الضوياني لـ"الرؤية": الوثائق التاريخية تُرسِّخ الهوية الوطنية وتُسهم في تنشيط السياحة الثقافية
تاريخ النشر: 17th, May 2025 GMT
◄ هيئة الوثائق شريك رئيسي في تنظيم المؤتمر الدولي حول المتاحف بمشاركة 20 دولة
◄ معارض وثائقية داخل السلطنة وخارجها تُجسِّد العمق الحضاري لسلطنة عُمان
◄ التحول الرقمي والتقنيات التفاعلية أدوات جديدة في عرض الوثائق وتعزيز تجربة الزوار
الرؤية- مدرين المكتومية
أكد سعادة الدكتور حمد بن محمد الضوياني رئيس هيئة الوثائق والمحفوظات أن مشاركة الهيئة في تنظيم المؤتمر الدولي حول "المتاحف ودورها في التنمية السياحية"، تعكس الدور الرائد للهيئة في تنشيط السياحة الثقافية، من خلال ما تعرضه من وثائق تاريخية تُرسِّخ الهوية الوطنية.
وتنطلق اليوم الأحد أعمال المؤتمر الدولي: "المتاحف ودورها في التنمية السياحية"، والذي تحتضنه سلطنة عُمان، في متحف عُمان عبر الزمان بولاية منح بمحافظة الداخلية؛ بمشاركة نُخبة من الباحثين والخبراء من مختلف دول العالم. وقال الضوياني- في حوار خاص مع "الرؤية"- إن هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية أحد الشركاء الرئيسيين في تنظيم هذا الحدث الثقافي البارز، وذلك بفضل دورها الحيوي في حفظ الذاكرة الوطنية وتعزيز السياحة الثقافية من خلال إبرازها للأبعاد التاريخية لعُمان عبر الوثائق والمحفوظات.
وأضاف أن المؤتمر يُسهم في تسويق سلطنة عُمان؛ باعتبارها بلدًا ثقافيًا وحضاريًا في المنطقة العربية، مع التركيز على الواقع السياحي الأثري في عُمان ومستقبله، وتسليط الضوء على أهمية الدور الثقافي والتعليمي للمتاحف في السلطنة، وإبراز أهمية التقنيات الرقمية الحديثة في العرض المُتحفي ودورها في الترويج السياحي لسلطنة عُمان.
وإلى نص الحوار....
** ما الدور الذي تؤديه هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية في دعم المُؤتمر الدولي حول المتاحف؟
الهيئة من المؤسسات المُتعاونة مع المُتحف لتنظيم المؤتمر الدولي حول المتاحف، وهي شريك مهم في مختلف اللجان المنظمة للمؤتمر، وقد أسهمت إسهامًا كبيرًا في التنظيم لهذا المؤتمر بدءًا منذ فكرة التنظيم إلى جانب المشاركة في تحكيم واختيار الأوراق العلمية المشاركة والتي بلغ عددها 40 ورقة عمل موزعة على 4 محاور، وبمشاركة باحثين من 20 دولة، وهم من المهتمين بالمتاحف والسياحة والآثار والتاريخ والتعليم، كما سيشمل المؤتمر تقديم 6 ورش عمل خلال أيام المؤتمر الثلاثة، ويهدف هذا المؤتمر إلى إبراز دور المتاحف والمواقع والأماكن الأثرية في تعزيز التنمية السياحية، والعمل على نشر الوعي لدى أفراد المجتمع بأهمية المتاحف في التنمية السياحية، ودراسة العلاقة التبادلية بين المؤسسات المعنية بالجانب السياحي ودورها في تنشيط حركة المتاحف، الى جانب تعزيز جوانب التعاون بين متاحف السلطنة والمتاحف العربية والعالمية واستعراض تجاربها، وتعزيز دور المتاحف في التعريف بالجوانب الحضارية والثقافية لسلطنة عُمان، إضافة الى تسويق سلطنة عُمان باعتبارها بلدًا ثقافيًا وحضاريًا في المنطقة العربية، والتركيز على الواقع السياحي الأثري في سلطنة عُمان ومستقبله، وتسليط الضوء على أهمية الدور الثقافي والتعليمي للمتاحف في سلطنة عُمان، والتركيز أيضاً على أهمية التقنيات الرقمية الحديثة في العرض المُتحفي ودورها في الترويج السياحي لسلطنة عُمان.
** ما المحاور والموضوعات التي سيتطرق لها المؤتمر الدولي حول المتاحف؟
موضوعات ومحاور المؤتمر تتضمن محور "المؤسسات المُتحفية والتراثية" والذي يُبرز أهمية المتاحف والآثار ودورها في تنمية السياحة، والبعثات الأثرية ودورها في البحث عن العمق الحضاري والتاريخي، والقوانين والنظم التشريعية للمتاحف ودورها في حماية التراث الوطني، ودور المنظمات الدولية في حماية المكونات المُتحفية والتراثية، والعلاقات التنظيمية بين المؤسسات التراثية والمُتحفية والمؤسسات السياحية، الى جانب الخطط التطويرية والتنموية لتهيئة المواقع الأثرية والمُتحفية في المجال السياحي.
