الأكثر مبيعًا.. تويوتا تكشف عن سيارتها الهجينة RAV4
تاريخ النشر: 21st, May 2025 GMT
كشفت شركة تويوتا رسميًا عن الجيل الأحدث من سيارتها RAV4 موديل 2026، والذي يأتي بعد أكثر من ست سنوات على إطلاق الجيل السابق، لتبدأ مرحلة جديدة من التطور التكنولوجي والتصميمي للسيارة التي تعد واحدة من أنجح طرازات الشركة عالميًا.
خلال عام 2024 فقط، تمكنت RAV4 من بيع 475,193 وحدة في الولايات المتحدة، ما جعلها ثالث أكثر السيارات مبيعًا بعد شيفروليه سيلفرادو وفورد F Series.
ومع هذه الشعبية الهائلة، أصبح من الضروري تجديد الطراز لمواكبة المنافسة في فئة السيارات الرياضية متعددة الاستخدامات (SUV).
وداعًا لمحركات البنزين التقليديةمن أبرز التحولات في RAV4 الجديدة هو تخلي تويوتا تمامًا عن محرك البنزين التقليدي سعة 2.5 لتر، واستبداله بنظام دفع هجين قياسي.
ويعد هذا القرار نقطة تحول استراتيجية في مسار تويوتا نحو الكهربة الشاملة لأسطولها.
تعتمد النسخة الهجينة الآن على نظام تويوتا الهجين من الجيل الخامس، الذي حصل على تحسينات بارزة في وحدة التحكم بالبطارية والطاقة، مما ساهم في رفع كفاءة الأداء دون التضحية بالقوة.
تأتي النسخة الهجينة من RAV4 بقوة 226 حصانًا مع نظام الدفع الأمامي – وهي المرة الأولى التي يتوفر فيها هذا النظام مع النسخة الهجينة – بينما ترتفع القوة إلى 236 حصانًا مع الدفع الرباعي.
تمثل هذه الأرقام زيادة ملحوظة بالمقارنة مع الجيل السابق، حيث يتفوق الطراز الأمامي على نسخة البنزين السابقة بـ23 حصانًا، ويزيد الدفع الرباعي بـ17 حصانًا عن الطراز الهجين السابق.
النسخة القابلة للشحن: RAV4 PHEV بقوة 320 حصانًاتحل النسخة الهجينة القابلة للشحن RAV4 PHEV مكان طراز RAV4 Prime، وتعد الأقوى في تاريخ السيارة.
إذ تعتمد على الجيل السادس من أنظمة تويوتا الهجينة القابلة للشحن، والتي تتضمن محركين كهربائيين وبطارية جر عالية السعة، مع استخدام تقنيات أشباه موصلات كربيد السيليكون لزيادة الكفاءة وتوزيع الطاقة.
تنتج النسخة الجديدة قوة إجمالية تبلغ 320 حصانًا، وتوفر مدى قيادة كهربائية يصل إلى 80 كيلومترًا بالشحنة الواحدة، وهي قفزة كبيرة بالمقارنة مع مدى 42 كيلومترًا في الجيل السابق.
على صعيد التصميم، حصلت RAV4 2026 على تحسينات خارجية تبرز ملامح أكثر حداثة وقوة، مع الحفاظ على شخصية RAV المعروفة.
أما من الداخل، فتعزز المقصورة بتقنيات رقمية حديثة ونظام ترفيهي محدث ونظم مساعدة سائق أكثر تطورًا.
حتى الآن، لم تصدر تويوتا الأرقام الرسمية الخاصة باستهلاك الوقود للنسخة الهجينة، ولكن التحديثات على نظام الدفع والبطارية تشير إلى نتائج واعدة في الكفاءة والمسافة المقطوعة لكل لتر.
مع هذه التحسينات الجذرية في الأداء والتكنولوجيا، تُمهّد تويوتا الطريق نحو مستقبل أكثر استدامة دون التضحية بالقوة أو الراحة، وتحافظ في الوقت ذاته على مكانة RAV4 كواحدة من أكثر السيارات موثوقية وانتشارًا حول العالم.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: تويوتا تويوتا RAV4 سيارات 2025 حصان ا
إقرأ أيضاً:
مثل شعبي وواقع معاصِر
صالح بن سعيد الحمداني
الأمثال الشعبية مرآة تعكس عقول الناس وتجاربهم وتختصر في كلمات قليلة معاني عميقة وحقائق إنسانية اكتسبتها الشعوب عبر المواقف والأحداث، ومن بين هذه الأمثال التي تحمل دلالات بعيدة المدى المثل العربي القائل "ما كل من ركب حصانًا خيَّالٌ"، هذا المثل يُستخدم للدلالة على أن المظاهر لا تكفي وحدها لإثبات الكفاءة، وأن امتلاك الوسائل أو الأدوات لا يعني بالضرورة امتلاك المهارة أو القدرة الحقيقية.
وفي المعنى اللغوي والمجازي للمثل نجد أن الخيال في الثقافة العربية هو الفارس الذي يركب الحصان ويتقن فنون الفروسية وكان ينظر إليه؛ باعتباره رمزًا للشجاعة والمهارة والقيادة، أما ركوب الحصان في حد ذاته فلا يكفي ليجعل الإنسان فارسًا متمرسًا فالكثيرون قد يجلسون على ظهر الخيل لكن القليل منهم من يُتقن السيطرة عليه، ويستطيع خوض المعارك أو قطع المسافات في أصعب الظروف.
