هل الحب جريمة؟.. سؤال للمستقبل
تاريخ النشر: 26th, May 2025 GMT
في عام 2075، قد تصدر محكمة ما أول حكم من نوعه: “تم الحكم على المتهم بأنه مصاب بالحب، يُحبس في مصحة حتى يعود لرشده، وتُلغى جميع تصرفاته، وتُعاد له أمواله كونه كان مغيّبًا عن الوعي.” هل تبدو لك الفكرة مجنونة؟ ممتاز، دعنا نكمل الجنون.
اليوم، يُسوّق الحب كأعظم نعمة. لكن الحقيقة التي يخاف الجميع مواجهتها: الحب هو أخطر مرض عرفته البشرية.
فكر للحظة: من يربح عندما تقع في الحب؟
أنت؟ أبداً.
الرابح الحقيقي هو بائع الورود، وصاحب المجوهرات، ومكاتب السفر، وصالات الزواج، ووكالات السيارات، ومحلات الملابس، والبنوك حين تقترض، والمطور العقاري حين تشتري شقة لتُرضي “من تحب”.
الحب برنامج استنزاف منظم… وأنت الضحية التالية.
حين تحب، تتحول من شخص منطقي إلى طفل يرمي أمواله وهو يضحك. تُهدي، تُسامح، تُبرر، تُعذّب نفسك، وتحاول إرضاء الطرف الآخر على حساب كرامتك ومكانتك.
تخيل أنك رجل أعمال ناجح، تتحول فجأة إلى ممثل ثانوي في قصة امرأة لا ترى فيك سوى “محفظة تمشي”.
ولا تلومها، فالمجتمع كله يروّج لهذا النموذج. من المجالس إلى المحتوى الرقمي، الكل يرسّخ أن الحب = تضحية مادية.
هل نبالغ؟ لا.
القرآن قالها بوضوح. امرأة العزيز، زوجة ملك مصر، ثرية ومحترمة، شغفها حبًا بيوسف عليه السلام، حتى كادت تهدم كل ما تملك. بل إن نساء المدينة قطعن أيديهن من الاندهاش ولم يشعرن بالألم!
لذا، لا تستغرب إن بدأت البشرية قريبًا بإنتاج دواء مضاد للحب.
أبحاث بريطانية تدرس حالياً هرمونات مثل الأوكسيتوسين والدوبامين لتعطيل هذا “الجنون العاطفي” وإنقاذ العقول والثروات.
قد يصبح الحب في يومٍ ما تشخيصاً طبيا، تُعالج منه في المصحات، وتُحاسب عليه أمام القاضي.
الحب ليس بريئًا.
إنه كائن مهووس، يدخلك من الباب ويرميك من السطح.
فكّر فيه كفيروس يُعطّل برامج الأمان في دماغك.
هل ستثبته؟ أم تحمي نفسك منه قبل أن تدفع الثمن؟
المصدر: صحيفة البلاد
إقرأ أيضاً:
أزمة الترحيل تصل إفريقيا.. نيجيريا ترفض أن تتحول ملجأً للمهاجرين المرحّلين من أمريكا
قال وزير الخارجية النيجيري يوسف توغار إن بلاده ترفض ضغوطاً تمارسها الولايات المتحدة على عدد من الدول الإفريقية، من بينها نيجيريا، بهدف قبول مهاجرين فنزويليين مرحّلين من الأراضي الأميركية، بعضهم ممن قضوا أحكاماً بالسجن.
وأوضح توغار، في مقابلة مع قناة “تشانيل” التلفزيونية من البرازيل حيث يشارك في قمة “بريكس”، أن نيجيريا “غير قادرة على استيعاب المرحّلين الفنزويليين، في ظل تحدياتها الداخلية المعقدة”، مضيفاً: “لدينا ما يكفينا من مشاكل، ونرفض تحميلنا عبء سجناء من دول أخرى”.
وكشف وزير الخارجية أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب طرحت هذا الملف خلال استضافتها قادة خمس دول إفريقية هذا الأسبوع في البيت الأبيض، بينهم رؤساء ليبيريا والسنغال وغينيا بيساو وموريتانيا والغابون.
ووفق تقرير نشرته صحيفة “وول ستريت جورنال”، فقد أرسلت وزارة الخارجية الأميركية وثيقة داخلية إلى حكومات الدول الإفريقية المعنية قبل اللقاء، دعتهم فيها إلى الموافقة على “نقل كريم وآمن وفي الوقت المناسب من الولايات المتحدة” لمهاجرين من دول ثالثة، في إشارة إلى الفنزويليين وغيرهم.
وأكد مسؤولان مطلعان لـ”رويترز” أن المقترح الأميركي يشمل استقبال دول إفريقية مهاجرين ليسوا من مواطنيها، تمهيداً لترحيلهم لاحقاً أو توطينهم بشكل مؤقت، في إطار تسريع إجراءات الترحيل التي تسعى إدارة ترامب إلى فرضها منذ عودته إلى الرئاسة في يناير الماضي.
ورفض توغار المقترح قائلاً: “نيجيريا، الدولة الإفريقية الأكبر سكاناً بـ230 مليون نسمة، ليست في موقع يؤهلها لقبول مزيد من اللاجئين أو المرحّلين، خصوصاً من خارج القارة”، مشدداً على أن “الضغوط الأميركية غير مقبولة، وتتنافى مع السيادة الوطنية ومصالح البلاد”.
وتأتي هذه الخطوة ضمن تصعيد ملحوظ في سياسة ترحيل المهاجرين التي تتبعها إدارة ترامب، والتي تسعى إلى تجاوز العراقيل القانونية والدبلوماسية التي تعيق ترحيل بعض الجنسيات، عبر ترتيبات ثنائية مع دول ثالثة.
وكانت واشنطن قد أبرمت في وقت سابق اتفاقات مشابهة مع دول في أميركا الوسطى مثل غواتيمالا وهندوراس، لكنها المرة الأولى التي تحاول فيها نقل النموذج إلى إفريقيا.
يُذكر أن فنزويلا تعاني من أزمة سياسية واقتصادية حادة دفعت بملايين من مواطنيها إلى الهجرة، وقد رفضت حكومتها في كثير من الأحيان استقبال المرحّلين من الولايات المتحدة، ما أدى إلى تراكم ملفات ترحيل عالقة لدى إدارة الهجرة الأميركية.