اليمن في مواجهة الاحتلال .. معركة مفتوحة وتحوّل في معادلة الردع
تاريخ النشر: 24th, May 2025 GMT
يمانيون../
أربك إصرار اليمن على دعم غزة واستمرار استهدافها لمواقع حيوية في كيان الاحتلال، كالمطارات والموانئ، حكومة تل أبيب، خصوصاً بعد التفاهم الذي أوقف الهجمات المتبادلة مع الولايات المتحدة. هذا التحول جعل “كيان الاحتلال” يواجه اليمن منفردا، من دون قدرة على كسر إرادة صنعاء أو فرض أي شروط عليها، رغم التصعيد في الهجمات الجوية ومحاولات التوسع الاستخباري.
وأجمع عدد من الخبراء والمحللين في وسائل إعلام الاحتلال أن الردع الإسرائيلي بات عاجزاً أمام ضربات اليمن، إذ لم تفلح الغارات في كبح الصواريخ والطائرات المسيرة القادمة من صنعاء، بل أصبحت “إسرائيل” مضطرة للتعايش مع “روتين القصف اليمني”، ما دامت الحرب على غزة مستمرة.
تصعيد استخباري بلا جدوى
موقع “القناة 12″ الإسرائيلية كشف أن الغارات تستهدف البنية التحتية الحيوية لليمن بهدف الضغط على صنعاء لوقف هجماتها، إلا أن هذه الأهداف لم تحقق النتائج المرجوة. ولفت التقرير إلى إنشاء وحدة استخبارات خاصة بـ”الساحة اليمنية” في سلاح الجو الإسرائيلي بداية هذا العام، تضم أربعة ضباط يتوزعون بين جمع المعلومات والعمليات الدفاعية والهجومية، بعد أن كانت تدار سابقاً من قبل ضابط واحد فقط.
وأوضح ضابط في الاستخبارات الجوية أن التوسع في بنك الأهداف في اليمن بدأ قبل أشهر من اندلاع الحرب على غزة، متوقعاً تصعيداً متواصلاً من صنعاء التي وصفها بـ”العدو العنيد والمعقد”.
فشل الردع وضياع الرهان
رونين بيرغمان، محلل “يديعوت أحرونوت”، اعتبر أن “إسرائيل” تواجه خصماً يصعب هزيمته: “فاليمنيون يكتفون بالقليل ويسببون الكثير من الضرر”، مضيفاً أن لا الغارات الأميركية ولا الإسرائيلية استطاعت ثنيهم عن مواصلة الهجمات.
في السياق نفسه، رأى ياريف أوفنهايمر، الرئيس السابق لحركة “السلام الآن”، أن الهجمات الإسرائيلية مجرد “استعراض لا يردع أحداً”، وهي تهدف لإقناع الجمهور الإسرائيلي فقط بأن “الرد حاصل”.
وبحسب تقارير متعددة، تعزز هذه النظرة حقيقة أن صفارات الإنذار تواصل قرعها في عمق الأراضي المحتلة، مسببة حالة من الذعر، وشللاً في حركة الملاحة الجوية بسبب إلغاء شركات طيران عالمية رحلاتها نحو “إسرائيل”، ما يعكس ضعف فاعلية الدفاعات الجوية أمام تهديدات اليمن.
المعادلة تنقلب
في تقرير آخر لصحيفة “إسرائيل هيوم”، ورد أن صنعاء دخلت في معادلة “رد بالمثل”، حيث تقابل الإنذارات الإسرائيلية قبل استهداف المطارات أو الموانئ في اليمن، بتهديدات مشابهة من صنعاء، سرعان ما تتبع بإطلاق صواريخ أو طائرات مسيّرة باتجاه الأراضي المحتلة.
ولفت التقرير إلى أن مطار صنعاء عاد للعمل بعد نحو أسبوع من قصفه، ما يعكس محدودية تأثير الهجمات الإسرائيلية، مقابل تأثير عميق للهجمات اليمنية على الاقتصاد وحركة الطيران داخل كيان الاحتلال.
في الختام، يبدو أن “إسرائيل” تجد نفسها أمام معركة طويلة الأمد مع اليمن، طرفها الآخر لا يُرهَق بسرعة، ويجيد استخدام أدوات المقاومة بأقل الإمكانات، ليؤكد حضوره في معادلة الردع، ويعيد رسم معالم الاشتباك الإقليمي في زمن غزة.
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
عاجل|هارفارد في مواجهة ترامب: معركة قضائية لحماية الطلاب الأجانب ومستقبل التعليم الدولي
رفعت جامعة هارفارد دعوى قضائية أمام المحكمة الفيدرالية في بوسطن ضد إدارة الرئيس الأميركي آنذاك، دونالد ترامب، ردًا على قرار حكومي يمنع الجامعة من قبول الطلاب الأجانب.
وصف مسؤولو الجامعة القرار بأنه "انتهاك صارخ" للتعديل الأول في الدستور الأميركي، ولعدد من القوانين الفيدرالية.
عاجل|أميرة في مهب السياسة: مستقبل إليزابيث الأكاديمي في جامعة هارفارد مهدد بقرار أميركي ترامب: روسيا وأوكرانيا اتفقتا على تبادل الأسرى ضربة موجعة لمستقبل التعليم الدوليأفادت هارفارد في شكواها بأن القرار كان له "تأثير فوري ووخيم"، لا سيما على أكثر من 7،000 طالب أجنبي يدرسون لديها ومع تسجيل نحو 6،800 طالب دولي في العام الدراسي 2024-2025، يشكل هؤلاء نحو 27% من إجمالي طلاب الجامعة، وهو ما يجعل الإجراء الحكومي تهديدًا مباشرًا لركيزة من ركائز التعددية التعليمية في الولايات المتحدة.
عاجل|هارفارد في مواجهة ترامب: معركة قضائية لحماية الطلاب الأجانب ومستقبل التعليم الدوليوزارة الأمن الداخلي: اتهامات سياسية وتدخل أمنيأعلنت وزارة الأمن الداخلي أن الوزيرة كريستي نويم أصدرت أمرًا بإنهاء اعتماد برنامج هارفارد للطلاب وتبادل الزوار، متهمة الجامعة بـ "تأجيج العنف، ومعاداة السامية، والتنسيق مع الحزب الشيوعي الصيني".
كما انتقدت الوزارة رفض هارفارد تقديم معلومات حول بعض الطلاب الأجانب، ما اعتُبر مبررًا للإجراء العقابي.
هارفارد ترفض الاتهامات وتؤكد التزامهافي بيان رسمي، رفضت الجامعة الاتهامات الموجهة إليها، مؤكدة أن ما حدث هو "إجراء انتقامي غير قانوني يهدد النسيج الأكاديمي لهارفارد ويقوض الدور العلمي والبحثي الذي تؤديه الجامعة لخدمة المجتمع والبلاد".
ترامب: المحادثات النووية مع إيران تسير على المسار الصحيح عاجل.. أولى تصريحات ترامب بعد مكالمته المنتظرة مع بوتين لتسوية حرب أوكرانيا خلفية سياسية متوترةالقرار يأتي في سياق حملة شنها الرئيس الجمهوري ترامب ضد مؤسسات التعليم العالي التي وصفها بأنها "معاقل للفكر اليساري الراديكالي"، واتهمها بتوظيف شخصيات ديمقراطية بارزة، واعتبر أن بعض الجامعات، ومنها هارفارد، تسهم في "تعزيز الفكر المعادي لأميركا والمؤيد للماركسية".