ويُسلط محور "الاقتصاد والسياحة المُتحفية" الضوء على المساهمة المُتحفية في التنمية السياحية والاقتصادية، والبعد الاقتصادي للتنمية السياحية، والموارد المالية والبشرية ودورها في السياحة المُتحفية، ودور وكالات السفر في الترويج السياحي وتعزيزها لدور المتاحف، وتعزيز مساهمة المتاحف والأماكن الأثرية والتاريخية والمؤسسات الثقافية الحكومية والخاصة في الدخل الوطني والفردي، والعمل على الاستثمار المستدام في مجال المتاحف، الى جانب المواسم السياحية والترويج المُتحفي والأثري.
في حين يركز محور "الدور الثقافي والتعليمي للمتاحف" على المناهج الدراسية وتضمينها لأهمية المتاحف في خدمة التعليم وتنميتها لدى الأجيال الطلابية، والتعاون بين المتاحف والمؤسسات التعليمية والأكاديمية والدور السياحي والثقافي للمتاحف الخاصة، والقيمة التاريخية والاجتماعية لدور المتاحف في خدمة البحث العلمي، ودور المتاحف في نشر الثقافة السياحية وخدمتها للمجتمع، الى جانب دور المتاحف في صناعة المحتوى التعليمي والفكري للفرد والمجتمع.
أما محور "التقنيات الرقمية في العرض المُتحفي ودورها السياحي"، فيتناول التقنيات الحديثة ودورها في خدمة المؤسسات المُتحفية، والتجارب التقنية الدولية في المتاحف وتأثيرها على السياحة الثقافية، والتوظيف التقني الافتراضي للمواقع الأثرية السياحية في المتاحف، الى جانب التقنيات الرقمية في المتاحف وتعزيزها للجانب المعرفي والفكري، والعمل توظيف الذكاء الاصطناعي في العرض المُتحفي.
** كيف تُسهم الهيئة في إبراز أهمية الوثائق التاريخية ضمن السياحة الثقافية؟
تؤدي الهيئة دورًا فاعلًا ومحوريًا في تنشيط السياحة الثقافية؛ وذلك من خلال مجموعة من المجالات التي تبنتها منذ وقت مبكر، ومنها: افتتاحها للمعرض الدائم للوثائق والمحفوظات الوطنية الذي يُعد نافذة مُهمة تبرز العمق التاريخي والحضاري الذي تزخر به سلطنة عُمان، ويعطي للسائح صورة واضحة عن تاريخ هذا البلد العريق من خلال مجموعة مهمة من الوثائق والصور والخرائط الموزعة على أركان المعرض المختلفة، وهو بحد ذاته يعطي انطباعًا جيدًا عن الأدوار الحضارية التي قامت بها عُمان على مختلف الحقب التاريخية. وكذلك افتتاحها للمعرض المُتحفي الوثائقي الدائم في جزيرة لامو بجمهورية كينيا، يبرز الوجود والأثر العُماني في الجزيرة ويؤكد على عمق العلاقات التاريخية بين البلدين. وافتتاح المعرض الوثائقي في المقبرة السلطانية بزنجبار، والذي أبرز الشواهد التاريخية المبنية على الوثائق والحقائق وأكد عظمة التاريخ العُماني؛ مما عزز من فهم الزوار للمعرض لتاريخ عُمان وحضارتها، وشجَّع الحركة السياحية في المنطقة. إلى جانب تنفيذ الهيئة للمعرض الوثائقي الدائم في قلعة ممباسا في كينيا، بالتعاون مع الجهات المختصة في كينيا، حول العلاقات العُمانية الكينية والوجود العُماني في شرق أفريقيا.
كما نظمت الهيئة معارض وثائقية دولية ومحلية، بهدف إبراز حضارة هذا البلد العريق، وعلاقاته مع دول العالم المختلفة، الى جانب قيام الهيئة بتوفير منصات رقمية هامة متاحة للعموم، ومنها محرك البحث عن المحفوظات، وإنتاجها لمجموعة من الأفلام والمقاطع المرئية القصيرة التي تتحدث عن تاريخ المحافظات والمدن العُمانية، الى جانب نشاطها عبر وسائل التواصل الاجتماعي للتعريف بالمكنون الوثائقي الذي تزخر به الهيئة، ومشاركتها ودعمها للمؤسسات المختلفة في الدولة، لتنظيم الندوات والمعارض، فضلًا عن دعمها بمجموعة من الوثائق التي تقدم للزائر بطريقة عرض جاذبة؛ سواء كان ذلك داخل السلطنة أم خارجها، كما تعمل الهيئة في الوقت الحالي على تطوير مواد وثائقية مهمة، ستسهم في تعزيز السياحة الثقافية.
