يجمع مشروع "ميرا آرت" لرائدة الأعمال أميرة العمري بين الحرف اليدوية والذوق الفني، والذي يقدم منتجات يدوية مصنوعة بأدق التفاصيل مثل شموع معطرة بتركيبات خاصة وبشمع الصويا الطبيعي، ومباخر، وفازات، وأنتيكات من الجبس بتصاميم أنيقة وحديثة.

بدأت أميرة العمرية المشروع كهواية تمارسها في أوقات الفراغ، وتقول: كنت جدًّا شغوفة بالأعمال الفنية، حيث كنت أصنع شموعًا بسيطة كهدايا للأهل والصديقات، ومع مرور الوقت وتزايد الإعجاب بها، فكرت في تحويل الهواية إلى مشروع صغير أشارك فيه شغفي مع الآخرين".

وأوضحت أميرة أن من أبرز التحديات كانت قلة الخبرة في بعض الجوانب التجارية والتسويقية، وأيضًا صعوبة إيجاد المواد الخام بجودة عالية، لكن أميرة تغلبت على هذه التحديات من خلال التعلم الذاتي، والمشاركة في الورش التدريبية، والتواصل مع أصحاب الخبرة، بالإضافة إلى البحث الدائم عن موردين أفضل.

يقدم مشروع "ميرا آرت" شموعًا طبيعية معطرة بأشكال فنية تناسب جميع الأذواق، من شمع الصويا الطبيعي الذي ليس له آثار سلبية جانبية على الصحة لأنه يحترق بشكل نظيف وليس له دخان أسود، بالإضافة إلى مباخر وفازات وأنتيكات مصنوعة من الجبس بتصاميم عصرية.

كما تستخدم أيضًا الجبس في تشكيل حاويات "علب" الشموع، حيث تصنعها يدويًا بتصاميم فنية متنوعة لتكون جزءًا من جمالية المنتج، فكل شمعة تأتي داخل علبة جبسية مصبوبة ومزينة بعناية.

حظيت أميرة بدعم معنوي كبير من الأهل والأصدقاء، الذين كانوا مصدر تحفيز وتشجيع دائم، أما الدعم المادي فقد جاء من الأهل أيضًا، حيث وفروا لها رأس المال الأولي الذي ساعدها في شراء المستلزمات الأساسية والانطلاق بثقة في مشروعها.

تعتمد أميرة في التسويق والترويج لمنتجات المشروع بشكل أساسي على وسائل التواصل الاجتماعي، خصوصًا الإنستجرام والسناب شات، والتوصيات الشفهية، وهي من أقوى الوسائل التي ساعدتها على انتشار المشروع.

ارتأت أميرة التريث قليلًا في المشاركات الخارجية حتى يكون مشروعها جاهزا للمشاركات الخارجية، مع خطة مستقبلية قريبة للتواجد في هذه الفعاليات الخارجية التي تُعد بوابة ونافذة تسويقية مهمة، خاصة إذا كان التوقيت والمكان والجمهور المستهدف مناسبًا للمشروع.

تخطط أميرة في المستقبل لتوسيع نطاق مشروعها ليشمل تشكيلة أوسع من المنتجات الفنية، وافتتاح متجر إلكتروني متكامل يسهل وصول العملاء لمنتجاتها داخل سلطنة عمان وخارجها، والمشاركة في المعارض المحلية والدولية، وتطوير تصاميم مبتكرة تجمع بين الشموع والديكور بطريقة فريدة.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

هل تكتب المنطقة مصيرها أم تبقى تقرأ من دفاتر الآخرين؟!

لا يبدو أن وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران هو نهاية للحرب وبداية لسلام طويل في منطقة الشرق الأوسط؛ فالتصريحات الإسرائيلية تثير الريبة أكثر بكثير مما تشعر بالاطمئنان لعودة الهدوء. وما يغذي الريبة أن منطقة الشرق الأوسط كانت على الدوام مشبعة بالشكوك ومثقلة بميراث من الانفجارات المؤجلة؛ الأمر الذي يصبح معه وقف إطلاق النار مجرد فاصلة مؤقتة على خط زمني من صراع لا ينتهي.

ومعلوم لدى الجميع الآن أن هدف إسرائيل لا يتلخص في مجرد تعطيل المشروع النووي الإيراني، ولكن في إحداث تغيير استراتيجي عميق في المنطقة تتغير معه كل موازين القوى التي بقيت سائدة لعقود طويلة. وهذا التغيير هو أساسي لاكتمال مشروع «الشرق الأوسط الجديد» الذي يتحدث عنه نتنياهو وزمرته اليمينية الحاكمة. وهذا «الشرق الأوسط الجديد» الذي يحلم به نتنياهو ليل نهار لا علاقة له بمشروع شيمون بيريز ـ رغم سوء وخطر المشروعين ـ المبني على أسس براجماتية علمانية اقتصادية في مرحلة ما بعد «سلام» أوسلو؛ فهو -أي مشروع نتنياهو- مبني على أساطير تنسب زورا إلى التوراة؛ حيث تسيطر «إسرائيل التوراتية» على المنطقة بأكملها. رغم ذلك فإن نتنياهو يحاول استخدام واجهة مشروع بيريز سواء من حيث الاسم أو من حيث الطرح الاقتصادي؛ ليمرر مشروعه التوسعي الذي يتغذى على ضعف العرب لا على بناء شراكة حقيقية معهم وفق ما كان يطرح بيريز. بل إن الأمر يتجاوز المشروع النووي إلى محاولة كسر إيران، وإعادة إدماجها في النظام الإقليمي وفق الشروط الغربية بعد إضعافها.