وعليه فإن المثل يُراد به أن الهيئة الظاهرة لا تكشف دائمًا عن الجوهر الحقيقي فليس كل من بدا في صورة الفارس أو لبس زي الفرسان يمتلك روح الفروسية وقدراتها. ولو نظرنا في أبعاد المثل الاجتماعية والثقافية فإنه ينطبق هذا المثل على كثير من جوانب الحياة اليومية، ففي المجتمع قد نرى أشخاصًا يتولون مناصب قيادية أو يحملون ألقابًا رنانة لكن أداؤهم العملي لا يرقى إلى مستوى تلك المناصب، كما نرى آخرين يتزينون بمظاهر الوجاهة والثراء غير أن جوهرهم يخلو من القيم والأخلاق التي تعكس أصالة الشخصية، ومن يحملون شهادات واقعهم وأفكارهم مختلف عن ثقافة ودرجة تلك الشهادة، وهذا المثل يوجّه رسالة إلى الناس بضرورة التفريق بين الظاهر والباطن وعدم الاغترار بالمظاهر الخادعة؛ سواء كانت مالًا أو منصبًا أو مظهرًا اجتماعيًا أو ثقافيًا وأدبيًا أو شهادة علمية أو مكانة مرموقة، فالجوهر يختلف عن المظهر.
يتجلى معنى المثل في مجالات العمل والمؤسسات أيضًا، فليس كل من حصل على شهادة علمية أو تقلّد منصبًا يستطيع أن يبدع أو يقود الآخرين نحو النجاح؛ فالشهادة مثل "الحصان" تمنح صاحبها وسيلة لكن "الخيَّال" الحقيقي هو من يُتقن توظيف معرفته ومهاراته ويترجمها إلى إنجاز ملموس وواقع في حياته يشهد عليه الآخرون.
وكذا الحال في المجال الفني مثلًا ليس كل من امتلك آلة موسيقية صار موسيقيًا بارعًا، وليس كل من حمل ريشة وألوانًا صار رسامًا، فالفن مثل الفروسية يحتاج إلى موهبة وممارسة وصبرٌ طويل ليصير الإنسان أهلًا لحمل اللقب.
وللمثل ذاته حكمة أخلاقية؛ فهو يُرشدنا إلى التحلي بالتواضع وإدراك أن القيمة الحقيقية للإنسان تكمن في أفعاله لا في مظهره، فالخيال لا يُعرف بفرسه الجميل فحسب، وإنما بمهارته في ترويضه وخوض المعارك به، وكذلك الإنسان لا يُقاس بملابسه ولا بألقابه؛ بل بما يقدمه من أعمال نافعة وما يظهره من أخلاق رفيعة.
في عصرنا الحديث نجد تطبيقات في حياتنا المعاصرة نجد هذا المثل صالحًا أكثر من أي وقت مضى، فقد أفرزت وسائل التواصل الاجتماعي ظاهرة "المظاهر الافتراضية"؛ حيث يَعرض كثير من الناس حياةً مترفةً مزيفةً وصورًا مُنمقةً توحي بالنجاح والتألق، بينما واقعهم مختلف تمامًا، وهنا يبرز المثل ليذكرنا بأن "ليس كل من ركب حصانًا خيَّال" أي ليس كل من بدا ناجحًا أو سعيدًا في صورته الافتراضية هو كذلك فعلًا. كما ينطبق المثل على ميدان الخطابة والثقافة والأدب أو غيرها؛ حيث يُمكن أن يتصدر المشهد من يملك الخطابة أو الحضور لكنه يفتقر إلى الحكمة والقدرة الحقيقية على خدمة وطنه ومجتمعه فالمسؤولية تحتاج إلى "خيَّال" متمرس يعرف كيف يقود لا إلى مجرد راكب حصان يُثير الغبار، المثل ينتقل بنا بين التراث والحاضر، فإن العرب قديمًا أدركوا أن الفروسية ليست مجرد ركوب خيل؛ بل منظومة قيم تشمل الشجاعة، والكرامة، والشهامة، والإقدام. واليوم نحن بحاجة إلى استلهام هذه الحكمة في ميادين الحياة الحديثة لندرك أن الموهبة والجد والاجتهاد هي ما يصنع التفوق الحقيقي لا مجرد امتلاك الأدوات أو إظهار المظاهر.
من هنا نجد أن المثل العربي "ما كل من ركب حصانًا خيَّالٌ" يختصر رؤية إنسانية عميقة في كلمات قليلة؛ فهو يدعونا إلى عدم الانخداع بالمظاهر وإلى البحث عن الجوهر والقيمة الحقيقية للأشخاص والأشياء، كما يذكّرنا بأن الألقاب والأدوات لا تكفي لصناعة المجد؛ بل إن الجد والاجتهاد والإخلاص والمهارة هي التي تضع الإنسان في مكانه الصحيح، وهكذا يبقى هذا المثل صالِحًا لكل زمان ومكان مرشدًا لنا في حياتنا العملية والاجتماعية ليعلمنا أن الخيَّال الحقيقي يُعرف بالفعل لا بالقول أو المظهر.
رابط مختصر