في مشهد يعكس حجم الفوضى والانهيار الأمني والإنساني والحقوقي، تشهد المحافظات اليمنية المحتلة حملة اعتقالات وانتهاكات صارخة بحق الناشطين والحقوقيين والمدنيين والأطفال ومختلف أطياف المجتمع، في مشهد جديد يفضح انهيار المبادئ الأخلاقية والإنسانية في ظل استمرار سيطرة الاحتلال السعودي الإماراتي ومليشياته الإجرامية .

الثورة / مصطفى المنتصر

وشهدت عدن ولحج والمهرة وغيرها من المحافظات المحتلة، موجة اعتقالات وانتهاكات صارخة طالت عدداً من الناشطين والسياسيين والإعلاميين والشباب الذين شاركوا في المسيرات والوقفات الاحتجاجية ضد سياسات الاحتلال وأدواته في المحافظات المحتلة، حتى أن تلك الانتهاكات طالت أطفالاً خرجوا للمطالبة بأبسط الحقوق ومتطلبات المعيشة لتكون نهايتهم في سجون وزنازين المحتل المظلمة والموحشة.
اعتقالات تعسفية
وكانت عدن الأسبوع الماضي قد استفاقت على خبر صادم وحادثة غير مسبوقة، حين نفذت مليشيات الاحتلال السعودي الإماراتي حملة اقتحامات واسعة لأحياء ومنازل المواطنين في خور مكسر بعدن واعتقال ثمانية فتيان قصر تتراوح أعمارهم بين 15 و17 عاماً، دون مسوغات قانونية أو أوامر قضائية، بأساليب همجية وإرهابية، أرعبت المواطنين ولاقت استياء واسعاً بين المواطنين والمنظمات الحقوقية والإنسانية.
وبحسب شهادات أهالي الضحايا وتقارير صحفية محلية، فإن الحملة نفذت بأوامر من منتحل صفة مدير أمن عدن، المدعو “مطهر الشعيبي”، وبقيادة ما يسمى مدير شرطة خور مكسر، “أحمد الشاعري”.
وأفادت المصادر بأن الأطفال نقلوا إلى مركز الشرطة بعد اقتيادهم قسراً من منازلهم في حي السلام، ثم أُجبروا على حلق رؤوسهم بطريقة مهينة.
ووثقت المصادر، أسماء الأطفال المختطفين وهم محمد فتحي، داوود فتحي، محمد عادل، أحمد هرهرة، محمد عبده، هاشم محمد، صلاح الغوزي، وخالد عزيز، والذين تم اعتقالهم بتهمة المشاركة في الاحتجاجات السلمية التي شهدتها عدن للمطالبة بتحسين الخدمات الأساسية في ساحة العروض.
إخفاء الناشطين
وشملت الحملة اعتقال عدد من الناشطين، أبرزهم فؤاد الديقان، الناشط المدني الذي خرج مثقلا بالألم والمعاناة، وهتف من أجل توفير الكهرباء والماء وهي ابسط الحقوق، فكان نصيبه زنزانة باردة في مدينة شديدة الحر يحرم على سجنائها أبسط الأساسيات الحياتية ويعاقبون لأنهم تجرأوا على الهتاف بمطالب وحقوق بسيطة من حقوق الشعب فكان لا بد من إسكات صوته وإخفائه في سجون الانتقالي السرية.
وهذه المرة لم يسلم أبناء المهرة من سطوة المحتل ومليشياته المظلمة، التي اعتقلت المصور ناجم محمد زعبنوت، الذي حمل هاتفه ووثق تحركات مشبوهة، تهدد أمن مدينته المسالمة وتنال من أبنائها، وسط تكدس وزحف للمليشيات المسلحة التي أغرقت المحافظة، فكان جزاؤه الضرب والاعتداء والخطف، لأنه كان قد حذر من حجم المخاطر التي تحيط بالمهرة.
مسافرون مفقودون على قارعة الطريق
وفي ذات السياق، أثارت حوادث الاختفاء المفاجئة لعدد من المواطنين والمسافرين في مناطق سيطرة المرتزقة حالة من الذعر والرعب نتيجة غياب سلطة القانون وتنامي نفوذ المليشيات المسلحة، التي عمدت إلى نشر هذه الفوضى وفرض واقع مرير يخدم مصالحها وتوسيع نفوذها في المناطق الخاضعة لها، الأمر الذي يشكل تهديدا مستمرا لسلامة المواطنين والمسافرين ولا سيما من أبناء المحافظات الشمالية الذين يتعرضون لأبشع أصناف التنكيل والإذلال المهين على أيدي ميليشيات الاحتلال، وهو ما يثير تساؤلات جدية حول دور مليشيات المرتزقة في توفير الحماية اللازمة للمواطنين وضمان سلامة المسافرين والمدنيين الأبرياء.
وكانت مصادر مطلعة قد تحدثت عن فقدان السائق طارق مرتضى نعمان في ظروف غامضة منذ حوالي أسبوع أثناء توجهه من محافظة تعز إلى محافظة عدن الواقعة تحت سيطرة حكومة المرتزقة.
وأفادت مصادر مقربة من عائلة الضحية بأن آخر اتصال مع طارق كان من مديرية طور الباحة، وبعدها انقطعت أخباره تمامًا، مما أثار قلقًا بالغًا لدى أفراد أسرته وزملائه حول مصير ابنهم بعد أن بذلوا جهوداً كبيرة في البحث عنه لدى التشكيلات المسلحة المنتشرة في المنطقة، والمدعومة من التحالف السعودي الإماراتي، والتي لم تثمر عن أي نتيجة، مما يزيد من احتمالية تعرضه للاختطاف أو الاعتقال القسري.
وبحسب حقوقيين، فإن هذه الجرائم لا تعدو عن كونها حلقة جديدة ضمن سلسلة طويلة من الانتهاكات والجرائم المميتة التي ترتكبها ميليشيات الاحتلال بحق المدنيين والأسرى في سجون الاحتلال، محذرين من خطورة تنامي هذه الظاهرة التي تضاعفت بفعل انتشار التشكيلات المسلحة الموالية الأطراف المتنازعة، وتنافسها المحموم على مناطق النفوذ والسيطرة على الموارد.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

