حفريات لكشف حقيقة دور فرنسا في مجزرة تياروي بالسنغال
تاريخ النشر: 21st, May 2025 GMT
بعد 80 عامًا من واحدة من أكثر الصفحات دموية في تاريخ ما بعد الاستعمار، أطلقت السنغال رسميًا عمليات تنقيب أثرية غير مسبوقة في مقبرة تياروي العسكرية، شرقي العاصمة دكار، في محاولة لتحديد العدد الحقيقي لضحايا "مجزرة تياروي"، وهم من الجنود السنغاليين الذين خدموا في صفوف الجيش الفرنسي خلال الحرب العالمية الثانية.
في الأول من ديسمبر/كانون الأول 1944، فتح الجيش الفرنسي النار على مئات الجنود السنغاليين – المعروفين باسم "التيرايور"؛ بعد احتجاجهم على تأخر صرف مستحقاتهم المالية عقب عودتهم من الجبهة الأوروبية.
ورغم أن الرقم الرسمي للضحايا ظل لعقود عند 35 قتيلا، فإن شهود عيان ومؤرخين يقدرون عدد القتلى بما يصل إلى 300، دُفن كثير منهم في مقابر جماعية لم تُكشف بعد.
حفريات لكشف المستورأعلن رئيس الوزراء السنغالي عثمان سونكو في فبراير/شباط الماضي عن انطلاق الحفريات التي تشرف عليها فرق متعددة التخصصات تضم علماء آثار من جامعة الشيخ أنتا ديوب، ومهندسين عسكريين، وخبراء في علم الإنسانيات والتاريخ.
تركّز العمليات على موقعين أساسيين: المقبرة العسكرية في تياروي والمعسكر القديم الذي وقعت فيه المجزرة، بهدف تحديد عدد القتلى بدقة، وتحليل بقايا العظام -إن وُجدت- وتوثيق النتائج في تقرير شامل يُقدّم إلى رئيس الجمهورية خلال الأسابيع المقبلة.
إعلان أبعاد سياسية وإنسانيةتأتي هذه المبادرة في ظل دعوات متكررة من مؤسسات حقوقية ومثقفين سنغاليين لمطالبة فرنسا باعتذار رسمي وتعويضات عن الجرائم الاستعمارية، وعلى رأسها مجزرة تياروي.
ويُنظر إلى الحفريات باعتبارها خطوة تتجاوز البعد العلمي، تمثّل محاولة لإعادة الاعتبار للضحايا وإنصاف الذاكرة الوطنية.
وقد وصف وزير الثقافة السنغالي هذه الخطوة بأنها "عمل من أجل الحقيقة، ولإعادة كتابة تاريخنا بأيدينا، لا بأقلام المستعمر".
نحو عدالة تاريخيةالسنغال ليست الدولة الوحيدة التي تعيد النظر في ماضيها الاستعماري، لكن هذه المبادرة تحمل رمزية قوية، لكونها تعالج جرحًا مفتوحًا في العلاقة مع فرنسا، المستعمر السابق.
وفي وقت تتصاعد فيه المطالب في أفريقيا بإعادة كتابة التاريخ وتحرير الذاكرة الجماعية من الروايات الرسمية، تبرز تياروي اليوم -أكثر من أي وقت مضى- رمزًا للنضال من أجل العدالة التاريخية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات
إقرأ أيضاً:
مجزرة جديدة في خانيونس.. الاحتلال يقصف خيمة ويقتل 4 أطفال من عائلة واحدة
قتل جيش الاحتلال الإسرائيلي، السبت، أربعة أطفال أشقاء فلسطينيين وأصاب عددا آخر، جراء قصف استهدف خيمة تؤويهم مع عائلتهم غرب مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة، ضمن الإبادة الجماعية التي ترتكبها تل أبيب بالقطاع.
ونقلت الأناضول عن مصادر طبية قولها، إن مستشفى "شفاء فلسطين" الميداني (تابعة لمستشفى الكويت التخصصي) استقبل جثامين أربعة أطفال وعددا من المصابين، إثر قصف استهدف خيام النازحين في منطقة الشافعي غرب خان يونس.
وأوضحت المصادر أن الأطفال الشهداء من عائلة "أبو الخير"، وهم: يزن (12 عاما)، أمجد (10 أعوام)، مهند (7 أعوام)، ومحمد (6 أعوام).
وبذلك يرتفع عدد الشهداء جراء الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة، منذ فجر السبت، إلى 65 فلسطينيا، بينهم أطفال وطبيب.
ورفعت قوات الاحتلال من وتيرة القصف الوحشي على مناطق واسعة في قطاع غزة، مستهدفة مراكز وتجمعات النازحين، على وقع أوضاع إنسانية وصحية كارثية وغير مسبوقة.
ففي خانيونس جنوب القطاع، استشهد وأصيب العشرات من الفلسطينيين، بعد قصف طائرات الاحتلال خيمتين على الأقل في منطقة المواصي غرب المدينة.
وفي البريج وسط القطاع، استهدفت طائرات الاحتلال منزلا يعود لعائلة السماك، ما أدى إلى سقوط شهيدين وعدد من الإصابات.
وفي غزة، شمالا، استشهد عدد من الفلسطينيين وأصيب آخرين، في قصف استهدف منزلا في حي الشيخ رضوان، وسط المدينة.
وقالت مصادر طبية، إن حصيلة الشهداء منذ فجر السبت، وصلت إلى 19 إضافة إلى العشرات من الإصابات.
يأتي ذلك بينما تنتشر المجاعة في قطاع غزة، وسط أوضاع صحية غاية في الصعوبة داخل المستشفيات بسبب حجم الجرحى والمرضى الهائل، ونفاذ أنواع كثيرة ومهمة من الأدوية والمستلزمات الطبية.
ومطلع آذار/ مارس صعَّدت دولة الاحتلال من جرائمها باتخاذ قرار تعسفي بإغلاق جميع المعابر المؤدية إلى القطاع، ومنع إدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية وشاحنات الوقود بشكل كامل وجميع الإمدادات.
وفي 18 من ذات الشهر، تنصل الاحتلال من اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى الساري منذ 19 يناير/ كانون الثاني الماضي، واستأنف حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة، رغم التزام حركة "حماس" بجميع بنود الاتفاق.
وترتكب إسرائيل بدعم أمريكي منذ 7 أكتوبر 2023، إبادة جماعية بقطاع غزة، خلفت نحو 193 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم عشرات الأطفال.