أكد ألفين تان، وزير الدولة للتجارة والصناعة، وأيضا الثقافة والمجتمع والشباب، وعضو البرلمان في سنغافورة، أن بلاده تولي أهمية متزايدة لتعميق الشراكات مع مصر في مختلف القطاعات، لا سيما في مجالات الاقتصاد الأخضر، التكنولوجيا، والثقافة. 

وشدد تان، خلال حواره مع "الفجر"، على أن بلاده تسعى لتعزيز الشراكات الاقتصادية والثقافية مع دول العالم، وعلى رأسها مصر، التي وصفها بأنها "شريك محوري يتمتع بموقع استراتيجي".

وأكد تان أن بلاده تولي أهمية استراتيجية لتعزيز شراكاتها مع العالم العربي والقارة الأفريقية، في مجالات الاقتصاد الرقمي، والابتكار، والاستدامة البيئية، مشددا على أن سنغافورة لا تنظر إلى هذه الشراكات من زاوية اقتصادية فقط، بل كجسور حيوية للتقارب الثقافي والتفاهم الحضاري، خاصة مع الدول ذات الثقل مثل مصر والسعودية والإمارات، وإلى نص الحوار…

 

كيف تنظر سنغافورة إلى علاقاتها الاقتصادية مع مصر في الفترة المقبلة؟
العلاقات بين بلدينا لها جذور تاريخية، لكنها تشهد الآن زخمًا جديدًا. مصر تعتبر بوابة إفريقيا والشرق الأوسط، ونحن في سنغافورة نرى فرصة استراتيجية للتعاون في مجالات النقل، الطاقة المتجددة، والاقتصاد الرقمي. الشركات السنغافورية أبدت اهتمامًا متزايدًا بالاستثمار في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، وهذا يعكس ثقتنا في السوق المصري والإصلاحات الاقتصادية الجارية

 

ما أبرز مجالات التعاون الاقتصادي التي ترى سنغافورة أنها واعدة مع مصر؟
نركز حاليًا على مجالات مثل الطاقة المتجددة، النقل البحري، الاقتصاد الرقمي، وإدارة الموانئ. شركات سنغافورية مثل PSA International تتابع باهتمام الفرص المتاحة في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، وهناك اهتمام متزايد بتكنولوجيا المياه والبيئة أيضًا.

 

وهل هناك خطط لتعزيز التعاون في مجالات غير تقليدية؟
بالتأكيد. نؤمن بأهمية تنويع قنوات التعاون، خاصة في الثقافة، الفنون، الرياضة، والتعليم التقني. هذه المجالات لا تعزز فقط التفاهم بين الشعوب، بل تمهد أيضًا لتعاون طويل الأمد قائم على التبادل المعرفي والإبداع.

 

كيف ترى سنغافورة فرص التعاون الاقتصادي مع الدول العربية والأفريقية في ظل التحديات العالمية الراهنة؟
في ظل التحديات العالمية المتزايدة، نؤمن بأهمية تنويع شراكاتنا الاقتصادية. نعمل على تعزيز علاقاتنا مع الدول العربية والأفريقية من خلال اتفاقيات تجارية واستثمارية جديدة، مع التركيز على مجالات مثل الاقتصاد الرقمي، والاستدامة، والتكنولوجيا المالية.

إفريقيا تمثل منطقة ذات إمكانات هائلة، خاصة في مجالات التكنولوجيا المالية والاقتصاد الرقمي. وسنغافورة يمكنها أن تكون جسرًا بين آسيان وإفريقيا في مجال التكنولوجيا المالية. كما أن اتفاقية التجارة الحرة القارية الأفريقية (AfCFTA) توفر فرصًا تجارية كبيرة داخل القارة وعلى المستوى الإقليمي والعالمي.

 

أنتم تحملون حقيبتين وزاريتين: الاقتصاد والثقافة. كيف توفقون بينهما؟
الربط بين الاقتصاد والثقافة ليس صعبًا كما يبدو. فالثقافة اليوم أصبحت عنصرًا من عناصر النمو، خاصة في اقتصاد المعرفة والإبداع. تمكين الشباب ثقافيًا يعزز قدرتهم على الابتكار، ويخلق جيلًا قادرًا على قيادة التحول الاقتصادي والاجتماعي.

 

ما الدروس التي يمكن أن تستفيد منها الدول النامية من تجربة سنغافورة؟
أهم درس هو الاستثمار في الإنسان. منذ بدايتنا، ركزنا على التعليم، والانضباط، والحوكمة الرشيدة. كما أننا لم نرَ في صغر المساحة أو قلة الموارد عائقًا، بل تحديًا يحفزنا على الإبداع والعمل بكفاءة.

