البلاد – طرابلس
على وقع الاحتجاحات والتصعيد المتواصل في ليبيا، يمثل قرار المجلس الأعلى للدولة بسحب الشرعية من حكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبد الحميد الدبيبة لحظة فارقة في المشهد السياسي الليبي، تعكس تصعيداً مدروساً في سياق أزمة مركبة تعانيها البلاد منذ سنوات. إذ يأتي هذا الإعلان، الذي حمل بعداً سياسياً وقانونياً وشعبياً، استجابة لحراك شعبي متصاعد في العاصمة طرابلس ومدناً أخرى، في وقت يتراجع فيه الأداء الحكومي وتتزايد مظاهر الانقسام المؤسسي.


البيان الرسمي الصادر عن المجلس الأعلى للدولة لم يكتف بإدانة استمرار الحكومة، بل أشار بشكل مباشر إلى إخفاقها في إنجاز الاستحقاقات الانتخابية وتجاوزها المدة القانونية، مع تحميلها مسؤولية تعميق الأزمة الاقتصادية والسياسية. ويُقرأ هذا الموقف باعتباره خطوة نحو إعادة تشكيل التوازنات داخل السلطة التنفيذية، مدعوماً بقرار البرلمان الغربي بتكليف النائب العام التحقيق مع الدبيبة ومنعه من السفر، ما يعكس تنسيقاً ضمنياً بين المؤسستين التشريعيتين بهدف فرض مرحلة انتقالية جديدة.
في المقابل، تصر حكومة الدبيبة على الاستمرار في أداء مهامها، معتبرة الحديث عن استقالات وزارية مجرد شائعات غير موثوقة، في محاولة منها لاحتواء الموقف وإظهار تماسك مؤسسي في وجه الضغوط. غير أن نبرة البيان الحكومي توحي بإدراك عميق لحجم التحديات وارتفاع منسوب العزلة السياسية.
التحرك نحو تشكيل حكومة مؤقتة خلال 48 ساعة، كما ورد في بيان المجلس الأعلى، يفتح الباب أمام إعادة ترتيب المشهد، لكنه في الوقت ذاته يحمل مخاطر متعلقة بفراغ محتمل، خاصة في ظل غياب توافق واضح بين الفرقاء السياسيين وتباين المواقف الإقليمية والدولية تجاه شرعية المؤسسات القائمة.
وعليه، فإن ليبيا تقف أمام مفترق طرق جديد، تتقاطع فيه الديناميكيات الداخلية مع الحسابات الدولية، وسط تساؤلات مشروعة حول قدرة النخب السياسية على الالتزام بمسار توافقي يفضي إلى انتخابات نزيهة تنهي مرحلة الجمود وتعيد بناء مؤسسات الدولة على أسس شرعية وشاملة.

المصدر: صحيفة البلاد

إقرأ أيضاً:

مظاهرات ضد حكومة الدبيبة، واستقالة بعض الوزراء

شهدت العاصمة طرابلس اليوم الجمعة مظاهرات في ميدان الشهداء وأمام ديوان رئاسة الوزراء تطالب برحيل حكومة الوحدة.

ورفع المتظاهرون شعارات تطالب بإسقاط حكومة الوحدة الوطنية، وذلك على خلفية التوترات الأمنية التي شهدتها العاصمة خلال اليومين الماضيين التي أدت إلى وقوع قتلى وجرحى إلى جانب أضرار مادية.

وبالتوازي مع هذه المظاهرات، أعلن عدد من وزراء حكومة الوحدة الوطنية استقالتهم من مناصبهم واصطفافهم مع الشعب بحسب ما نشر عبر صفحاتهم على فيسبوك.

واستقال كل من: وزير الحكم المحلي بدرالدين التومي، ووزير المرافق والإسكان أبوبكر الغاوي إلى جانب وزير الصحة المكلف الموقوف على ذمة التحقيق رمضان أبوجناح، ووزير الموارد المائية محمد قنيدي.

وجاء عبر حسابات الوزراء: “لقد حاولنا الإصلاح، لكن الحكومة لم تستجب، رغم كل المحاولات المخلصة والنداءات الصادقة من أجل المصلحة العامة وتقليل المعاناة عن المواطن”.

في المقابل، أكد عدد من أهالي مدينة مصراتة، رفضهم لمحاولات بث الفتنة والانقسام؛ داعين إلى التمسك بالوحدة الوطنية، وعدم الانجرار وراء الشائعات، وفق تعبيرهم.

وأعلنوا في بيان لهم، تأييدهم لمسار بناء مؤسسات الدولة المدنية، ورفض حالة الفوضى؛ داعين إلى تحجيم دور المليشيات ونهب المال العام.

واستنكر الأهالي الزج باسم مدينة مصراتة في أحداث طرابلس، مؤكدين عدم علاقة المدينة بأي أعمال تسيئ للوطن أو تسعى لزعزعة الأمن.

المصدر: ليبيا الأحرار

الدبيبةمظاهرات Total 0 Shares Share 0 Tweet 0 Pin it 0

مقالات مشابهة

  • سحب الثقة من حكومة الوحدة يضع ليبيا بمفترق طرق
  • الكوني يؤكد دعم الجهود السياسية لاستقرار البلاد
  • مجلس النواب الليبي: تكليف النائب العام بمنع عبد الحميد الدبيبة من السفر
  • حراك نسوي يمني في عدن احتجاجا على انهيار الخدمات
  • مظاهرات ضد حكومة الدبيبة، واستقالة بعض الوزراء
  • ليبيا على صفيح ساخن .. الدبيبة يفقد شرعيته ومطالبات عاجلة بحكومة انتقالية | تقرير
  • ليبيا.. أنباء عن استقالة وزراء الدبيبة و متظاهرون يحاصرون مجلس الوزراء
  • استقالة 3 وزراء من حكومة الدبيبة في ليبيا
  • «عبدالقيوم»: دعم حراك إسقاط حكومة الدبيبة أهم واجب في هذا العام