أكدت الشيخة اليازية بنت نهيان بن مبارك آل نهيان، السفيرة فوق العادة للثقافة العربية لدى المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم “الألكسو”، أن يوم المرأة الإماراتية مناسبة للاحتفاء بمسيرتها التي تفاعلت وتميزت بإبداع في مختلف المجالات.
وقالت الشيخة اليازية، في تصريح لوكالة أنباء الإمارات “وام” بمناسبة يوم المرأة الإماراتية الذي يصادف يوم 28 أغسطس من كل عام، إن ما سجلته المرأة الإماراتية من نجاحات في مسيرة الدولة، وبروز أسماء قيادات نسائية كبيرة في المجالات الإبداعية والثقافية عربيا وعالميا إنما يأتي بدعم واهتمام القيادة الرشيدة، ورعاية ودور “أم الإمارات” سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، في تمكين وتكريم المرأة من خلال مساندتها ومؤازرتها بكل الإمكانات المتاحة، وتوفير الأجواء المناسبة لنجاحها وهو ما أسهم في جعل المرأة الإماراتية شريكا في مسيرة التنمية الثقافية المستدامة.


وأضافت أن المرأة الإماراتية وجدت حضورها في الثقافة بكل ما فيها من جماليات ووسائل لتقارب الأفكار في الداخل والخارج، فشاركت بشكل مشرّف في العديد من المحافل العربية والدولية وفتحت باب الحوار والتعاون الثقافي مع مختلف دول العالم.
وتعد الشيخة اليازية بنت نهيان بن مبارك آل نهيان، التي منحتها المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم «الألكسو»، التابعة لجامعة الدول العربية، منصب سفيرة فوق العادة للثقافة العربية خلال الفترة من 2021 الى 2023، من النماذج الإماراتية الرائدة التي قدمت إسهامات جلية في المسيرة الثقافية على المستويات المحلي والعربي والعالمي؛ حيث كان من بين أهم أبرز إنجازت السفارة الثقافية تأسيس مشاريع ثقافية عربية مهمة مثل المشروع الإماراتي “بوابة النقوش العربية” الذي أقرة مجلس وزراء الثقافة العرب ليكون مشروعا عربيا مشتركا، وأيضا مشروع المرشد الثقافي العربي، إلى جانب افتتاح مشاريع ثقافية تعد الأولى من نوعها مثل “بيت الإبداع”، ومركز دراسات النقوش والخطوط التاريخية، وتقديم برامج ثقافية إعلامية منها “قال الشاعر” وغيرها في عدد من الدول العربية والأجنبية ومنها موريتانيا وتونس والمغرب ومصر وجزر القمر وفرنسا وأمريكا وغيرها، فضلا عن تنظيم مبادرات وجوائز وفعاليات مبتكرة وجديدة منها جوائز مؤتمر اتحاد الآثاريين العرب، وإصدار كتب لباحثين في التاريخ والآثار العربية وغيرها.
جدير بالذكر أن الأعمال الثقافية للشيخة اليازية امتدت على مدار 15 عاما من خلال “أناسـي للإعلام” التي أنشأتها في عام 2007، برعاية معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش، بهدف الإسهام في تطوير الحركة الإبداعية والفنية والثقافية في دولة الإمارات، والتي تُعَد الأولى مـن نوعها في الدولـة بصفتها مؤسسة متخصصة بالأفلام الوثائقيـة.
وأنتجت “أناسي للإعلام”، أفلاما حازت على عدة جوائزَ عالمية، وتناولت موضوعات مختلفــة في التاريــخ والثقافــة وغيرهما، كما قدمت إسهامات كثيرة في المشهد الثقافي العربي.
وحصلت الشيخة اليازية على جوائز وتكريمات عدة منها جائزة المرأة العربية في عام 2015، وجائزة مهرجان ضيافة في عام 2020، وجائزة مهرجان العين السينمائي في عام 2021.وام


المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: المرأة الإماراتیة فی عام

إقرأ أيضاً:

على عينك يا تاجر يفضح مافيا الثقافة العربية.. كيف تحوّل الإبداع إلى مقاولات؟

لم يعد الوسط الثقافي العربي مجرّد ساحة للإبداع وتنافس المواهب، بل صار- في جانب كبير منه- حلبة صراع خفي تتحكم فيها شبكات مصالح متشابكة، أشبه بمافيات منظمة، تتقاسم النفوذ والجوائز والمنابر والمهرجانات، هذه الحقيقة لم تعد مجرّد انطباع، بل تحولت إلى وقائع موثّقة وفضائح مكشوفة، كشف جانبًا كبيرًا منها كتاب «على عينك يا تاجر» للكاتب والشاعر عماد فؤاد، الذي قدّم واحدة من أشد الشهادات جرأة في نقد البنية الثقافية العربية، سواء داخل العالم العربي أو في المهجر.


