مع تفاقم الأزمة الإنسانية في قطاع غزة، تستعد مؤسسة أمريكية حديثة النشأة، تُدعى "مؤسسة غزة الإنسانية" (GHF)، لإطلاق عملية واسعة لتوزيع المساعدات، بدعم مباشر من واشنطن ومشاركة شركتين أمنيتين أمريكيتين. فماذا نعرف عن هذه الخطة التي تواجه عدة انتقادات؟ وما الدور الذي ستلعبه الشركات الأمنية في تنفيذها؟ اعلان

أعلنت مؤسسة GHF أنها ستبدأ عملها الميداني في غزة قبل نهاية أيار/مايو الجاري، عقب محادثات مع مسؤولين إسرائيليين تسمح بمرور المساعدات عبر الآليات القائمة مؤقتًا، بانتظار إنشاء "مواقع توزيع آمنة" تديرها المؤسسة.

وفي رسالة رسمية وجهها المدير التنفيذي جيك وود إلى الحكومة الإسرائيلية، طالبت المؤسسة بالسماح بتوسيع هذه المواقع لتشمل شمال القطاع، لا جنوبه فقط كما تقضي الخطة الإسرائيلية الحالية.

وكتبت المؤسسة: "الاستجابة الإنسانية الناجحة يجب أن تشمل كافة السكان المدنيين في غزة". وأضافت أنها بحاجة إلى 30 يومًا لإنشاء هذه المواقع في الشمال، داعية إسرائيل إلى تسهيل تدفق المساعدات عبر القنوات القائمة خلال هذه الفترة.

فلسطينيون يكافحون للحصول على الطعام في مطبخ جماعي بخان يونس في قطاع غزة، الأحد 11 أيار/مايو 2025. Abdel Kareem Hana/ AP

وتُشير الوثائق الصادرة عن المؤسسة إلى أنها تهدف في المرحلة الأولى لإيصال المساعدات إلى 1.2 مليون فلسطيني، على أن ترتفع القدرة الاستيعابية لاحقًا إلى أكثر من مليوني شخص.

وقد تعهدت بتوزيع 300 مليون وجبة خلال التسعين يومًا الأولى، بتكلفة تقدّر بـ1.30 دولار أمريكي للوجبة المعلّبة، تشمل الخدمات اللوجستية والتوزيع والأمن. كما تشمل الخطة توفير مستلزمات النظافة والإمدادات الطبية بآليات مراقبة مشدّدة لمنع تحويل وجهتها.

شركتا أمن أمريكيتان في الميدان

من المقرّر تنفيذ الخطة الأمريكية مع شركتين أمنيتين هما: Safe Reach Solutions وUG Solutions. الأولى كُلّفت بتأمين نقاط التفتيش وتفتيش المركبات المتجهة إلى شمال غزة، فيما تتولى الثانية، ومقرها ولاية كارولينا الشمالية، تنسيق العمل الميداني على الأرض.

أسس شركة UG Solutions جيمسون جوفوني، الجندي الأمريكي السابق في القوات الخاصة، الذي صرّح سابقًا بأنه ساهم في تأسيس برنامج لرصد الخلايا المسلحة التي يصعب اكتشافها عالميًا.

فلسطينيون يكافحون للحصول على الطعام في مطبخ جماعي بمدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، الجمعة 9 أيار/مايو 2025.Abdel Kareem Hana/ AP

وتشير الشركة عبر موقعها الإلكتروني إلى أنها تنشط في مناطق عالية الخطورة، وتقدم خدمات أمنية وإنسانية تهدف إلى حماية الأفراد والممتلكات على مستوى عالمي.

ويأتي ذلك في وقت لا تزال فيه إسرائيل تمنع دخول الغذاء والماء والدواء إلى غزة منذ انتهاء الهدنة مع حركة حماس في 1 آذار/مارس.

Relatedأعمال نهب في غزة بسبب شح الطعام والمجاعة تنهش أجساد سكان القطاع المحاصر سكان غزة بين مخالب المجاعة: عشرات المطابخ المجتمعية تغلق أبوابها بسبب نفاد الإمداداتغزة تواجه خطر المجاعة بسبب الحصار: الآلاف يعودون من المطابخ الخيرية بأوعية فارغة

وقد حذّرت الأمم المتحدة بدورها من أن القطاع بات "على شفير المجاعة"، مؤكدة أن واحدًا من كل خمسة أشخاص، أي نحو نصف مليون فلسطيني، مهددون بالموت جوعًا، مع استمرار الحرب على القطاع والتي بدأت في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023.