 

وكيف يمكن لمصر وسنغافورة تبادل الخبرات في هذا الإطار؟
مصر لديها طاقات بشرية هائلة، وشباب موهوب في مجالات متعددة. يمكننا إطلاق برامج مشتركة في ريادة الأعمال، التدريب المهني، وتبادل الطلاب. كما نرحب بأي شراكة في مجالات الإدارة الذكية والخدمات الحكومية الرقمية.

 

ما أهمية الدور الذي يلعبه الشباب في أجندتكم الوزارية؟
الشباب هم مركز كل السياسات التي نعمل عليها. نؤمن أن كل استثمار فيهم هو استثمار في المستقبل. في سنغافورة، نتيح لهم فرصًا للابتكار، وندربهم على القيادة المجتمعية، ونمنحهم الثقة للمشاركة في صناعة القرار.

 

هل ترى أن الثقافة يمكن أن تكون جسرًا دبلوماسيًا فعالًا؟
بلا شك. الثقافة تقرّب بين الشعوب بطرق لا تستطيع السياسة أو الاقتصاد وحدهما تحقيقها. من خلال الموسيقى، السينما، المسرح، وحتى الطعام، نبني روابط وجدانية وإنسانية تتجاوز الحواجز اللغوية أو الجغرافية.

 

كيف تقيّمون دور مصر الإقليمي والدولي حاليًا؟
نرى أن لمصر دورًا محوريًا في استقرار المنطقة، ولها صوت مسموع في القضايا الدولية. كما أن قيادتها لملفات مثل التحول الأخضر، مكافحة التغير المناخي، وتعزيز الاستثمارات في إفريقيا، محل تقدير عالمي.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: الاقتصاد الرقمی فی مجالات

إقرأ أيضاً:

طرابلس.. حوار موسّع لتعزيز احترام الحقوق والحريات داخل المؤسسات الأمنية

شاركت مديرية أمن طرابلس، في جلسة حوارية نظّمها مكتب حقوق الإنسان بوزارة الداخلية تحت عنوان “آلية التواصل بين مكتب حقوق الإنسان ومكونات وزارة الداخلية”، وذلك في إطار تعزيز مفاهيم حقوق الإنسان داخل المؤسسات الأمنية.

وتطرقت الجلسة إلى أهمية الدور الذي يضطلع به مكتب حقوق الإنسان في ترسيخ المبادئ القانونية والإنسانية في بيئة العمل الأمني، وتطوير آليات التواصل والتعاون بين المكتب ومختلف مكونات الوزارة، بما يضمن احترام الحقوق والحريات وتطبيق المعايير الدولية المعتمدة في هذا المجال.

وشهدت الجلسة حضور عدد من ممثلي المكونات الأمنية التابعة لوزارة الداخلية، حيث تم تبادل وجهات النظر ومناقشة سبل تحسين الأداء وتعزيز الشراكة بين الجهات المعنية في سبيل تحقيق بيئة أمنية تحترم كرامة الإنسان وتصون حقوقه.

آخر تحديث: 1 يوليو 2025 - 14:21

مقالات مشابهة

  • الهيئة العامة للمنافسة توقع مذكرة تفاهم مع وزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار العُمانية لتعزيز التعاون في مجال حماية المنافسة
  • منظمة أممية: طفل يقتل أو يشوّه بالشرق الأوسط كل 15 دقيقة
  • وزير الأوقاف يلتقي وزيرة التجارة والصناعة بدولة الفلبين
  • شروط التقديم على مدرسة الضبعة النووية 2025.. أول مدرسة فنية نووية بالشرق الأوسط
  • وزير الخارجية: التكامل بين الدبلوماسية والسياسات الاقتصادية ضرورة لتعزيز مكانة مصر إقليميًا ودوليًا
  • وزارة الاقتصاد والصناعة تفتح باب الاكتتاب على مقاسم المدينة الصناعية في حلب وسط إقبال كبير
  • طرابلس.. حوار موسّع لتعزيز احترام الحقوق والحريات داخل المؤسسات الأمنية
  • تعلن وزارة الاقتصاد والصناعة أن الأخ انور جعدار قد تنازل عن الاسم تجاري(فاست تراك)
  • تعلن وزارة الاقتصاد والصناعة أن ورثة الأخ عبدالحكيم شعلان قد تنازلوا عن اسمين تجاريين
  • تعلن وزارة الاقتصاد والصناعة أن الأخ ابوبكر السقاف قد تنازل عن الاسم التجاري (مودة للصناعات الغذائية)