الكتاب يفكك، بأسلوب ساخر وناقض، آليات صناعة «النجومية الأدبية» في عالم تحكمه الشللية والمحسوبية وتبادل المنافع، لا الموهبة أو الإنجاز الحقيقي.


وهذا التقرير يستند إلى أبرز ما كشفه الكتاب، محللًا الظاهرة وشارحًا خطورتها على المشهد الثقافي العربي.

«ماذا لو».. خيال يبدو مستحيلًا لكنه الواقع نفسه

يطرح عماد فؤاد  في كتابه مجموعة أسئلة تبدو ساخرة: ماذا لو تلقيت دعوة لمهرجان عالمي بالخطأ؟، ماذا لو فازت روايتك الرديئة بجائزة كبرى؟، ماذا لو تاجر الكاتب بقضية وطنه في السوق الأوروبية؟


هذه الأسئلة، كما يوضح الكاتب، ليست خيالًا، بل مشاهد تتكرر في الوسط الثقافي العربي بشكل يدعو إلى الذهول، فكم من كاتب لا يمتلك أي حضور أدبي حقيقي تلقّى دعوات مبهرة لمجرد تشابه الأسماء، وكم من رواية ضعيفة حصدت جوائز كبرى فقط لأن صاحبها داخل «الحلقة الصحيحة».


عماد فؤاد يسمي هذه الظواهر بـ «المعجزات المضحكة»، لأنها تفضح التصدع العميق في منظومة الثقافة العربية، وتحول الأخطاء والهفوات الإدارية إلى شهادات عبقرية مزيفة.

احتكار الفعاليات.. نفس الأسماء.. نفس الصور.. نفس المقاولين.

يكشف الكتاب، بوضوح لا لبس فيه، عن حالة احتكار رهيبة للمنصات الثقافية العربية، يقول فؤاد إنك لو نظرت إلى معارض الكتب والمهرجانات من المحيط إلى الخليج ستجد المشهد نفسه: نفس الوجوه، نفس الضيوف، نفس «النجوم»، نفس الصور والتجمعات، بعض الأسماء لا تغادر المنصات إلا إلى المقابر.


وكل عام يتحول إلى نسخة طبق الأصل من سابقه، كأننا أمام «نظام توريث ثقافي» لا يسمح بظهور جيل جديد، هذه الاحتكارات جعلت الكثير من المثقفين يتساءلون عن انعدام «كرات الخجل» في دماء هؤلاء، كما يصف الكاتب ساخرًا.

سوق الأدب العربي في الغرب.. تجارة لا علاقة لها بالإبداع

يقتحم كتاب «على عينك يا تاجر» المنطقة الأكثر حساسية: الوسط الثقافي العربي في أوروبا، وما يكشفه الكتاب هنا أخطر مما يجري داخل العالم العربي نفسه، ففي الغرب، تتحول الثقافة إلى سوق مربحة، ويظهر ما يسميهم الكاتب بـ «مقاولي الثقافة العربية في الخارج»، هؤلاء يتحركون كشبكة منظمة: يسيطرون على جوائز، يحتكرون المنح، يديرون منصات إلكترونية تنشر أعمالهم أولًا، يرشّحون بعضهم للمهرجانات العالمية، ويحصلون، كل عام تقريبًا، على الامتيازات نفسها، والأهم: أن عددًا غير قليل منهم يستثمر قضايا بلده السياسية، يرفعها كشعار حينًا، ويتاجر بها حينًا آخر، لأنها مفاتيح جاهزة للتعاطف الغربي.


عماد فؤاد يقول بوضوح: «يكفي أن يمتلك الكاتب قضيتين حتى يتنقل بينهما كلاعِب سيرك».

المهرجانات العالمية.. بوابات مغلقة لا يدخلها إلا «أصحاب المفتاح»

يفضح الكتاب آليات عمل المهرجانات الأدبية الكبرى: لجنة ثابتة لا تتغير، عضو من كل بلد يرشّح أبناء بلده حصريًا، أسماء معينة تشارك كل عام دون انقطاع، تبادل دعوات ومصالح بين أعضاء الشبكات العربية في الخارج.


فلا يشارك شاعر فلسطيني في مهرجان «سيت» الفرنسي إلا بترشيح عضو اللجنة الفلسطيني، ولا يذهب شاعر مغربي إلى مهرجان عالمي إلا بترشيح عضو اللجنة المغربي، والأمر نفسه يتكرر في هولندا وألمانيا وإسبانيا.


