جامعة حلوان تخطو خطوات نحو مستقبل رياضي ذهبي: حمامات أوليمبية ومصارعة رسمية تنطلق
تاريخ النشر: 15th, May 2025 GMT
وافق مجلس إدارة نادي جامعة حلوان، برئاسة الدكتور السيد قنديل، رئيس الجامعة ورئيس مجلس إدارة النادي، على حزمة من القرارات التاريخية التي من شأنها أن تحدث نقلة نوعية في البنية التحتية الرياضية بالنادي وتفتح الباب أمام جيل جديد من الأبطال.
وشهد الاجتماع حضورًا مكثفًا يعكس الاهتمام الكبير الذي توليه إدارة الجامعة لتطوير النادي كمنصة رياضية شاملة تخدم كافة أفراد المجتمع الجامعي، حيث شارك فيه نواب رئيس الجامعة الدكتور حسام رفاعي والدكتور وليد السروجي والدكتور عادل أبو الدهب، واللواء محمد أبو شقة أمين عام الجامعة، والدكتورة أمل عبد الله عميدة كلية علوم الرياضة بنات، والأستاذ هشام رفعت أمين الجامعة المساعد لشؤون التعليم والطلاب وأمين الصندوق.
وتصدرت القرارات موافقة وزارة الشباب والرياضة على مقترح عضويات النادي، وهي خطوة استراتيجية لتعزيز الاندماج المجتمعي وإتاحة الفرصة لمشاركة أوسع من الطلاب وأعضاء هيئة التدريس والعاملين في الأنشطة الرياضية المتنوعة.
أعلن المجلس عن موافقة لجنة المنشآت الجامعية على إنشاء حمامات سباحة أوليمبية داخل النادي، وهو ما يمثل إضافة هائلة للبنية التحتية الرياضية ويضع النادي في مصاف المؤسسات الرياضية المتميزة القادرة على استضافة البطولات الكبرى وإعداد السباحين الموهوبين.
وفي خطوة أخرى لدعم المواهب الشابة، تقرر فتح باب الاختبارات لفرق الناشئين والبراعم للموسم الرياضي 2025-2026، بالتزامن مع الإعلان عن الانطلاق الرسمي لنشاط المصارعة وبدء إجراءات التسجيل في الاتحاد المصري للمصارعة، مما يفتح آفاقًا جديدة أمام الطلاب الراغبين في ممارسة هذه الرياضة وإعداد أبطال يمثلون الجامعة والوطن.
وعلى صعيد التوسع الجغرافي للنادي، استعرض المجلس تقريرًا حول الإجراءات الجارية لإنشاء فرع لكلية علوم الرياضة بنين وبنات، وذلك بعد الانتهاء من إجراءات إنشاء فرع النادي بكلية الهندسة بحلوان، وهو ما يعزز الهوية الأكاديمية للنادي ويسهل مشاركة طلاب الكليات المختلفة في الأنشطة الرياضية.
ناقش المجلس عرضًا مقدمًا من شركة المدن للخدمات الرياضية والشبابية لتطوير واستغلال ملاعب الإسكواش وإنشاء ملاعب حديثة للعبة "البادل تنس"، وذلك ضمن خطة شاملة للارتقاء بمنشآت النادي وتحويله إلى مركز رياضي نموذجي يلبي تطلعات جميع المنتسبين إليه.
وفي إطار الاهتمام بالتنمية البشرية والتدريب، وافق المجلس على تنفيذ دورات تدريبية متخصصة داخل النادي، تشمل "دورة مدير الفعاليات الرياضية" و"دورة المدرب الشخصي"، بهدف تأهيل كوادر رياضية محترفة لسوق العمل، وهو ما يعكس رؤية الجامعة في ربط النشاط الرياضي بالتأهيل المهني للشباب.
وشهد الاجتماع الإعلان عن استضافة نادي جامعة حلوان لبطولة التحدي الأولى للاتحاد المصري للريشة الطائرة، بالإضافة إلى استضافة بطولة الجمهورية للكاراتيه تحت 15 و16 سنة، مما يؤكد قدرة النادي على تنظيم فعاليات رياضية كبرى ويعزز مكانته كوجهة رياضية مرموقة على المستوى الوطني.
وأكد رئيس الجامعة: نضع تطوير النادي في صدارة أولوياتها ولن تدخر أي جهد في سبيل الارتقاء به لينافس كبرى الأندية، مشيرًا إلى أن القرارات المتخذة اليوم تمثل خطوات هامة نحو تحقيق هذا الهدف.
من جانبه، أوضح الدكتور أحمد فاروق، المدير التنفيذي للنادي، أن التطور الملحوظ الذي يشهده النادي هو ثمرة عمل جماعي ورؤية استراتيجية واضحة من مجلس الإدارة، مضيفًا: "نسعى جاهدين لجعل نادي جامعة حلوان بيئة رياضية متكاملة تجمع بين المنافسة الشريفة والاحترافية والتأهيل المتميز، لخدمة طلاب جامعتنا ومجتمعنا الأكاديمي والرياضي على حد سواء."
