“بين زيت الزلابيا وشيخ الكنافة”.. كيف حوّل الحوثي حياة اليمنيين إلى جحيم للجرائم المُمنهجة؟
تاريخ النشر: 20th, May 2025 GMT
يمن مونيتور/ وحدة التقارير/ خاص
في ظل تصاعدٍ مروِّع للعنف وانفلات أمني غير مسبوق، تشهد اليمن -ولا سيما المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين- موجةً من الجرائم البشعة التي تطال الأبرياء بلا رحمة.
فمن قتل الأطفال بدم بارد إلى تحرشٍ مُمنهج ببراءتهم، وصولًا إلى جرائم القتل والسلب تحت سمع السلطات المحلية وبصرها، تتحول الحياة اليومية لليمنيين إلى جحيمٍ مفتوح.
تُسجّل التقارير المحلية ارتفاعًا صادمًا في معدلات الانتهاكات، حيث تُلام سلطات الحوثين ليس فقط على تقاعسها في حماية المدنيين، بل على تواطئها الفاضح عبر توفير غطاءٍ للجناة من عناصرها أو المُقربين منها.
هذه الوقائع لم تعد مجرد “حوادث فردية”، بل تحوّلت إلى نمطٍ مُمنهج يعكس انهيارًا كاملًا لمنظومة العدالة والأخلاق، وسط صمتٍ دوليٍ مُريب يُضاعف معاناة الشعب اليمني الذي يئن تحت وطأة الحرب والفقر والآن… الإرهاب الداخلي.
مذبحة الطفلة “أنهار”: جريمة تفضح غياب العدالة
اهتزت محافظة البيضاء (وسط اليمن) على وقع جريمةٍ هزّت الضمير الإنساني، حيث عُثر على جثة الطفلة “أنهار عبدالله العامري” (7 أعوام) ملقاةً في بئر مياه بعد 20 ساعة من اختطافها.
وقد تمكن الأهالي من القبض على المشتبه بهما –عاملين في ورشة لحام– بعد اتهامهما باختطاف الطفلة وقتلها خنقًا، في مشهدٍ كشف عجز السلطات الحوثية عن حماية المدنيين، بل وتقصيرها المتعمّد في ملاحقة المجرمين.
وأمام تكرار هذه الجرائم، يوجه السكان اتهاماتٍ مباشرةً للمسؤولين المحليين بالتواطؤ، مُحملين إياهم مسؤولية انهيار الأمن.
من “بائع الزلابيا” إلى “عامل الكنافة”: انتهاكات بعقلية السيد والعبد
كشفت حادثتان منفصلتان في محافظة إب عن النظرة الدونية التي يتبناها عناصر جماعة الحوثي تجاه المدنيين اليمنيين في المناطق التي يسيطرون عليها
تعرّض علي دبوان (مسن يبيع الزلابيا) لاعتداء وحشي من أحمد الطاهري –أحد عناصر أمن العدين التابعين للحوثيين– بعد رفضه إعطائه الزلابيا مجانًا، حيث ألقى عليه الزيت الساخن وضربه حتى أُصيب بحروق بالغة.
“شيخ الكنافة” يبطش بعاملٍ متأخر: لم يتردد القيادي الحوثي “بكيل غلاب” –نائب مدير أمن إب– عن اعتداءٍ مسلح على عاملٍ في مطعم الدار لتأخره في إحضار طلب “الكنافة”، حيث ظهر في مقطع فيديو وهو يصفعه ويضربه أمام زملائه، في مشهدٍ يعكس استهتار المليشيا بكرامة المواطنين.
صعدة: طفلٌ يصرخ فوق جثة أبيه.. “لسنا في غزة”
تجاوزت انتهاكات الحوثيين حدود القتل العشوائي إلى تدمير نفسية الأطفال، كما في حادثة مقتل “حسين ناجع” برصاص مسلحين تابعين لمشرف حوثي في صعدة.
وظهر ابنه الصغير –بين ذهولٍ وبكاء– فوق جثة والده وهو يصرخ: “قتلوا أبي بلا ذنب.. نحن مسلمون ولسنا في غزة!”، في إشارةٍ جارحةٍ إلى استغلال الجماعة المسلحة لحرب غزة في تجميل صورتها سيئة السمعة في أوساط المجتمع اليمني.
تعز: جريمةٌ تقشعر لها الأبدان.. حفيد يقتل جدته وينتزع أسنانها الذهبية!
أضافت محافظة تعز فصلًا آخر من فصول العنف الأسري المتفشي، حيث أقدم الشاب “أيمن نبيل” على خنق جدته “جليلة الفقيه” وسرقة مجوهراتها، قبل أن ينزع أسنانها الذهبية بعد وفاتها! الحادثة –التي وصفت بأنها “الأبشع هذا العام”– تُبرز تداعيات انهيار القيم الاجتماعية في ظل غياب القانون.
هذه الوقائع ليست سوى غيضٍ من فيضٍ يُرسم بالدماء على جدار اليمن المنكوب. ففي كل يومٍ، تُضاف صفحاتٌ جديدةٌ من المعاناة، بينما تكتفي مليشيا الحوثي بدور المُشاهد –بل أحيانًا الجلاد.
