سحب الثقة من حكومة الوحدة يضع ليبيا بمفترق طرق
تاريخ النشر: 17th, May 2025 GMT
البلاد – طرابلس
على وقع الاحتجاحات والتصعيد المتواصل في ليبيا، يمثل قرار المجلس الأعلى للدولة بسحب الشرعية من حكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبد الحميد الدبيبة لحظة فارقة في المشهد السياسي الليبي، تعكس تصعيداً مدروساً في سياق أزمة مركبة تعانيها البلاد منذ سنوات. إذ يأتي هذا الإعلان، الذي حمل بعداً سياسياً وقانونياً وشعبياً، استجابة لحراك شعبي متصاعد في العاصمة طرابلس ومدناً أخرى، في وقت يتراجع فيه الأداء الحكومي وتتزايد مظاهر الانقسام المؤسسي.
البيان الرسمي الصادر عن المجلس الأعلى للدولة لم يكتف بإدانة استمرار الحكومة، بل أشار بشكل مباشر إلى إخفاقها في إنجاز الاستحقاقات الانتخابية وتجاوزها المدة القانونية، مع تحميلها مسؤولية تعميق الأزمة الاقتصادية والسياسية. ويُقرأ هذا الموقف باعتباره خطوة نحو إعادة تشكيل التوازنات داخل السلطة التنفيذية، مدعوماً بقرار البرلمان الغربي بتكليف النائب العام التحقيق مع الدبيبة ومنعه من السفر، ما يعكس تنسيقاً ضمنياً بين المؤسستين التشريعيتين بهدف فرض مرحلة انتقالية جديدة.
في المقابل، تصر حكومة الدبيبة على الاستمرار في أداء مهامها، معتبرة الحديث عن استقالات وزارية مجرد شائعات غير موثوقة، في محاولة منها لاحتواء الموقف وإظهار تماسك مؤسسي في وجه الضغوط. غير أن نبرة البيان الحكومي توحي بإدراك عميق لحجم التحديات وارتفاع منسوب العزلة السياسية.
التحرك نحو تشكيل حكومة مؤقتة خلال 48 ساعة، كما ورد في بيان المجلس الأعلى، يفتح الباب أمام إعادة ترتيب المشهد، لكنه في الوقت ذاته يحمل مخاطر متعلقة بفراغ محتمل، خاصة في ظل غياب توافق واضح بين الفرقاء السياسيين وتباين المواقف الإقليمية والدولية تجاه شرعية المؤسسات القائمة.
وعليه، فإن ليبيا تقف أمام مفترق طرق جديد، تتقاطع فيه الديناميكيات الداخلية مع الحسابات الدولية، وسط تساؤلات مشروعة حول قدرة النخب السياسية على الالتزام بمسار توافقي يفضي إلى انتخابات نزيهة تنهي مرحلة الجمود وتعيد بناء مؤسسات الدولة على أسس شرعية وشاملة.
المصدر: صحيفة البلاد
كلمات دلالية: سحب الثقة من حكومة الدبيبة
إقرأ أيضاً:
نواب المنطقة الغربية يطالبون حكومة الدبيبة بالاستجابة لمطالب المتظاهرين
أصدر أعضاء مجلس النواب الممثلون للمنطقة الغربية بياناً طالبوا فيه بالاستجابة الفورية لمطالب المتظاهرين في كل المدن الليبية.
البيان حمل السلطة التنفيذية في المنطقة الغربية مسؤولية الفشل الذريع في تلبية الحد الأدنى من تطلعات المواطنين، وفي إدارة الأزمة الاقتصادية والخدمية والأمنية.
ودعا النواب إلى إطلاق مرحلة انتقالية عاجلة، تُشكل فيها حكومة كفاءات وطنية مصغرة، تتولى إدارة شؤون البلاد لفترة مؤقتة، على أن تكون مهمتها الأساسية الإعداد لانتخابات رئاسية وبرلمانية
وطالب البيان بفتح ملفات الفساد دون استثناء، وملاحقة كل من عبث بالمال العام، واستعادة الأموال المنهوبة، و إطلاق حوار وطني شامل ومسؤول، يجمع كل القوى الوطنية والمجتمعية من مختلف أنحاء البلاد، لوضع خارطة طريق واقعية تقود ليبيا إلى بر الأمان.