محللان: واشنطن تحاول ضم سوريا الجديدة للمعسكر الغربي
تاريخ النشر: 24th, May 2025 GMT
يمثل الرفع الأميركي المؤقت لبعض العقوبات التي كانت مفروضة على دمشق، برأي محللين، محاولة أميركية لتعزيز استقرار الرئيس السوري أحمد الشرع، واختبار نياته، وسعيا لضم سوريا إلى المعسكر الغربي.
فقد أعلنت وزارة الخزانة الأميركية تخفيف بعض العقوبات المفروضة على سوريا بشكل فوري، تماشيا مع إعلان الرئيس دونالد ترامب، القاضي بوقف جميع العقوبات عن دمشق.
وأوضحت الوزارة أن تمديد تخفيف العقوبات الأميركية الذي رحبت به دمشق، صدر على أساس التزام الحكومة السورية الجديدة بعدم توفير ملاذ آمن للتنظيمات الإرهابية وضمان حماية الأقليات.
خطوة ممتازةورغم أن الخطوة لم ترتق لطموحات السوريين إلا أنها تعتبر ممتازة لأنها تدعم استقرار الحكومة وتلبي مطالب بعض حلفاء دمشق مثل قطر وتركيا والمملكة العربية السعودية، كما يقول عميد كلية العلوم السياسية في جامعة الشمال السورية الدكتور كمال عبدو.
وخلال مشاركته في برنامج "ما وراء الخبر"، قال عبدو، إن رفع بعض العقوبات لـ6 أشهر فقط ليس كافيا لجلب استثمارات خارجية أو حتى تأسيس بنية تحتية سوريّة، لكنه سيوفر فرصة للحصول على دعم من بعض الدول.
وسوف تساعد هذه الخطوة الحكومة على تخفيف أزمات مثل الكهرباء ونقص العملة الصعبة وتلقّي الدعم الخارجي، برأي عبدو، الذي يرى أن حكومة أحمد الشرع بدت أكثر عقلانية وقدمت كل ما يمكنها تقديمه من أجل التوصل لتفاهمات حتى فيما يتعلق بإسرائيل.
إعلانوقال عبدو إن قرار رفع العقوبات "اتخذ في تل أبيب، التي ما كانت لتقبل باستقرار نظام سياسي يمثل خطرا عليها حتى لو تطلب الأمر تمزيق سوريا"، لافتا إلى أن الولايات المتحدة تنظر لمصالحها بعين إسرائيلية.
كما لفت عبدو إلى ما اعتبرها براغماتية من الشرع الذي لم يرفض الانضمام إلى اتفاقيات التطبيع لكنه طلب بعض الوقت لبحث الأمر، وهو ما تفهمه دونالد ترامب.
وخلص عبدو إلى أن رفع العقوبات يؤكد أن سوريا أصبحت جزءا من ترتيب أكبر تقوم به الولايات المتحدة في المنطقة، بدليل أن دمشق عرضت على واشنطن أن تكون لها الأولوية في كل المشروعات الاستثمارية المهمة كمشروعات الغاز والطاقة.
ضم سوريا للمعسكر الغربي
واتفق المحلل السياسي محمود علوش مع حديث عبدو، لكنه اختلف عنه في مسألة صدور القرار من تل أبيب، وقال إن ترامب هو رئيس أميركا وليس رئيس إسرائيل ومن ثم فهو يتحرك بناء على مصلحة بلاده أولًا.
ووفقًا لعلوش، فإن القرار لم يكن وليد لحظة ولا زيارة وإنما كان نتاج مفاوضات كبيرة جرت خلال الفترة الماضية وشاركت فيها أطراف إقليمية معنية باستقرار سوريا.
وعلى هذا الأساس، يرى علوش أن الأشهر الـ6 التي حددتها الولايات المتحدة تمثل سعيا لتعزيز استقرار الرئيس أحمد الشرع واختبار توجهاته السياسية في الوقت نفسه.
ورغم أهمية المصالح الإسرائيلية في القرار الأميركي، فإن علوش يعتقد أن إدارة ترامب تخشى وقوع انفجار في سوريا يفسد خططها لإعادة تشكيل المنطقة وجعل سوريا جزءا من المعسكر الغربي.
وحتى لو لم تكن مصالح إسرائيل ستتحقق على المدى القريب فإنها سوف تتحقق على المدى البعيد إن استمرت هذه التفاهمات وخصوصا إذا انضمت دمشق لاتفاقات التطبيع، كما يقول علوش.
وخلص المحلل السياسي إلى أن الموقف الأميركي مبني بالأساس على رغبة الولايات المتحدة في شغل مكان إيران وروسيا في دمشق، وهي رغبة تنبع على ما يبدو من تأثر ترامب برؤية تركيا والسعودية لما يجب أن تكون عليه سوريا.
إعلانالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الولایات المتحدة
إقرأ أيضاً:
مبعوث ترامب الخاص لسوريا يلتقي أحمد الشرع ومظلوم عبدي في دمشق
أنقرة (زمان التركية) – ذكرت وسائل الإعلام السورية أن سفير الولايات المتحدة لدى أنقرة ومبعوث ترامب الخاص لسوريا، توم باراك، سيلتقي بالرئيس السوري، أحمد الشرع، وقائد قوات سوريا الديمقراطية، مظلوم عبدي، قريبا في العاصمة السورية، دمشق.
ويأتي هذا اللقاء في إطار الجهود الأمريكية الرامية لتطبيق الاتفاق المبرم بين الحكومة السورية وقوات سوريا الديمقراطية بوساطة أمريكية في مارس/ آذار الماضي.
وأوضحت وسائل الإعلام السورية أن لقاء خاص سيجمع باراك وعبدي قبيل اللقاء الثلاثي، غير أنه لم يتم تقديم معلومات حول موقع هذا اللقاء.
وأفادت المصادر عينها أن اللقاء الثلاثي سيتمحور حول تنفيذ الاتفاق المبرم بين الشرع وعبدي. وينص الاتفاق على دمج قوات سوريا الديمقراطية ومؤسسات الإدارة الذاتية في المؤسسات السورية.
وبحسب وسائل الإعلام السورية، فإنه قد يتم إجراء تعديلات في بعض المواد الخاصة بمدة تنفيذ الاتفاق على وجه الخصوص وذلك بناء على موافقة واشنطن ومطالب قوات سوريا الديمقراطية.
وقد يتم تشكيل هذه التعديلات وفقا لمطالب أكراد سوريا والجدول الزمني للاتفاق المتوقع تطبيقه بنهاية العام.
وزعمت وسائل الإعلام السورية أن فرنسا أيضًا ستشارك في هذه العملية لمتابعة تنفيذ الاتفاق بالتعاون مع الولايات المتحدة ومنع أي توتر محتمل بين الحكومة السورية وقوات سوريا الديمقراطية.
هذا وستشهد اللقاءات المخطط لها تعزيز التنسيق بين التحالف الدولي والحكومة السورية وقوات سوريا الديمقراطية وقضايا لتقييم عملية مكافحة تهديد داعش في سوريا.
Tags: التطورات في سورياتوم باراكقوات سوريا الديمقراطيةمبعوث ترامب الخاص لسوريا