إن استمرار الصمت الدولي ومنظمات حقوق الإنسان تجاه هذه الجرائم يُشكل تواطؤًا مباشرًا في إذلال الشعب اليمني. فلا مكان للانتظار بعد اليوم؛ فكل تأخيرٍ في محاسبة المسؤولين ومحاكمة المجرمين هو ضوءٌ أخضر لمزيدٍ من الإبادة التي تتم تحت سلطة من يستغلون اليوم إبادة غزة لفرض أنفسهم حكاما على اليمنيين.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق *
الاسم *
البريد الإلكتروني *
الموقع الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
Δ
شاهد أيضاً إغلاق أخبار محليةالمتحاربة عفوًا...
من جهته، يُحمِّل الصحفي بلال المريري أطراف الحرب مسؤولية است...
It is so. It cannot be otherwise....
It is so. It cannot be otherwise....
سلام عليكم ورحمة الله وبركاتة...
المصدر: يمن مونيتور
كلمات دلالية: إلى جحیم فی الیمن فی غزة
إقرأ أيضاً:
اليمن: «الحوثي» يستخدم معاناة المدنيين للابتزاز السياسي
أحمد مراد (عدن، القاهرة)
أخبار ذات صلةاعتبرت الحكومة اليمنية أن ميليشيات الحوثي تعمد إلى عرقلة كافة المبادرات الإنسانية وتستخدم معاناة اليمنيين أداة للابتزاز السياسي، وتسعى إلى قلب الحقائق وتضليل المجتمع الدولي بهدف شرعنة الانقلاب المسلح، مشيرةً إلى أن الميليشيات تمارس يومياً انتهاكات جسيمة للقانون الدولي الإنساني من خلال اختطاف موظفي الأمم المتحدة والمنظمات الدولية والدبلوماسيين، وتهديد الملاحة البحرية والتجارة الدولية.
وقال معمر الإرياني، وزير الإعلام اليمني، إن رسالة ميليشيات الحوثي إلى مجلس الأمن الدولي، المليئة بالأكاذيب، تمثل محاولة مفضوحة لقلب الحقائق وتضليل المجتمع الدولي، بهدف شرعنة انقلاب مسلح رفضه الشعب اليمني وأدانه مجلس الأمن بقراره 2216.
وأوضح الإرياني في تصريح نشرته وكالة الأنباء اليمنية «سبأ»، أن «الميليشيات الحوثية، التي تدعي السعي للسلام، تمارس يومياً انتهاكات جسيمة للقانون الدولي الإنساني، من خلال اختطاف موظفي الأمم المتحدة والمنظمات الدولية والدبلوماسيين، واقتحام ونهب مقرات المنظمات الدولية، وتهديد الملاحة البحرية والتجارة الدولية».
وأكد الإرياني، أن ادعاءات الميليشيات الحوثية بوجود «حصار» على مناطق سيطرتها ليست سوى ستار لتغطية نهبهم لإيرادات الدولة، وفرض الجبايات غير القانونية، وسرقة المساعدات الإنسانية، وافتعال الأزمات لخدمة أجندتهم التخريبية، بينما تعمد الميليشيات إلى عرقلة كافة المبادرات الإنسانية، وتستخدم معاناة اليمنيين أداة للابتزاز السياسي.
وحذر محللون يمنيون من خطورة الانتهاكات الممنهجة التي تمارسها ميليشيات الحوثي بهدف بسط نفوذها وسيطرتها في مختلف مناطق اليمن، وتكريس مشروعها، عبر استغلال كل الأزمات والفرص الممكنة، وذلك على حساب مصالح البلاد ومعاناة السكان.
وأوضح المحلل السياسي اليمني، محمود الطاهر، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن ميليشيات الحوثي تمضي في طريقها نحو تكريس نفوذها وسيطرتها على بعض مناطق اليمن، من خلال استغلال كل الأزمات والفرص الممكنة لتوسيع نطاق مشروعها، وذلك على حساب مصالح الوطن، ومن دون أي اعتبار أو اهتمام بمعاناة ملايين اليمنيين المتضررين من ممارساتها العدائية.
وأوضح المحلل السياسي اليمني، ورئيس مؤسسة «اليوم الثامن» للإعلام والدراسات، صالح أبو عوذل، أن ميليشيات الحوثي تعمل على تعزيز مشروعها التخريبي في اليمن والمنطقة، عبر ممارسات عدائية تؤكد سعيها للهيمنة وتوسيع نفوذها باستخدام أدوات العنف والتجنيد الطائفي.
ونوه أبو عوذل، في تصريح لـ«الاتحاد»، بأن جماعة الحوثي تحولت من مجرد حركة تمرد محلية، إلى تهديد إقليمي يستهدف أمن واستقرار المنطقة برمتها، حيث لا تقتصر ممارساتها على الداخل اليمني، بل تتسع لتشكل تهديداً مباشراً لحركة الملاحة الدولية، مشدداً على ضرورة التعامل مع الحوثي باعتبارها مصدراً لزعزعة الاستقرار الإقليمي.