وفي حين تروّج المؤسسة لمبادرات تبرّع فردية، بينها حملة لتوفير 50 وجبة مقابل 65 دولارًا، وتشير إلى أن خطتها المثيرة للجدل تلقى دعمًا من الولايات المتحدة، تبقى الأسئلة معلقة: هل سيشكل هذا التحرك استجابة فعلية للأزمة في قطاع غزة، أم أنه سيكون مجرد محاولة لضبط المساعدات ضمن معادلة مشروطة؟

انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة

المصدر: euronews

كلمات دلالية: دونالد ترامب سوريا غزة ألمانيا قطر روسيا دونالد ترامب سوريا غزة ألمانيا قطر روسيا أزمة إنسانية قطاع غزة مجاعة إسرائيل الولايات المتحدة الأمريكية المساعدات الإنسانية ـ إغاثة دونالد ترامب سوريا غزة ألمانيا قطر روسيا الحرب في أوكرانيا أحمد الشرع قطاع غزة محادثات مفاوضات فولوديمير زيلينسكي حركة حماس قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

الأونروا: نواصل تقديم المساعدات المنقذة للحياة في غزة وسط الحرب والمجاعة

أكدت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل للاجئين الفلسطينيين "أونروا"، اليوم /الاثنين/، أنها تواصل تقديم المساعدات المنقذة للحياة والخدمات الأساسية لنحو مليوني فلسطيني يعانون من الحرب والمجاعة في قطاع غزة.


وأشارت الأونروا - في تقرير لها حول عملها في الأراضي الفلسطينية خلال الفترة الممتدة بين يناير 2025 وحتى اليوم - إلى أنها تظل أكبر مزود للرعاية الصحية الأولية وسط المجاعة في مدينة غزة والظروف غير الإنسانية بجميع أنحاء القطاع، وفقا لما نقلته وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا).


وأوضحت أن أكثر من ألف موظف صحي تابع للأونروا يعملون على تشغيل 6 عيادات و20 نقطة طبية، في أنحاء القطاع المختلفة، لافتة إلى أن طواقمها أفادت خلال شهر سبتمبر الماضي بوجود أكثر من 94 ألف نازح فلسطيني في 60 مركز للإيواء يتبع لإدارتها.


وأضافت أن موظفيها يعملون في ظروف كارثية، ويبذلون كل ما بوسعهم لتقديم الخدمات للمحتاجين، وذلك رغم الأزمة المالية الحادة التي تعاني منها، وحذرت مرارا من تداعياتها في ظل التدهور الشديد بالأوضاع الإنسانية للاجئ قطاع غزة.


وجددت الأونروا تأكيدها على امتلاكها ما يكفي من المواد الغذائية في مستودعاتها، لتزويد جميع المواطنين بغزة لمدة تصل إلى 3 أشهر، تحت وطأة المجاعة الناجمة عن إغلاق الاحتلال الإسرائيلي المعابر أمام المساعدات الإنسانية والإغاثية.
 

طباعة شارك وكالة الأمم المتحدة غوث وتشغيل للاجئين الفلسطينيين تقديم المساعدات المنقذة للحياة قطاع غزة الحرب والمجاعة

مقالات مشابهة

  • بعد مرور عامين على العدوان.. رصد جهود القاهرة في إدخال المساعدات لغزة
  • موفد "القاهرة الإخبارية" لمعبر رفح المصري يرصد جهود ادخال المساعدات لغزة
  • تايمز: هذه خطة إسرائيل البديلة لغزة إذا فشلت خطة ترامب
  • سقوط 7 مصابين بنيران قوات الاحتلال قرب مراكز توزيع المساعدات
  • خالد العناني.. ماذا نعرف عن أول مصري وعربي يُنتخب رئيسا لليونسكو.. ولماذا وصف السيسي فوزه بـالكاسح؟
  • في شرم الشيخ.. جلسات غير مباشرة بين الوفدين الفلسطيني والإسرائيلي لبحث تهيئة الأوضاع الميدانية للإفراج عن المحتجزين والأسرى
  • الأونروا: نواصل تقديم المساعدات المنقذة للحياة في غزة وسط الحرب والمجاعة
  • غزة بين جرائم العدو الإسرائيلي وآمال التهدئة .. ماذا بعد موافقة المقاومة على خطة ترامب؟
  • “الغذاء والدواء” تنظم لقاءً تشاورًيا مع ممثلي قطاع الأجهزة الطبية ومستلزماتها
  • ارتفاع حصيلة إبادة إسرائيل لغزة إلى 67 ألفا و139 شهيدا