المجاعة تتسع في ظل انهيار إنساني خطير.. جيش الاحتلال يوسع عملياته في غزة
تاريخ النشر: 26th, May 2025 GMT
البلاد – غزة
بينما يواصل الجيش الإسرائيلي توغلاته العسكرية في مختلف أنحاء قطاع غزة، تتفاقم الأزمة الإنسانية بشكل غير مسبوق، مع تحذيرات دولية من تفشي المجاعة وارتفاع حالات الوفاة نتيجة سوء التغذية، في ظل ندرة الغذاء والدواء وصعوبة الوصول إلى المساعدات.
وأعلن الجيش الإسرائيلي، أمس (الأحد)، عن توسيع نطاق عملياته داخل قطاع غزة، مؤكداً دخول لواء المظليين إلى المنطقة خلال الـ24 ساعة الماضية، للانضمام إلى المعارك الدائرة في خان يونس، جنوبي القطاع، تحت قيادة الفرقة 98.
وأشار بيان الجيش إلى أن جميع ألوية المشاة والمدرعات النظامية متمركزة حالياً داخل القطاع، بينما يشارك عدد محدود من ألوية الاحتياط في العمليات ضمن ما يعرف بـ”مناورة غزة”.
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن مروحيات عسكرية نقلت عدداً من الجنود المصابين من غزة إلى مستشفيات داخل إسرائيل، في أعقاب ما وصف بـ”حدث أمني” طال القوات الإسرائيلية شمال القطاع، دون تقديم تفاصيل إضافية.
من جانبه، أفاد الدفاع المدني الفلسطيني بانتشال جثامين ثمانية فلسطينيين قضوا جراء غارات جوية إسرائيلية استهدفت مناطق شرقي خان يونس، بينما أفاد مراسل “العربية” بمقتل خمسة آخرين في قصف استهدف منزلاً في جباليا شمالي القطاع.
وتواصل وزارة الصحة في غزة توثيق الخسائر، حيث ارتفعت حصيلة القتلى إلى 53,939 قتيلاً، إضافة إلى أكثر من 122,797 مصاباً، منذ بدء الهجوم الإسرائيلي في السابع من أكتوبر 2023. وأشارت الوزارة إلى أن عدداً من الضحايا ما زالوا تحت الركام أو في الطرقات، حيث تعجز فرق الإسعاف عن الوصول إليهم.
في موازاة التصعيد العسكري، تتعمق الكارثة الإنسانية في القطاع، إذ سجلت أكثر من 57 حالة وفاة نتيجة سوء التغذية ونقص الدواء، وفق ما نقلته وسائل إعلام تابعة لحركة حماس.
وأفاد المصدر نفسه أن 100 شاحنة مساعدات فقط دخلت غزة خلال الأيام الماضية، وهو ما يمثل 1 % فقط من احتياجات السكان الأساسية، بحسب تقديرات محلية، وسط اتهامات للجيش الإسرائيلي بعرقلة دخول المساعدات خاصة إلى مناطق شمال القطاع.
ويُواجه سكان غزة نقصاً حاداً في المواد الغذائية، حيث تعمل 4 مخابز فقط من أصل 25 ضمن برنامج الأغذية العالمي، مما لا يغطي سوى جزء ضئيل من الاحتياجات اليومية. في الوقت ذاته، ارتفعت أسعار المواد المتوفرة بشكل كبير، ما زاد من معدلات الجوع، خاصة بين الأطفال.
وبحسب تقديرات حقوقية، فإن أكثر من 70 ألف طفل في غزة مهددون بالموت جوعاً، في ظل تدهور متسارع في الوضع الصحي والتغذوي، وغياب أي ممرات آمنة وفعالة لإيصال الإغاثة.
المصدر: صحيفة البلاد
إقرأ أيضاً:
الجيش الإسرائيلي يستدعي جميع ألوية المشاة والمدرعات إلى غزة تمهيدًا لتوسيع الهجوم البري
أفادت هيئة البث الإسرائيلية اليوم السبت بأن الجيش الإسرائيلي استدعى جميع ألوية المشاة والمدرعات النظامية إلى غزة، تمهيدا لتوسيع المناورة البرية المستمرة على القطاع.
وبحسب الهيئة، فقد تم إدخال كل الألوية النظامية التابعة للمشاة والمدرعات إلى داخل غزة، بما يشمل فرقة المظليين التي أكملت انتشارها خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، لتكون بذلك آخر تشكيل يدخل ضمن خطة التعزيزات البرية.
وأوضحت التقارير أن العمليات العسكرية تتركز حاليًا في محورين أساسيين: شمال القطاع، حيث تستمر الاشتباكات في محيط مخيم جباليا، ومنطقة خان يونس جنوبا، التي تشهد منذ أسابيع قتالا عنيفا وسط محاولات الجيش لتفكيك بنى تحتية عسكرية تابعة لحركة "حماس".
يأتي هذا التطور في وقت تتزايد فيه التقديرات داخل الأوساط السياسية والعسكرية الإسرائيلية بشأن قرب تنفيذ عملية عسكرية واسعة النطاق ضد ما تبقى من مقاومة مسلحة في القطاع، لا سيما في مدينة رفح، التي تعتبرها إسرائيل آخر معاقل "القيادة المركزية" لحماس. وكان الجيش الإسرائيلي قد عزز حشوده على مشارف رفح منذ أسابيع، وسط تحذيرات دولية من التداعيات الإنسانية لأي اقتحام بري واسع.
كما تشير التحركات العسكرية إلى سعي تل أبيب لإنهاء ما تصفه بـ "مرحلة الحسم" في المعركة، في ظل تعثر المفاوضات غير المباشرة بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، والتي تجري برعاية مصرية وقطرية.
وينظر إلى الدفع بجميع الألوية النظامية إلى الميدان على أنه مؤشر قوي على نية الجيش الإسرائيلي تصعيد عملياته، رغم تصاعد الضغوط الدولية، وخاصة مع تفاقم الأزمة الإنسانية في القطاع الذي يواجه أوضاعا كارثية.