الإفتاء توضح فضل صيام التسع الأوائل من ذي الحجة.. وغرة الشهر فلكيًا
تاريخ النشر: 20th, May 2025 GMT
أكدت دار الإفتاء المصرية أن صيام الأيام التسعة الأولى من شهر ذي الحجة سنة نبوية ثابتة عن النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم، مستشهدة بعدد من الأحاديث النبوية التي تؤكد حرص الرسول الكريم على صيام هذه الأيام المباركة، مشيرة إلى أن صيامها مستحب استحبابًا شديدًا، خاصة يوم عرفة.
أحاديث نبوية تؤكد صيام النبي للتسع من ذي الحجة
أوضحت دار الإفتاء أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يصوم التسع من ذي الحجة، كما ورد في "سنن أبي داود" عن بعض أزواجه أن النبي كان يصوم "تسع ذي الحجة، ويوم عاشوراء، وثلاثة أيام من كل شهر أول إثنين من الشهر والخميس".
كما أوردت ما جاء عن السيدة حفصة رضي الله عنها أنها قالت: "أربع لم يكن يدعهن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: صيام يوم عاشوراء، والعشر، وثلاثة أيام من كل شهر، والركعتين قبل الغداة" (رواه أحمد والنسائي وابن حبان وصححه).
توضيح حول حديث عائشة رضي الله عنهافيما يخص ما رواه الإمام مسلم عن السيدة عائشة رضي الله عنها بأنها لم ترَ النبي صلى الله عليه وآله وسلم صائمًا في العشر، فقد أوضح الإمام النووي في شرحه على "صحيح مسلم" أن ذلك لا يُفهم منه كراهة الصيام، بل المراد أنه لم تصادف رؤيتها له وهو صائم في تلك الأيام، أو أنه ترك الصيام لعذر كالسفر أو المرض.
وأشار النووي إلى أن الحديث لا يعارض غيره من الأحاديث الصحيحة التي تثبت صيام النبي لهذه الأيام، لافتًا إلى أن صيامها مستحب بشدة، خاصة التاسع منها، وهو يوم عرفة، الذي ورد في فضله أن صيامه "يكفر السنة الماضية والباقية".
غرة شهر ذي الحجة فلكيًا الأربعاء 28 مايوووفقًا للحسابات الفلكية، يولد هلال شهر ذي الحجة مباشرة بعد حدوث الاقتران في الساعة الخامسة وثلاث دقائق صباحًا بتوقيت القاهرة يوم الثلاثاء 27 مايو 2025، الموافق 29 من ذي القعدة 1446هـ.
ويبقى الهلال الجديد في سماء مكة المكرمة لمدة 38 دقيقة، وفي القاهرة لمدة 47 دقيقة بعد غروب الشمس، وتراوحت مدة بقائه في باقي المحافظات المصرية بين 40 و49 دقيقة، ما يؤكد تحقق شرط الرؤية الشرعية.
وبناءً على ذلك، تكون غرة شهر ذي الحجة 1446هـ فلكيًا يوم الأربعاء 28 مايو 2025.
وقفة عرفات وعيد الأضحى فلكيًاتُحدد وقفة عرفات لعام 1446هـ فلكيًا يوم الخميس 5 يونيو 2025، على أن يكون أول أيام عيد الأضحى المبارك يوم الجمعة 6 يونيو 2025، وفقًا للتقويم الهجري المعتمد على الدورة القمرية.
موعد أذان الفجر أول أيام ذي الحجةوفي هذا الإطار، أشارت الحسابات الفلكية إلى أن موعد أذان الفجر في القاهرة في أول أيام شهر ذي الحجة، الموافق الأربعاء 28 مايو 2025، سيكون في تمام الساعة 4:12 صباحًا، مع مراعاة فروق التوقيت بين المحافظات.
التقويم الهجري وأهميتهوأوضحت دار الإفتاء أن التقويم الهجري يعتمد على الشهر القمري الذي يُحسب بناءً على دورة القمر حول الأرض، ويُستخدم بشكل رسمي في بعض الدول العربية والإسلامية مثل المملكة العربية السعودية.
