت الأونروا لتخزين الأسلحة أو إطلاق الصواريخ، ورافقت هذه الحملة اتهامات للمناهج التعليمية التي تُدرّسها الوكالة بأنها "تحرض على العنف"، وسط ضغط مكثف لإعادة صياغة البرامج التعليمية أو نقل مسؤوليتها إلى جهات أخرى.
وأعلنت "إسرائيل" خلال عام 2024 عن سلسلة من الإجراءات التصعيدية، أبرزها: منع الأونروا من العمل في القدس، وسحب التفويض الممنوح لها في الضفة الغربية، مع إغلاق مكاتبها في مناطق عدة.
وجرى حظر عودة الوكالة للعمل في قطاع غزة بعد انتهاء العمليات العسكرية، والسعي لإنشاء بديل "محايد" عبر منظمات دولية لا ترتبط بالأمم المتحدة، مع دفع الدول المانحة نحو تجميد التمويل، وهو ما تحقق مؤقتًا حين أوقفت 18 دولة، بينها الولايات المتحدة وألمانيا وبريطانيا، دعمها المالي استنادًا إلى الاتهامات الإسرائيلية.
وفي موازاة الضغط السياسي، طرحت "إسرائيل" عدة مقترحات لإعادة هيكلة آليات دعم اللاجئين، تتضمن نقل مهام الأونروا إلى المفوضية السامية لشؤون اللاجئين (UNHCR)، أو إلى منظمات غير حكومية تُدار دوليًا، أو حتى إلى السلطة الفلسطينية بإشراف خارجي، بما يمهد لتفكيك الوكالة تدريجيًا.
وتحقق ذلك مؤخرًا بعد إعلان أن "مؤسسة غزة الخيرية" هي التي ستتولى مسؤولية توزيع المساعدات في قطاع غزة، بعد إعادة دخولها المتوقع قبل نهاية أيار/ مايو الجاري بموافقة إسرائيلية.
ويُنظر إلى هذه المقترحات باعتبارها جزءًا من محاولة إسرائيلية لتغيير تعريف اللاجئ الفلسطيني في القانون الدولي، عبر حصر الصفة في جيل النكبة الأصلي دون توريثها للأبناء، ما من شأنه تقليص عدد اللاجئين المعترف بهم من عدة ملايين إلى مئات الآلاف فقط.
حول العالم
يتواجد أكثر من 3.5 مليون فلسطيني مسجلين بشكل رسمي كلاجئين ضمن الأونروا في الأردن ولبنان وسوريا، ويُعتبر هؤلاء اللاجئون من أقدم وأكبر تجمعات اللاجئين في العالم، حيث يشكلون أكثر من ربع إجمالي عدد اللاجئين عالميًا.
ويعيش العديد من اللاجئين الفلسطينيين في عشرات المخيمات التي تديرها الأونروا في الأردن وسوريا ولبنان، حيث يعانون من ظروف معيشية صعبة، بما في ذلك الفقر والبطالة ومحدودية الوصول إلى الخدمات الأساسية.
وتتواجد أعداد كبيرة من الفلسطينيين في دول عربية أخرى تشمل السعودية والإمارات، والكويت، وقطر، والبحرين، ويُقدّر عددهم بحوالي 700 ألف شخص، معظمهم لا يحملون صفة لاجئ مسجّل لدى الأونروا، ويعيشون كعمال مغتربين أو مقيمين، ويخضع وضعهم لقوانين العمل والإقامة في تلك الدول.
وفي العراق: انخفض العدد بعد الغزو الأميركي عام 2003، ويُقدّر المتبقون ببضعة آلاف فقط، بينما في ليبيا: تراجعت أعداد الفلسطينيين أيضًا بعد 2011، ويُقدّر عددهم حاليًا بـ30 ألف حد أقصى، أما في مصر، فيُقدّر بـ100 ألف، معظمهم لاجئون قدموا من غزة بعد 1948 و1967، بينما يُقدّر أن 100 ألف آخرين وصلوا بعد بدء حرب الإبادة الحالية.
وفي أوروبا، وخاصة في ألمانيا والسويد وفرنسا، يُقدّر عدد الفلسطينيين اللاجئين والمهاجرين بنصف مليون، أما في الأمريكتين فيُقدّر عددهم بـ350 ألف فلسطيني، بينهم نسبة من اللاجئين أو أبناؤهم.
