كابل – بعد مرور أكثر من 3 سنوات على لجوء عشرات الآلاف من الأفغان إلى الولايات المتحدة، يواجه كثيرون خطر الترحيل إلى بلدهم، ولا يزال العديد ممن لديهم قضايا هجرة مختلفة إلى أميركا عالقين في الدوحة وإسلام آباد.

وأعلنت وزارة الأمن الداخلي الأميركية إلغاء "برنامج الحماية المؤقتة للاجئين الأفغان" الذي ينتهي غدا الثلاثاء، وأفادت في بيان رسمي نُشر على موقعها بأن "القرار أصبح نهائيا وسيدخل حيز التنفيذ يوم 12 يونيو/حزيران المقبل، وسيصبح الطريق ممهدا لترحيل اللاجئين الأفغان إلى بلادهم".

ونقل البيان عن الوزيرة كريستي نويم قولها "راجعنا الوضع في أفغانستان بالتعاون مع الوكالات المعنية، وخلصنا إلى أن البلاد لم تعد تلبي المتطلبات اللازمة للحفاظ على وضع الحماية المؤقتة، وتحسن الوضع الأمني ​​فيها وأصبح اقتصادها مستقرا، بحيث لم تعد هناك عقبات أمام المواطنين الأفغان للعودة إلى بلادهم. وستنتهي الفترة المحددة في الـ20 من الشهر الجاري".

الولايات المتحدة تستضيف حاليا أكثر من 76 ألف لاجئ أفغاني (رويترز) ترحيب أفغاني

ورحبت الخارجية الأفغانية بتقييم الوزارة الأميركية، وقالت إنها "خطوة إيجابية وإدراك للحقائق الموجودة على الأرض".

في السياق، قال المتحدث باسم الخارجية الأفغانية عبد القهار بلخي للجزيرة نت إن أفغانستان وطن مشترك لجميع الأفغان، ولهم الحق في التنقل بحرية، وإن الحكومة مستعدة لإجراء محادثات جادة مع واشنطن والدول الأخرى بشأن عودة الأفغان الذين لم يعودوا يستوفون شروط البقاء في الدول المضيفة.

وأكد على أهمية إيجاد آليات ثنائية وتوفير خدمات قنصلية لمواطنيهم بما يتماشى مع المعايير المعتمدة لتجنب التعقيدات والاستجابة للمخاوف المتعلقة بالأمن القومي، وضمان كرامة حقوق المواطنين العائدين إلى أفغانستان.

إعلان

وتعليقا على ذلك، يقول الكاتب والمحلل السياسي عبد الله كريمي للجزيرة نت "بعد الانسحاب الأميركي من أفغانستان رأينا أشخاصا حصلوا على الحماية المؤقتة وهم لم يعملوا مع القوات أو المؤسسات الأميركية، وإنما حصلوا على الوثائق مقابل دفع الأموال، وكثيرون منهم متورطون في عمليات احتيال، وملفاتهم الآن قيد التحقيق، وحسب علمي اعتُقل عدد منهم بسبب الاحتيال".

ويعيش في الولايات المتحدة حاليا أكثر من 76 ألف لاجئ أفغاني تم إجلاؤهم عقب سقوط العاصمة كابل في أغسطس/آب 2021 بيد حركة طالبان.

وتم منح معظمهم تصريح إقامة مؤقتة لمدة سنتين بموجب برنامج "الوضع الإنساني المشروط"، وانتهت الفترة المسموح بها بداية 2023، مما يعرّض الآلاف منهم لخطر الترحيل إذا لم يتم تجديد التصريح أو تحويله إلى وضع قانوني دائم.

عمل كريم خان (اسم مستعار) مترجما لمدة 7 سنوات مع القوات الأميركية شرقي أفغانستان، ولجأ إلى الولايات المتحدة بعد انسحابها من البلاد.

ويقول للجزيرة نت "القضية ليست إنسانية فقط، بل تتعلق بمصداقية واشنطن في الوفاء بالتزاماتها تجاه حلفائها، إن الترحيل المحتمل للأفغان يرسل رسالة سلبية لأي طرف مستقبلي قد يتعاون معها في مناطق النزاع".

وأضاف "من يضمن حياتي إن رُحّلت إلى أفغانستان؟ التقييم الذي أجرته وزارة الأمن الداخلي الأميركي لا يمت للحقيقة بصلة وتبرير غير أخلاقي، وأرفضه بشدة".

قانون عالق

أما اللاجئ مصطفى خان (اسم مستعار) فيقول للجزيرة نت "يبدو أن إلغاء برنامج الحماية المؤقتة يؤثر فقط على أولئك الذين يعيشون في الولايات المتحدة بموجبه، طُلب منا التواصل مع مستشاري الهجرة بشأن مصيرنا، لا نشعر بالأمان بعد إعلان قرار ترحلينا".

