فضل الحج في الإسلام .. يُنقّي العبد من الذنوب والآثام
تاريخ النشر: 21st, May 2025 GMT
وُرد عن فضل الحج في الإسلام، قول الله تعالى: (وَأَذِّن فِى النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ * لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِى أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُم مِّنْ بَهِيمَةِ الأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا البَائِسَ الفَقِيرَ).
ووردت النصوص النبوية الشريفة، عن فضل الحج في الإسلام،ومنها ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله قال : (من حج لله فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه) [رواه مسلم].
وكذلك ما روته السيدة عائشة رضي الله عنها أن رسول الله قال: (ما من يوم أكثر أن يعتق الله فيه عبدا من النار من يوم عرفة, وإنه ليدنو ثم يباهي بهم الملائكة) [رواه مسلم، والنسائي] ، وعن أبي هريرة عن رسول الله قال : (الحجاج والعمار وفد الله, إن دعوه أجابهم وإن استغفروه غفر لهم) [ابن ماجة والبيهقي في الشعب] وعنه أيضا : (أن رسول الله سئل : أي الأعمال أفضل ؟ فقال : إيمان بالله ورسوله, قيل : ثم ماذا ؟ قال : جهاد في سبيل الله, قيل : ثم ماذا ؟ قال : حج مبرور) [البخاري ومسلم].
حكم الحجوالحج حكمه في الإسلام أنه فرض عين على كل مسلم ومسلمة بشروطه وهي : (العقل-البلوغ-الاستطاعة)، وهناك شرط خاص بالنساء وهو (عدم العدة) فلا يجوز للمعتدة أن تخرج للحج وهو أحد أركان الإسلام.
أما بخصوص المحرم أو الزوج فلا يلزم المرأة ذلك في الحج، فإن وجدت نسوة ثقات (اثنتين فأكثر تأمن معهن على نفسها) كفى ذلك بدلا عن المحرم أو الزوج وهو ما ذهب إليه الشافعية والمالكية إن لم تجد المرأة المحرم، بل يجوز لها أن تخرج وحدها لأداء الفرض أو النذر إذا أمنت على نفسها ومالها.
وقد دل على فرضية الحج القرآن الكريم، والسنة النبوية، وإجماع المسلمين، فأما القرآن الكريم فيقول تعالى : (وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ البَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ العَالَمِينَ).
ومن السنة النبوية أحاديث كثيرة؛ منها ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه: (خطبنا رسول الله فقال : أيها الناس قد فرض الله عليكم الحج، فحجوا، فقال رجل : أكل عام يا رسول الله ؟ فسكت حتى قالها ثلاثا, فقال رسول الله: لو قلت نعم لوجبت ولما استطعتم) [رواه مسلم].
وقد أجمعت الأمة سلفًا وخلفًا، شرقًا وغربًا، على فرضية الحج وأنه أحد أركان الإسلام الخمسة، وأنه من المعلوم من الدين بالضرورة، وأنه منكره يكفر.
وقد اختلفوا في وجوب الحج هل هو على الفور أو على التراخي ؟ فذهب الجمهور إلى أن الحج يجب على الفور (بمعنى فور الاستطاعة) وهو الأولى، وذهب الشافعية والإمام محمد بن الحسن إلى أنه يجب على التراخي، ذلك بالنسبة لحكمه.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: فضل الحج في الإسلام فضل الحج الحج الحج في الإسلام حكم الحج رسول الله
إقرأ أيضاً:
قصة صيام عاشوراء .. لماذا يصوم المسلمون في هذا اليوم؟
كشف الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء في الأزهر الشريف، عن قصة صيام عاشوراء، منوها أن شهر المحرم، هو ثالث الشهور الحرم، وكان سيدنا رسول الله يعتز به كثيرًا، حتى إنه قد ورد في بعض الروايات، أنه كان يكثر الصيام فيه.
وقال الدكتور علي جمعة، في تفصيل قصة صيام عاشوراء، إن رسول الله كان في سفر فعندما دخل المدينة، وهناك تقويم لليهود، فعندهم شهر اسمه "تشري"، وكان في اليوم العاشر من شهر تشري ، نصر الله سيدنا موسى، فأنجاه من فرعون.