** ما طبيعة التعاون بين الهيئة والمتاحف لتعزيز حفظ وعرض الوثائق التاريخية؟
الهيئة داعمة وشريك مهم للمتاحف في السلطنة؛ إذ تعمل على مدها بالكثير من المواد الوثائقية المهمة لغرض عرضها في المتاحف خدمة للسياحة الثقافية.
** كيف يمكن للوثائق والمحفوظات التاريخية أن تعزز تجربة الزوار في المتاحف؟
الوثائق والمحفوظات التاريخية يمكنها أن تقوم بدور محوري وأساسي لتعزيز الزيارات المُتحفية، وذلك من خلال تقديمها للوثائق التاريخية بطريقة عرض مميزة تقدم بعد معرفي حول مضامينها التاريخية، الأمر الذي من شأنه إعطاء الزائر فهمًا أعمق بمضمونها ، وبطبيعة الحال فإن الوثائق والمحفوظات المعروضة بأنواعها وخاصة الأصلية منها كالمراسلات الخاصة والصحف والمعاهدات وغيرها تؤكد للزائر مصداقيتها وأهميتها ، مما يعزز ثقته بالمحتوى، كما تتيح الوثائق والمحفوظات المعروضة فرصة لجميع زوار المتاحف للتمعن وتحليل المحتوى، الأمر الذي يسهم في تطوير التفكير التحليلي النقدي وخاصة للدارسين؛ سواء طلاب المدارس أو طلاب المراحل الدراسية العُليا، كما نؤكد أن عرضنا للوثائق التي تتحدث عن تاريخ عُمان بإنجازاتها خلال مختلف الحقب، ومراحل التطور الذي شهدتها، يُسهم بشكل كبير في غرس قِيَم الهُوية والمواطنة.
** هل هناك مبادرات لجعل الوثائق التاريخية أكثر تفاعلية باستخدام التقنيات الحديثة؟
بطبيعة الحال، فإنَّ التحول الرقمي نهج تسير عليه الهيئة، فمنذ وقت مُبكر شُكلت لذلك لجان فنية متخصصة تعمل على هذا الموضوع، وما طريقة العرض المُتاحة في المعرض الدائم للوثائق والمحفوظات إلّا خير شاهد على ذلك، إلى جانب طرائق العرض التفاعلية في المعارض الوثائقية التي تنظمها الهيئة في مختلف المدارس والتي تُتيح للطلبة التعامل مع الوثيقة، ومعرفة محتواها وتحليله.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
رئيس غرفتي صناعة الأردن وعمان: رفع العقوبات الأمريكية عن سوريا سيسهم في تنشيط حركة البضائع والتحويلات المالية
عمان-سانا
أكد رئيس غرفتي صناعة الأردن وعمان المهندس فتحي الجغبير أن رفع العقوبات الأمريكية عن سوريا سيسهم في تنشيطحركة البضائع والتحويلات المالية، وتسهيل تدفق السلع والخدمات، ويعزز البيئة الاستثمارية بين سوريا والأردن.
ونقلت وكالة الأنباء الأردنية بترا عن الجغبير دعوته إلى تعزيز العلاقات الاقتصادية بين الأردن وسوريا، في ظل ما يربطهما من مصالح مشتركة، موضحاً أن صادرات المملكة إلى سوريا بلغت خلال الشهرين الأولين من العام الحالي 13 مليون دينار، بزيادة 40 بالمئة مقارنة بالفترة نفسها من 2024.
وأشار إلى أن 25 شركة صناعية أردنية ستشارك في المعرض الدولي للبناء بيلدكس بنسخته الـ 22 في الفترة ما بين الـ 27 والـ 31 من أيار القادم، الذي سيقام على أرض مدينة المعارض بدمشق.
وبين أن الشركات الصناعية الأردنية المشاركة في المعرض تمثل قطاعات مرتبطة بإعادة الإعمار، ولا سيما البنية التحتية ومواد البناء والطاقة، إلى جانب الصناعات الهندسية التي يتمتع بها الأردن بقدرات تنافسية كبيرة.
وقال الجغبير: إنه سيتم تنظيم زيارة لوفد صناعي على هامش أعمال المعرض، يضم ممثلين عن شركات صناعية تعمل في عدة قطاعات، لبحث عقد شراكات تجارية وإقامة صناعات تكاملية.
وأشار رئيس الغرفتين إلى أنه سيتم خلال الزيارة عقد لقاءات عمل مع عدد من الوزارات والمؤسسات المعنية بالتبادل التجاري بين البلدين.
تابعوا أخبار سانا على