وحسب المصادر، فإن نحو 20 ألف لاجئ أفغاني في الولايات المتحدة لم يتمكنوا حتى الآن من الحصول على أي وضع قانوني دائم، رغم تقدمهم بطلبات اللجوء.

إعلان

وأوضح الكاتب والمحلل السياسي عبد الكريم جلالي للجزيرة نت أن "قانون التكيف الأفغاني" لا يزال عالقا في الكونغرس منذ أكثر من عام، وسط انقسام سياسي، حيث يطالب بعض الجمهوريين بتدقيق أمني أكثر صرامة لأنهم يشككون في خلفيات بعض اللاجئين.

وتم تقديم هذا القانون في أغسطس/آب 2022، ويهدف إلى توفير طريق مباشر للإقامة الدائمة للأفغان الذين دخلوا الولايات المتحدة عبر عملية "الترحيب بالحلفاء" التي نفذتها واشنطن "لإجلاء أولئك الذين كانوا في خطر بعد استيلاء حركة طالبان على السلطة".

الحكومة الأفغانية: أمريكا سرقت مليارات الدولارات من أموال الشعب الأفغاني

رد نائب متحدث باسم الإمارة الإسلامية، حمد الله فطرت تصريحات الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب التي قال فيها إن #الولايات_المتحدة أرسلت مساعدات بمليارات الدولارات للحكومة الأفغانية الحالية.

وأكد فطرت أن… pic.twitter.com/k3jxfXtdP2

— ريحان الأفغاني (@RihanAlafghani) January 8, 2025

ويرى مراقبون أن الانقسام في الكونغرس بين الجمهوريون والديمقراطيين حول القانون قد يؤثر على ثقة الحلفاء في مناطق النزاع الأخرى مثل أوكرانيا أو العراق، كما أنه سيخلق أزمة داخلية أخلاقية وإنسانية بدأت تؤثر على الرأي العام الأميركي، حيث تنظَّم حملات تضامن ومظاهرات في عدد من الولايات دعما للاجئين الأفغان.

أما منظمة "أفغان أوك"، وهي مجموعة من المحاربين القدامى الأميركيين أُنشئت لمساعدة العسكريين الأفغان وشركاء القوات الأميركية، فردّت على قرار وزارة الأمن الداخلي الأميركي في بيان، واعتبرت أنه "لم يُتخذ بناء على الحقائق الموجودة على الأرض، ولا تزال أفغانستان تحت سيطرة طالبان، وتستمر عمليات القتل والاعتقالات التعسفية وانتهاكات حقوق الإنسان".

وتقول المنظمة إنه مع تنفيذ القرار، فإن أكثر من 14 ألفا و600 لاجئ أفغاني سيفقدون وضعهم كلاجئين ويواجهون خطر الترحيل إلى أفغانستان.

عبدالله غزنوي
ما يحدث حاليًا مع آلاف الأفغان الذين تعاونوا مع القوات الأجنبية خلال فترة الاحتلال، ثم فرّوا إلى الولايات المتحدة بعد استعادة الإمارة الإسلامية للحكم، يكشف حقيقة واضحة: من يخدم القوى الأجنبية ضد وطنه، يُستخدم لتحقيق مصالحها، ثم يُتخلّى عنه بمجرد انتهاء مهمته.… pic.twitter.com/gW2Y4xOrHy

— شبكة يقين Yaqeen Network (@yaqeennetwork) May 14, 2025

مشكلات هيكلية

عقب تولي حركة طالبان السلطة، بدأ الكونغرس برنامج تأشيرات الهجرة الخاصة "إس آي في" (SIV) المخصص للمترجمين والسائقين وغيرهم ممن عملوا مع الأميركيين خلال العقدين الأخيرين في أفغانستان ويخشون "انتقام" الحركة.

إعلان

تقول زينب محمدي (اسم مستعار)، التي عملت مترجمة مع القوات الأميركية في العاصمة كابل، للجزيرة نت إن طلب تأشيرتها قيد الانتظار منذ عامين، وإنها أرسلت كل الوثائق اللازمة وحصلت على التوصية من القادة الأميركيين الذين عملت معهم، وتنتظر بقلق مصيرها.

وتابعت "أخشى على حياتي، التطورات الجديدة جعلتني أفقد الأمل في الهجرة إلى الولايات المتحدة"، وأشارت إلى وجود مئات الأفغان في المدن الرئيسية مثل مزار شريف وقندهار "من مقدمي الطلبات في الخفاء وينتظرون المغادرة".

