الصين تعزز تحالفها في مواجهة الاحادية الأمريكية
تاريخ النشر: 25th, May 2025 GMT
بكين"وكالات":
كررت إندونيسيا والصين اليوم التزامهما تعزيز العلاقات الثنائية، خلال زيارة لرئيس الوزراء الصيني الذي حذر من "الأحادية والحمائية" اللتين تهددان "النظام الاقتصادي الدولي".
وعبر رئيس الوزراء الصيني لي تشيانغ اليوم عن استعداد بلاده للعمل مع إندونيسيا لتعزيز التعاون والثقة السياسية المتبادلة ورفع مستوى التنسيق الاستراتيجي والتصدي للمخاطر والتحديات سويا.
ونقلت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) عن لي قوله إن على الجانبين استكشاف التعاون في مجالات مثل التمويل والطاقة الجديدة والاقتصاد الرقمي والذكاء الاصطناعي والفضاء والقطاع البحري.وفي خضم الحرب التجارية المستمرة مع الولايات المتحدة، تسعى الصين إلى بناء تحالف عالمي وتكثيف تعاونها مع دول مثل إندونيسيا.واتفقت بكين وواشنطن هذا الشهر على تأجيل فرض بعض الرسوم الجمركية لمدة 90 يوما.
يقوم رئيس الوزراء الصيني لي تشيانغ بزيارة أكبر اقتصاد في جنوب شرق اسيا قبل ان ينتقل الى ماليزيا لحضور قمة تستمر يوما واحدا بين الدول الاعضاء في رابطة آسيان، تشارك فيها ايضا الصين ودول الخليج النفطية.
وتأتي هذه الزيارة بعد جولة للرئيس الصيني شي جينبينغ منتصف ابريل شملت دولا عدة في المنطقة بينها ماليزيا، لكنها استثنت اندونيسيا.
وقال لي بحسب ما نقلت عنه وكالة انباء الصين الجديدة الرسمية إن "الاحادية والحمائية تتصاعدان على مستوى العالم، وتهددان النظام الاقتصادي والتجاري الدولي في شكل خطير"، مضيفا "في مواجهة هذه الاخطار، تشكل الوحدة والتعاون السبيل الوحيد الواجب سلوكه".
وأكد رئيس الوزراء الصيني خلال اجتماع ثنائي مع الرئيس برابوو سوبيانتو أن "الصين مستعدة للعمل مع اندونيسيا ن اجل استمرار صداقتنا وتعزيز التضامن والتعاون".بدوره، قال برابوو إن اندونيسيا "مستعدة لتعزيز تعاونها مع الصين بغية تأمين منطقة سلمية وآمنة للجميع".ثم حضر برابوو ولي توقيع سلسلة من بروتوكولات الاتفاقات تناولت خصوصا التنمية الاقتصادية.
كذلك، وقعت ثمانية اتفاقات أخرى في مجالات السياحة والصحة والاستثمار ووسائل الاعلام.
واورد لي ايضا أن "الصين مستعدة للتعاون مع اندونيسيا ودول اخرى على صعيد التنمية من اجل الدفاع عن تعددية الاطراف والتبادل الحر وتعزيز عالم متعدد الاقطاب و(ضمان) عولمة شاملة".
واضاف "على الطرفين أن يحافظا على مصالحهما المشتركة ويعززا السلام والاستقرار والتنمية على الصعيدين الاقليمي والعالمي".وتعتبر بكين وجاكرتا حليفين اقتصاديين، مع استثمارات واسعة للشركات الصينية في الموارد الطبيعية الإندونيسية في الاعوام الاخيرة، وخصوصا في قطاع النيكل.
لكن قضية طرق الملاحة الاستراتيجية في بحر الصين الجنوبي تركت أثرا سلبيا على العلاقات بين البلدين في الاعوام الاخيرة.
وتسعى بكين منذ أعوام الى توسيع رقعة وجودها في هذه المنطقة المتنازع عليها، متجاهلة قرارا دوليا لم يعترف بحقها في المطالبة بالقسم الأكبر منها.
واعلنت اندونيسيا في اكتوبر أنها صدت ثلاث مرات سفنا لخفر السواحل الصينيين في مياه بحر الصين الجنوبي.