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: أحمد فاروق اجتماع مجلس الإدارة الاتحاد المصري للريشة الطائرة السيد قنديل بطولة التحدي الأولى خطة مستقبلية نادي جامعة حلوان جامعة حلوان
إقرأ أيضاً:
كاتب رياضي سوداني: اتحاد الكرة متسول.. والصحافة الرياضية تحولت لسوق فساد
بعد طول ممارسة في الصحافة الرياضية عبر الخبر والتحليل والرأي، اتجه الأستاذ أبوبكر عابدين إلى التأريخ، فألف العديد من الكتب، بدءًا بتاريخ المريخ، بطبيعة الحال، بعضها رأى النور، وبعضها لا يزال ينتظر. في هذه السانحة، يعود عابدين من الماضي إلى الحاضر برفقة “التغيير”، ليضيء عتمته عبر الحوار التالي:
حاوره: عبدالله رزق
• لعلك لاحظت، بحسك التاريخي، ظاهرة تحول اللاعبين بعد نهاية حياتهم الرياضية إلى معلقين في التلفزيونات، بعد أن كانوا – قبل ظهور القنوات – يتحولون إلى مدربين. هل تعتقد أن خبرتهم في الملاعب تؤهلهم لأي من المهمتين؟
نعم، في السودان، وفي الفترة الأخيرة، يتحول اللاعب بعد اعتزاله إلى مدرب، معتمدًا على اسمه ونجوميته. وكثيرون منهم لم يحالفهم التوفيق، ومن ثم بدأت حكاية عقد كورسات تأهيلية للنجوم الكبار، أمثال برعي أحمد البشير، وود الشايقي، وجكسا، ورابح رمضان، ولكنهم لم يحققوا نجاحًا يماثل نجوميتهم، لأن التدريب، بجانب التأهيل الفني والأكاديمي، له متطلبات شخصية وذاتية تفرض نفسها وتحدد نجاح المدرب.
اتحاد الكرة قدم أسوأ نموذج لاستغلال فترة الحرب، فظهر كمتسول!
وقبل ذلك، ولج كبار النجوم مجال التحكيم، وحققوا نجاحًا كبيرًا، مثل شاكر النحاس، والخليفة موسى، ومنولي ستراس، وغيرهم. أما في مجال التعليق، فلم ينجح منهم أحد. وجاءت مشاركاتهم خجولة، ولم يحالف التوفيق إلا النذر اليسير، على عكس ما يحدث في مصر، التي نجح نجومها في كل المجالات.
• ما تقييمك لتجربة “البرنس”، نجم الهلال والمريخ السابق؟
هيثم مصطفى نجم بارز ولاعب مميز، ولكنه، ولأسباب كثيرة، لم يحقق النجاح لا في التدريب، ولا في التحليل والتعليق.
• وماذا عن تحول المشجعين إلى معلقين في الصحف الرياضية الورقية، التي أفسحت لهم المجال حتى عُرفت بـ”صحافة المشجعين”؟
ظاهرة تحول المشجعين إلى كتاب صحفيين صنعها بعض الإداريين وشجعوها لتصفية حساباتهم الشخصية ضد خصومهم ومنافسيهم. لذا نجد أن معظم الصحف يمتلكها ويمولها إداريون، وبالتالي، بعد هجمة “التتر المشجعين” على الصحف والكتابة، ضاعت الصحافة الرياضية، وفقدت البوصلة، وأصبحت أداة هدم أكثر منها أداة نصح ونقد وإرشاد. وبذلك، وُلدت صحافة المريخ والهلال من رحم الإداريين الفاسدين، أو قل “الجلابة” الذين ولجوا مجال الرياضة لغسيل الأموال ومداراة فسادهم المالي، بكل أسف.
• كيف يمكن لمثل هذه الصحافة أن تسهم في ترقية اللعبة وتطويرها؟
ظاهرة المشجعين الذين تحولوا إلى صحفيين ظهرت بشكل واضح خلال الثمانينيات. وأذكر أن منهم من كان يقود التشجيع في المدرجات، بدعم مالي كبير من الإداريين والأقطاب، حتى صارت لهم “أكل عيش”. ومن كثرة حديثهم عن اللاعبين والإداريين وقربهم منهم، تحولوا إلى الكتابة في الصحف. وبعد ذلك، أصبحوا كتابًا حتى جاءت حقبة التسعينيات البائسة، فتولوا المناصب، وتولى عدد كبير منهم رئاسة التحرير. ولو تفحصت رؤساء تحرير الصحف الرياضية في التسعينيات وحتى الآن، وراجعت سيرهم، لوجدتهم من كبار المشجعين الذين يقودون روابط المشجعين في المريخ والهلال والموردة، وكل ذلك برعاية الإداريين الجلابة والسياسيين الذين دفعت بهم حكومتا مايو والإنقاذ لتحقيق أغراضها المعروفة، والسماسرة الذين تحكروا على مقاعد الإدارات فأوردوها موارد الهلاك.وهذا ليس تقليلًا من شأن المشجعين، ولكن لكل مهنة مؤهلاتها!