هذا الاحتكار الدولي- كما يكشف الكتاب- أنتج «شِلَلًا» ممتدة عبر القارات، تتشارك الجوائز والمنصات، وتغلق الباب أمام أي صوت مستقل.

اللجان المانحة.. حيث يجلس المرشح في مقعد المحكم

من أخطر الحقائق التي يكشفها كتاب عماد فؤاد، وجود أسماء بعينها تتنقل بين ثلاث مواقع في آن واحد: عضو لجنة التحكيم، مرشح للجائزة، فائز بالجائزة، هذه الدائرة المغلقة تقضي نهائيًا على مبادئ العدالة والمنهجية، فالمعيار ليس القيمة الفنية، بل الانتماء إلى الشبكة.

ويورد الكتاب مثالًا صادمًا: كاتب عربي حصل على جائزة مالية كبيرة عن رواية إلى درجة أن مترجمًا- بعد قراءة 15 صفحة فقط- أعلن رغبته في «لكمه إن رآه يومًا»، لكن الجائزة منحت صاحب الرواية ثقة مزيفة جعلته يطمح بعدها إلى «نوبل».

السوشيال ميديا.. مصنع نجومية بلا موهبة

يرصد الكتاب ظاهرة أخرى، النجومية الزائفة التي تصنعها السوشيال ميديا، يكتب البعض النص نفسه كل يوم، بنفس المفردات، ويحصد مئات الإعجابات من جمهور لا يقرأ، ثم يتحول هذا التفاعل السطحي إلى دليل على «العبقرية»، وهكذا تصبح السوشيال ميديا جزءًا من اقتصاد الوهم الثقافي.

الشللية.. دولة داخل الدولة

ينتهي عماد فؤاد في كتابه إلى أن ما نشاهده اليوم ليس تكرارًا عشوائيًا للأخطاء، بل نظام كامل: شلل أدبية، تحالفات منظمة، تبادل مصالح، إقصاء ممنهج، تلميع متواصل لأسماء بلا رصيد، وخنق أي موهبة جديدة لمجرد أنها بلا ظهر.


ويؤكد أن «هدية تُهدى لتُسترد»، و«دعوة تُقدّم مقابل دعوة لاحقة» هو قانون غير مكتوب، لكنه ساري وفاعل بقوة.

ثقافة على حافة الانهيار

ما يقدمه كتاب «على عينك يا تاجر» ليس مجرد سرد أو فضفضة، بل كشف حقيقي لبنية ثقافية عربية تنهار تحت وطأة الفساد الأخلاقي والمجاملات والشللية والاحتكار، فالظاهرة لم تعد مجرد «سوء إدارة»، بل منظومة كاملة تحوّلت فيها الثقافة إلى سلعة، والشعر إلى تذكرة سفر، والقضية إلى رأس مال.


إن مستقبل الثقافة العربية لن يستقيم ما لم يتم الاعتراف بهذه التشوهات، ومواجهتها، وتفكيك احتكاراتها، وإعادة الاعتبار للموهبة الحقيقية التي تقف خارج الصفوف.. لأنها لم تتقن لعبة المقاولات.

طباعة شارك الوسط الثقافي العربي مصالح متشابكة على عينك يا تاجر البنية الثقافية العربية النجومية الأدبية» عماد فؤاد

مقالات مشابهة

  • مدبولي يؤكد دعم الدولة لمختلف المشروعات الثقافية المتنوعة التي تستهدف تقديم الخدمات خاصة للشباب والنشء
  • الجوائز الثقافية الوطنية: منظومة تكرّم المبدعين وتوثّق الحراك الثقافي
  • على عينك يا تاجر يفضح مافيا الثقافة العربية.. كيف تحوّل الإبداع إلى مقاولات؟
  • فؤاد هنو يلتقي سفير اليونان: العلاقات الثقافية بين البلدين نموذج مُلهم للتواصل الحضاري
  • “كابيتال دوت كوم” وأكاديمية سوق أبوظبي العالمي تتعاونان لتعزيز الثقافة المالية للمستثمرين الأفراد وتمكين جيل جديد من المواهب الإماراتية الجاهزة للمستقبل
  • شاهد / مسيرة نسائية كبرى بالامانة احتفاء بذكرى ولادة فاطمة الزهراء
  • اختتام ورشة تدريبية للكوادر النسائية بوزارة الثقافة والسياحة بمناسبة ذكرى ميلاد الزهراء
  • فعاليات متنوعة لترسيخ الهوية الثقافية ضمن احتفال جامعة صحار بـ"اليوم العالمي للغة العربية"
  • نائب: كل صوت انتخابي يدعم مسيرة التنمية والديمقراطية
  • «الثقافة والسياحة - أبوظبي» تُطلق مشروع «المسارات الثقافية في العين»