أوائل طلاب الكليات العسكرية لـ صدى البلد: مستعدون للدفاع عن الوطن

في إطار احتفالات مصر والقوات المسلحة بتخريج دفعات جديدة من طلبة الكليات العسكرية، التقي "صدى البلد" مع عدد من أوائل الطلبة، تحدثوا  عن فترة تواجدهم داخل صفوف الكليات العسكرية والعلم والتدريس والتدريب الذي تلقوه، كذلك الخبرات التي اكتسبوها أثناء فترة تواجدهم داخل الكلية.

ملازم أحمد عبد الحافظ عبد المحسن فراماوي

في البداية تحدث ملازم أحمد عبد الحافظ عبد المحسن فراماوي، من الدفعة الخامسة الحاصلين على المؤهلات العليا، عن شعوره في هذا اليوم، قائلًا: "إحساس لا يوصف وأنا سعيد جدًا وفخور بنفسي أنني حققت أحد أحلامي منذ الطفولة وحلم والدته بأن أكون طالب في الكلية الحربية، وأن أتخرج منها، وأن أكون أحد أبناء القوات المسلحة وهذا طبعًا شرف لي وشرف لأي حد من دفعتي وزملائي اللذين تخرجوا معي اليوم".

وتطرق إلى طبيعة الحياة الدراسة داخل الأكاديمية العسكرية المصرية، مؤكدًا أنه تعلم الكثير داخل الكلية ومنها الانضباط، وتقدير العلم، منوهًا بالإمكانات الكبير التي توفرها الاكاديمية للطلبة لكي يصبحوا مؤهلين للانضمام إلى صفوف القوات المسلحة، لافتًا إلى حرص الرئيس عبد الفتاح السيسي، على الاهتمام بتخرج ضباط لديه الوعي في كافة المجالات.

وشدد على أنه سيعمل على تقديم كل نقطة عرق من أجل الوطن وخدمته، وأن يسير على خطى القادة في خدمة الوطن، موجهًا كلمة للشباب، طالبهم فيها بالوعي وعدم الالتفات للشائعات التي نشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي وأخذ المعلومات من مصادرها الموثوق بها.