لا أعتقد في اختفاء الهلال والمريخ من سماواتنا بنهاية الحرب وظهور أجرام جديدة..!
• يرتبط بفساد الإداريين إفساد الصحفيين بما يُتعارف عليه باسم “الزبالات”. ماذا عن هذه الممارسة التي تحرمها أخلاقيات المهنة؟
حكاية “الزبالة” وأخذ الرشاوى من الإداريين الذين يُكتب عنهم، قديمة تعود إلى حقبة الستينيات أيام صحيفة “الناس”، والتي كان رئيس تحريرها ومالكها يطلب من الكتّاب زيادة دخلهم بـ”القبض” من الذين يكتبون عنهم. ومن ثم، تواصلت هذه العادة. وبالمناسبة، هي عادة عالمية، وحدثت فيها فضائح مدوية تتعلق بتلقي صحفيين ثمن ما يكتبون.
• وماذا عن “الأناطين”، كجزء من هذا الفساد الرائج؟
حكاية “الأناطين” موضة انتهت بانتشار العلم والوعي والمعرفة.
• بالمناسبة، ما صحة ما قاله هيثم مصطفى عن شراء بعض الصحفيين بصحن فول أو سكراتش؟
ما قاله هيثم مصطفى عن شراء الصحفي بطبق فول هو تقييم شخصي وتجربة ذاتية. وعندما نقول إن المشجعين المتعصبين ولجوا مجال الصحافة والإعلام دون تأهيل أكاديمي، فإن ما قاله قد يكون صحيحًا أو واردًا، ولكن ليس بشكل مطلق.
• كيف تنظر لحاضر الصحافة الآن؟
الآن، لا توجد صحافة بالمعنى الحقيقي والمهني، فقد أصبحت سوقًا لترويج بضاعة الصراع بين المريخ والهلال، وأصبحت سطحية التناول، تفتقر للمهنية في النقد، وتركز على كرة القدم وتتجاهل المناشط الرياضية الأخرى، إلا النزر اليسير. وأصبح الاهتمام بالإداري أكبر من الاهتمام باللاعب.
هيثم مصطفى لم ينجح كمدرب في الملاعب، ولا كمعلق رياضي في التلفزيون..!
• كيف أثرت الحرب على الرياضة، وعلى كرة القدم، وفي طليعتها المريخ والهلال والفريق القومي؟
نعم، الحرب أثرت على كل مناحي الحياة تأثيرًا سلبيًا كبيرًا دون شك، وللرياضة نصيب كبير في الخراب. وأكبر دليل ما يُمارس الآن في مرافق الرياضة المختلفة، من سلوك يبدأ من الاتحاد العام، والاتحادات المحلية، وعدد من الأندية، على رأسها المريخ والهلال. ولو رُفع ثوبها لرأيت عفن الفساد المالي وغياب الشفافية وغسيل الأموال، ومداراة العمل التجاري غير الشرعي خلف ستار كرة القدم، رغم أنف لائحة تراخيص الأندية..!
• هل تتوقع اختفاء الهلال والمريخ من سمائنا بنهاية الحرب، لإفساح المجال أمام أجرام جديدة بمستوى المرحلة؟
لا، لا أتوقع اختفاء المريخ والهلال بعد الحرب، بل على العكس، أعتقد أنهما يمكن أن يتعافيا، وتتعافى الرياضة بتعافي الوطن الكبير من هذه الكارثة التي ألمّت به.
• فيما وراء الحدود، أصبحت الرياضة صناعة تحقق أرباحًا طائلة للمستثمرين فيها. أين يقف السودان من هذا التطور؟
كرة القدم العالمية أصبحت استثمارًا، وتحقق أرباحًا طائلة إذا ما أُديرت بعقليات متفتحة. والتجربة بدأت في إفريقيا بإقامة الأكاديميات، واستجلاب الخبراء. والسودان زاخر بالمواهب، فإذا ما تولى أمره أهل الخبرة، لانعتق من ذلك السجن الذي بناه حوله الجلابة والسماسرة والمنتفعون المخربون، بكل أسف، وهم أمام ناظرينا الآن.
كبار مشجعي الهلال والمريخ انتقلوا من المدرجات إلى مقاعد رؤساء التحرير..!