ما بين 1.5 إلى 2 مليون لاجئ فلسطيني يعيشون خارج نطاق الأونروا، في دول الشتات حول العالم، وغالبيتهم لا يتمتعون بنفس الحقوق القانونية أو الحماية التي توفرها الأونروا للاجئين المسجلين لديها، بحسب تقارير الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، وتقارير الأمم المتحدة.
في السنتين الماضيتين، تصاعدت وتيرة استهداف وملاحقة الفلسطينيين في الخارج، سواء من قبل "إسرائيل" أو عبر أطراف أخرى مرتبطة بأجهزتها الأمنية، وتتراوح أشكال هذا الاستهداف بين الاعتقال والتشهير والملاحقة القانونية، والتهديدات الإلكترونية، والتضييق على النشطاء والمؤسسات.
وتعرّض عدد من الناشطين الفلسطينيين في أوروبا لضغوط قانونية وملاحقات أمنية، وفي بعض الحالات، وُجهت لهم اتهامات متعلقة بـ"دعم الإرهاب"، ما أدى إلى تجميد أرصدة أو ترحيل أفراد.
وواجهت مؤسسات تعمل في دعم اللاجئين الفلسطينيين أو في توثيق جرائم الاحتلال، خاصة في ألمانيا، بريطانيا، والنمسا، حملات تشويه ووقف تمويل.
وتعرض عشرات الصحفيين والنشطاء الفلسطينيين في الشتات لقرصنة هواتفهم أو استهدافهم ببرمجيات تجسس مثل برنامج بيغاسوس الإسرائيلي، كما تم تسجيل حالات تهديد علني أو مبطّن ضد أكاديميين وناشطين على وسائل التواصل.
وتصاعد الضغط الدبلوماسي من قبل "إسرائيل" على بعض الدول الأوروبية والعربية لمنع ظهور أشخاص يدعمون القضية الفلسطينية، وتم منع فعاليات تضامنية في أكثر من دولة بحجة معاداة السامية، رغم أنها كانت تسلط الضوء على حقوق الفلسطينيين.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية النكبة غزة الشتات الأونروا الضفة غزة الأونروا الضفة النكبة الشتات المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة اللاجئین الفلسطینیین الفلسطینیین فی الضفة الغربیة عدد اللاجئین حرب الإبادة فی قطاع غزة اللاجئین ا قد ر عدد أکثر من بما فی من قبل
إقرأ أيضاً:
عشرات الشهداء والجرحى الفلسطينيين بمجازر جديدة للعدو الإسرائيلي بقطاع غزة
حماس تطالب بتشكيل لجنة دولية للتحقيق في جريمة استهداف مراكز المساعدات ومحاسبة المسؤولين عنها
الثورة /متابعة/حمدي دوبلة
استشهد عشرات الفلسطينيين وأصيب آخرون، أمس في غارات لمقاتلات العدو وقصف مدفعي واستهداف صهيوني مباشر للمواطنين في انحاء متفرقة في غزة.
واستهدفت غارة صهيونية تجمعا للمواطنين في حي التفاح شرق مدينة غزة مخلفة عشرة شهداء وعدد كبير من الجرحى، ليرتفع عدد الشهداء في القطاع منذ فجر أمس إلى 39 شهيدا على الأقل في حصيلة غير نهائية.
وارتفعت حصيلة ضحايا جريمة الإبادة الإسرائيلية في قطاع غزة، أمس، إلى 56,331 شهيدا و132,632 إصابة منذ السابع من أكتوبر للعام 2023.
وأوضحت وزارة الصحة الفلسطينية في التقرير الإحصائي اليومي لعدد الشهداء والجرحى جراء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، أنه ️وصل مستشفيات قطاع غزة 72 شهيداً، و174 إصابة خلال 24 ساعة الماضية.
وذكرت أن حصيلة الشهداء والإصابات منذ 18 مارس 2025 بلغت 6,008 شهيدا، 20,591 إصابة.
وأشارت إلى أنه ️لازال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول اليهم.
وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا”، باستشهاد عشرة مواطنين وإصابة آخرين في غارة للعدو استهدفت تجمعا للمواطنين بالقرب من مدرسة شعبان الريس في حي التفاح، وجرى نقلهم إلى مستشفى الأهلي العربي “المعمداني” في المدينة.