رائد مكلف نرمين ضياء الدين

من جهتها، قالت رائد مكلف نرمين ضياء الدين، الأولى على الدورة الثانية للفروسية أنها تم قبولها في الدورة بعد اجتيازها للاختبارات الفنية الخاصة برياضة الفروسية، والاختبارات الخاصة بالكليات العسكرية، مشيرة إلى أن مدة الدورة داخل الأكاديمية كانت 8 أشهر، موضحة أنه قبل انضمامها للقوات المسلحة كانت لاعبة رماية بالقوس والسهم من فوق الخيل.

وعن يومها داخل الأكاديمية العسكرية المصرية، كشفت أنه يبدأ بالطابور الصباحي ثم تدريبات اللياقة البدينة، بالإضافة إلى المواد العلمية والعسكرية، موجهة الشكر للرئيس عبد الفتاح السيسي، لحرصه على الاهتمام برياضة الفروسية وانتشارها في ربوع مصر.

النقيب عبد الرحمن محمد محمد أبو شوشة

في ذات السياق، قال النقيب عبد الرحمن محمد محمد أبو شوشة، الأول على القسم الجامعي تخصص أدب علم نفس إكلينيكي، أنه انضم إلى صفوف القوات المسلحة لتحقيق حلمه منذ الصغر، موضحا أن أسرته شجعته على هذه الخطوة.

وأشار أنه خريج كلية الآداب جامعة طنطا، وبعد الانتهاء من دراسته، قام بالتقديم في الأكاديمية العسكرية، مؤكدا أن الأكاديمية ساهمت في بناءشخصيته حتى أصبح فرد مقاتل ذو مهارات وسمات نفسية وبدنية تتحمل الحياة العسكرية، منوها أن فترة دراسته داخل الأكاديمية العسكرية المصرية ساهمت في ثقله فكريا ونفسيا وإنسانيا كذلك زيادة روح الولاء والانتماء لمصر والقوات المسلحة.

ملازم بحري تحت الاختبار محمد عصام الجمال

ملازم بحري تحت الاختبار محمد عصام الجمال أحد أوائل الكلية البحرية أكد أن هناك منظومة متطورة وحديثة على مستوى عالمي فيما يخص التعليم والتدريب داخل الكلية خاصة بعد إدخال العديد من الأسلحة والوحدات البحرية المتطورة تقنيا وتكنولوجيا في السنوات الماضية، حتى يكون الخريج الجديد قادرا على مواكبة التطور التكنولوجي الكبير في جميع دول العالم.

وأوضح أنه يتم إعطاء طلبة الكلية فرقا خاصة مثل: "الصاعقة البحرية والغطس وفنون بحرية – ولوجستيات وبحث وإنقاذ"، مشيرا أن الكلية تخرج ضباط قادرين للتعامل مع أحدث نظم القتال العالمية.

طباعة شارك القوات المسلحة الكليات العسكرية أوائل طلبة الكليات العسكرية

مقالات مشابهة

  • القضاء الأعلى يعيّن قاضيتين في مناصب قيادية بعدن
  • ناجي الشهابي بعد تعيينه بمجلس الشيوخ: سأعمل على رفع المعاناة عن المصريين
  • أوائل طلاب الكليات العسكرية لـ صدى البلد: مستعدون للدفاع عن الوطن
  • طفح مجاري الصرف الصحي في عدن يفاقم معاناة المواطنين وسط صمت حكومي مطبق
  • غارات إسرائيلية تستهدف منطقة المصيلح في لبنان
  • حركة "جيل زد 212" تعلن تعليق الاحتجاجات موقتا في المغرب
  • المركز التكنولوجي ببورسعيد يحقق نسب إنجاز متميزة في التعامل مع شكاوى المواطنين
  • المركز التكنولوجي بمحافظة بورسعيد يحقق نسب إنجاز متميزة في التعامل مع شكاوى المواطنين
  • انتهاكات في مدني.. اعتقالات تعسفية واعتداءات متكررة على سيدة نازحة
  • أبو العينين: هذه الوزارة اتعرض عليا اتولى قيادتها من كام سنة ورفضت