وتابع علي جمعة: فلما دخل النبي المدينة وجد يهود يصومون ذاك اليوم (سأل ما هذا ؟ قالوا : هذا يوم نجي الله فيه موسي . فقال: نحن أولي بموسي منهم . فصامه وأمر أصحابه بصيامه) وظل عاشوراء فرضًا على المسلمين إلى أن أنزل الله سبحانه وتعالى {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ } حتى قال {فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ } فأصبح هذا ناسخًا لهذا وظل صوم يوم عاشوراء سنة إلى يوم الدين حتى قال رسول الله: (لو بقيت لقابل لصمت تاسوعاء وعاشوراء) ولكنه إنتقل إلى الرفيق الأعلى فصار من السنة المرغوب فيها أن نصوم تاسوعاء وعاشوراء وقال «مَنْ وَسَّعَ على عياله يوم عاشوراء «مَنْ وَسَّعَ على أهله»، وفي رواية: «على عياله» ، وسع الله عليه سائر سنته». أخرجه الطبراني، وصححه الشيخ أحمد بن الصديق، والعراقي.
وقال عبد الله بن المبارك وكان في سند الحديث : "فجربناه ستين سنة فوجدناه صحيحا" أي أنه وسع في سنين فوسع الله عليه وضيق في أخرى فضيق الله عليه والحمد لله رب العالمين، ولقد جربناه أكثر من ثلاثين عامًا فوجدناه صحيحًا ولكن الحمد لله لم ننقطع عنه أبدًا ونوسع على العيال في أرزاقهم هذا اليوم فيوسع الله علينا أرزاقنا سائر السنة .
ويأتينا بعض النابته يقولون أخرجه الطبراني في «الكبير»، وفي سنده ضعف، عبد الله بن المبارك يرد على هؤلاء، فيقول: نحن جربناه، فوجدناه صحيح، ولكن بالرغم من ذلك، إلا أن هذا الحديث قد صححه الإمام حافظ الدنيا العراقي، شيخ الحافظ ابن حجر، وصححه في عصرنا الحاضر، الشيخ أحمد بن الصديق، في «هداية الصغرا في تصحيح حديث التوسعة على العيال ليلة عاشورا».
وأشار إلى أن المصريين بحسهم اللطيف، وبتجاربهم الروحية مع الله سبحانه وتعالى، اخترعوا حلاوة وأسموها عاشورا ويصنعونها في ليلة عاشوراء، والجيران يهدوها لبعضهم البعض.
الفرح بنجاة سيدنا موسىوذكر علي جمعة، أن كل هذه الفرحة مردها إلى أنهم فرحوا بنجاة موسى عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام. معاني رائقة فائقة، تعلم المسلمين، وقد علمتهم؛ إنما أنا أتعجب من هذه الثقافة، التي بدأت تشيع، ثقافة وصف كل شيء بالحرمة، ووصف كل شيء بالقسوة، ووصف كل شيء بالبدعة . هذه ثقافة عفنة، لا علاقة لها بالدين، ولا علاقة لها بالدنيا. رسول الله جاء بالقرآن، والقرآن أول ما علمنا: علمنا الرحمة: {بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} ، ووصف نبيه فقال: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ}.
وأوضح أن هؤلاء يريدون أن يحولوا سُنَّة رسول الله، إلى مثال عجيب، غريب، من القسوة والعنف، والصدام والخصام، وكراهية الحياة؛ بدعوى الزهد فيها؛ الزاهد للدنيا، لا يزهد إلا في شيء قد امتلكه؛ لكنه وهو لا يمتلك شيئًا، ويدعي الزهد، فهو زهد كاذب، وهناك أيضًا من يقول أنه يوم حزن لأنهم ربطوه بذلك اليوم الذي استشهد فيه سيد شباب أهل الجنة سيدنا الحسين، كن ليس هناك علاقة بالاحتفال بيوم نجا الله سيدنا موسى، أو سنة المصطفى.
وأوضح علي جمعة، أن اليوم الأساسي الذي فيه عاشوراء ، ذكرى نجاة الله لسيدنا موسى، واحتفال المسلمين بهذا الذي يعني الكثير مما هو بين المسلمين، وبين أهل الكتاب عامة، إلى آخره من هذه المعاني، التي أرادها رسول الله، فنحن لسنا مع من يريد هذه التغطية.
وتابع علي جمعة: بدون شك أننا نحب سيدنا الحسين، وأننا نعظمه غاية التعظيم، وأننا نجله غاية الإجلال، وأننا نحبه غاية الحب، وهذا لا يزايد علينا فيه أحد، وعلاقة المصريين بسيدنا الحسين، وبالمشهد الحسيني، وبرأسه الشريف، علاقة واضحة، ولا أحد يزايد علينا في هذا، ولا نقبل تلك المزايدة، ولكن نحن أيضًا لا نقبل أن نترك سنة من سنن سيدنا رسول الله، لا بالصيام، ولا بالاحتفال، ولا حتى بالتوسعة.