وقد أُنشئ هذا التقويم في عهد الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، واعتمد على هجرة الرسول الكريم من مكة إلى المدينة بداية للتأريخ الإسلامي.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: ذي الحجة 1446 صيام التسع من ذي الحجة دار الإفتاء المصرية موعد عيد الأضحى 2025 اذان الفجر التقويم الهجري الحسابات الفلكية صلى الله علیه وآله وسلم شهر ذی الحجة رضی الله أن صیام فلکی ا إلى أن
إقرأ أيضاً:
حكم من أكل أو شرب ناسيًا في صيام يوم عاشوراء.. الموقف الشرعي
يصوم اليوم السبت 5 يوليو 2025، العاشر من شهر الله المحرم لعام 1447 هـ، وهو يوم عاشوراء، الذي يُعد من أعظم الأيام التي يصومها المسلمون لما فيه من فضل كبير، فقد صامه النبي محمد صلى الله عليه وسلم وأوصى بصيامه، لما له من منزلة عظيمة في الإسلام، ولأنه اليوم الذي نجى الله فيه نبيه موسى عليه السلام ومن معه من المؤمنين، وأهلك فرعون وجنوده، فصامه النبي صلى الله عليه وسلم شكرًا لله، وقال: "أنا أحق بموسى منهم"، فصامه وأمر بصيامه.
وفي هذا اليوم الفضيل الذي يصومه ملايين المسلمين حول العالم طمعًا في الأجر ورضا الله سبحانه وتعالى، تتجدد الأسئلة حول بعض الأحكام المتعلقة بالصيام، ومنها حكم من يأكل أو يشرب ناسيًا وهو صائم، خاصة في صيام النوافل ومنها صيام يوم عاشوراء.
وفي هذا السياق، جددت دار الإفتاء المصرية فتواها بشأن من أكل أو شرب ناسيًا أثناء صيام يوم عاشوراء أو في أي من صيام التطوع، موضحة أن صيامه صحيح، ولا يفسد، ولا يجب عليه القضاء، ولا تلزمه كفارة، ويجوز له إتمام صيامه ولا شيء عليه، ما دام الأكل أو الشرب قد وقع نسيانًا ودون قصد منه.
وأوضحت دار الإفتاء أن هذه الفتوى تستند إلى حديث النبي صلى الله عليه وسلم، الذي رواه الصحابي الجليل عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم: "إن الله وضع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استُكرهوا عليه"، وهو حديث يدل على سماحة الشريعة ورحمة الله بعباده، وأن ما يقع من المسلم من غير قصد، لا يؤاخذ به.
كما استدلت دار الإفتاء بحديث آخر صحيح ورد عن الصحابي أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من نسي وهو صائم فأكل أو شرب، فليتم صومه، فإنما أطعمه الله وسقاه"، وهو حديث متفق عليه رواه البخاري ومسلم، ويُعد من الأحاديث الصحيحة المحكمة في هذا الباب، وقد أجمع العلماء على العمل به، وأقروا أن النسيان لا يفسد الصيام.
وأكدت دار الإفتاء أن هذا الحكم ينطبق على كل أنواع الصيام، سواء كان الصيام فرضًا، مثل صيام شهر رمضان، أو نذرًا، أو كفارة، أو تطوعًا ونفلًا، كصيام يوم عاشوراء، ويوم عرفة، وست من شوال، وغيرها من الأيام التي يُستحب فيها الصيام. وأضافت أن الشريعة الإسلامية في هذا الباب – كما في غيره – قائمة على اليسر ورفع الحرج، وقد قرر الفقهاء أن "النسيان عذر معتبر شرعًا"، و"لا يُكلف الله نفسًا إلا وسعها"، وهو من القواعد الكبرى التي بُنيت عليها الأحكام الشرعية.
وأشارت دار الإفتاء إلى أن المسلم إذا أكل أو شرب ناسيًا، ثم تذكّر، وجب عليه أن يمتنع فورًا عن الاستمرار في الأكل أو الشرب، وأن يلفظ ما في فمه إن كان فيه شيء، ثم يُكمل صيامه، ولا يلتفت إلى الوساوس أو يظن أن صيامه قد فسد، لأن النبي صلى الله عليه وسلم أقرّ من وقع له ذلك على صحة صومه، وبيّن أن ما أكله أو شربه قد كان من فضل الله عليه، لا من فعله المتعمد.
وختمت دار الإفتاء بيانها بالتأكيد على أن هذه الأحكام تمثل رحمة الإسلام وشمول عدله، وأن الله عز وجل لطيف بعباده، فلا يُكلفهم فوق طاقتهم، وأن من عظمة هذا الدين أنه راعى أحوال المكلفين، وفتح لهم باب الطاعات دون مشقة أو تعنت، داعية المسلمين إلى اغتنام هذا اليوم المبارك بالإكثار من الصيام والدعاء والاستغفار، والتوسعة على الأهل، كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم: "من وسّع على أهله يوم عاشوراء، وسع الله عليه سائر سنته".