وعرضت إندونيسيا على الولايات المتحدة عددا من التنازلات في محاولة لتخفيف وطأة الرسوم على جاكرتا. والصين أكبر شركاء إندونيسيا التجاريين.
وأضافت شينخوا أن برابوو ولي شهدا عقب المحادثات توقيع سلسلة من اتفاقيات التعاون في مجالات مثل سياسات التنمية الاقتصادية والصناعة وسلاسل التوريد والتعاون المالي.وبعد زيارة تستغرق ثلاثة أيام لإندونيسيا، من المقرر أن يتوجه لي إلى ماليزيا لحضور قمة رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) ودول مجلس التعاون الخليجي والصين.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الوزراء الصینی
إقرأ أيضاً:
سفير عمان بالقاهرة: منتدى التعاون العربي الصيني منصة للشراكة النموذجية المتعددة الأطراف
أكد السفير عبدالله بن ناصر الرحبي، سفير سلطنة عمان لدى مصر ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية، أن منتدى التعاون العربي الصيني الذي انطلق قبل عقدين من الزمن، يعتبر منصة للشراكة النموذجية المتعددة الأطراف، كما يعد آلية محورية لتعزيز التعاون “جنوب – جنوب”، بما يضمن تحقيق العدالة وتفعيل آليات التنسيق والتشاور وتبادل الدعم بين الدول العربية والصين في مختلف القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، بما يعزز الأمن والسلام والاستقرار في المنطقة والعالم.
جاء ذلك خلال مشاركة سلطنة عُمان في أعمال اجتماع الدورة العشرين لإجتماع كبار المسؤولين لمنتدى التعاون العربي الصيني والدورة التاسعة للحوار السياسي الاستراتيجي على مستوى كبار المسؤولين الذي عُقد في العاصمة المغربية الرباط، برئاسة السفير عبد الله الرحبي، وعدد من المسؤولين بوزارة الخارجية العمانية وسفارة سلطنة عمان بمملكة المغرب.
أكد السفير الرحبي في كلمته خلال الاجتماع، أن المنتدى أثبت خلال العقدين الماضيين فاعليته في ترسيخ الشراكة العربية – الصينية، وتعزيز التعاون المؤسسي بين الجانبين، في ظل عالم يواجه تحديات متزايدة على مختلف الأصعدة.
وأشار الرحبي إلى أن العلاقات العربية – الصينية تشهد اليوم أفضل مراحلها، نظرًا للتقارب في الرؤى، والتكامل القائم بين ثقافتين عريقتين واقتصادين متنوعين، مما يجعل من هذه الشراكة نموذجًا يحتذى به للتعاون متعدد الأطراف.
كما سلط السفير عبد الله الرحبي في كلمته الضوء على الموقف الصيني الإيجابي تجاه قضايا المنطقة، لا سيما القضية الفلسطينية، مشيدًا بالدعوة الصينية لعقد مؤتمر دولي واسع النطاق لإحياء مسار السلام القائم على حل الدولتين، ومؤكدًا دعم سلطنة عُمان لإنهاء المأساة الإنسانية التي يمر بها الشعب الفلسطيني، في ظل ما يتعرض له من اعتداءات متواصلة من قبل سلطات الاحتلال.
وأكد السفير العماني بالقاهرة عبدالله الرحبي أن الوثائق المرجعية التي تبناها المنتدى، كـ”إعلان الرياض”، و”وثيقة تعميق الشراكة الاستراتيجية”، أسست لمرحلة متقدمة من التعاون القائم على مبادئ الاحترام المتبادل والتنمية المشتركة.
استعرض السفير الرحبي عمق العلاقات التاريخية بين سلطنة عُمان وجمهورية الصين الشعبية، والتي تمتد لأكثر من ألف ومائتي عام، وتُعد من أقدم العلاقات بين بلدين في الوطن العربي وآسيا. وقد قامت هذه العلاقات على أسس من الثقة والتجارة المتبادلة، خاصة عبر طريق الحرير البحري، مما أسهم في بناء شراكة متينة تطورت عبر العصور لتشمل مجالات متنوعة، وتُشكل اليوم نموذجًا يُحتذى به في الاستمرارية والتفاهم الحضاري.