ووفقا لأرقام الخارجية الأميركية، فقد تم تخصيص أكثر من 70 ألف تأشيرة منذ عام 2009، تشمل مقدمي الطلبات الأساسيين وأفراد أسرهم. وتمت إضافة 12 ألفا جديدة في عام 2024 مع تمديد البرنامج حتى نهاية 2025. ومع ذلك، لا يزال أكثر من 60 ألف طلب قيد المعالجة، بحسب تقديرات منظمات حقوقية.

ويقول الضابط السابق في الجيش الأفغاني سميع الله جلالزي للجزيرة نت إن برنامج الهجرة، ورغم "نواياه الإنسانية"، فإنه يعاني من مشكلات هيكلية، تشمل:

بطء الإجراءات. نقص الكوادر المعالِجة. تعقيد المعايير الأمنية.

ويرى أن تأخير النظر في مطالب التأشيرات لا يهدد فقط حياة المتقدمين، بل يقوّض مصداقية الوعود الأميركية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات إلى الولایات المتحدة الحمایة المؤقتة لاجئ أفغانی للجزیرة نت مع القوات أکثر من

إقرأ أيضاً:

شركة التوصيل العالمية الأميركية.. وسيلة إسرائيل للتحكم في غزة

"شركة التوصيل العالمية" شركة أميركية خاصة تعنى بتقديم الخدمات اللوجستية والأمنية والمساعدة في حالات "الطوارئ الإنسانية المعقدة الناجمة عن الحرب والصراعات والكوارث الطبيعية"، حسبما تذكر في موقعها الرسمي.

وتقدم خدماتها للمنظمات غير الربحية والوكالات الحكومية والشركات والأفراد، وتوظّف مواردهم الخيرية من دون الحاجة إلى بناء أنظمة وخدمات لوجستية وبنية تحتية، وتتعاون معهم لـ"إنقاذ المدنيين وتقديم المعدات الضرورية في المناطق المتأثرة" حسبما ترّوج لنفسها.

أبرز شركائها الجيش الإسرائيلي. المجلس الإسرائيلي الأميركي. الوكالة اليهودية لإسرائيل. اللجنة اليهودية الأميركية. اللجنة الأميركية اليهودية المشتركة للتوزيع. موتي كاهانا متهم بتطبيق أجندة الاستخبارات الإسرائيلية عن طريق "جمعياته الخيرية" (الفرنسية) المؤسس موتي كاهانا

مردخاي (موتي) كاهانا مقاول ورجل أعمال إسرائيلي أميركي يعتز بقوميته الصهيونية، ويدير "مشاريع خيرية" متهمة بتطبيق أجندة الاستخبارات الإسرائيلية، وهو المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة التوصيل العالمية.

وُلد يوم 28 فبراير/شباط 1968 في القدس، وهو من أصول رومانية، إذ كان جده ديفيد كاهانا من الجيل الأول الذي حلم بتأسيس "دولة إسرائيل"، إذ شارك عام 1882 برومانيا في مؤتمر فوكشاني التمهيدي لتأسيس دولة لليهود.

في عام 1986، جنّد كاهانا في سلاح الجو الإسرائيلي، وبعد إنهائه خدمته العسكرية، قرر السفر إلى الولايات المتحدة الأميركية عام 1991 بحثا عن حياة مهنية أفضل.

بدأ كاهانا حياته في الولايات المتحدة سائق سيارة أجرة، واستطاع تكوين ثروة تدريجيا، وفي تلك الفترة عمل على تطوير نفسه في مجالات متعددة، بدءا من التجارة الإلكترونية وصولا إلى صناعة الأفلام، كما استطاع تأسيس شركات عدة في قطاع خدمات النقل.

يُعرف كاهانا بأنه "رجل الأعمال المتسلسل"، إذ أسس وأدار عددا من المشاريع التجارية الناجحة، إضافة إلى شركة التوصيل العالمية التي أصبحت جزءا من إمبراطوريته الاقتصادية، واتهم باستخدامها لتحقيق النفوذ الاستخباراتي الإسرائيلي تحت غطاء العمل الخيري.

إعلان

وفي عام 2011، أسّس كاهانا منظمة "أماليا"، وهي منظمة غير حكومية تُعنى بـ"دعم وتمكين النساء المسلمات في الشرق الأوسط"، مع تركيز خاص على سوريا.

نفذت شركات كاهانا عمليات تهريب في دول عدة لصالح "إسرائيل"، من بينها تهريب الحاخام زيبولون سيمينتوف من أفغانستان عام 2021 بعد سيطرة طالبان على البلاد، وتهريب 200 طفل يهودي من أوكرانيا بالتعاون مع لجنة التوزيع اليهودية.