• كيف يخرج السودان من هذه العتمة؟
طريق السودان للانعتاق يبدأ ببناء الأكاديميات، والاهتمام بالنشء والبنى التحتية. وهو السبيل الوحيد لخروج السودان من هذا النفق المظلم.
• كان للمريخ طموح للتحول إلى شركة، كخطوة في هذا الطريق. أين انتهى ذلك الحلم؟
المريخ يحلم، والهلال يحلم، ولكنها أحلام ظلوط، في ظل الإدارات العقيمة المتسلقة بواسطة السلطات السياسية، في كل الأوقات، لأهداف أخرى خفية عن أنظار الجمهور. وليس هناك إعلام راشد يكشف تلك الألاعيب القبيحة.
• أخيرًا، كيف تنظر إلى حاضر العمل الإعلامي؟
أرى أن الإعلام، بصورة عامة، دون المستوى المطلوب، وذلك لولوج كل من لا مهنة لهم في هذا المجال، دون تأهيل أكاديمي أو حتى موهبة. والصعوبات التي تواجه الإعلام، ممثلة في عدم وجود الجو الديمقراطي الحر، الذي يمكن أن يؤدي فيه رسالته بحرية. وكذلك الظروف الاقتصادية السيئة، التي تنعكس سلبًا على كل شيء.
الصحافة أصبحت سوقًا لترويج بضاعة صراع الهلال والمريخ..!
• ماذا عن الصحافة الإلكترونية، كبديل محتمل؟
الصحافة الإلكترونية هي نمط جديد، يؤدي رسالته بالسرعة المطلوبة، والوسيلة السهلة، وسرعة الانتشار للخبر والصورة الحية. بيد أن من عيوبها ولوج كل من يكتب بلا ضوابط. فلا بد لها من أن تضبط نفسها إزاء الانفلات الذي يحدث الآن. فالصحافة الإلكترونية أفضل بكثير من الورقية، التي أصبحت من الماضي، شأنها شأن أفلام كوداك للتصوير الفوتوغرافي.
• يلاحظ أنك غير راضٍ البتة عن الاتحاد العام وربما الاتحادات المحلية أيضًا. ما هي مآخذك على هذه الإدارات الرياضية؟
في تقديري، إن اتحاد كرة القدم السوداني قدم أسوأ نموذج لاستغلال فترة الحرب، فظهر كمتسول لكل الاتحادات العربية. ورغم الأموال المتدفقة من الكاف والفيفا والجهات الحكومية، إلا أنها لم تذهب لمستحقيها، وطفحت روائح الفساد المالي، وكثرت سفريات عناصر الاتحاد، التي كانت قد طالتها من قبل قضايا فساد مالي قبيحة، وتمت إدانة بعضهم، ولا يزالون في مواقعهم. حال الاتحاد لا يُسر أحدًا، ولا يُشرف أبدًا. وبكل أسف، فإن بعض قادة الاتحاد يلعبون لعبة الانتخابات من لحظتها الأولى، بتغييب بعض مكونات الجمعية العمومية الرئيسة والمهمة، خوفًا على مناصبهم. وعلى رأس تلك المكونات: المدربون، والحكام، واللاعبون. وهم أساس اللعبة. وحجة قادة الاتحاد أنهم لم يقيموا جمعية عمومية لإجازة نظام أساسي خاص بهم، وهذا أمر متعمد، وبكل أسف، وساهم في ذلك اللاعبون والحكام والمدربون!!
حكاية الأناطين انتهت، والزبالات مستمرة بعد أن تحولت إلى لف عالمي..!
لقد آن الأوان لتغيير قانون الشباب والرياضة، باعتباره واجب الساعة، بحيث يبقى الصوت الأعلى في تكوين الاتحاد العام لأندية الممتاز، والمدربين، والحكام، واللاعبين، والمرأة. فكثرة الاتحادات المحلية اللافتة للنظر، ما هي إلا وسيلة من وسائل أصحاب الضمائر الخربة في شراء الأصوات. ونرى ذلك بيِّنًا في توزيع فرص السفر الخارجي والنثريات. وهي صورة قبيحة، وهي واحدة من أسباب تدهور وانهيار كرة القدم. فانتخابات الاتحاد السوداني، بكل أسف، سوق للبيع والشراء، وسباق نحو المريخ والهلال لاحتلال مواقع فيهما. وهذه صورة قبيحة. إذ الواجب أن تكون مقاعد الاتحاد للكفاءات دون اعتبار للأندية. وقانون الرياضة الأعرج يتيح للاتحادات المحلية التأثير على نتيجة الانتخابات. وكلنا يعلم علم اليقين بأن البيع والشراء هو سيد الموقف، ومنذ عهد بعيد. وهذا هو سبب نكستنا، والسبب في وجود هذه العاهات في قيادة الاتحاد المريض.