#يوم_جمعة_أردني!!
بقلم: د. #ذوقان_عبيدات
بينما يستعدّ الأردنيون للاحتفال بعيد استقلالهم؛ كلٌّ بطريقته: فرَح لدى بعضنا، واتهامات من بعضنا على عدم السرعة في استحضار الفرَح، كتبتُ بعض متفرقات قد لا تحدث في غير بلدي!
(01)
ندوة شعرية
أحضر الشاعر ماهر القيسي نُسَخًا عديدة من ديوانه الأنيق: “نُخَب هابيل”. نظر الجمهور إليها بارتياب! لم يتقدم أحد نحوها طوال الندوة.
مرة حين قرّرنا الرحيل
نظرنا إلى بيوتنا، وبكينا
ومرة حين قرّرنا البقاء
بكينا!
رعَيت له الأغنام،
مقابل أن أعدّها في المساء
لأنام!
وهكذا غفوت !
فضاعت الأغنام!
بحثتُ عن الفطر في الغابة
كي أعدّ الطعام!
وجدت رعودًا
أنجبت فطر الرعونة في الكلام!
صافحتني النساء
من وراء قماش
كي لا يبطل في أجسادهن الوضوء!
فأي صلاة!!
قال أخي: أمك حقل كبير
بعدها، رأيت مِنجلًا بيد أبي
وعديدًا من الأطفال!
أنا طيار
أوصل الناس كل يوم
أعود لبيتي؛ يوصلني التعب!
لا أريد إفساد متعة القراءة! أتركها لكم.
(02)
“لوّات” تربوية
أتحفَتنا ماسة دلقموني بسلسلة مقالات تربوية حداثية، بعنوان: ماذا لو؟ في جريدة الغد الذي غاب عنها أي فكر تربوي جادّ منذ أعوام.
• ماذا لو تخلّصنا من العلامات؟
• ماذا لو تخلّصنا من الكتاب الواحد؟
• ماذا لو تخلّصنا من المعلم التقليدي؟
• ماذا لو تخلّصنا من جدران الصفوف؟
و”لوّات” عديدة قادمة، سألتها: هل تواصَل معك أحد من أيٌ مؤسّسة تربوية؟ ضحكْتُ وضحكَتْ، ربما حزنًا!!
(03)
اكتشاف
كنت أسير في رواق محكمة المفرق أمس؛ شاهدًا في قضية فرضتها الجرائم الإلكترونية علينا جميعًا. استوقفتني سيدة جميلة:
سألتني: هل عرَفتني؟
الجواب: كلّا!
قالت: أنا خالتك المحامية ليندا!
سعدت بالخالة الحقيقية.
مازَحتها: هل أكتب من دون أن أخاف؟
قالت: أنا خالتك، ومحاميتك!
(04)
مقدّمة كتاب
قالت سيدة التقيتها في الحزب الديمقراطي الاجتماعي: هل تكتب لي مقدمة كتابي الجديد؟ سلّمتني أوراقها، واكتشفت أنها باحثة، وأديبة، ومفكرة، اسمها: مي بكليزي. ترقّبوا هذا الاسم!
(05)
في الحزب الديمقراطي الاجتماعي !
زادت علاقتي بالحزب المدهش، ففيه نشاط واضح: محاضرات، نقاشات لبرامج، استنكار لحجب مواقع إعلامية، ندوات شعرية!
شكرًا للمسؤولين! مسؤولي الحزب طبعًا “مش” الحكومة!
فهمت عليّ جنابك؟!
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: ذوقان عبيدات
إقرأ أيضاً:
علي جمعة يوضح الفرق بين القلب والفؤاد..فتعرف عليه
قال الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف عبر صفحته الرسمية على فيس بوك إن يقول سبحانه وتعالى يقول: {وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ} [الأنعام: 110].
الفرق بين القلب والفؤاد
إذًا فهناك ما يُسمَّى بالقلب، وهناك ما يُسمَّى بالفؤاد. وكلمة «القلب» في اللغة العربية سُمِّيَت بذلك؛ لأن القلب له أحوال، فهو يتقلَّب في هذه الأحوال. وقال الشاعر:
وما سُمِّيَ القلبُ إلَّا أنَّه يتقلَّبُ * وما أوَّلُ ناسٍ إلَّا أوَّلُ النَّاسِ
فأوَّل مَن نَسِيَ سيدُنا آدمُ عليه السلام.