وأمام هذا الطرح أو المشروع الذي كسبت فيه إسرائيل بعض الجولات عربيا وخسرت إيرانيا؛ لا بد من مشروع مضاد لا يُبقي المنطقة في مربعاتها الراكدة والمتخمة بالصراعات، بل يواجه جوهر الرؤية الإسرائيلية التي تختزل الشرق الأوسط في معادلة أمنية تكنولوجية، ويضع العرب بين خيارين: إمّا التطبيع، وإما العزلة الدولية والإقليمية!

ويبدأ تفكيك التصور الإسرائيلي من كشف بنيته بالاعتراف أنه تجاوز الرؤية اليمينية الدينية إلى ما يمكن أن نسميه خليطا هجينا من الأسطورة التوراتية، والواقعية الأمنية، والمراوغة الاقتصادية. ما تطرحه إسرائيل -خصوصا في مرحلة ما بعد «اتفاقات إبراهام»- ليس سلاما بالمعنى الأخلاقي أو القانوني، بل اندماج اقتصادي مشروط بتشريع تفوقها الإقليمي، ونزع الطابع السيادي عن الجوار العربي.

وهذا المشروع يفترض تجويف المنطقة من أي بديل معرفي أو اقتصادي أو حضاري، وجرّها إلى أن تصبح سوقا واسعة بلا صوت أو سيادة، و«جوارا» بلا مركز. إنه بعبارة أخرى أكثر وضوحا مشروع «تطبيع التفوق» لا «تطبيع السلام»، وهو ما يجب كشفه فكريا وسياسيا وإعلاميا.

ولكن ما المطلوب من الدول العربية في هذه اللحظة المفصلية في تاريخها؟

لم يعد ممكنا الركون إلى خطاب قومي تقليدي، أو شعارات الممانعة المجردة في وقت تخوض فيه إسرائيل معركتها بأدوات مركبة واستراتيجية؛ ولذلك فإن المنطقة بحاجة إلى صياغة مشروع عربي إقليمي جديد يقوم على إعادة الاعتبار للقضية الفلسطينية بصفتها بوابة العدالة والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، وأن أي مشروع لا يعترف بالحقوق الفلسطينية التاريخية، ولا يعالج جوهر المأساة، سيبقى هشا وعرضة للانفجار في أي لحظة، وأمام أي عقبة.

كما يقوم المشروع على تحرير فكرة التعاون الإقليمي من الهيمنة الإسرائيلية عبر تكامل إقليمي يكون ندا لإسرائيل، ويشمل مشاريع مشتركة في الطاقة، والأمن الغذائي، والمياه، وتديره أطراف متعددة.

لكن قبل ذلك وخلاله وبعده؛ لا بد أن يتضمن المشروع الإقليمي مسارا معرفيا وإعلاميا يتحدى السردية الإسرائيلية، ويبني سردية حقيقية للتاريخ واليوم والمستقبل؛ فلا يمكن مواجهة مشروع يقوم على «إعادة تعريف الشرق الأوسط» من دون مساحات فكرية مستقلة تعيد تعريف الذات، والموقع، والدور. وهذا يتطلب جهدا مؤسسيا ضخما ينطلق من وعي جديد وحر في المنطقة.

كما أن تأسيس مشروع عربي جديد يتطلب أكثر من موقف سياسي، بل يحتاج إلى حقل معرفي قادر على إنتاج الأفكار، وتأسيس مراكز أبحاث، ومنصات إعلامية مستقلة تعيد رسم سردية المنطقة بلغتها الخاصة، وتستعيد تعريف القيم مثل السيادة، والعدالة، والتحرر بعيدا عن قوالب الاستيراد.

وإذا كانت إسرائيل تحاول تثبيت مشروعها بقوة السلاح والدعاية؛ فإن المنطقة مطالبة ببناء مشروعها وتثبيته بقوة المعرفة، والسيادة، والعدل. فثمة فرصة نادرة الآن في ظل السقوط الأخلاقي للسردية الإسرائيلية، والمأزق الغربي المتواطئ. السؤال الآن: ليس هل يمكن، بل: هل نريد أن نبدأ من جديد؟ وهل نملك شجاعة أن نكتب بدل أن نظل نقرأ من دفاتر الآخرين؟

مقالات مشابهة

  • هل تكتب المنطقة مصيرها أم تبقى تقرأ من دفاتر الآخرين؟!
  • محافظ الأحساء يدشّن انطلاقة مشروع النقل العام بالحافلات
  • الروسية ميرا أندرييفا تسحق الأمريكية هيلي بابتيست في ويمبلدون
  • تفقد سير العمل في مشروع إنشاء مبنى الأشغال بمحافظة صنعاء
  • بالقاسم حفتر يطلق مشروع توسعة الطريق الرابط بين كوبري الدائري العاشر وعقبة الباكور
  • هجوم بقنابل يدوية في غزة يصيب عاملي إغاثة أمريكيين ومؤسسة إنسانية تتهم "حماس"
  • بعد ساعات من طرحه.. كليب أميرة الصباغ "بمزاجي" يتصدر التريند
  • محلية النواب تتفقد مشروع موقع التجلي الأعظم .. صور
  • شذرات استراتيجية.. القومية العربية بين الانبعاث والاحتضار
  • شركة أورانو الفرنسية تحذّر من إفلاس مشروعها في النيجر