وأعلنت مصادر طبية، وصول شهيدين وعدد من الجرحى إلى مستشفى الكويت التخصصي الميداني، جراء إصابتهم بنيران العدو الإسرائيلي التي استهدفت تجمعا للمواطنين بالقرب من نقطة توزيع مساعدات جنوب شارع الطينة في خان يونس، جنوب القطاع.
وذكرت وكالة “وفا” أن ستة مواطنين استشهدوا وأصيب آخرون، جراء إطلاق العدو النار على المواطنين في منطقة الشاكوش قرب نقطة توزيع مساعدات شمال غرب رفح، تم نقلهم إلى مستشفى الصليب الأحمر الميداني بمواصي مدينة رفح.
كما استشهد فلسطينيان وأصيب آخرون، في غارة شنتها طائرات العدو الإسرائيلي على منزل في بلدة جباليا شمال القطاع.
وفي وقت سابق أمس استشهد فلسطينيان وأصيب آخرون، فجر أمس، جراء قصف طائرات العدو الإسرائيلي خيمة تؤوي نازحين في المواصي غرب مدينة خان يونس.
وأفادت مصادر محلية باستشهاد الطبيب أيمن سليمان أبو طير، وابنة أخيه أميرة محمد أبو طير، جراء قصف العدو خيمة في شارع 5 بالمواصي، ليلتحق بوالدته وزوجته وأطفاله الذين استشهدوا خلال جريمة الإبادة الإسرائيلية المتواصلة على القطاع.
وأعلن مجمع ناصر الطبي في خان يونس، وصول جثامين ثلاثة شهداء ارتقوا بنيران أطلقتها طائرات العدو المسيّرة على بلدة بني سهيلا وحي الشيخ ناصر شرق المدينة.
واستشهد مواطن في غارة للعدو على بلدة القرارة شمال خان يونس، وجرى نقله إلى مجمع ناصر الطبي.
وأكدت مصادر طبية ارتفاع عدد الشهداء الذين وصلوا إلى مجمع ناصر الطبي في خان يونس منذ فجر اليوم إلى 11 شهيدا، ارتقوا بنيران وغارات العدو المتواصلة على جنوب القطاع.
وفي مدينة غزة، استشهد الصياد حسن علي مقداد بنيران زوارق العدو الحربية، وجرى نقله إلى مجمع الشفاء الطبي في المدينة.
وأعلن مستشفى العودة في النصيرات وسط القطاع، وصول جثمان شهيد و43 إصابة جراء استهداف العدو، تجمعات للمواطنين من منتظري المساعدات على شارع صلاح الدين جنوب منطقة وادي غزة.
وقصفت مدفعية العدو حيي الشجاعية والتفاح شرق مدينة غزة، إلى جانب تنفيذ جيش العدو عمليات نسف ضخمة لمنازل ومبان في المنطقة، وتفجير “روبوتات” مفخخة في محيط شارع مسعود شرق بلدة جباليا شمال القطاع.
كما قصفت مدفعية العدو مدينة خان يونس، بالتزامن مع تنفيذ جيش العدو عمليات نسف لمنازل ومبان شمال المدينة.
في سياق متصل قالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، أمس، إن التقرير الذي نشرته صحيفة (هآرتس) الصهيونية ونقلت فيه شهادات عن ضباط وجنود في جيش الاحتلال الصهيوني المجرم، بشأن تلقيهم أوامر وتعليمات عليا بإطلاق النار على الفلسطينيين قرب (مراكز تقديم المساعدات في غزة)؛ هو تأكيد جديد على الدور الحقيقي الذي تمثّله هذه الآلية الإجرامية، من وسيلة للإبادة وقتل المدنيين العزّل بعد تجويعهم والتنكيل بهم.
وأضافت في بيان أن ما يجري من قتل ممنهج بحق المدنيين المجوّعين في قطاع غزَّة، جريمة فاضحة ودليل جديد على وحشية الاحتلال وقادته الفاشيين بزعامة مجرم الحرب بنيامين نتنياهو المطلوب لمحكمة الجنايات الدولية.
وطالبت “الأمم المتحدة بتشكيل لجنة دولية للتحقيق في هذه الجريمة لمحاسبة المسؤولين عنها أمام العدالة الدولية، حيث أدّت هذه الآلية إلى قتل نحو 570 شهيدا وقرابة 4 آلاف جريحا، بذريعة توزيع المساعدات.