وفي سوريا، سهّل كاهانا تهريب عائلة يهودية من حلب إلى "إسرائيل"، كما حاول نقل ألفي مخطوطة أثرية من كنيس حلب. واتُّهمت شركته بتهريب مخطوطة توراة من اليمن عمرها 800 عام، ظهرت لاحقا بيد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مما أدى إلى سجن حاخام يمني بتهمة تسهيل العملية.

المشاريع

قدمت الشركة الدعم للأوكرانيين في الحرب الروسية على أوكرانيا، ووفرت لهم المساعدات الإنسانية والإمدادات الطبية، ونحو ألف طن من الديزل وتكفلت بتصدير ألف طن من زيت دوار الشمس الأوكراني، إضافة إلى إدارتها مخيما للاجئين على الحدود الرومانية الأوكرانية.

واستطاعت الشركة إجلاء أفغان بطلبهم عقب سيطرة طالبان على كابل في أغسطس/آب 2021، وآخر اليهود الأفغان بالتنسيق مع السلطات الأميركية والإسرائيلية.

وذكر الكاتب الإسرائيلي شموئيل أورنيتز -في مقال نشرته مجلة "زو هديرخ" الأسبوعية الصادرة عن الحزب الشيوعي الإسرائيلي- أن إسرائيل تعمل على "خصخصة الاحتلال" لتكون وحدها المسؤولة عن الفلسطينيين في غزة.

وأشار إلى أن الحكومة الإسرائيلية استعانت بـ"شركة التوصيل العالمية" لتحقيق هذا الهدف.

وكان كاهانا من طرح خطة تتولى فيها شركته مسؤولية المساعدات الإنسانية في غزة، وإدارة ما أصبحت تُعرف بـ"الفقاعات الإنسانية" التي ستخصص لمن تبقى من الفلسطينيين في "أحياء محمية بأسوار ومحاطة بحواجز"، وتديرها فرق أمنية خاصة، ولن يسمح بدخولها إلا لمن يتخطى تحقق "الهوية البيومترية".

إعلان

وفي تصريح لموقع يديعوت أحرونوت الإسرائيلي بتاريخ 22 أكتوبر/تشرين الأول 2025، أوضح كاهانا أن دور الشركة سيتمثل في "تأمين المساعدات والتأكد من وصولها إلى المدنيين من دون أن يستولي عليها" أفراد من حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أو "جهات إجرامية"، حسب تعبيره.

وعن الكادر العامل فيها، قال كاهانا -في مقابلة مع الصحيفة الإسرائيلية- إن "الشركة يعمل فيها جنود سابقون من وحدات النخبة في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا، والقاسم المشترك بينهم هو أن لا أحد منهم يهودي".

وقد أطلق كاهانا تهديدات لسكان غزة قائلا: "لا يحاولنّ أحد استفزازنا، أؤكد لكم أن الرد سيكون سريعا، وستدركون أن ثمة إدارة جديدة تُشرف على المنطقة".

وقال رجل الأعمال الإسرائيلي الأميركي إن تكلفة المشروع الذي تقترحه شركته لتأمين وتوزيع المساعدات في القطاع تُقدَّر بنحو 200 مليون دولار على مدى 6 أشهر، معتبرا أن هذا المبلغ "معقول جدا" مقارنة بما وصفه بـ"الإنفاق الأميركي الفاشل" على مرفأ مؤقت للمساعدات (يقصد ما عرف بميناء غزة العائم، الذي بناه الجيش الأميركي في مايو/أيار 2024) الذي كلف واشنطن 320 مليون دولار، وفككته بعد أقل من شهرين.

مقالات مشابهة

  • المحكمة العليا تجيز لترامب سحب الحماية المؤقتة من الترحيل لنحو 350 ألف فنزويلي
  • النفط مستقر مع ترقب نتائج المحادثات الأميركية الإيرانية
  • أميركا.. عواصف تضرب عدد من الولايات وتوقف مصانع وخسائر بمئات الملايين من الدولارات
  • «بشرى سارة».. حسم مصير العلاوات والمنح الخاصة بحزمة الحماية الاجتماعية رسميا
  • أكثر من 25 قتيلا في عواصف عنيفة بوسط الولايات المتحدة
  • شركة التوصيل العالمية الأميركية.. وسيلة إسرائيل للتحكم في غزة
  • الأعاصير تقتل أكثر من 20 شخصا في ولايتين بجنوب الولايات المتحدة
  • وزير الخارجية البحريني عبد اللطيف الزياني في كلمة له خلال افتتاح القمة العربية في بغداد: تهنأ البحرين الجمهورية العربية السورية على قرار الولايات المتحدة الأميركية رفع العقوبات عنها شاكرين جهود المملكة العربية السعودية بهذا الخصوص
  • مصير مجهول لخبير الطيران المُسيّر والصواريخ الحوثية .. من هو زكريا حجر؟