وسُمِّيَ القلبُ لأنَّه يتقلَّب في الأحوال، ولذلك يقول سيدُنا ﷺ: «إِنَّ الْقُلُوبَ بَيْنَ أُصْبُعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ اللَّهِ يُقَلِّبُهَا كَيْفَ يَشَاءُ». إذًا تقلُّبُ القلب بين الأحوال هو من أمر الله؛ فالله سبحانه وتعالى هو الذي يُثبِّت القلوبَ على حالٍ، أو يُقَلِّبُها بين حالٍ وحالٍ؛ فكلُّ ذلك بيد الله سبحانه وتعالى، يفعل ما يشاء. فإذا كان القلب في حالة الثبات على الخير، فإنَّه يُسمَّى «فؤادًا».
إذًا القلب يتقلَّب بين الأحوال؛ بين الخير والشر، وبين العلو والنقصان، فالإيمان يزيد وينقص. فإذا كان في حالة العلو، وكان في حالة الوضوح، وكان في حالة الثبات، كان «فؤادًا». لكنَّ الإنسان لا ينبغي له أن يأمَنَ مكرَ الله، بل لا بدَّ أن يُراقِبَ نفسَه، وأن يكون دائمَ المراقبة حتى لا يَذِلَّ، ولا يُخطِئ، ولا يتدهور حالُه مع الله سبحانه وتعالى من حيث لا يشعر؛ لأنَّه قد يُستدرَج وتتدهور حالُه دون أن يشعر. قال تعالى في شأن هؤلاء: {وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا سَنَسْتَدْرِجُهُم مِّنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ * وَأُمْلِي لَهُمْ ۚ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ} [الأعراف: 182، 183].
إذًا فالإنسان العاقل يكون خصيمَ نفسِه، متدبِّرًا في حاله، يخشى أن يُستدرَج. فإن ترك الإنسانُ نفسَه للمعاصي استُدرِج، وتدهوَر؛ فتراه يرتكب المعاصي وهو يُنكِرها أوَّلًا، ثم يألفها ثانيًا فلا يُنكِرها، ويفعل المعصية دون نكير، لا يجد في قلبه حرجًا من فعلها، ثم بعد ذلك يتدهور حالُه مع الله سبحانه وتعالى فيستحلُّها.
في البداية يُبرِّرها لنفسه بقوله: «كلُّ الناس تفعل ذلك»، ثم يألفها حتى لا يرى فيها بأسًا، ثم يستحسنها، ثم يُخطِّئ مَن يُخالِفُه فيها؛ فالمعصية التي يفعلها هي في نظره «الصواب»، وغيرُها هو الخطأ. إذًا هذا استدراج.
في الأولى فعلها وهو مُتوجِّسٌ خيفةً،
وفي الثانية فعلها من غير توجُّس،
وفي الثالثة فعلها مُستَحِلًّا لها،
وفي الرابعة فعلها مُستَحسِنًا لها، ومُخطِّئًا مَن خالفها.
فهل لا يزال قلبُ ذلك الإنسان على حالةِ الفؤاد، أم أنَّه قد خرج من حالة الفؤاد إلى حالةٍ أخرى؟ يبدو أنَّه قد قُلِب.
الفؤاد
إذًا حالةُ الفؤاد قد تكون هي الحالةَ العُليا الصافية، ثم ينقلب على عَقِبَيْه، فإذا انقلب القلبُ لم يَعُدْ يُؤدِّي وظيفتَه، فيدخُل عليه الكِبْر، وهذا الكِبْر يمنعه من أداء وظيفته، فلا تستطيع أن تضع فيه شيئًا، ولا أن تستفيد منه فيما صُنِع له. فيصف الله حالَ هؤلاء بقوله: {وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ}؛ فما معنى هذا؟
أوَّلًا: أنَّهم كانوا على حالة الفؤاد، وهي حالةٌ خيِّرة.
ثانيًا: أنَّ الله سبحانه وتعالى قد استدرجهم، فأخرجَ الفؤادَ من حالته.
ثالثًا: أنَّه قَلَبَه؛ فنتج عن هذا القلبِ تعطيلُ الوظيفة؛ فالفؤاد الذي كان محلًّا لنظر الله، ولتَنَزُّلِ الرحمات من عند الله، أُغلِق وقُلِب، فذهبت وظيفتُه: وظيفةُ التلقِّي، ووظيفةُ الشفافية، ووظيفةُ البصيرة، ووظيفةُ الرؤية السليمة الربانية الإلهية التي يرضى عنها ربُّنا سبحانه وتعالى.