ودعت لاستئناف توزيع المساعدات عبر وكالة الأونروا وكافة المنظمات الدولية الإنسانية المتخصّصة، لرفع الظلم والقهر الذي يعيشه شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة بسبب الاحتلال وسياسة التجويع التي ينتهجها.
وكانت صحيفة “هآرتس” العبرية، قد كشفت أمس، نقلاً عن ضباط وجنود في جيش العدو الإسرائيلي، عن ممارسات صادمة تُرتكب بحق المدنيين الفلسطينيين قرب مراكز توزيع المساعدات في قطاع غزة.
وخلصت المقابلات إلى أن قادة جيش العدو أمروا القوات بإطلاق النار على الحشود الفلسطينية، حتى عندما كان واضحا أنهم لا يشكلون أي خطر.
وأكد جنود العدو، في تقرير صدر عن الصحيفة، أن “إطلاق النار على سكان غزة قرب مراكز توزيع المساعدات الإنسانية تم بشكل متعمّد، رغم أنهم لم يشكّلوا أي خطر”، مضيفين أن الجيش “أطلق كل ما يمكن تخيله من رشاشات ثقيلة، قذائف هاون، وقنابل يدوية” على طالبي المساعدات.
وأشار الجنود إلى أن “الجيش لم يشهد إطلاق نار من الطرف المقابل خلال عمليات توزيع المساعدات”، مؤكدين أن المؤسسة العسكرية باتت ترى هذه المراكز وسيلة لاكتساب “شرعية لمواصلة القتال”، وأنها “سعيدة” بذلك.
وأوضح أحد جنود العدو أن “غزة لم تعد تهم أحداً، وأصبحت مكاناً بقوانين خاصة، حتى عمليات القتل لم تعد بحاجة إلى إصدار بيانات عن وقوع (حوادث مؤسفة)”، مضيفاً أن “الجيش يتعامل مع الحشود الجائعة كما لو أنها قوة معادية تشن هجوماً”.
على الصعيد الإنساني قال مدير الإغاثة الطبية في قطاع غزة، بسام زقوت، أمس، إن 17 ألف طفل في قطاع غزة يعانون من سوء التغذية، والأمر يزداد سوءًا.
وتوقع زقوت في تصريح إعلامي، وفاة عدد كبير من الأطفال، بسبب سوء التغذية ما لم يحدث تدخل جاد، بحسب وكالة “صفا” الفلسطينية.
وأضاف : “لا بد من الضغط على الاحتلال ليسمح بإدخال حليب الأطفال والدواء”.
وأشار إلى أن هناك جراحات كثيرة مؤجلة بسبب نقص الكوادر والمستلزمات الطبية والأدوية.
من جهتها دعت منظمة “أطباء بلا حدود”، أمس الجمعة، إلى إنهاء الخطة الأمريكية الإسرائيلية لتوزيع المساعدات في قطاع غزة فوراً، والتي تنفذها ما تسمى “مؤسسة غزة الإنسانية”.
ووصفت المنظمة، في بيان، الخطة المدعومة من الكيان الإسرائيلي والولايات المتحدة الأمريكية، لتوزيع المساعدات في غزة بأنها “قاتلة”، مؤكدة أن هذه الخطة التي تم إطلاقها قبل شهر تُهين الفلسطينيين وتُجبرهم على الاختيار بين الجوع والمخاطرة بحياتهم.
وقالت: “هذه الخطة، التي تسببت في مقتل أكثر من 500 شخص وإصابة ما يقرب من 4000 آخرين أثناء محاولتهم الحصول على الغذاء، هي إبادة جماعية تحت ستار المساعدات الإنسانية، ويجب إنهاؤها فورا”، بحسب وكالة “قدس برس”.
ودعت سلطات العدو الإسرائيلي وحلفائه إلى رفع الحصار عن الغذاء والوقود والإمدادات الطبية والإنسانية، والعودة إلى نظام المساعدات الإنسانية القائم والمُعتمد سابقا بتنسيق الأمم المتحدة.
وفي بيان المنظمة، قال منسقها للطوارئ في غزة، إن الفلسطينيين يوجَّهون إلى 4 نقاط توزيع في مناطق خاضعة بالكامل للسيطرة “الإسرائيلية”.
وأضاف: “يترك عمال مؤسسة غزة الإنسانية صناديق الطعام ويفتحون السياج، مما يسمح لآلاف الأشخاص بالدخول دفعة واحدة والقتال حتى آخر حبة أرز”.